#106  
قديم 26/03/2008, 12:40 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ شـــذى
استشاري سابق بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 26/11/2005
المكان: تحت غيم مثخن .!
مشاركات: 5,775




هنــا ستجد ضالتك تفضل بالدخول


إضغــط


  #107  
قديم 26/03/2008, 12:43 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/05/2007
المكان: الرياض - السعودية
مشاركات: 115
وهذي بعض الصور للمسلسل













  #108  
قديم 26/03/2008, 12:51 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/05/2007
المكان: الرياض - السعودية
مشاركات: 115
Question

إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شـــذى


هنــا ستجد ضالتك تفضل بالدخول




لو سمحت لم أجد ضالتي ..

انا ابغى المسلسل ..


شكرا على الرد أخوي ..


بس ان الرد .. ما فادني ...

.................................................................................................... ....


... فتى العروبة ...
  #109  
قديم 26/03/2008, 02:45 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ حتى ظلالي هلالي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 03/01/2007
المكان: { .. مسآفر في سما النسيان ~
مشاركات: 2,500
س سوعال

اللي محلمهـ حلم شييييييييييين
بالحلم كانت تبكي
وصحت وهي تبكي

كنت قبل كم يوم أقول لامي ودي مرهـ ابكي من قلب لفرح وتنزل دموع فرح
و ودي مرهـ ابكي لحزن من قلب ابكي << الله لايجيب هاليوم

بس كان مجرد شعور ابي اجربهـ أو على قولتهم هبال

لكن الصدفهـ ان بعد هالكلام بيومين حلمت هالحلم
وللحين خايفهـ منهـ

أنا عارفهـ بتقولون لي ان كل شيء مكتوب وان ماراح يصير إلا اللي ربي مقدرهـ
وأنا مؤمنهـ بهالشيء ..

لكن مجرد خوف بداخلي
وأشين شعور لما تحس انكـ بتفقد أهلكـ


تكفون ادعو لي ان الحلم يطلع مجرد اذغاث احلام
ولا يصدق
  #110  
قديم 26/03/2008, 02:55 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ LBa your heart
عضو سابق بلجنة الفيديو والصوتيات
تاريخ التسجيل: 13/09/2005
المكان: تعبت أدور بالوجيه انساان يفهم لا حكيت
مشاركات: 4,930
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة حتى ظلالي هلالي
س سوعال

اللي محلمهـ حلم شييييييييييين
بالحلم كانت تبكي
وصحت وهي تبكي

كنت قبل كم يوم أقول لامي ودي مرهـ ابكي من قلب لفرح وتنزل دموع فرح
و ودي مرهـ ابكي لحزن من قلب ابكي << الله لايجيب هاليوم

بس كان مجرد شعور ابي اجربهـ أو على قولتهم هبال

لكن الصدفهـ ان بعد هالكلام بيومين حلمت هالحلم
وللحين خايفهـ منهـ

أنا عارفهـ بتقولون لي ان كل شيء مكتوب وان ماراح يصير إلا اللي ربي مقدرهـ
وأنا مؤمنهـ بهالشيء ..

لكن مجرد خوف بداخلي
وأشين شعور لما تحس انكـ بتفقد أهلكـ


تكفون ادعو لي ان الحلم يطلع مجرد اذغاث احلام
ولا يصدق

انا مره فكرت ان اعز الاشخاص لي توفى وبعدها نمت وحلمت انه توفى

يعني الواحد اذا كان يفكر بشي قبل النوم وينام راح يحلم باللي كان يفكر فيه .

مرات اذا بغيت احلم بشي زين مثلاً احلم اني لاعب بنادي الهلال ونجم معروف ,, بس بالاخير مايضبط الحلم واصير مشجع ملحط بالمدرجات
  #111  
قديم 26/03/2008, 03:17 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 19/04/2006
المكان: في مكان لايراني فيه الناس ولكن الله يراني
مشاركات: 5,114
انا مره حلمت ان اخوي اللي اكبر مني توفي
يوم قمت واحمد الله انه حلم . وعلى طول صاروخ لفراشه
واخمه خمه ويقوم ويقعد يلج ش فيك انت سكران . قلت اصيرسكران حشيش بس
اماك سالم ولا فيك شئ >> سالم ولا محمد

دايم تحصلي احلام تخوف مره بس من مده مانب احلم الا زين
مره حلمت بالحر حقي ومره بالكزز > طبعا كلهن بالحلم ولا ماهنا شئ صدز
  #112  
قديم 26/03/2008, 05:37 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الـمـشـاغـب
مايسترو المجلس العام
تاريخ التسجيل: 18/02/2005
المكان: كاشت مع ويلهامسون بين المروج :$
مشاركات: 7,060
يا شين الفضاوة بس

أجل جبتوا سوالف الأحلام؟

البرتقالية ... لا تخافين الحمد لله ما هنا شر .. بس تفكيرك بهالشي هو اللي خلاك تبكين

مالها داعي هالوسوسة ..!!

بعدين هي أضغاث أحلام .. مو أذغاث
  #113  
قديم 27/03/2008, 02:17 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/05/2005
المكان: R ! y a d h
مشاركات: 2,831
السلام عليكم ورده

مدري متى اجازة الربيع للمدارس ..؟؟

  #114  
قديم 27/03/2008, 04:10 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 15/05/2007
المكان: في قلب الزعيم
مشاركات: 3,431
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة جرح يشكي
السلام عليكم ورده

مدري متى اجازة الربيع للمدارس ..؟؟



وعليكم السلآم ورحمة الله ،،
محمد متاكد انت انك بس تبي تعرف الاجازة
على العموم هي تبدأ يوم السبت 06/04/1429هـ
يعني بنهاية دوام يوم الاربعاء 03/04/1429هـ
أي خدمة أخرى يا بعدهم ؟
  #115  
قديم 27/03/2008, 03:10 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/05/2005
المكان: R ! y a d h
مشاركات: 2,831
فارس ورده

سؤالي فيه لفه

شكراً لك يا خلفهم ويا بعدهم
  #116  
قديم 27/03/2008, 05:18 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ "أجمل الذكريات"
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 02/02/2007
المكان: California
مشاركات: 682
سؤال عن عيادات الأسنان في الرياض

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وحيا الله الربع

أنا ناوي إن شاء الله أراجع طبيب أسنان، لأن لي فترة طويلة مارحت، واحترت صراحة ما أدري

أروح لأي عيادة، وفيه كم عيادة في بالي أتمنى من جربها أو يعرف أحد جربها إنه يفيدني عن جودة العمل، وإذا كان فيه طبيب معين متميز، وكذلك الأسعار

العيادات هي: ميرال، عيادات طارق القاضي، مركز فهد لطب الأسنان، مركز ديمة لطب الأسنان، مركز النخبة الطبي

والشكر كل الشكر مقدماً لمن يفيدني في هذا الموضوع
  #117  
قديم 28/03/2008, 02:22 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ~| A z ! z |~
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 25/10/2007
المكان: Spain , Madrid
مشاركات: 6,884
تكفـوووون طالبـكم .. !! ( أبـو تمـام .. !! )

السلااااااام علييييييكـم ..

كيييييييييييفكم .. عساااااااااكـم بخـير ..؟؟



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


تكـفووووووووووووون يالزعمـاء ابـي بـحث عن الشـاعر المعروف :


أبو تمـام ..

ويكـون 15 صفحـة على الـ WORD على الأقـل ..

أتمنى الـرد بـ أقرب وقـت ..

وراح أكـوووون شـاكر للي يلـبي طلبيـ ..

راح أدعيلهـ بـ إذن الله ..


تحياتـي ..
  #118  
قديم 28/03/2008, 03:12 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 10/07/2006
المكان: داخـل فــكــره مــضــيـئــه
مشاركات: 165

أخي الكريم عــزوز

راح اقدم لك فيما يلي سيره مختصره عن ابو تمام ..
تقراءه وتشوف اللي يناسبك في بحثك وانشالله انها تفيدك
واعذرنا على القصور

