أولاً :
من أبجديات العمل الاداري أن يعمل على المحافظة على الاستقرار الفني والعناصري للفريق ما لم تقع كارثة تفرض التغيير دون أخذ أي اعتبار للتوقيت .

ولدى الإدارة الحالية من دلائل التخبط ومرمطة هذه الأبجدية في الوحل وليس مجرد الخروج عنها ما يثير الدهشة في وصول هذه الإدارة وبقائها حتى الآن على هرم الرئاسة في زعيم القارة و أشهر الأندية العربية على الإطلاق .

بالنسبة للاستقرار الفني فقد تم قفزه فجأة ودون اعتبار للتوقيت , وأقيل الجهاز الفني كاملاً , وعلى رأسهم مديرهم آرثر جورج وهو مستقر بالفريق في صدارة الترتيب بعد سلسلة الانتصارات التي حققها على يديه منذ بداية الدور الثاني ( منذ افتقاد الفريق لعناصره الدولية !! ) بحجة عائمة ومجهولة !!
ترى هل هو استسلام للآراء الصحفية المنظرة دون أن تكون مسئولة عن تنظيراتها ؟ !! أم هو على خلفية الخروج المبكر من أمام فريق الطائي في حائل بغياب الدوليين وفي ظل ظروف تحكيمية مشبوهة ومنذ وقت ليس بالقريب ؟!!
وسواء كان لأحد هذه الأسباب الهشة دور في هذا التغيير الغامض أو لغيرها فهل هذا بالتوقيت المناسب ؟!( قبيل البطولة العربية مباشرة !!! ) .
وأنا لا أقصد أن آرثر جورج هو المدرب المناسب للفريق , فقد كان لي تحفظ منذ توقيع العقد معه ولكنه كان هو المدرب المناسب لتلك الفترة وربما حتى نهاية الموسم ما دام الوقت لا يسمح بشقلبة الفريق رأساً على عقب وما لم تحصل كارثة تجبر الفريق على التخلي عن الجهاز الفني بما حمل و في وقت حرج !! .

أيضاً وبعيداً عن قضية الجهاز الفني ..
إشكالية الكاتو والمشاركة بعد انقطاع متكرر ومستمر حتى صار مظهرة ومنذ الوهلة الأولى يوحي لك بأنه لاعب معتزل وغير متناغم مع كل من في الملعب !!,
وكذلك مشاركة الشلهوب بعد انقطاع طويل للإصابة واستهلاكه قبل أن يتعافى من إصابته تماماً فضلاً عن أن يكون في عافيته الفنية وفي جاهزية تسمح بإشراكة منذ أول دقائق البطولة ,
وكذلك الحال بالنسبة لمشاركة أحمد خليل وهو المتوقف عن اللعب منذ البطولة الخليجية الماضية , وأخيراً إشراك تركي الصويلح العائد للتو من أداء فريضة الحج في مباراة نصف نهائي !! .
ألا تشعرون أن الإدارة الهلالية لم تأخذ خبراً عن أن أداء اللاعب يتغير بعد الانقطاع عن مزاولة الكرة !!! .يعني اللي ما عنده شغل ياعيال يجي معنا( حواري !!)

المعنى أنه لا استقرار فني ولا عناصري ولا حتىالاحساس بالخطأ من أساسه !! .

ثانياً :
بغض النظر عن غياب الرئيس المتكرر ليس عن رعاية مصالح فريقه المهدرة على كافة الأصعدة وحسب , بل عن مجرد الحظور والتواجد مع الفريق في المناسبات !! بغض النظر عن ذلك لماذا هذه الغفلة أو إن شئت فقل السذاجة والبلادة وقلة الحيلة من الادارة الهلالية أمام الحملات الاعلامية الواضحة والمكشوفة التي تحاك ضد الهلال بهدف الإيقاع به في كل مشاركة خارجية ورغم تكرارها سنوياً إلا أنها تنطلي من جديد على الفريق وتؤتي ثمارها في كل مرة ..
في هذه البطولة تم تنصيب الهلال بطلاً قبل حظوره واتضح أن كل اللاعبين والمدربين والجماهير في الفرق الأخرى تتمنى مجرد التصوير مع لاعبي الفريق الأفذاذ , وتلقى في هذه الأثناء محمد الدعيع عرضاً احترافياً من قبل بايرن ميونخ العريق على ذمة صحيفة تونسية وبقلم كاتب تونسي !! وقبيل مباراة الهلال مع الفريق الليبي يؤكد سمسار ليبي أنه مفوض من قبل رئيس نادي بريشيا اللإيطالي للظفر بتوقيع سامي ونواف للفريق الايطالي ( يحلفون ان باجيو كان يبي يجي يقنعهم بنفسه لولا انشغاله بزواج جدته !!! ) .
مراراً وتكراراً يمر علينا هذا المشهد وقبل كل مشاركة هلالية ولا زال الاداريين الهلاليين يشعرون بقدر كبير من الغبطة وهم ينعمون مع فريقهم بالمديح والعقود تنهال على لاعبيهم من كل حدب وصوب .. وفي الأخير تصعقهم الحقيقة ويفيقون من نومتهم ليجدوا أنفسهم يبحثون عن الأسباب ثم الأعذار أو الصمت والتناسي .
ثم يقولون : خروج مفاجئ وغير متوقع !! – لاحظ لا زالوا تحت تأثير المخدر الإعلامي إيّاه !!
العلة ليست في اللاعبين – مع التحفظ على المسعري والكاتو - وليست في المدرب أو الجهاز الفني .. العلة واضحة وضوح الشمس ... في الإدارة التائهة ..
الله يستر من القادم ! .