المشهد الأول : في البيت
** ارتفع صوت المؤذن وهو يطرب الأسماع بقوله ....
الصلاة خير من النوم ....... الصلاة خير من النوم .....
استيقظ من نومه مغصوبا وكأنه يريد أن يحتضن وسادته ولايطلقها حتى يؤذن المؤذن للصلاة الأخرى !!
لكنه استيقظ !!
استيقظ لاعتبارات كثيرة نغصت عليه طعم النوم قد يكون من بينها الخوف من غضب الله عليه ولكن أبرزها هي خشيته من غضب أمه !!
اتجه إلى دورة المياه ليتوضأ .....
كان الطريق إلى دورة المياه بالنسبة له كأنه الطريق الدائري لرجل يمشي على رجليه محملا بالأثقال في ظهرية صيف !!!
وصل إلى دورة المياه وهو لايدري كيف وصل !!
أكمل وضوءه وعاد إلى السرير موهما نفسه أنه سيرتاح فقط ولن ينام ..
وفعلا ارتاح ....
لكن يبدو أن راحته طالت أكثر مما كان مخططا لها ففزع من نومه ليتفاجأ بأن راحته قد ضيعت صلاته وتسببت بتأخره عن المدرسة !!
أدى صلاته بسرعة ونزل " متلطما " وخرج بخفية حتى لاتراه والدته .
المشهد الثاني : في الشارع
خرج من المنزل مسرعا ....
أدار محرك سيارته ......
انطلق كالصاروخ ....
في الطريق بدأ بالتفكير بأنسب عذر قد ينقذه من غضب المدير .....
يسأل نفسه :
مسافر ؟!!!
ويجيبها بسرعة :
وييييييين ؟!! قبل أمس قايل له مسافر !!! والله لو إني ابن بطوطة !!
مريض ؟!!!
والله من كثر ماقلت له مريض أخاف يشك إن فيني بلى من كثر هالأمراض !!
جاااااااااااااءه الفرج بفكرة لم يستخدمها سوى عشر مرات <== يعني أقل الأعذار استخداما
وقفت علي السيارة ؟!!
وكأنه قد بشر بولد ...
ايه وقفت علي السيارة !!
وصل المدرسة وقد تبلورت الفكرة ودرست دراسة علمية اعتمد فيها على خبرته حيث أصبح مؤهلا لتأليف كتاب باسم (( الأعذار التمام للتأخر عن الدوام ))
المشهد الثالث : لقاء المدير
دخل المدرسة متأخرا نصف ساعة ليجد المدير في استقباله تعلو وجهه مسحة غضب واضحة ....
سارع مخاطبا مديره مستعدا لإطلاق عذره:
هلا والله أبو حسين
رفع يديه ليريه مدى اتساخهما بعد أن لطخهما بكفرات سيارته لزوم الحبكة الدرامية وصاح مشتكيا :
والله فشلتني معك هالسيارة ياأبو حسين !!!
تغيرت نظرات المدير :
وقفت عليك ثانية ؟!!!
- اي والله بس ماهوب عذر هذا !!!
المفروض إني أكون مستعد لأي طاريء !!
أرجوك ياأبو حسين إنك تعاقبني !!! <==== ضابط أبو الدور
أكل المدير " الطيب " المقلب مرة أخرى :
لا والله مالك ذنب الله يعينك على هالسيارة ياوليدي !!!
رح لفصلك ولاتاكل هم !!
ذهب المدرس إلى فصله وإحساسه بالذكاء والانتصار يختلط مع إحساسه بتأنيب الضمير عندما رأى المدير متأثرا !!!
وزاد تأنيب ضميره عندما سمع المدير من خلفه مستمرا بترديد عبارات الأسى <==== والله إنه حبيب هالمدير ورومانسي !!!
المشهد الرابع : في الفصل
ترك المدير ودخل الفصل ليبدأ العقاب الحقيقي !!!
هييييييييييييييييييييييييييييييه هيييييييييييييييييييييييييييييييييه هيييييييييييييييه هييييييييييييييييييييييييييييييه ......
وجععععععععععععع !!!
صرخ المدرس بأعلى صوته في وجوه التلاميذ طالبا منهم السكوت ...
