شهدت السنوات الماضية العديد من حالات انتقالات اللاعبين من أندية إلى أخرى بموجب نظام الاحتراف:
والملاحظ أن أغلب تلك الانتقالات لم تحقق النجاحات المطلوب ولم يظهر اللاعبون المنتقلون من أندية إلى أخرى في أنديتهم الجديدة بنفس المستوى الذي كانوا عليه في أنديتهم القديمة.
واعتقد أن وراء ذلك سببين رئيسيين هما:
أولاً: عاطفة اللاعب السعودي الذي يظل قلبه متعلقاً بناديه القديم الذي اختار التسجيل فيه عن حب وقناعة ونجح من خلاله وعرفته الجماهير عن طريقه فانتقاله من أجواء ذلك النادي إلى ناد آخر يجعله يعيش جواً من الغربة ويشعر بالحنين إلى ناديه السابق ويحتاج إلى وقت طويل ليتأقلم مع أجواء ناديه الجديد مما يؤثر على نفسيته وبالتالي يسوء مستواه.
ثانياً: الشد العصبي والنفسي الذي يواجهه اللاعب في ناديه الجديد فبعدما كان يجد الحب والثقة والتشجيع في ناديه القديم يواجه في ناديه الجديد بالمطالبة فقط بتقديم مستويات جيدة "تحلل" الملايين التي دفعت من أجل شراء عقده فيزيد الضغط عليه وتقل ثقته في نفسه ويدخل المباريات وهو يخشى الفشل فيقع فيه وتسوء أحواله من مباراة إلى أخرى، ويسير من فشل إلى آخر، ولنستعرض بعض الانتقالات التي لا نقول فشلت ولكنها لم تحقق النجاح المطلوب منها.

مرزوق العتيبي
صاحب أكبر قيمة عقد انتقال في المملكة "تسعة ملايين ريال" دفعها الاتحاديون عداً ونقداً لنادي الشباب واستلموا مرزوق ليجدوه فاشلاً حتى في إثبات نفسه كلاعب أساسي في الفريق فأبقوه على مقاعد الاحتياط طويلاً ثم أعادوه "معارا" من حيث أتى.

عبيد الدوسري
عندما نجح الأهلاويون في شراء عقد عبيد ظنوا أنهم وجدوا ضالتهم فيه وأنه سيفتك بشباك الفرق المقابلة فتكاً وقدم اللاعب له مع الأهلي أسوأ مستوى له قياساً بمستواه مع الوحدة وبعد أن كان أساسياً في المنتخب وأحرز لقب هداف مسابقة كأس العرب، لم يتم اختياره في المنتخب لهبوط مستواه وبعد أن أحرز مع الوحدة لقب هداف العرب فشل في الأهلي في المنافسة على إحراز لقب هداف الدوري السعودي بل انه لزم مقاعد الاحتياط في الأهلي لوجود من هم أفضل منه كوليد الجيزاني وطلال المشعل ووجد فرصة أخيراً في الأهلي لالتحقاهما بمعسكر المنتخب، وآخر مباراة كان فيها عبيد احتياطياً هي مباراة الفريق الهامة في نصف نهائي مسابقة كأس ولي العهد المعظم أمام النصر.
ومن يدري إن استمر عبيد على هذا الحال فقد يكون مصيره مصير مرزوق العتيبي في المستقبل القريب.

حمزة ادريس
ابتعد مستواه في الاتحاد كثيراً عن مستواه في أحد ولازم مقاعد الاحتياط كثيراً بوجود سيرجيو والحسن اليامي.

حسين الصادق
كان ثاني حارس لمنتخب المملكة بعد الدعيع وما ان التحق بالاتحاد حتى غادر صفوف المنتخب وفي الاتحاد حالياً له أخطاؤه ولا يلعب أساسياً إلا في حالة غياب مبروك زايد.

فهد الغشيان
عندما كان في الهلال كانوا يقولون عنه "الكونكورد" لارتفاع مهاراته وسرعته ويكفي الهدف الذي سجله لمنتخبنا في مرمى السويد خلال نهائيات كأس العالم في أمريكا للتدليل على ارتفاع مهارات هذا اللاعب. ولكنه في النصر فشل فشلاً ذريعاً ولم يقدم للنادي شيئاً وابتعد عن اللاعب نهائياً.

خالد مسعد
صاحب رصيد كبير من المباريات الدولية وفنان بمعنى الكلمة عندما كان في الأهلي، ومنذ أن التحق بالاتحاد تاه واشتكت مقاعد الاحتياط من جلوسه عليها.

فؤاد أنور
لاعب دولي كبير قاد منتخب المملكة في أكثر من بطولة أبرزها نهائيات كأس العالم ومنذ أن انتقل إلى النصر وهو بعيد عن المشاركة بات على وشك الاعتزال.

فهد المهلل
نجم دولي مثل النصر ولكن مستواه فيه لا يقارن أبداً بمستواه في الشباب مما دفعه إلى إعلان اعتزاله.

عدنان عبدالشكور
.. كان نجماً في الوحدة فهوى في النصر وفشل في اثبات نفسه لعدة سنوات في النصر فنسقه النصراويون وعاد إلى الوحدة وطرده الوحداويون بعد مباراتين فقط مع الفريق.

سعود السمار
وصل إلى المنتخب الأول عندما كان في الشباب وفشل في اثبات نفسه في الاتحاد مما دفعه إلى الابتعاد.
وبعد..
كانت هذه نماذج لصفقات انتقال لاعبين "دوليين" انتقلوا من أنديتهم إلى أندية أخرى ولم ينجحوا فيها.
وعندما نذكر تلك الانتقالات لا نقصد التشفي من أولئك النجوم أو انتقاص مكانتهم، ولكن نهدف إلى بحث الأسباب التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه، وهل الخلل فيهم أم في الأندية التي انتقلوا إليها.
وعلي النقيض تماماً هناك صفقات ناجحة للاعبين انتقلوا من أندية إلى أندية أخرى فنجحوا في أنديتهم الجديدة، إن لم يكن بتطور مستوياتهم فعلى الأقل بتقيم نفس المستويات التي كانوا يقدمونها في أنديتهم السابقة ومنهم محمد الدعيع وعبدالله سليمان وأحمد خليل وحسين العلي وصالح الداود ومبروك زايد وتيسير آل نتيف.

والله كلامك كله صح

تسلم