اليك التالي



ابو تمام، حبيب بن اوس الطائي د. عبد المجيد زراقط ابو تمام، حبيب بن اوس الطائي، شاعر من شعرا العربية الكبار اتخذ موقعا متميزا في تاريخ الشعر العربي،لسببين: اولهما انتاجه الشعري المختلف الذي خرج فيه على عمود الشعر، على مستويي الابداع الشعري والرؤية اليه، خروجامثل مذهبا في الشعر. وقد كون هذا حركة نقدية تناولت مختلف قضايا الشعر ومسائله، ما اثر في تطور الشعر العربي على امتداد تاريخه.
وثانيهما جمعه مختارات من الشعر العربي القديم، ما كون حركة تاليف تتبع في منحى اول منهجه في الجمع، وتشرح،في منحى ثان، ما تم جمعه، وتقدمه للقرا. وقد كان لهذا الجهد دوره في تطور الشعر العربي وحركة النقد الادبي الذي يرى اليه.
وفي ما ياتي نحاول ان نقدم معرفة بالشاعر وشعره، فنبحث، في هذا القسم، في قضيتين اساسيتين هما: اولا سيرة تكون الشاعر.
ثانيا شخصيته واهم العوامل المكونة.
اولا سيرة تكون الشاعر 1 ولد ابو تمام، عام 188 او 190ه، (وقيل 2ه) في قرية «جاسم»((144)) وهي، كما يرى معظم المؤرخين، قرية من قرى «الجيدور»، تقع، في حوران، على الطريق بين دمشق وطبرية. ويذكر ابو الفرج الاصفهاني ان «مولده ومنشاه بناحية منبج بقرية يقال لها جاسم». ويعلق السيد محسن الامين على هذا الراي الذي يتفرد به الاصفهاني، فيرى ان احدا غير ابي الفرج «لم يذكر ان بناحية الجيدور ما يقال له منبج، وانما منبج بناحية حلب، ولعله كان بناحية الجيدور ما منبج»((145)).
اسمه ويذكر ابو تمام موطنه الاول في قصيدة يمدح بها مالك بن طوق، فيقول: لولا اعتمادك كنت في مندوحة عن برقعيد وارض باعيناثا والكامخية لم تكن لي موطنا ومقابر اللذات من قيرا ثالم آتها من اي وجه جئتها الا حسبت بيوتها اجداثا بلد الفلاحة لو اتاها جرول اعني الحطيئة لاغتدى حراثا تصدا بها الافهام بعد صقالها وترد ذكران العقول اناثا ارض خلعت اللهو خلعي خاتمي فيها، وطلقت السرور ثلاثا((146)) والاسما التي يذكرها غير معروفة، الان، ما عدا «عيناثا»، وهي قرية في لبنان الجنوبي(جبل عامل تاريخيا) ، ولعل صلة ما كانت تربط الفلاحين في حوران بفلاحي هذه القرية، او لعل «باعيناثا» اسم مكان في قريته، او في المنطقة التي تحيط بها.
2 ينتمي ابو تمام الى قبيلة طي ء، يقول ابو الفرج في هذا الصدد: انه «من نفس طي ء صليبة»((147)). غير ان بعضهم ذكران اباه «كان نصرانيا من اهل جاسم يقال له ندوس العطار، فجعلوه اوسا، وقد لفقت له نسبة الى طي ء». ويقول مرجليوت،في دائرة المعارف الاسلامية، ان ابا تمام هو الذي بدل اسم ابيه الذي كان نصرانيا، ويظن ان هذا الاسم محرف عن «تيودوس». وراى طه حسين، استنادا الى هذا الظن، انه يوناني الاصل. وذهب بروكلمان الى ان اسم «تدوس» يشيع بين نصارى السريان.
ويخلص د. شوقي ضيف، بعد ان يعرض هذه الارا، الى القول: «ونصرانية ابيه ان صحت لا تنفيه من العرب ولا من طي ء...
وجمهور من ترجموا له من الثقات يذهبون الى انه طائي صليبة، ويشهد لذلك فخره المضطرم بطي ء وانه اختارمنها اكثر ممدوحيه... مما يدل على انه طائي عريق وعربي اصيل»((148)). ويناقش السيد محسن الامين هذا الراي، ويتتبع الروايات وينتهي الى راي مفاده: «والظاهر ان من قال ذلك قاله عداوة،واشتهار كونه طائيا قد تجاوز الحد... ولو كانت نسبته الى طي ء باطلة لما سكت عنه اخصامه وحساده، فكانوا يظهرون للملا بطلان نسبه...، وانساب العرب كانت في ذلك العصر محفوظة معلومة لا يمكن لاحد ان يدعي نسبا كاذبا».
وهودائما يفتخر بقبيلة طي ء وبالانتساب اليها في مواضع كثيرة من شعره، كقوله: ابى قدرنا في الجود الا نباهة فليس لمال عندنا ابدا قدر جرى حاتم في حلبة منه لو جرى بها القطر، قال الناس: ايهما القطر؟ انا ابن الذين استرضع الجود فيهم وسما فيهم، وهو كهل ويافع مضوا وكان المكرمات لديهم لكثرة ما اوصوا بهن شرائع سافر بطرفك في اقصى مكارمنا اذ لم يكن لك في تاثيلها سفر هل اورق المجد الا في بني ادد او اجتني قط لولا طي ء ثمر لولا احاديث ابقتها اوائلنا من السدى والندى لم يعرف السمر تتلى وصايا المعالي بين اظهرهم حتى لقد ظن قوم انها سور((149)) 3 ويبدو ان اوسا كان على شي ء من الطموح فغادر القرية الى دمشق مصطحبا ابنه...، وقد مر بنا وصف ابي تمام لتلك القرية: «مقابر اللذات»، «بيوتها اجداث» ، بلد الفلاحة التي يغدو الحطيئة حراثا ان اتى اليها...، تصدا بها الافهام بعدصقالها... او لعله انس من ابنه مواهب، فقدم به الى المدينة، حيث عمل «خمارا» او «عطارا»، وعمل ابنه حبيب في دكان حائك، ثم في محل «قزاز». ويذكر ابن عساكر، بسنده عن يحيى بن صالح: «رايت ابا تمام بدمشق غلاما يعمل مع قزاز،وكان ابوه خمارا بها»((150)). وكان للعمل عند حائك، ثم عند قزاز ينسج الحرير، تاثيره في الشاعر، فكان انيقا في ملبسه، حائكا نساجا في شعره،ويؤثر عنه في وصيته للبحتري قوله: «كن كانك خيطيقطع الثياب على مقادير الاجسام».
وكان، في دمشق، يختلف الى مجالس العلما والشعرا، فيفيد منها. وتفيد الروايات انه كان يقصد الشعرا في المدن القريبة من دمشق، ولعله التقى الشاعر عبد السلام بن رغبان، ديك الجن، (161 235ه)، وتاثر بطريقته في نظم الشعرالتي كان من ابرز خصائصها توليد المعاني الدقيقة اللطيفة وصوغها بلغة تغلب عليها محسنات البديع.
«جا في اعيان الشيعة: قال عبداللّه بن محمد بن عبد الملك الزبيدي: كنت جالسا عند ديك الجن، فدخل <15´] عليه حدث، فانشده شعرا عمله، فاخرج ديك الجن من تحت مصلاه درجا كبيرا فيه كثير من شعره فسلمه اليه، وقال: يا فتى تكسب بهذا، واستعن به على قولك، فلما خرج سالته عنه، فقال: هذا فتى من اهل جاسم يذكر انه من طي ء، يكنى اباتمام، واسمه حبيب بن اوس، وفيه ادب وذكا، وله قريحة وطبع»((151)).
4 ويبدو ان الفتى الطموح، وقد تفتحت مواهبه، راح يبحث عن فرصة تحقق آماله في الغنى والمكانة، فغادر الى مصر.وتفيد القرائن الاتية انه اقام في مصر بين عامي 208ه و214ه .
كان عام 214ه موجودا في مصر، بدليل ذكره حادثتين وقعتا في ذلك العام، اولاهما مقتل عمير بن الوليد، وقد رثاه ابوتمام بقصيدة مطلعها: اعيدي النوح معولة اعيدي وزيدي من بكائك ثم زيدي وقومي في نسا حاسرات خوامش للنحور والخدود هو الخطب الذي ابتدع الرزايا وقال لاعين الثقلين: جودي الا رزئت خراسان فتاها غداة ثوى عمير بن الوليد((152)) وثانيتهما هزيمة عيسى بن الجلودي امام اهل الخوف، وقال ابو تمام في ذلك: اللّه ارهقك الهزيمة اذا جذبتك آجال الردى جذبا ويذكر، في احدى قصائده التي يشكو فيها سوء حاله في مصر، انه اقام فيها خمسة اعوام وشهرين، ولعله بقي بعد نظم هذه القصيدة مدة، يقول: اخمسة احوال مضت لمغيبه وشهران بل يومان ثكل من الثكل((153)) ويرجح انه غادر مصر في اواخر عام 214ه، بدليل رثائه لمحمد بن حميد الطوسي الطائي الذي قتل في حرب بابك الخرمي في هذا العام، بقصيدة منها قوله: كذا فليجل الخطب وليفدح الامر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر توفيت الامال بعد محمد واصبح في شغل عن السفر السفر ... تردى ثياب الموت حمرا فما دجى لها الليل الا وهي من سندس خضر كان بني نبهان يوم وفاته نجوم سما خر من بينها البدر ... مضى طاهر الاثواب لم تبق روضة غداة ثوى الا اشتهت انها قبر ثوى في الثرى من كان يحيا به الثرى ويغمر صرف الدهر نائله الغمر عليك سلام اللّه وقفا فانني رايت الكريم الحر ليس له عمر((154)).
ويظهر ابو تمام في مصر، وان كان لا يزال فتى، شاعرا مكتمل الادوات، فيمدح عياش بن لهيعة، وينال جائزته. يقول الصولي، استنادا الى رواية البحتري، انه سمع ابا تمام يقول: «اول شعر قلته: تقي جمحاتي لست طوع مؤنبي، ومدحت به عياش بن لهيعة، فاعطاني خمسة آلاف درهم»((155)).