هيييييييييييييييييييييه هيييييييييييييييييييه هييييييييييييييييييه هييييييييييييييييه هيييييييييييييييييييييييه .....
وجعععععععععععععععع !!
كان صوته ضائعا بين أصوات التلاميذ !!!
وضع كتبه ودفتر تحضيره على الطاولة وجلس وسط كل هذا الإزعاج بعد أن قرر أن يترك " الدرعى ترعى " !!!
شرح درسه وسط الفوضى ......
تررررررررررررررررررررن !!
أووووف هو صدق خلصت الحصة !!!
تذكر أنه لن يتغير الأمر كثيرا فهو سيدخل فصلا آخرا !!!
أعاد تفكيره إلى جدوله المليء بأربع وعشرين جلسة عقاب وحصتا انتظار وتذكر ماعليه من نشاط مطالب به ومن إشراف ومن ومن ومن ...
أوووووووووووف !!
أطلقها مرة أخرى ...
المشهد الخامس : لقاء مع الموجه!!
خرج من فصل ودخل فصلا آخر مستمرا بالتأفف من عمله !!
طق طق طق طق !!
مين ؟!!
تفضل !!
هلا والله بالأستاذ : محمد !!
كان محمد هو موجه المادة والمشرف على تقييمه .....
وش يبي ذا ؟!! يعني مالقى يجي إلا اليوم اللي ماحضرت فيه ؟!!!
خاطب نفسه بهذه الجملة ثم سرعان ماخاطب الموجه :
تفضل ياأستاذ محمد هذي والله الساعة المباركة اللي نشوفك فيها !!!
كان الموجه من النوع الصعب بخلاف مديره فلم تكن تنفع معه هذه الأساليب حتى أنه خاطبه بصوت جامد خال من أقل أنواع اللطف والمجاملة :
هات دفتر تحضيرك !!
أحبط المدرس من داخله وصاح لنفسه :
أفااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا !!
هذا جاي وناوي شر !!!!
كرر الموجه طلبه بلهجة أشد وأقسى :
أقول دفتر تحضيرك ياأستاذ !!!
سخر المدرس من الموجهة وقال في نفسه :
هو عاد بقى فيها أستاذ !!!!
أعطاه دفتر تحضيره وأخذ يشرح للتلاميذ وعينه على الموجه وهو مـتأكد أنه سيكتشف عدم تحضيره لدروس اليوم !!!
أخذ يشرح ويفكر في نفس الوقت باحثا عن عذر يخلقه للموجه عندما يسأله عن أسباب عدم التحضير !!
تذكر حينها أن الموجه يختلف عن المدير وتمتم لنفسه :
ياحبيلك ياأبو حسين
أما لو كل الناس مثلك !!!
كان هالدنيا تصير على كيف كيفك
أنهى الموجه زيارته وخرج من الفصل بعد أن قال بصوت مسموع وبأنف مرفوع:
إذا خلصت ياأستاذ تعال أبيك برا !!
خرج الموجه تاركا المدرس في حالة يرثى لها
اكتشف المدرس فجأة أن الطلاب يرمقونه بنظرات ساخرة بعد أن اكتشفوا أنه طوال هذا الوقت يمثل عليهم دور الأسد في حين أنهم رأوه أمام الموجه كالبطة
كان دائما يسمعهم يطلقون هذا اللقب وكان دائما يشك أنهم يقصدونه لكنه تأكد اليوم بالفعل أنه بطة !!
أو أن إدارة التعليم قد جعلت من كل مدرس بطة
المشهد السادس : البطة مع الموجه في غرفة الإدارة !!!
الموجه : كيف يااستاذ تشرح درس أنت أصلا ماحضرته ؟!!!
البطة : أنا أنا ال ال ال حححححح قييييي ققققققق هههه كا كا كان عندي ظروف !!
الموجه : أي ظروف ياأستاذ يامحترم اللي تمنعك من التحضير ؟!!
أنت ماتعي أهمية التحضير ؟!!!
هل تعتقد إنه مفروض عليك من باب العبث ؟!!!
هل تعتقد إن نظام التعليم في المملكة خاطيء ؟!!
