
27/01/2008, 11:56 PM
|
 | زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 14/07/2005 المكان: شرورة
مشاركات: 492
| |
اول موضوع لي في المنتدى العام (بعنوان)!!! سامحكَ الله يا أبي ، سامحكِ الله يا أمي !!! أبي ؟ ، أمي ؟
قابلت البارحـة يا أبي شاباً في مقتبل العــمر كان يدرس معـي في
المرحلة الثانويــة كان إبن جارـــنا كنا نلاحــظ ملابســه نظيفـة و
دفاتره و كتبه ، كنا نلاحظ أنه يكتب واجباته يومياً ليس بالشخص
الذكي بل هو عادي مثلا بل كنا نفهـم من الشرح في الحصة أكــثر
منه و لكن كانت عقولنا مشغولة بأشياء كثيرة في تلك الأيام . ذلك الشاب زميلي أصبح اليوم موظفاً و مديراً بعد أن أكمل دراسته
الجامعية و أصبح له مرتب شهري يؤمن مستقبله و سيارة خاصـة
و زوجة و أطفال .
و ماذا أصبحت أنا عليه الآن ! شاب عاطل أجري وراء لقمة العيش
أشتري سيارة متوسطة الحال و أبيعها عند ضيق حال اليد لا يوجـــد
لي مورد دائم للكسب لا مستقبل لدي أفكر في مستقبلي في بيت و زوجة و أبناء . مــاذا فعلت بــي يا أبي ، أهملتنــي في صغري و جعلت لي زمام أمــري
فلا أجد من يرشدني لصلاح أمــري ، نشــأت في كنف أمي و أنــت بعيـد
تعــمل كمثل غيــرك في تجــارة البضائع فتــارة تكسب و تــارات أخــرى
تخسر ولا نراك إلا في الأعيــاد ، أبـدأ صباحي اليومي بذهابي للمدرسة
مكرمـش الثيــاب رث الهيئـة ملفــوف الغترة ألقــى زمــلاء الدراســة و
نتبادل بكت ( الدخان ) ولا إهتمـام بالمدرسيـن ولا بالدروس ، أخـرج
من المدرسة أرمــي بكتبي في المنزل و أخـرج متسكعاً أجوب الشوارع
هائماً على وجهـي أشارك الأطفــال ألعابهــم و سيرهــم بين الحــارات و
البيوت أرى أمور كثيرة من تدخين للسجائر و تبادل لأنابيب يستنشقونها
، أراهم يتبادلون الحبوب ، جربت كل ذلك و أهملت كل حياتي فلم أكتشف
نفسي إلا و أنا طريد الشوارع لا مدرسة ولا عائلة تهتم . ماذا فعلت بي يا أمــي ، زرعــت في نفسي قوتي الذكورية على أخواتي
الفتياـت فزادت سطوتي عليهن ركــلاً و رفساً عند الدخول و الخــروج ،
أهملهم كأكياس مهملة تموء من الألم بفعل ضرباتي ولا أجد منهـن أدنى
مقاومة ، فشببت لا رادع لي حتى أنتي كنت ترين كل ذلك فتزيدينني قوة
بقولك هذا أخوكن يا بنات هذا رجل البيت .
فقابلن أولئك البنات هذا الإهمال بعزيمة الجبال و كسرن الحاجز و تفوقن
في دراساتــهن و أصبحن معلمــات لهــن طمــوح و آمال و مستقــبل حتى
أصبحت استجدي منهن المال بنظرات فأجد منهن كل أخوة و بذل لمن كنت
لهن سوطً لاذعاً لهن و دافعاً لكي يحاولن كســر كل تلك المآسي بالتفــوق
في أمور قد أهملتها أنا . فماذا أصبحت أنا !! ليتك يا أبي كنت موجوداً و ضرتني حتى آلمت العظم و أكملت دراستي ، ليتك
يا أبي كسـرت لــي طرفاً و لم تتركني أكــسر مستقبلي ، ليتك يا أبي كنت مثـل
جارنا يستذكر لأبنائه دروسهم بعــد كل عِشاء مع أنه رجــل أمي لا يقــرأ ولا
يكتب بل كان حول أبنائــه ، ليتك يا أبي بذرت في داخــلي بذور الفكر و العقـل
حتى أجد أزهار تتفتح في داخلي . ليتك يا أمي كبحت في داخلي نوازع السطوة على أخواتي فجعلت مني مسخاً
يطلب ولا يعطي ، ليتك يا أمي لم تمدحينني و تعظمين في شخصي الرجولة و أنا طفل .
أعلم أنكما أحببتماني مثل كل الآباء ، و لكن لم أجد منكما التوجيه البعيد النظر . فماذا أصبحت أنا الآن !!
شاباً بلا مستقبل و بلا مال و بلا منزل و بلا زوجة و بلا تفكير سيكون
عرضة للأفكار الهدامة و التجارة المحرمة و رفقة السوء ! خاتمة : هذه عبرات تعبر عن حال شاب من أحدى القرى التي كانت لا تهتم بتعليم
أبنائها و تهمل تربيتهـــم و تتركهم لتربية الشارع فقليل من أولئك الفتية إستفــاق
لنفسه و كثير وقعوا في وحل الإهمال فأصبحوا لا شيء .
اخوكم :زعيم الربع الخالي
اخر تعديل كان بواسطة » زعيم الربع الخالي في يوم » 28/01/2008 عند الساعة » 12:12 AM |