وان يكن عياش هذا غاية الشاعر بمصر وقرابته فيها، كما يقول مخاطبا اياه في قصيدته هذه: وانت بمصر غايتي وقرابتي بها، وبنو ابيك فيها بنو ابي((156)) فقد ماطله واهمله، فقال يذكره، ويحثه: لا تنس تسعة اشهر انضيتها دابا، وانضتني اليك، ونيفا الفطر والاضحى قد انسلخا، ولي امل ببابك صائم لم يفطر عام ولم ينتج نداك، وانما تتوقع الحبلى لتسعة اشهر وتسال عن عذر له فلم يجده: ما عذر من كان النوال مطيعه والطبع منه ان يجود تكلفا((157)) واذ لم يجد التذكير والحث، واذ لم يجد له عذرا، عاتبه عتابا مرا، يظهر فيه الشاعر شرقا بذل السؤال، حريصا على عدم اراقة ما وجهه، مشيرا الى اقوام يكرهونه يدبرون له المكائد، وينتهي الى تهديدهم بهجا يجعلهم «حيضا»... يقول ابوتمام مصورا مرارته في مصر: ذل السؤال شجى في الحلق معترض من دونه شرق، من تحته جرض ما ما كفك، ان جادت وان بخلت، من ما وجهي اذا افنيته عوض اظن عندك اقواما واحسبهم لم ياتلوا في ما اعدوا وما ركضوا يرمونني بعيون حشوها شزر نواطق عن قلوب حشوها مرض لولا صيانة عرضي وانتظار غد والكظم حتم علي الدهر مفترض لما فككت رقاب الشعر عن فكري ولا رقابهم الا وهم حيض((158)) ثم نفذ تهديده وهجاه هجا مرا((159)).
ويبدو ان الشاعر اضطر الى ان يعمل سقا في جامع الفسطاط، حيث كان يشهد مجالس العلما والادبا، فافاد علماوخبرة بالحياة، وتعرف الى ولاة الامر، ومنهم عبداللّه بن طاهر الذي قدم مصر عام 211ه للقضا على ثورة عبيداللّه بن السري. وخالط الادبا والشعرا وتهاجى مع الشاعر يوسف السراج، بعد ان اتهمه بتحريض عياش عليه، ولعله استفادمن طريقته في نظم الشعر، فقد كان هذا الشاعر يتميز بالتعمق في المعاني والاكثار من الغريب.
عاش ابو تمام تجربة شديدة المرارة في مصر، وفي ديوانه غير قصيدة يصور فيها خيبته، ويحن الى بلاد الشام. ومن هذه القصائد قصيدة يقول فيها: ... سقى الرائح الغادي المهجر بلدة سقتني انفاس الصبابة والخبل سحاب اذا القت على خلفه الصبا يدا قالت الدنيا: اتى قاتل المحل اذا ما ارتدى بالبرق لم يزل الندى له تبعا او يرتدي الروض بالبقل اذا انتشرت اعلامه حوله انطوت بطون الثرى منه وشيكا على حمل ترى الارض تهتز ارتياحا لوقعه كما ارتاحت البكر الهدي الى البعل فجاد دمشقا كلها جود اهلها بانفسهم عند الكريهة والبذل سقاهم كما اسقاهم في لظ ى الوغى ببيض صفيح الهند والسمر الذبل فلم يبق في ارض البقاعين بقعة وجاد قرى الجولان بالمسبل الهطل بنفسي ارض الشام لا ايمن الحمى ولا ايسر الدهنا ولا اوسط الرمل ولم ار مثلي مستهاما بمثلكم ولا مثل قلبي فيه ما فيه لا يغلي عدتني عنكم مكرها غربة النوى لها وطر في ان تمر ولا تحلي اذا لحظت حبلا من الحي محصدا رمته فلم تسلم بناقضة الفتل اتت بعد هجر من حبيب فحركت صبابة ما ابقى الصدود من الوصل اخمسة احوال مضت لمغيبه وشهران بل يومان ثكل من الثكل توانى وشيك النجح عنه ووكلت به عزمات اوقفته على رجل...((160)) ومن هذه القصائد قصيدة يذكر فيها ان خديناه الك آبة والنحيب، وان الحبيبة التي تتمنى ان يعود لها حبيب، تتمنى «منى شططا، واين لها حبيب!؟»: اصبح حيث لا نقع لصاد ولا نشب يلوذ به حريب بمصر واي ماربة بمصر وقد شعبت اكابرها شعوب((161)) وفي البيت الاخير اشارة الى الاحداث التي كانت تمر بها مصر في اثنا اقامته فيها، اذ لم تستقر الامور لوال، وقتل غيركبير من اكابرها. وكان الشك يساور ولاة الامر في بغداد بمن يتولاها، ووصل الامر الى الشك بعبداللّه بن طاهر الذي قضى على ثورة ابن السري، يقول الطبري: «قال رجل من اخوة المامون للمامون: يا امير المؤمنين ان عبداللّه بن طاهريميل الى ولد ابي طالب وكذا كان ابوه من قبله...». ولم يطمئن القوم الا بعد ان اختبر عبداللّه برجل دعاه الى القاسم بن ابراهيم بن طباطبا فلم يستجب لان المامون اعطاه من السلطان ما يكفيه((162)). ولعل هذا يفسر تنكر عياش لابي تمام، ويفسر ما اصابه من سوء الحال هناك، فقد عاش في مصر، في آونة اضطرابات،يخشى فيها من الموالين لال ابي طالب، وكان هو مجاهرا بهذا الولا، كما تفيد رائية((163)) عدد ابياتها ثلاثة وسبعون بيتا، يبداها بمخاطبة الظبية، ثم يقرر ان حوادث الاشجان لن تشغله عما هرع لمثله، ما يثير سؤالا عن هذا الامر الذي يهرع له، وعما اذا كان ذهب الى مصر ليقوم بامر ما؟ ثم يتحدث عن هذه الاشجان، فيشكو الدهر والناس: ودهر اسا الصنع حتى كانما يقضي نذورا في مساتي الدهر له شجرات خيم المجد بينها فلا ثمر جان ولا ورق نضر وما زلت القى ذاك بالصبر لابسا ردايه حتى خفت ان يجزع الصبر وان نكيرا ان يضيق لمن له عشيرة مثلي او وسيلته مصر وما لامرى ء من قائل يوم عثرة لعا وخديناه الحداثة والفقر وان كانت الايام آضت وما بها لذي غلة ورد ولا سائل خبر هم الناس سار الذم والحرب بينهم وحمر ان يغشاهم الحمد والاجر صفيك منهم مضمر عنجهية فقائده تيه وسائقه كبر اذا شام برق اليسر فالقرب شانه واناى من العيوق ان ناله عسر اريني فتى لم يقله الناس او فتى يصح له عزم وليس له وفر تري كل ذي فضل يطول بفضله على معتفيه والذي عنده نزر وان الذي احذاني الشيب للذي رايت ولم تكمل لي السبع والعشر واخرى اذا استودعتها السر بينت به كرها ينهاض من دونها الصدر طغى من عليها واستبد برايهم وقولهم الا اقلهم الكفر وقاسوا دجى امريهم وكلاهما دليل لهم اولى به الشمس والبدر سيحدوكم استسقاؤكم حلب الردى الى هوة لا الما فيها ولا الخمر سئمتم عبور الضحل خوضا فاية تعدونها لو قد طغى بكم البحر وكنتم جما تحت قدر مفارة على جهل ما امست تفور به القدر ((164)) يقول الشاعر: وان الذي احذاني الشيب للذي رايت، ولم تكمل له السبع والعشر ما يثير سؤالا عما اذا كان في هذا السن آنذاك، اي عام دخوله مصر، ثم يصرح بالامر الذي لن تشغله عنه حوادث الدهر،فاذا هو الدعوة الى اهل البيت، فيقول: فعلتم بابنا النبي ورهطه افاعيل ادناها الخيانة والغدر ومن قبله اخلفتم لوصيه بداهية دهيا ليس لها قدر يلفت، في هذين البيتين، ان البيت الاول منهما يتحدث عن افاعيل ادناها الخيانة والغدر فعلت بابنا النبي ورهطه، ومن قبلها اخلف «الناس» لوصيه بداهية دهيا، فما هي هذه الافاعيل المستجدة التي تقارن باخلاف الوصية؟ هل من اشارة الى موت الامام علي الرضا (ع)، المفاجىء والذي كان مدبرا ان لم يكن من المامون فمن بطانته؟ وبه سويت الامور بين المامون وبين بني العباس، فارسل لهم المامون يخبرهم بما حدث، ف«خلع اهل بغداد ابراهيم بن المهدي ودعواللمامون بالخلافة» ((165)).
5 ويفسر موقف ابي تمام هذا ريبة الممدوحين منه، حتى بعد عودته من مصر، وكان هو يتسال عن ذلك، فيخاطب ابن ابي سعيد، ولعله ابن محمد بن يوسف الثغري الطائي، فيقول: نطقت مقلة الفتى الملهوف فتشكت بفيض دمع ذروف وبعد هذا النطق من مقلة الفتى الملهوف يذكر بعد الدار وتبدل الايام، ويقول: فعزائي بان عرضي مصون سائغ الورد والسماح حليفي ثم علمي على حداثة سني بصروف الدهور والتصريف ثم يتسال: ليت شعري، ماذا يريبك مني ولقد فقت فطنة الفيلسوف!؟((166)) وابو تمام، هنا، يشكو، ويتسال عما يريب ابن ابي سعيد منه، وهو قريبه من نحو اول، وفطن يدرك جمال الشعر من نحو ثان، لكن الشاعر يجد عزا، فهو كما كان في مصر، مصون الكرامة، يعلم، على الرغم من حداثة سنه بصروف الدهور.
وتغدو الظاهرة واضحة المعالم عندما نقرا قول ابي تمام لابي القاسم بن الحسن بن سهل، فهو يفخر بشعره وعلمه،ويستغرب جزع الممدوح من مدحه في حين يرضى من شاعر آخر قصيدة اخرجت الفاظها مخرج الشتم: طلعت طلوع الشمس في كل تلعة واشرقت اشراق السماك على الخصم وما انا بالغيران من دون جاره اذا انا لم اصبح غيورا على العلم لصيق فؤادي مذ ثلاثين حجة وصيقل ذهني والمروح عن همي وتجزع من مدحي وترضى قصيدة وقد اخرجت الفاظها مخرج الشتم((167)) 6 عاد ابو تمام من مصر الى الشام، كما يذكر الرواة، في عام 214ه، بعد مقتل محمد بن حميد الطوسي الطائي...، اذ انه رثاه رثا حارا كما مر بنا. واخذ يبحث عن فرصة، وهو يدرك ان الناس لا يقيلون عثرة الفقير الفتي، وان العلم ضائع ان لم يرع ضيعته «وفر»، لكن «ذل السؤال» مر، و«العرض» الكرامة ينبغي ان يظل غير مؤتشب (المؤتشب: المختلط بامور تنال منه).
