16/03/2002, 01:30 PM
|
نجمة المجلس العام وعضو سابق باللجنة الإعلامية | | تاريخ التسجيل: 03/09/2001 المكان: على جناح الحب وبساط الأمل
مشاركات: 3,624
| |
قطرات مطر إنها قطرات المطر تلك التي تتساقط على زجاج نافذتي..
في تلك الليلة و كأنها تريد أن تقول لي شيئاً ..
فهى ما إن تتساقط حتى تتقافز من جديد أمامي ..
و تتلاعب محدثة سيمفونية بديعة ..
عجز كبار الموسيقيين عن تقليد بضع منها ..
تأسرني تلك القطرات و تأخذني معها ..
إلى عوالم لا تخطر على بال بني البشر ..
جلست متكورة أمام نافذتي
متأملة زائراتي في ذلك الليل الجميل..
مجتهدة في فك طلاسم ما يردن أن يخبرنني به ..
تلك .. تقول لي أن العمر لا يتسع كي نضيعه في الحيرة و القلق .. و ضياع الفكر و الطريق ..
و تقاطعها الأخرى لتقول لي أن سنوات العمر لا تنتظر .. فماذا أنجزتِ ؟؟ ..
أنا للآن لا اعرف ما الذي أنجزته .. و ما الذي ينبغي أن يُنجز ..
كيف استطاعت أن تعرف كل هذا عنى هذه القطرة ..
آه أيتها القطرة .. أتدرين ما أريد ..
أريد أن أتدثر بمعطفي الأسود الجميل ..
و أترك للمطر و نسمات الهواء شعري ..
و تحت هذا المطر ..
أطوف شوارع هذه المدينة
ألمس مصابيح شوارعها المبتلة الباردة ..
أضرب برجلىّ بحيرات المياه المتجمعة ..
و إن اشتّد المطر ..
أُسارع بالاختباء تحت شُرفات بناياتها العتيقة الجميلة..
أريد أن تخلو المدينة من سكانها ..
و لا يبقى غيري و إياك يا مطر ..
أتدري .. ؟
عندما تتساقط قطراتك من السماء ..
أحس بروحي تولد من جديد ..
و قلبي يعزف أنشودة الفرح ..
عندما أسمع الرعود تبشر بقرب قدومك ..
أسبح باسم الخالق شكرا على فضله علينا ..
تروي حياتنا الجافة أيها المطر ..
بعد عودتي من جولتي الرائعة تلك في المدينة ..
و رجعت إلى مكاني متكورة أمام النافذة من جديد ..
أتأمل صديقاتي القطرات ..
أمامي.. إناء من الجوريات الحمر بللتها بعض قطراتك ..
و قطراتك تضرب زجاج نافذتي بقوة أكثر محدثة صخباً شقياً ..
و موسيقى و لا أروع ..
ما رأيك يا قطراتي ؟؟؟ ..
ألست معي أن هذه اللحظة من روائع اللحظات التي لا تتكرر في الحياة كثيراً ..
اتركني الآن .. أتأملك ..
و أسافر معك.. إلى خارج حدود تخيلاتي و أحلامي …
إلى عوالم .. لا تخطر على بال بني البشر |