وبالوالــديـن..احســانـا..يا.. بقلم سامــي عبدالله الجابـــــــر
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلة عالم الشرق الأوسط الرياضي
الأربعاء 20/2/1429هـ
وبالوالدين..إحساناً..يا..
يتفق الأغلبية على أن الأندية الرياضية تعتبر منشأت رياضية مؤثرهـ في نشر الوعي والتأثير على المسيرة الشبابية لكل مجتمع. كما يجزم البعض أن نجوم كرة القدم لهم دور مهم في توجيه الناشئين والشباب والفئات العمرية المبكرة التي تتأثر كثيراً بالنجوم في مختلف المجالات, سواء كان مجالاً رياضياً أو فنياً أو غيـرهـ .
شخصيا لا أختلف مع هذا التوجه فقد شاهدته و أطلعت على العديد من التجارب ومررت بالكثير من المواقف التي تثبت لي مدى مايلعبه ( النجم ) من دور كبير في تربية الكثير من الأطفال والشباب في سن معينة . فتجد الطفل يبدأ في تبني وجهة نظر النجم من خلال مايسمعة عبر اللقائات أو التصريحات, ويصل الأمر لتقليد النجوم ومحاكاتهم في الملبس والفكر في أحيان كثيرهـ , هذا التأثير الذي يتركه النجوم أو تتركه المنشأت الرياضية جاء لإعتبارات مهمة , منها أن الكثير من المجتمعات, وتحديداً هذهـ الفئات السنية , تنظر للرياضي كقدوهـ تستقي منه الكثير من العادات والأفكار, ولإن المعلق الرياضي يعتبر جزء من هذهـ المنظومة أستطيع أن أقول أن المعلق الرياضي مؤثر لدرجة قد لا يتخيلها , فالطفل الذي لا يستطيع أن يبني وجهة نظرهـ المستقلة لاعتبارات سنية, تجدهـ يكون في موضع المتلقي , لذا نجد أطفالنا ( يتسمرون) أمام التلفزيون للمتعة لمدة تسعين دقيقة متواصلة لمعلق يعجبون به وتصل درجة الاعجاب الى درجة قبول كل مايقوله أو يعبر عنه المعلق الرياضي.
من هذا المنطلق أرى أن الإخوهـ المعلقين أمام مسؤلية كبيرهـ جداّ ومهمة وحساسة تستوجب منهم متابعة أنفسهم بشكل دقيق وهم كذلك _ان شاء الله_ خصوصاً وأنا أثق تمام الثقة أنهم يعلمون حجم تأثيرهم وتعلق المتابعين بهم .
مادعاني للكتابة عن هذا الموضوع بالذات هو المعلق المبدع والمتألق عيسى الحربين, ولأنني أدرك أن عيسى الحربين من الأصوات التي تجد قبولاً لدى كثير من المتابعين , حاله حال العديد من الأصوات الرياضية الشابة التي لها حضورها ومعجبوها , ولأن النقد هو أداة للتقويم أتمنى أن تجد سطوري قبولاً لدى أخي عيسى الذي كنت أستمعت لتعليقه على لقاء الهلال ونجران الأخير, وكان يتحدث بإسهاب عن نجم فريق نجران علي ضاوي, الذي تحدث عن وفائه وحبه لناديه لدرجة أنه فضل الوجود والمشاركة مع فريقة في وقت عزاء والدته , ورغم أن العديد من النجوم مروا بمواقف أسرية صعبة وظروف عائلية حرجة ولكن اللاعب بطبيعته يحاول أن يوجد مع ناديه في حال حاجته ومتى ماسنحت له الظروف حتى إن اظطر للضغط على نفسه ولكن في موقف الوالدين تحديداً لا أعتقد أنه يوجد لاعب يفضل المشاركة على حساب واجبة اتجاهـ والديه.
الأخ عيسى تحدث عن علي ضاوي وأعاد أكثر من مرهـ كلمات الثناء والتقدير للنجم علي ضاوي على تضحياته , وشخصياً لا أعرف ظروف النجم علي ضاوي وليس في موضع أن أحكم أو أعطي رأيا في النجم المتألق علي ضاوي , ولكني أقول للأخ عيسى الحربين انك تحدثت عن موقف علي ضاوي وأعدت الحديث عن الموقف أكثر من مرهـ , وكمتلق كنت مستاء جداً من هذا الموقف . حتى ان كان فيه وفاء رياضي وانتماء للنادي أو للفريق , إلا أنني أرى وكثيرون يرون أن ( الوالدين ) لا يعادل الوفاء لهم أي وفاء, مرة أخرى أعيد هذا النقد وأن لا أعرف التفاصيل , ولكن هدفي الأول أن المعلق يجب أن يحرص دائماً على تمرير النقد أو حتى المديح بطريقة لا تؤثر على الأولويات والواجبات التي تفوق أهميتها كرة القدم , خصوصا أن المعلق لا يعرف مدى ثقافة وعقلية المتلقي الذي خلف الشاشة.
_________
كبير والله يابو عبدالله