وفي فضا هذا الادراك كان يسعى ابو تمام شاربا كاس الصبر ليجد من يجيره من سطوة الدهر، غير انه لا يكاديحقق بغيته حتى تدركه «حرفة الادب»، وهي حرفة كانت ولا تزال تنبت الخيبة. يقول ابو تمام مصورا هذا الفضا: ... وحادثات اعاجيب خسا وزكا ما الدهر في فعله الا ابو العجب ... ما يحسم العقل، والدنيا تساس به ما يحسم الصبر في الاحداث والنوب الصبر كاس، وبطن الكف عارية والعقل عار اذا لم يكس بالنشب ما اضيع العقل ان لم يرع ضيعته وفر، واي رحى دارت بلا قطب نشبت في لجج الدنيا فاثكلني مالي، وابت بعرض غير مؤتشب باي وخد قلاص واجتياب فلا ادراك رزق اذا ما كان في الهرب .. في كل يوم اظافيري مفللة تستنبط الصبر لي عن معدن الذهب ... اذا عنيت لشاو قلت اني قد ادركته ادركتني حرفة الادب((168)) وهكذا يبدو ابو تمام انسانا عاقلا يسعى في طلب الرزق، مواجها دهرا يفعل الاعاجيب، بسلاح هو العقل والصبر، وعزم على الا تمس كرامته، غير انه يدرك ان حرفة الادب، بما تعنيه وتقتضيه، تحول دون وصوله الى ما يريد.
7 في هذا الفضا اخذ يتنقل بين الرقة والموصل والجزيرة، ويمدح الولاة والامرا، ومنهم محمد بن حسان الضبي،وقد قال في احدى مدائحه له جاعلا نفسه «خليفة الخضر»، ذلك الجواب الذي لا يستقر في مكان: خليفة الخضر من يربع على وطن في بلدة فظهور العيس اوطاني بالشام اهلي وبغداد الهوى وانا بالرقتين وبالفسطاط اخواني وما اظن النوى ترضى بما صنعت حتى تشافه بي اقصى خراسان خلفت بالافق الغربي لي سكنا قد كان عيشي حلوا بحلوان((169)) وهذا يفيد انه لم يستقر به مقام، لم «يربع» : يصبح له ربع بعد، وانه حديث العودة من الفسطاط، ويفكر في السفر الى خراسان ليمدح واليها عبداللّه بن طاهر الذي تعرف اليه في مصر، عندما كان واليها من عام 211ه الى عام 213ه، اماهواه ففي بغداد، ولعله يلمح برغبته الى الامير، فلبى هذا رغبة الشاعر واصطحبه الى بغداد، غير ان هذه الزيارة لم تطل ولم تثمر موقعا في مدينة السلطان.
وتفيد قصيدته في مدح الحسن بن سهل، ولعله مدحه بعد ان اعتزل الوزارة، (كان وزير المامون)، انه كان في السادسة والعشرين من عمره: ابدت اسى ان راتني مخلس القصب وآل ما كان من عجب الى عجب ست وعشرون تدعوني فاتبعها الى المشيب ولم تظلم، ولم تجب ... فلا يؤرقك ايماض القتير به فان ذاك ابتسام الراي والادب ستصبح العيس بي، والليل عند فتى كثير ذكر الرضى في ساعة الغضب ... كالغيث ان جئته وافاك ريقه وان ترحلت عنه لج في الطلب((170)) وهذا يعني انه قدم بغداد بعد عودته من مصر بسنتين. ولعل هذه هي زيارته الاولى لها. ويلفت في هذه القصيدة مطلعهاالذي مزج فيه الغزل ومعاناة الهموم التي شيبته بسعيه الى تبديد هذه الهموم على ناقة توصله للمدوح. ويلفت ايضاتصويره للشيب والكرم، فالاول هو ابتسامة «الراي والادب»، والثاني مطر يعم خيره المقيم والراحل، والصورة الاولى جديدة، والثانية مولدة من معاني المديح المتداولة، ويخرجها الصنيع الشعري متجددة.
8 وفي سعيه الحثيث التقى المامون ومدحه بعدة قصائد لعل اولاها تلك التي يذكر فيها ان الخليفة «انتاش مصر من اللتيا والتي»، والمعروف ان المامون خرج لغزو الروم في سنة 215ه، و«سلك طريق الموصل حتى صار الى منبج...»،وقدم مصر في اول سنة 217ه، ثم غادرها الى دمشق، فاذنة، فلؤلؤة التي حصنها... وقاد جيوشه التي انزلت بالروم هزائم كبيرة..
في قصيدته الاولى، يبدا بالغزل ومعاناة النوى، ثم يرحب بالامام: اهلا وسهلا بالامام ومرحبا سهلت حزونة كل امر قردد وهذا الترحيب يفيد انه التقى الخليفة بعد عودته من مصر، ولعل ذلك حدث في مكان ما من الامكنة التي كان المامون يمر بها، ولعله التقاه في منبج...، وخصوصا انه يذكر صنيعه المخلص لمصر مما اصابها من: «اللتيا والتي».
فانتاش مصر من اللتيا والتي بتجاوز وتعطف وتغمد ثم يذكر «هدي» المامون باختيار الامام علي الرضا (ع) لولاية العهد: اللّه يشهد ان هديك للرضا فينا، ويلعن كل من لم يشهد اولي امة احمد ما احمد بمضيع ما اوليت امة احمد ثم ينصرف الى المديح، ويطيل في ذلك...، ثم يتقرب اليه، بوسيلة طريفة فيقول: ووسيلتي فيها اليك طريفة شام يدين بحب آل محمد نيطت قلائد ظرفه بمحير متدمشق متكوف متبغدد حتى لقد ظن الغواة وباطل اني تجسم في روح السيد((171)) يلفت، في هذه القصيدة، اولا مطلعها الغزلي وفيه وصف لمعاناة الشوق، واذ يرحب بالخليفة يبدو الشوق كانه شوق الى لقا المرحب به الذي سهلت قدراته كل امر صعب، وهذا يكسب المطلع صفة الارتباط الموضوعي بالقصيدة،وثانيا، ان الامور في مصر كانت لا تزال غير مستقرة، ما استدعى قدوم الخليفة اليها، وثالثا ان الشاعر لا يزال يعلن ولاه لال البيت، فيذكر صنيع الخليفة بتولية الامام الرضا (ع) ولاية العهد، ويسميه هديا لامة احمد لن ينساه النبي (ص)،ويتقرب الى الخليفة بهذا الولا، مثيرا مفارقة طريفة، «شامي يدين بحب آل محمد»، اذ كان معاوية بن ابي سفيان قدخرج في الشام على الامام علي بن ابي طالب (ع)...، وواصفا نفسه بصفات تشير الى ولائه من نحو اول والى تنقله من نحو ثان، وينفي في الوقت نفسه ان يكون من «الغواة» الغلاة الذين يظنون ان «روح السيد» قد تجسمت فيه، وهذا الظن يفيد انه كان معروفا بوصفه شاعرا شيعيا يكثر من مديح آل البيت (ع)، والا ما الداعي الى الظن بان روح السيد (السيدالحميري) قد تجسمت فيه؟ ثم مدحه بقصائد اخرى، يتغنى فيها بانتصاراته على الروم، فيصف الجيش وقادته والحرب...
دمن الم بها فقال سلام كم حل عقد صبره الالمام وقفوا علي اللوم حتى خيلوا ان الوقوف على الديار حرام لا مر يوم واحد الا وفي احشائه لمحلتيك غمام حتى تعمم صلع هامات الربى من نوره وتازر الاهضام ما زال حكم اللّه يشرق وجهه في الارض مذ نيطت بك الاحكام ... لما رايت الدين يخفق قلبه والكفر فيه تغطرس وعرام اوريت زند عزائم تحت الدجى اسرجن فكرك والبلاد ظلام فنهضت تسحب ذيل جيش ساقه حسن اليقين وقاده الاقدام مثعنجر لجب يرى سلافه وله بمنخرق الفضا زحام ملا الملا عصبا فكاد بان يرى لا خلف فيه ولا له قدام بسواهم لحق الاياطل شزب تعليقها الاسراج والالجام ومقابلين اذا انتموا لم تخزهم في نصرك الاخوال والاعمام سفع الدؤوب وجوههم فكانهم وابوهم سام ابوهم حام تخذوا الحديد من الحديد معاقلا سكانها الارواح والاجسام مسترسلين الى الحتوف كانما بين الحتوف وبينهم ارحام آساد موت مخدرات ما لها الا الصوارم والقنا آجام حتى نقضت الروم منك بوقعة شنعا ليس لنقضها ابرام..((172)) واللافت، في هذه القصيدة، اولا، البدء بذكر الدمن، وهو بدء سريع، يذكره بلوام، وهم ليسوا لوام عاشق، وانما لوام يخيل اليهم ان الوقوف على الديار حرام، وهو هنا يفصح عن رؤيته الى هذا التقليد الشعري، فلا يراه حراما كما قد غدارائجا، ولا يتبعه محتذيا كما يفعل المقلدون، وانما يتعامل معه بصنيع الشاعر المبدع. وهو هنا يخلص، بعد ذكر الدمن والالمام بها، وهو ما يحل عقد صبره، الى المديح، فيدعو ان لا يمر يوم واحد الا وفي احشائه لمحلتي الخليفة غمام،وهكذا يرتبط المطلع بالمديح، ارتباطا يجعله مكونا اساسا من مكونات القصيدة...، ثم يكشف الشاعر عن صنيع هذاالغمام... فتعمم هامات الربى الصلعا بالزهر، وتاتزر المنخفضات به، وهذه صورة للمكان زاهية مشرقة... تشع بالخصب والنضارة،... من ناحية، وترسم الطبيعة في صورة انسان متعمم بالزهر مؤتزر به... ثم يفصل في المديح، ويغوص على المعاني ويفتقها ويؤديها جديدة تتشابك فيها المقابلات والثنائيات.
وثانيا، وصف الجيش والحرب، وقد تطور هذا التوجه الجديد، فتمثل صورا ملحمية في مدح المعتصم، وبخاصة في قصيدة «فتح عمورية».
