تمنّيت لو كان الموضوع أشمل و يحتوي على عدّة محاور غير استحضار أسماء الكتب و نبذة عنها
سأبدأ أنا
من روائع الأدب الفرنسي : البؤساء
قرأتُها قبل ما يُقارب الأربع سنوات , شخصيّة البطل كانت بالنسبة لي شخصيّة مُنتزعة من الوهميّة للتجسيد الحي
بالضبط و كأنّ الكاتب بثّ الروح في الكلمات ليتراءى مِن بين السطور هذا العجوز البائس الذي بكيتهُ ثلاثة أيام
للقراءة طقوس معيّنة و ربّما لكل كتاب دُنيا أخرى تستقر في أذهاننا .. عندما تُقلّب صفحات رواية فلستَ وحدكَ من يقرأ !
أبداً !
زاوية المكان التي تختزلها , ستائر النافذة , الأشياء المُبعثرة أمامك , الفصول
جميعها تعيش معكَ الكتاب
عندما تبدأ رحلة قراءة لعمل تتقمّص كل أجواءه قسراً فأنّه سيسجّل نفسه كعلامة فارقة على صفحة أيّامك
الشتاء المُقبل مثلاً سيُعيد لك ذكرى شتاء آخر انقضى برفقةِ كتاب
عندما يُخبرنا القدماء بأنّ الكتاب خير جليس و أوفى رفيق فهذا لا يقتصر أبداً على أنّه الكائن الصامت الذي تحمله دون عناء أنّى ذهبت
المعنى أكبر من ذلك و أعمق بكثير
رفقة الكتاب هي سيرة احتواء .. مُعايشة .. ألفة .. تشكيل داخلي قد يعجز عن تكوينه الكثير من الأصدقاء
بالضبط هذا ما كانَ يحدث معي عندَ قراءة البؤساء و بطيلة هذهِ السنوات و ذكرى القراءة من أجمل الأيام التي قضيتها برفقة كتاب
شكراً لهذه المساحة الثمينة , قد أعود لأحكي الكثير