تري هل أصبحت المواهب عملة نادرة ؟.. أم أن المستويات الفنية في المباريات قد أصبحت من الممنوعات كرويا؟! أم تري نحن قد اصبحنا لا نستطيع ان نتفرج علي كرة حلوة لأن عيوننا تعاني من العشي الكروي علي وزن العشي الليلي؟

هذه الأسئلة طرحتها علي نفسي وأنا اتابع مباريات بطولتي الكؤوس العربية في تونس.. ومجلس التعاون للأندية ابطال الدوري في البحرين.. وهما بطولتان تسدان النفس وليس فيهما ما يستحق المشاهدة والمتابعة من كرة قدم وحماس واثارة الا اذا تم اعتبارهما احد الأنواع المستحدثة للتعذيب في سجون المخابرات بالعالم الثالث.

حتي أصبحت أشك في ان الامتاع في الملعب قد أصبح من علامات الارهاب عند لاعب كرة القدم العربي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ولهذا فقد اصبح كل لاعب حريصا علي نفي أي صلة له بالارهاب .. حتي لو كان كرويا.

يقول صديقنا السعودي عبدالرحمن بن دهام أمين اتحاد كرة القدم السعودي السابق.. ان سبب هذا الفقر الفني في الملاعب.. وتحول المدرجات الي بيوت اشباح في المنطقة هو نتيجة كثافة المباريات والبطولات.. مما جعل الجميع يصل الي مرحلة تشبع عند الناس والجماهير والصحافة واللاعبين.

وكأن أقدم أمين اتحاد كرة في العالم اراد ان يقول المثل : لا تكثر الدوس خوف يملونك.. لا أنت ولدهم ولا طفل يربونك .. والبطولات قد اكثرت من الدوس في عيون الناس.. ولهذا لم تعد للبطولات تلك الحفاوة الجماهيرية المعتادة.

وربما اتفق مع مثل هذا الرأي عندما اتابع ما حدث في السعودية مؤخرا.. وهو البلد الذي اشتهر بكثافة جماهيره.. عندما حاولت السلطات الرياضية تقديم كل المغريات اللازمة لحث الناس علي حضور مباريات دورة الخليج الخامسة عشرة.. وكان الفشل هو نتاج هذه المحاولات ما عدا مباراتي الافتتاح والختام.

الناس وصلت الي ملل كبير.. وانا منهم .. وندعو الله ان يقترب شهر مايو المقبل حتي نشاهد كأس العالم والتي آمل أن تكون خير تعويض للمشاهد الرياضي في الخليج.. حيث نريد ان نشاهد كرة قدم حقيقية بدلا من التلوث الكروي الذي نعاني منه محليا واقليميا لعدة سنوات حتي موعد كل مونديال.

كأس العالم امام بطولاتنا المحلية والاقليمية والقارية اشبه بالاستماع الي أم كلثوم بعد شعبان عبدالرحيم.
وليد الفراج