9 وتفيد قراة ديوان ابي تمام انه مدح المعتصم سنة 219ه بقصيدة مطلعها: رقت حواشي الدهر فهي تمرمر وغدا الثرى في حليه يتكسر نزلت مقدمة المصيف حميدة ويد الشتا جديدة لا تكفر وجا فيها: اربيعنا في تسع عشرة حجة حقا لهنك للربيع الازهر وهذا يعني انه كان في هذه السنة او قبلها في بغداد، وهذا ما يؤيده مدحه اسحق بن ابراهيم المصعبي، والي الشرطة في بغداد، واشادته بانتصار هذا القائد على المحمرة الذين ثاروا بالجبل شمالي ايران خلال العامين 218ه و219ه. ويقول الشاعر في قصيدته هذه التي مدح بها المعتصم: مطر يذوب الصحو منه، وبعده صحو يكاد من الغضارة يقطر غيثان فالانوا غيث ظاهر لك وجهه والصحو غيث مضمر وندى اذا ادهنت به لمم الثرى خلت السحاب اتاه وهو معذر اربيعنا في تسع عشرة حجة حقا لهنك للربيع الازهر ما كانت الايام تسلب بهجة لو ان حسن الروض كان يعمر او لا ترى الاشيا ان هي غيرت سمجت وحسن الارض حين تغير يا صاحبي تقصيا نظريكما تريا وجوه الارض كيف تصور تريا نهارا مشمسا قد شابه زهر الربى فكانما هو مقمر دنيا معاش للورى حتى اذا حل الربيع فانما هي منظر اضحت تصوغ بطونها لظهورها نورا تكاد له القلوب تنور من كل زاهرة ترقرق بالندى فكانها عين اليك تحدر تبدو ويحجبها الجميم كانها عذرا تبدو تارة وتخفر حتى غدت وهداتها ونجادها فئتين في حلل الربيع تبختر مصفرة محمرة فكانها عصب تيمن في الوغى وتمضر من فاقع غض النبات كانه درر تشقق قبل ثم تزعفر او ساطع في حمرة فكانما يدنو اليه من الهوا معصفر صبغ الذي لولابدائع لطفه ما عاد اصفر بعد اذ هو اخضر خلق اطل من الربيع كانه خلق الامام وهديه المتنشر...((173)) واللافت، في هذه القصيدة، مطلعها، فالقصيدة تبدا بتغير الزمن وتقابل فصوله وتكاملها ما يفضي الى الخصب، ثم يكشف حركة هذا الخصب في الطبيعة، في ثنائيات متقابلة متكاملة...
تكون حسنا ابدعه الخالق، فاطل من الربيع كانه خلق الامام وهديه المنتشر، وهذه صورة فريدة يتمثل فيها الخليفة، ثم يكمل الشاعر المقارنة بين عدل الامام وجوده في الارض وزهر النبات الغض الماثل كانه سرج، وان كانت الرياض تنسى فان فعل الخليفة يذكر على مر الليالي،...وبذلك يسكن الزمان ويصبح طوع صنعه، فينظم البلاد وتصبح «كانها عقد كان العدل فيه جوهر»... وهكذا تكتمل القصيدة وتنطق بدلالة مفادها ان الخليفة هو سيد الزمان والمكان والبلاد... ينظم في عقد العدل فيه جوهر وهذه صورة جديدة للمدح الشعر وللممدوح..
10 رحل ابو تمام الى خراسان، ومدح واليها عبداللّه بن طاهر، وكان قد عرفه من قبل في مصر كما مر بنا. وقد ذكر، في احدى مدائحه، كما مر بنا ايضا، انه يفكر في السفر الى خراسان. غير ان الروايات لا تحدد زمن هذه الرحلة بدقة،والمرجح انها حدثت قبل ان يتخذ الشاعر موقعا متقدما في بلاط الخليفة المعتصم، عنده وعند وزرائه وكتابه: محمدبن عبد الملك الزيات واحمد بن ابي دؤاد والحسن بن وهب... ولعلها حدثت في اثنا تنقل الشاعر في الثغور يمدح القادة، ويعني هذا انها تمت قبل عام 220ه، وهو العام الذي انتصر فيه الافشين على بابك، وانشد ابو تمام قصيدته الشهيرة «فتح عمورية»، وقربه المعتصم منه، وبدا الشاعر يحقق هدفه في الاستقرار في مكان يامن فيه جور الايام.
مضى ابو تمام الى نيسابور، حيث كان يقيم والي خراسان عبداللّه بن طاهر، وهو يمني النفس بالغنى، ولما بلغ قومس سئل عن مقصده، فقال: يقول، في قومس، صحبي، وقد اخذت منا السرى وخطا المهرية القودا مطلع الشمس تنوي ان تؤم بنا فقلت: كلا، ولكن مطلع الجود((174)) وفي «مطلع الشمس» تورية، فخراسان معناها بالفارسية مطلع الشمس، وهو يشير الى معاناته السفر الطويل، ويقابل مطلع الشمس ب«مطلع الجود»، اي عبداللّه بن طاهر. وهو يفيد في هذين البيتين من قول مسلم بن الوليد: يقول صحبي، وقد جدوا على عجل والخيل تفتن بالركبان في اللجم امطلع الشمس تنوي ان تؤم بنا فقلت: كلا، ولكن مطلع الكرم فلما وصل الى دار الامارة حجبه الامير، ويذكر الصولي عن علي بن محمد الجرجاني انه قال: «اجتمعنا بباب عبداللّه بن طاهر من بين شاعر وزائر، ومعنا ابو تمام، فحجبنا اياما، فكتب اليه ابو تمام: ايهذا العزيز قد مسنا الضر جميعا، واهلنا اشتات ولنا في الرحل شيخ كبير ولدينا بضاعة مزجاة قل طلابها فاضحت خسارا فتجاراتنا بها ترهات فاحتسب اجرنا واوف لنا الكيل وصدق فاننا اموات فضحك عبداللّه بن طاهر لما قرا الشعر، وقال قولوا لابي تمام: لا تعاود مثل هذا الشعر فان القرآن اجل من ان يستعار من الفاظه للشعر». قال: «ووجد عليه»((175)). ويذكر التبريزي اسباب حجب ابي تمام، وتوتر العلاقة بين الشاعر والاميرفيقول: «ان ابا سعيد الضرير وابا العميثل كانا على خزانة الادب لعبداللّه بن طاهر بخراسان. وكان الشاعر اذا قصده عرض عليهما شعره فان كان جيدا عرضاه، او دعا به فانشده، وان كان رديئا نبذاه ودفع الى صاحبه... فلما قدم ابو تمام على عبداللّه قصدهما، ودفع القصيدة اليهما، فضماها الى اشعار الناس. فلما تصفحا الاشعار مرت هذه القصيدة على ايديهما، فلما وقفا على هذا الابتدا طرحاها على الشعر المنبوذ، فابطا خبرها على ابي تمام فكتب الى ابي العميثل ابياتا يعاتبه فيها، ويقول: وارى الصحيفة قد علتها قترة فترت لها الارواح في الاجسام((176)) ثم لقيهما فقالا له: لم لا تقول ما يفهم؟ فقال: ولم لا تفهمان ما يقال؟». وعندما دخل ابو تمام على ابن طاهر وانشده القصيدة «وبلغ الى قوله: وقلقل ناي من خراسان جاشها فقلت: اطمئني انضر الروض عازبه والابيات التي بعدها صاح الشعرا، ما يستحق مثل هذا الشعر الا الامير، فلما فرغ من القصيدة نثر عليه الف دينار،فلقطها الغلمان ولم يمس منها شيئا، فوجد عليه الامير، فقال: يترفع عن بري ويتهاون بما اكرمته به؟ فما بلغ بعد ذلك مااراد منه» ((177)). واهمل الامير الشاعر فكان يبعث اليه بالشي ء بعد الشي ء كالقوت، فقال: لم يبق للصيف لا رسم ولا طلل ولا قشيب فيستكسى ولا سمل عدل من الدمع ان يبكى المصيف كما يبلى الشباب، ويبكى اللهو والغزل يمنى الزمان انقضى معروفها وغدت يسراه، وهي لنا من بعدها بدل فتوسط ابو العميثل له، فاجازه الامير، واذن له بالرحيل، فرحل عائدا الى بغداد في عز موسم الشتا((178)).
تكثفت المرارة في نفس الشاعر بعد هذه الخيبة، فعبر عنها في غير قصيدة، فعندما مدح ابا حفص بن عمر الازدي، وهوفي بلاد فارس، قال: ... فلم اغش بابا انكرتني كلابه ولم اتشبث بالوسيلة من بعد فاصبحت لا ذل السؤال اصابني ولا قدحت في خاطري روعة الرد فابت، وقد مجت خراسان داها وقد نغلت اطرافها نغل الجلد واوباشها خزر الى العرب الالى لكيما يكون الحر من خول العبد ليالي بات العز في غير بيته وعظم وغد القوم في زمن وغد يفصح ابو تمام، في هذه الابيات، عن سبب آخر لضيقه بالاقامة في خراسان، وهو ما يكنه اوباشها من حقد على العرب،وقد تجمعت اسباب اهمال الامير له، ومحاولته اذلاله ورفضه ذلك، واحساسه بالكره في مجتمع غريب، فعاش في مناخ يعبر عنه قوله «... زمن وغد»، وصور عيشه في هذا الزمن فقال((179)): صريع هوى تغاديه الهموم بنيسابور ليس له حميم غريب ليس يؤنسه قريب ولا ياوي لغربته رحيم مقيم في ديار نوى شطون يشافهه بها كمد مقيم يمد زمامه طمع مقيم تدرع ثوبه رجل عديم رجا ما يقابله رجا هو الياس الذي عقباه شوم فلا عجب وان كانت ركابي بارض طار طائرها المشوم فقد فارقت بالغربي دارا بارض الشام حف بها النعيم هي الوطن الذي فارقت فيه وفارقني المساعد والنديم فان اك قد حللت بدار هون صبوت بها فقد يصبو الحليم الومك لا الوم سواك دهرا قضى الي بالذي يقضي سدوم وفي الدنيا غنى لم انب عنه ولكن ليس في الدنيا كريم 11 ويذكر التبريزي ان ابا تمام، عندما عاد من عند عبداللّه بن طاهر من خراسان، وبلغ همذان، «اغتنمه ابو الوفا بن سلمة فانزله واكرمه، فاصبح ذات يوم وقد وقع ثلج عظيم قطع الطريق، ومنع السابلة، فغم ابا تمام ذلك، وسر ابا الوفا،فقال له: وطن نفسك على المقام، فان هذا الثلج لا ينحسر الا بعد زمان، واحضره خزانة كتبه، فطالعها، واشتغل بها،وصنف خمسة كتب في الشعر، منها: كتاب الحماسة والوحشيات، وهي قصائد طوال»((180)).
ويبدو ان ابا تمام كان مشغولا بامر المختارات، وكان لديه استعداد لصنعها، ولما حانت الفرصة اغتنمها، والف كتاب‏الحماسة. هذا ان استبعدنا تاليفه خمسة كتب. وابو تمام، في مختاراته، لا يتعصب لمذهبه في الشعر، وانما يختار الجيدمن الشعر، ايا تكن خصائصه، وقد لاحظ القدماء اختلاف ما اختاره عن شعره، فقالوا: «ان ابا تمام في اختياره اشعر منه‏في شعره‏»، وفسروا ذلك بقولهم: «كان يختار ما يختار لجودته لا غير، ويقول ما يقوله من الشعر بشهوته، والفرق بين مايشتهى ويستجاد ظاهر» . ويقول المرزوقي: «وتراه ينتهي الى البيت الجيد فيه لفظة تشينه فيجبر نقيصته من عنده‏»((181)).