هل عندك اعتراض على أفكار الوزارة ؟
هااااااااااااااااه ؟
ذاب البطة واختفى في ملابسه بعد هذا الدش الساخن وأيقن أن التقييم لهذه السنة " يخلف الله عليه " !!!
المشهد السابع : زيارة ولي أمر طالب !!
خرج الموجه من غرفة الإدارة واتجه غاضبا تاركا البطة في نصف هدومه !!!
لم يتمكن هذا المدرس الممرمط الكرامة من أن يلتقط أنفاسه حتى دخل عليه مدير المدرسة وهو يدعوه لمقابلة ولي أمر أحد الطلاب حيث أخبره أنه يريده بالاسم !!
اتجه مع المدير إلى حيث كان يقف رجل طويل القامة عريض المنكبين تقف على زنده " العنز "
سارع الرجل الضخم لسؤال المدير بنبرة زرعت الخوف في قلب البطة :
هذا هو ؟!!!!
أجاب المدير " الحبيب " : إي والله هذا هو !!
أخليكم لحالكم الحين عشان تاخذون راحتكم !! <=== مايدري إن هالراحة تبي تجي على راس البطة
فوجيء البطة بيد تحيط عنقة وأخرى تقبض على ياقته وترفع عاليا وصوت يشبه صوت الديناصور يوجه إليه عبارات صاعقة :
أنت كفو أنت ووجهك تمد يدك على ولدي ؟!!!!
أنت قد هالحركة يا ****** ؟!! <==== الكلام هنا مقطوع لأن القصة بتعرض بالقناة الأولى
أنا وأنا أبوه ماأمد يدي عليه تجي أنت يا *****) ؟ <=== برضه مقطوع !!
فقد البطة التفكير من آثار القبضتين اللتين ترفعانه وتنزلانه ومن ىثار هذا الكلام وكاد بفقد وعيه وهو يرى لأول مرة عينان تقدحان بالشرر !!
استسلم البطة لهذا الدش الساخن فهذه هي أكثر فائدة استفادها من التدريس حيث أصبح لديه مناعة ضد أي تهزي ء !!!
المشهد الأخير : أسئلة !!!!!
غادر ولي الأمر المدرسة بعد أن أفرغ كل عبارات الغضب وقبضات التهديد في رأس هذا المدرس المغلوب على أمره !!!
أخذ المدرس يفكر ويسأل :
كيف وصل بي الحال إلى ماأنا عليه ؟!!!
كيف أصبح المدرس كمعلم الشاورما ؟!!
بل إن معلم الشاورما يحظى باحترام يفوق أضعاف مايحظى به المدرس إن كان له مايحظى به ؟!!!
كيف يوبخ المعلم أمام تلاميذه ؟!!!
ومن من ؟!!
من الموجه !!! الذي يفترض أنه يعرف حقوق المعلم !!
وبسبب ماذا ؟!!
أنه نسي دفتر التحضير !!!
كيف يهان المعلم وتمد اليد عليه ؟!!
ومن من ؟!!
من ولي الأمر ؟!!
كيف نرجو صلاح طلاب لهم أولياء أمور مثل هذا الثور ؟!!
من أنا ؟!!!
من هو المدرس ؟!!!!
جاءته الإجابة وهو يهم بركوب سيارته حين سمع هذا الحوار الخاطف بين رجلين كانا واقفين قريبا من المدرسة ...
- من هاللي ركب السيارة ؟!!
- لايهمك ذا مدرس !!!
- عاد تصدق إني أحسبه واحد مهم !!!
- أي مهم !!
- كأنك حاقد عليه ؟!!
- اي والله حاقد !!
- ليش ؟!!
- ياأخي دوامهم مريح ...ماغير يلعبون على هالبزران بكلمتين ويطلعون الساعة 11 ويعطلون نص السنة !!!
قفلة زمان أول ,,,,,
قم للمعلم وفه التبجيلا ***** كاد المعلم أن يكون رسولا
قفلة زمان الحين ,,,,
قم للمعلم وفه التصفيقا **** كاد المعلم أن يكون رفيقا
تحياتي ,,,,
يوميات مدرس ابتدائي !!! 
الوضع العادي
