
16/02/2008, 02:15 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 30/09/2007
مشاركات: 240
| |

حين تغيبُ القـدوة ... وداعاً جدتي فاطمة .! كلمات من بحر الدموع .. هذه كلماتي أُسطرها والأسى هو مدادها .. عندما رحلت عن دنيانا إحدى درر هذا الزمان .. ومن بقية السلف حينما توفيت جدتي ورأيت جنازتها الثلاثاء الماضي 14/1/1429 هـ
رأيتها محمولةً على الأكتاف .. كان أول فراق لمن أحب لقد ذهبت والكل يبكي حزنا لفراقها .. إنها الدنيا الفانية ..
طُبِعت على كدرٍ وأنتَ تُريدها ... صفواً من الأقذاء والأكدارِ
يوم الإثنين الماضي لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لنا فقـد ودعنا أماً غالية ليست ككل الأمهات .. هي في الأصل خالتي ولكن لصلاتٍ حميمةٍ ومودةٍ عظيمة تربطها بـ جدتي عددتها لي جدةً ثانية .!
رحلت جدتي في ذلك اليوم الحزين .. رحلت صاحبة القلب الأبيض .. والتي لا تحمل في قلبها إلا الحب والنقاء والوفاء لأبنائها وبناتها وللجميع ، الجميع يُحبها ويأنس بالجلوس معها ؛ لأن الجلوس مع أمٍ عابدة زاهدة كـ جدتي تُعتبر قُربة نتقرب بها إلى الله .!
كانت نقية السريرة لا تحمل الحقـد أو الحسـد أو الضغينة .. لسانها يلهجُ بذكر الله وصوتها العذب يترنم بتلاوة القرآن .. ما تُرى إلا صائمة أو تالية للقرآن أو قائمة لصلاة .. تُحب الخير للغير وتصل الرحم .. ويكفيها شرفاً أن أكرمها الله بحفظ كتابه كاملاً على كِـبر .. وكانت شاركةً للنعم فلا يمر اسبوع إلا وتختم القرآن .!
كانت متابعةً لأحوال المُسلمين تفرح لـ فرحهم وتحزنُ لـ مُصابهم .!
فرحمك الله ياجدتي
وأسكنكِ فسيح جناته
يامن يحن القلب لوجودكِ وتبكي العين لفراقكِ يا فاطمة
كتبتُ لكِ هذه السطـور ولم أكن أتخيل في يوم أن أكتبها لـ .... آه ولا تكفي الحروف أو السطور لكِ
سامحيني يا جدتي
لا أملك غير الدعاء لكِ .!
اللهم ارحمها وصبرنا على فراقها وأعطنا القوه يا أرحم الراحمين ولا تغير علينا جمعنا الطيب
" اللهم إن جدتي في ذمتك ، وحبل جوارك ، فقها من فتنة القبـر وعذاب النار ، وأنت أهـل التقوى وأهل المغفرة ، فاغفر لها وارحمها إنك أنت الغفور الرحيم ". جدتي
فاطمة
تتدثر بالغيم
تجثو بأوجاعها
تحت أقدام سنبلةٍ
وتنوء بأحزانها
للشتاء
وتنتظر الصيفَ
والصيف
يحفظ أورادها الهائمة
جدتى فاطمة
للخريف مواعيده معها
وبها
يبدأ الوعد موسمهُ
ولها
يُوصد الخوفُ
أبوابه الدائمة
جدتي
لم تكن جدتي
لم تكن لأبي
أمهُ
أو لأمي
ولكنها جدةٌ ثانية لي
ولجميع الذين يدبون
فوق سهول الدموعِ
وفوق دروب الشجنْ
حديث أناملها
ياسمينٌ
وضِحْكتها أغنياتٌ
يرددها جرحنا الشاسع المدّ
عند اصطدام زوارقنا بالمحنْ
صوتها فرحٌ وهديلٌ
سيشعرنا مرتينِ
بأن السماء ستهدي مواجعنا
عبر سرب الغيوم
مناديلُ خبزٍ طرى
وأقفاص تينٍ
جدتى فاطمة
لم تزل تتسكع
فى طرقات الفؤادِ
تمد مناديلهاالخضرَ
تمسح دمعتنا الغائمة
جدتى فاطمة
فضاءٌ من الذكرياتِ
وحقلٌ من القمح
ماكان يتركنا أبداً
انه سرنا الأبدى الجميل
وزهوتنا القادمة .! وقد فاض الفؤاد .. وجاد بهذه الأبيات التي لم تستطع أن تصور الحدث ولا أن تُجلّـيه لكنها مشاعرُ لم أُطق حبسها ..
ما أعظم الخطب في نفسٍ طوى فيها ... حُـزنٌ يُجـدد آلاماً ويُـدنيها
ما أصعـب الفقـد إن الفقـد يـوجعها ... كياً ويـؤلمُ أحياناً ويـُدميـها
لفقـدِ صالحـةٍ من أمتي غربـت ... عن أرضنا وتورات عن مُحبيها
إني تألمتُ والآلامُ موجعـةٌ ... وما عزائي إلا في مـراميها
في حُسنِ سمتٍ وطيـب القلب أذكـره ... في جملةٍ من صفاتٍ طاب راويها
قيـامِ ليـلٍ وصـومٍ في الهواجـرِ لا ... تَفتُـر عن الطاعةِ العظمى لباريها
لا تحمـلُ الغـلِّ في القلب على أحـدٍ ... كلا ولا تُكثـرُ الشكوى لأهليهـا
سلوا المصاحفَ عنها وهي جامدةٌ ... سلوا السجاجيـد كما كانت تُـرَوّيها
بأدمُعٍ سَحَّةٍ تنساب في دعةٍ ... ويسكـُن القلـب إيناسٌ ببـاريهـا
سلوا الأحبة إن شئتم فإنهمُ ... في الخلق أعدادهم ما عُدتُ أحصيها
وسائلوا الكعبةَ الغراءَ كم وطئت ... أقدامها أرضها سعياً بواديها ؟
يا إخوتي في عزاكم لم أطق صَـلَفَاً ... فإن نفسي تهوى من يواسيها
سلام ربي عليها يوم محياها ... وبعـد مدفنها الله يوليها
،،،،،،
وردة بسيطة سأدفنها فوق التلال لتبقى على مر الزمن ..
قد تعجز الكلمات فهذه أبلغ من الكلام..
رحم الله أمواتنا.. و طول الله في عمر أحبابكم.. |