12 وبعد عودة ابي تمام من خراسان الى بغداد وسامراء توطدت علاقته برجالات الدولة، ابتداء من الخليفة المعتصم،فقد سجل انتصاراته بقصائد خالدة، واشهر هذه القصائد قصيدته في فتح عمورية سنة 220ه، ومرورا بالوزراء والقادة،وكان هؤلاء يجلونه، ومن نماذج هذا الاجلال ان الحسن بن رجاء قال لما سمع جزءا من مدحيته: «واللّه لا اتممتها الا واناقائم... ما احسن ما جلوت هذه العروس...». ومن الوقائع الدالة على الموقع الذي اتخذه ابو تمام لدى السلطان انشاده‏ثلاث قصائد تسجل الانتصار على بابك الخرمي، الذي تجلى باسره والقدوم به الى بغداد عام 223ه، ومطالعها: «آلت‏امور الشرك شر مآل‏»، «غدا الملك معمور الحمى والمنازل‏»، «بذ الجلاد البذ فهو دفين‏»((182)).
وتوثقت صلات ابي تمام باحمد بن ابي دؤاد واحمد بن المعتصم، ويروح الشاعر يواكب الاحداث، ويصوغها شعرابديعا، فعندما يقبض على الافشين بتهمة الغدر والزندقة، ثم يصلب بجانب بابك، ويحرق، يقول ابو تمام‏قصيدته: الحق ابلج والسيوف عواري فحذار من اسد العرين حذارو تتوثق صلته بمحمد بن عبد الملك الزيات منذ وزارته للمعتصم سنة 225ه، وبكاتبه الحسن بن وهب... وقد قال في‏مديح محمد بن عبد الملك الزيات، من دون ان يبدا بمقدمه: لهان علينا ان نقول وتفعلا ونذكر بعض الفضل منك فتفضلا ابا جعفر اجريت في كل تلعة لنا جعفرا من سيب كفيك سلسلا ... فواللّه ما آتيك الا فريضة وآتي جميع الناس الا تنفلا وقال يمدحه مبتدئا المديح بمقدمة غزلية طللية: متى انت عن ذهلية الحي ذاهل وقلبك منها مدة الدهر آهل تطل الطلول الدمع في كل موقف وتمثل بالصبر الديار المواثل دوارس لم يجف الربيع ربوعها ولا مر في اغفالها وهو غافل فقد سحبت فيها السحائب ذيلها وقد اخملت بالنور منها الخمائل((183)).
وعندما يتوفى المعتصم ويخلفه الواثق يهنى الخليفة الجديد ويعزيه بقصيدته الجميلة: «ما للدموع تروم كل مرام‏».
13 ويرغب الشاعر في الاستقرار، وفي التخلص من «حرفة‏» طالما شكا من ذل السؤال الذي تقتضيه، فحقق له صديقه‏الحسن بن وهب رغبته، وعينه على بريد الموصل. وبقي هناك يقول الشعر كما تمليه عليه تجربته، الى ان توفي في‏الموصل عام 231ه، على الارجح((184))، ودفن هناك.
وبنى على قبره ابن حميد الطوسي قبة، ورثاه الحسن بن وهب بقوله: فجع القريض بخاتم الشعراء وغدير روضتها حبيب الطائي ماتا معا فتجاورا في حفرة وكذلك كانا قبل في الاحياء((185)) ورثاه محمد بن عبد الملك الزيات، بقوله: نبا اتى من اعظم الانباء لما الم مقلقل الاحشاء قالوا: حبيب قد ثوى، فاجبتهم: ناشدتكم لا تجعلوه الطائي((186)) وسئل شرف الدين ابو المحاسن، محمد بن عنين، عن معنى قوله: سقى اللّه روح الغوطتين، ولا ارتوت من الموصل الحدباء الا قبورها لم حرمها وخص قبورها بالارتواء؟ فقال: لاجل ابي تمام.
ثانيا شخصيته، واهم العوامل المكونة 1 كان ابو تمام اسمر طويلا، حلو الحديث، ظريفا، انيقا، لطيف المعاشرة، كريما، مترفعا عالي الهمة، لفظه لفظ‏الاعراب، في صوته الاجش تمتمة يسيرة، ما جعله يصطحب غلاما لينشد شعره.
وفي ذلك يقول عبد الصمد بن المعذل، او ابو العميثل: يا نبي اللّه في الشع ر، ويا عيسى بن مريم انت من اشعر خلق الل ه ما لم تتكلم وتفيد قراءة شعره انه كان يجد في الادب نسبا اقوى من النسب القبلي، فنراه يخاطب علي بن الجهم بقوله: ان يكد مطرف الاخاء فاننا نغدو ونسري في اخاء تالد او يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد او يفترق نسب، يؤلف بيننا ادب اقمناه مقام الوالد((187)) وينسب للبحتري قوله: لو رايت ابا تمام لرايت اكمل الناس عقلا وادبا، وعلمت ان اقل شي‏ء فيه شعره.
كان ابو تمام حاد الذكاء متوقد الفطنة، نافذ البصيرة، سريع الحفظ منذ حداثته. ومن الاخبار التي تفيد ذلك نذكر انه وقف‏على وراق عنده كتاب اراد شراءه، فساومه، فلم يتفقا على ثمنه، فاخذه، وقراه، ثم رده وذهب، فناداه الوراق، فقال:خذه بالثمن الذي اردت، فقال: لا حاجة لي فيه. ولما الح عليه، قال له ابو تمام: خذ الكتاب واضبط، وضبط الوراق فاذاهو قد حفظه.
وجاء في «اخبار متفرقة‏» عنه، ما رواه صديق له قال: «ما رايت اذكى من ابي تمام، خرجنا جميعا الى شاط‏ى النيل، ودفعناثيابنا الى قبطية لتغسلها، ونمت انا، وجلس هو ومعه شعر الطرماح، فما فرغ من دق ثيابه حتى حفظ له خمس عشرة‏قصيدة‏»((188)).
واثمرت رغبته في المعرفة وقوة ذاكرته ثروة شعرية حفظها، ومن الاشارات الدالة على عظم هذه الثروة انه «كان يحفظ‏اربعة عشر الف ارجوزة للعرب غير القصائد والمقاطع‏»((189)).
وكان حاضر البديهة «اذا كلمه انسان اجابه قبل انقضاء كلامه كانه كان علم ما يقول فاعد له جوابه...»((190)).
ولعل قصته في مجلس احمد بن المعتصم تعد مثلا شديد الدلالة على حدة ذكائه وحضور بديهته. كان ابو تمام ينشدالامير سينيته، ولما وصل الى قوله: اقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم احنف في ذكاء اياس قاطعه ابو يوسف يعقوب الكندي، الفيلسوف، قائلا: الامير فوق من وصفت، فاطرق ابو تمام قليلا، ثم مضى قائلا: لا تنكروا ضربي له من دونه مثلا شرودا في الندى والباس فاللّه قد ضرب الاقل لنوره مثلا من المشكاة والنبراس فتعجب الحاضرون، وبخاصة لما اخذت القصيدة منه، ولم يوجد فيها هذان البيتان((191)).
2 يعد ابو تمام شاعرا مثقفا ثقافة واسعة عميقة، وقد مر بنا تاكيده على انه ما انفك يطلب العلم منذ ان قدم دمشق، من‏قريته... وقد مر بنا قبل قليل ان البحتري قال: ان اقل شي‏ء فيه شعره، فان كان شعره على هذا المستوى الرفيع، فكيف‏تكون مكونات شخصيته الاخرى؟! وهو، اي البحتري، يرى نفسه تلميذا له ويعده الرئيس والاستاذ.
ويروي المبرد عن الحسن بن رجاء انه قال: «ما رايت احدا قط اعلم بجيد الشعر قديمه وحديثه من ابي تمام‏». ومن‏الاخبار الدالة على علمه بالشعر ونقده، وعدم تعصبه لمذهبه ما يرويه الصولي عن ابن الدقاق الذي قال: «حضرنا مع ابي‏تمام، وهو ينتخب اشعار المحدثين فمر به شعر محمد بن ابي عيينة المطبوع... الذي يهجو به خالدا، فنظر فيه، ورمى‏به، وقال: هذا كله مختار، وهذا اول دليل على علم ابي تمام بالشعر»((192)).
وتدل اختياراته على عنايته بالشعر من ناحية اولى، وعلى ثقافته الشعرية من ناحية ثانية، يقول الامدي: «... انه اشتغل‏بالشعر وجعله وكده وغرضه وانه ما فاته كبير شي‏ء من شعر جاهلي ولا اسلامي ولا محدث الا وقراه وطالع فيه‏»((193)). ويذكر ابن النديم كتب ابي تمام وهي: 1 الحماسة. 2 الاختيارات من شعر الشعراء، 3 كتاب اختيار اشعار القبائل، 4 آكتاب الفحول((194)). وقد يكون في اختيار اسم «الحماسة‏» ما يدل على القضية التي تشغل ابا تمام، وهي البسالة في‏الذود عن الكرامة والتضحية من اجلها.
وبلغ من احسانه الشعر ان ابراهيم بن العباس قال له: «انت تحسن قائلا وراويا ومتمثلا».
وكان ابو تمام قارئا يواظب على القراءة اينما حل، ويصطحب معه كتبا، ومنها ديوانا مسلم بن الوليد وابي نواس، وقدسئل عنهما، وكانا في شكل حزمتين من الاوراق: واحدة عن يمينه وواحدة عن شماله، فاجاب: اما التي عن يميني‏فاللات، واما التي عن يساري فالعزى، وانا اعبدهما منذ عشرين سنة، وفي رواية الصولي انه «يعبدهما من دون اللّه منذثلاثين سنة‏»((195)). ولم تقتصر ثقافته على الشعر وانما شملت مختلف صنوف الثقافة في عصره، من عربية قديمة تتمثل بالشعر والاخباروالحكم والامثال والانساب، وعربية اسلامية جديدة تتمثل في علوم العربية من تفسير وحديث وفقه وعلم كلام..ووافدة من هندية وفارسية ويونانية، ويروى انه كان محدثا، هذا علاوة على افادته من خبرته في الحياة، وقد مر بنا قوله‏انه، على الرغم من حداثته، خبر الدنيا وعرف امورها، وكان يفيد من خبرته هذه، ومن اخبار الناس التي تروى له اويلتقطها، ومن نماذج ذلك ما يذكر عن حفظه اخبارا تتضمن عناصر شعرية مثل الخبر التالي: «سمعت اعرابيا يصف قومالبسوا النعمة، ثم عروا منها فقال: ما كانت نعمة آل فلان الا طيفا ولى مع انتباههم‏» . ومثل نظمه ما يلتقطه من اقوال الناس.يروى انه سمع رجلا يقول لاخر: «جئتك امس فاحتجبت عني‏»، فاجابه: «السماء اذا احتجبت بالغيم رجي خيرها».
فنظم‏هذا القول، وضمنه احدى قصائده، فقال: ليس الحجاب بمقص عنك لي املا ان السماء ترجى حين تحتجب((196)) وهذا يفيد ان ابا تمام كان يبحث عن المعرفة، ويحصلها ويتمثلها، ويتحول بها الى شعر متميز بخصائصه.
3 وتتخذ ثقافة ابي تمام مظاهر كثيرة في شعره، اوضحها المظهر المباشر المتمثل في حضور معان ووقائع ومصطلحات‏ولغة... مستقاة من مصادر ثقافية متنوعة، كما في النماذج الاتية: معاني القرآن الكريم والفاظه، عندما خاطب، على سبيل المثال، عبداللّه بن طاهر بعدما تباطا في اعطاء الاذن له: ايهذا العزيز قد مسنا الضر جميعا واهلنا اشتات...
وقد مر بنا ذكر هذه المقطوعة.
احداث التاريخ: يقول في قصيدة يمدح بها مالك بن طوق: لا تجعلوا البغي ظهرا انه جمل من القطيعة يرعى وادي النقم نظرت في السير اللاتي خلت فاذا ايامه اكلت باكورة الامم افنى جديسا وطسما كلها وسطا بالانجم الزهر من عاد ومن ارم اردى كليبا وهماما وهاج به يوم الذنائب والتحلاق للمم سقى شرحبيلا السم الذعاف على ايديكم غير رعديد ولا برم بز التحية من لخم فلا ملك متوج في نمارات ولا عمم لا توقظوا الشر من نوم فقد غنيت دياركم، وهي تدعى زهرة النعم...((197)) يبدو الشاعر، في هذه الابيات، قارى‏ء تاريخ يتامل الاحداث ويخلص الى سنن، تتيح للناس ان يبقوا في «زهرة النعم‏» ماداموا متجنبين البغي والشر. ويصوغ هذه السنن لغة شعرية فريدة ترسم صورا محسوسة ناطقة، كذلك «البغي‏» الذي‏يتمثل جملا يرعى وادي النقم: افكار الفلاسفة والفاظهم: صاغهم ذو الجلال من جوهر ال مجد، وصاغ الانام من عرضه لن ينال العلا خصوصا من الفت يان من لم يكن نداه عموما عمري عظم الدين جهمي الندى ينفي القوى ويثبت التكليفا((198)) (عمري نسبة الى عمرو بن عبيد المعتزلي، جهمي: نسبة الى جهم بن صفوان، وكان متناقضا، فهو من ناحية ينفي قدرة‏الانسان على التصرف، ومن ناحية ثانية يثبت له التكليف.
اي ان ممدوح الشاعر، كما يقول التبريزي، متدين عفيف مثل‏عمرو بن عبيد، وسخي على مذهب جهم بن صفوان، اي «مجبر على البذل فلا يمكنه تركه‏» ).
احكام النحو ولغته: خرقاء يلعب بالعقول حبابها كتلاعب الافعال بالاسماء معطيات علم الفلك: له كبرياء المشتري وسعوده وسورة بهرام وظرف عطارد((199)) 4 ذكر ابو العباس احمد بن علي النجاشي (372 450ه) ابا تمام في كتابه المعروف باسم «رجال النجاشي‏»، فقال: «كان‏اماميا، وله شعر في اهل البيت كثير»((200)) وذكره محمد بن الحسن، الحر العاملي، في كتابه «امل الامل في علماء جبل‏عامل‏»، فقال: «كان شيعيا فاضلا...»، ووصفه بالعاملي، كما يقول السيد محسن الامين، فيه توسع((201)).
ويرى السيد الامين ان ابا تمام اظهر تشيعه لال البيت بمدحه لهم، ومن ذلك قصيدته الدالية التي مدح بها المامون، وقدمر بنا ذكرها. ويرد السيد الامين على من يتخذ قوله الاتي: فلو صح قول الجعفرية في الذي تنص من الالهام خلناك ملهما دليلا على عدم تشيعه بالقول: «ان ذلك لا ينافي تشيعه لانه ليس من لوازم التشيع القول بان الامام ملهم‏»((202)).
ويرى د. شوقي ضيف «انه لم يكن متشيعا»، ويظن انه نظم رائيته التي يمدح بها اهل البيت (ع) «حين كتب المامون الى‏الافاق في سنة 212 للهجرة بتفضيل علي بن ابي طالب...»، ويرى ان شغفه بحب آل محمد الذي اظهره في داليته التي‏مدح بها المامون انما كان «تقربا اليه وزلفى حتى يزعم انه من شيعة الكوفة...»، ويخلص د. ضيف، بعد ان يستشهدبالابيات الثلاثة التي تبدا بقوله: ووسيلتي فيها اليك طريفة شام يدين بحب آل محمد الى القول: «ومعنى ذلك ان تشيعه في القصيدتين جميعا انما كان في سبيل المامون، يحاول ان يمت اليه بما يعطفه‏عليه‏»((203)).
يستند د. ضيف، في تقريره «معنى‏» القصيدتين جميعا، الى الظن، والمفروض ان يستند الباحث، في تقريره مثل هذاالامر، الى ما يفيده الشعر فلم ترك النص الموجود بين ايدينا واللجوء الى الظن!؟ ففي القصيدة الدالية، يقول الشاعر انه‏«شامي يدين بحب آل محمد». وهو، في هذا، يفارق السائد في بلاده، ولعله بسبب ذلك كان يعاني سوء صنيع الدهروالناس، وفي الرائية يعلن انه يعتقد ليس تفضيل الامام علي (ع) فحسب، وانما معتقدات الشيعة الامامية، فالامام علي(ع) هو الوصي، واخو النبي (ص) الذي شد ازره به كما شد ازر موسى بهارون،... ثم يتحدث عن دور الامام علي (ع) في‏نصرة الاسلام في بدر واحد وخيبر والنضير الخ.. ثم يقرر حقه بالولاية الذي بلغه النبي (ص) للناس في «يوم الغدير»،ويبين اهمية ذلك، ويعلن بعد حديث عن دم السبطين الذي اريق انه جعل هواه الفاطميين ما دام له عمر، وهذا كله لم‏يكن ليرضي المامون الذي ارسل الى عبداللّه بن طاهر، كما مر بنا، من يخدعه ليعرف موقفه من آل ابي طالب، يقول ابوتمام: ... فعلتم بابناء النبي ورهطه افاعيل ادناها الخيانة والغدر ومن قبله اخلفتم لوصيه بداهية دهياء ليس لها قدر ... اخوه اذا عد الفخار وصهره فلا مثله اخ ولا مثله صهر وشد به ازر النبي محمد كما شد من موسى بهارونه الازر ... ويوم الغدير استوضح الحق اهله بفيحاء لا فيها حجاب ولا سر اقام رسول اللّه يدعوهم بها ليقربهم عرف وين‏آهم نكر ... فكان لهم جهر باثبات حقه وكان لهم في برهم حقه جهر ... لكم ذخركم ان النبي ورهطه وجيلهم ذخري اذا التمس الذخر جعلت هداي الفاطميين زلفة الى خالقي ما دمت او دام لي عمر((204)) ونسب الى ابي تمام انه لم يكن متدينا ولا يؤدي واجباته الدينية، وبالغ بعضهم فنسب اليه الكفر والالحاد، بدليل قوله‏آنف الذكر عن ديواني مسلم وابي نواس، وتروى اخبار عن عدم ادائه الصلاة، وعن انه كان يصلي صلاة خفيفة، محتجابالسفر، ما يعني انه كان يقصر في سفره، وهذه الروايات تكذب احداها الاخرى، فكونه يصلي يعني انه مؤمن، وقد مربنا شعره في بيان معتقده الديني، ونقرا في ديوانه قصيدة يصف فيها حجة حجها، وجاء فيها: وقد اممت بيت اللّه نضوا على عيرانة حرف سعوم((205)) ويبدو ان ابا تمام كان مثله مثل اي شاعر آخر، او اي انسان، فهو غير معصوم، يمر بالتجربة فيخط‏ى احيانا، ثم يثوب الى‏نفسه فيحاسبها، ويرجو المغفرة من ربه. ولما كان خصومه وحساده كثرا، فقد رصدوا اخطاءه وضخموها، ونسبوا اليه مالم يقع منه.
وفي الابيات الاتية نقرا بوضوح انه يخاف اللّه ويرجو نواله وان كان بعض الليالي عاصيا، فانه يدخر التقوى‏ويرجو المغفرة، ولم يشرك: ... اخاف الهي، ثم ارجو نواله ولكن خوفي قاهر لرجائيا ولولا رجائي واتكالي على الذي توحد لي بالصنع كهلا وناشيا لما ساغ لي عذب من الماء بارد ولا طاب لي عيش، ولا زلت باكيا وادخر التقوى بمجهود طاقتي واركب، في رشدي، خلاف هوائيا على اثر ما قد كان مني صبابة ليالي فيها كنت للّه عاصيا واني جدير ان اخاف واتقي وان كنت لم اشرك بذي العرش ثانيا((206)) 5 ويمكن تركيز ابرز العوامل التي اسهمت في تكوين شخصية الشاعر بماياتي: قدرات شخصية، مواهب، مثلت استعدادا للنبوغ، وبخاصة القدرات العقلية: ذكاء حاد، ذاكرة قوية وبديهة حاضرة...
طموح الى تحقيق الذات والتميز وسعي الى تلبية نداء هذا الطموح على الرغم من الصعوبات.
الحرص على الكرامة والعمل على صون ماء الوجه على الرغم من صعوبة ذلك على من تدركه «حرفة الادب‏».
العيش في الحواضر، واكتساب اللغة تعلما، وليس سليقة، ولعل هذا اسهم في بلورة اختلافه وخروجه على مذهب‏الاوائل.
المثاقفة، فابو تمام شاعر مثقف ثقافة واسعة وعميقة، وقد افاد من ثقافته كما ينبغي.
الاتصال بالتراث والواقع والثقافة الوافدة، وجعل معط‏ى هذا الاتصال مكون التجربة التي يصدر عنها الشعر وليس مكون‏الشعر نفسه.
وعي قدرات الذات والاتكاء عليها، وعدم الاستكانة لذوي السلطان.
البحث عن موقع، ما افضى الى سفر دائم، تمثل سفرا دائما في اللغة الشعرية، فالخيبة تحفز الكشف الشعري في غالب‏الاحوال.
وجود المكان الحضن الذي ينبت فيه الشعر، المتمثل بالشخصيات والاحداث التاريخية.
السعي الحثيث الى التفرد بمذهب شعري يتكى فيه الشاعر على نفسه.
  #119  
قديم 28/03/2008, 03:28 AM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 20/10/2007
المكان: شبكتنا..!!
مشاركات: 1,479


وهذي قصيدة من قصائد ابو تمام

السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِفي حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ فيمُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ًبَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَاصَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ًلَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ًعَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍإذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ًمَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةما دار في فلك منها وفي قُطُبِ
لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعهلم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِنَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُوتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْمنكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍوالمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوافداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ
وبرْزة ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَاكِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ
مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْشابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ
حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَامَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ
أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ًمنها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ
جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة ِإذْ غودرتْ وحشة ََ الساحاتِ والرِّحبِ
لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْكَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ
كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍقاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ
بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمهلاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ
لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بهاللنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ
غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ًيَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْعَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة ٌوظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْوالشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ
تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لهاعنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ علىبانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
ما ربعُ ميَّة ََ معموراً يطيفُ بهِغَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍأَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِهاعنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ
وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُجاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ
لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْلَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِللهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ
ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُيوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ
لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍإلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ
لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدامنْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ
رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمهاولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ
مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَاواللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ
وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌللسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ
أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسهاظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ
إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍدَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُكأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ عنْبردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ
أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاًوَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراًولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ
لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌوالحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ
غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَهافَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِعن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ
لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِعلى الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ
إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُهايوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ
وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُبِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضىيَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ
موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُمِنْ خِفّة ِ الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْأوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْجُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْطابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِحيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ
والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍتجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ
كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍوتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بهاإلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ
كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ًتهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ
بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْأحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ
خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْجُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ
بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترهاتُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ
إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍموصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ
فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَاوبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُصُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
  #120  
قديم 28/03/2008, 03:33 AM
موقوف
تاريخ التسجيل: 12/04/2007
المكان: المجلس العام
مشاركات: 11,440
ما شاء الله فادووووك الشباب كثير

للأسف ما أحب الشعر

فلذلك ما راح تحصل عندي شي
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 09:03 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube