#1  
قديم 21/01/2008, 03:12 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 31/03/2003
مشاركات: 743
الملهم !

.







لو سألني الشوق عنك ؟!
لو طرق بابي الحنين ؟!
لو غدت عيني بـ غيابك
حايرة لا ما تفيد !
لو خذاني العشق يمك
لو فضح عيني السكوت ..
بالله قلي ؟!
كيف أبقوى ..
في غيابك يالعزيز ..
نورك اللي كان يضوي ..
ألف درب .. وألف ممشى ..
أسمك اللي كان يدوي ..
بكل قرنه .. وبكل بيت
بالله قلي !؟
من بيرجع شي منك ؟!
بعض منك .. شي فيك .؟!

لا يا سامي ..

صعب ..
لحظة وداعك .. و .. الرحيل !
إلا الرحيــــــــــــــــل .
لا وربي !
هذا اللي ما نقدر ..
نبي وعد .. منك عهد
تقطع دروب المسافة ..
ما نبي ننطر تالي النهار ..
عله يرد شيء منك .. بعض منك ..
وإن غدا ذاك النهار ..
قلنا معذور .. يمكن نسى ؟!
ما نبي نحس إنه قسى ..
صرنا نخاف من الفراق ..
لا لا تسافر .. لا تهاجر !
لا لا تلوح بالرحيل !
تخيل غيبتك ..
شمسك اللي نورها عم الوجود
فجأة غابت !.. ما عاد نقوى ..
تكفى لا نقول ..
متى يجي باكر !؟
تاه صوتي بالحناجر ..
سامي .. هو صحيح إنك بترحل ؟!
والناس اللي تحبك !؟
بتخلي أوراق حبك فيها تذبل !؟
هو صحيح إنك بتمشي !؟
تعــــــال !
قرب .. باقي كلمه لا تروح !
يكفي مواجع .. ملت دموع المحاجر ..
بس توادع .. بس توادع
إن كنت ناويها خلاص ..
من بـ يسعدني يا ناس ؟!
هو تاريخك .. أو ذكرياتك ؟!
خذ كل شي فيك ..
لا تبقي أي شي !

ولا تدري ..

بيكفيني سلامك .. و تلويحت يدينك
بيوم الوداع .. لا يالوداع !
بسلم ورد السلام .. وفي عيوني لعيونك كلام !
وبداخلي تبقى ذكرياتك .. وبقول :
آه ما أقسى هالزمان !


.


" لا بد للشمس من مغربِ "

هوت ( منارة الإسكندرية ) واندثر شموخها وأصبحت نسياً منسيا
شاخت ( حدائقُ بابل المعلقة ) واضمحلت وصارت من تبعاتِ الماضي
فعل الزلزال فعلته ( بتمثال رودس العملاق ) وكسر غطرسته و ساواه بقاعدته
ذهب ضريح " هاليكارناسوس " كما ذهب صاحبه ولم تشفع له عظمه بناءه ..
والحال على هذا المنوال في ( تمثال زيوس ) الذي شاخ ولم تشفع له بنايته المطلية من ذهب وعاج
دمر معبد " ديانا بارفـسـوس " بعد إصلاحه من حريقه .. ولم يسعفه ذلك وأصبح مـن الـقـصـص الـخـالـدة ..
خلاف تلك العجائب بقيت أهرامات الجيزة , لتحدث عن شموخهـا وعن صلابة منشئها , لتبقى شاهد عصر على حضارة ولتخبر العالم كله أنها باقية , وغيرهـا من العجائب فانية ..

أما في عالم المستديرة سيبقى كـ أهرامات الجيزة نفتخر ونفاخر به وسيبقى من كنوز وطننا ..
وسيدوم ذكره , وسيُعظم أسمه , ولن يُنسى صيته لأنه .. [ الملهم ] ..!


.






ابن الـ 22 ربيعـاً في بلاد العم سـام يلعب المباراة الثانية وفي مخيلته الصعود بمنتخب بلاده
للدور الثاني , يحمل طموحاً يتخطى عمره , يدخل من بداية النزال , يحرث الملعب في مرأى
ومسمع سكان الأرض قاطبة , يتسلم كرة يتخطى لاعب بكل براعة , وفي المقابل يعاق بكل شراسة

لا يلام المدافع فلا سبيل لهذا الفتى سوى اللعب على المفاصل لعله أن يمنعه من أن يواصل , لا يعلم ذاك
المدافع أن أمامه شخص يتلذذ بالجندلة ويفعل ما يروق له يتحصل على ضربة جزاء مستحقة
بعد فاصل جابري وإعاقة من المدافع البائس!

يتقدم لها لاعب شاب وفي محفل عالمي وفي أكبر استحقاق دولي وأضخم كرنفالٍ كروي حامل رقم 12 غير آبهٍ في أن ينبري لتلك الضربة الجزائية يقف أمامها وفي مخيلته ملايين العشاق في بلده يأملون منه تسجيل هدف السبق .
( في هذه اللحظة ) يتحدثُ قلبهُ مع قلوب عاشقيه ليخبرهم أن أملهم به بحول الله لن يخيب .
يقف أمام الحارس .. ( الكل يترقب ) .. يسدد الكرة .. في هذا الأثناء .. صرخ أبناء الصحراء ..
(يالله )
ما الذي يفعله هذا الفتى في هذا الحارس , بكل ثقة بالنفس وقبلها ثقة بالرب , يضعها على يمين
حارس المرمى .. معلنة هدف سعوديا بتوقيعٍ جابري , ولا تسلني عن حامي العرين فهو في أقصى الزاوية الأخرى يندب حظه , ويقف مشدوهاً لفعلة هذا السامي .
يبلي الشاب بلاءاً حسناً أكثر من ما هو مطلوب منه لأنه يعطي بلا مقابل فقط المقابل إرضاء لمحبيه
وجمهوره يخرج اللاعب وفي طريق خروجه يسدي نصيحة للاعب البديل و يحيي
فهد الغشيان ويقول له :
" فهد أبيك تحرث الملعب حرث .. تحرثه حرث " !
قمة الإخلاص والتفاني , كلمات نابعة من قلبٍ متيم بحب وطنه , ومغرم بإسعاد جمهوره , يخاطب فهد بلغة الإخلاص التي يجيدها هذا فتى الجابري , لكن لم يعي فهد خلاصة هذه الكلمات خرج وهو رافعٌ رأس بلده ورأسهُ عالياً لأنه فعل ( المستحيل ) لشاب في عمره , ولا مستحيلَ في قاموس هذا .. [ الملهم ] ..!


.






البطولة التي استعصت على منتخبنا كثيراً , أملوا النفس بالحصول عليها , شاركوا مراراً وتكراراً,
لكن لم يحالفهم التوفيق , لم يعلموا أن أحد أسرار الحصول عليها وجود جابر لعثراتهم وسقطاتهم ,
ظهر الفتى النحيل ليواكب ( حضوره ) مجد جديد , وعز فريد , ستشهده جنبات تاريخ الكرة السعودية ,
حضر وحقق المراد بالخلطة الجابرية الخاصة كانت ظاهرة للعيان في ملعب الدرة وأمام سبعين ألف متفرج
حضروا لتحقيق المراد لتتويجهم زعماء على منطقتهم الخليجية , آخر مباراة كانت أمام قطر
وانتهى الشوط الأول بتأخر منتخبنا بهدف , خرج اللاعبون من أرض المباراة الجمهور تغير
حالهم بعد أن كانوا يريدون التتويج بالذهب , أصبحوا في حالة تشاؤم , منتخبهم متأخر بهدف لكن
كان من بين تلك الجماهير من كان مطمئن البال منشرح الخاطر , لعلمهم بوجود ذاك الجابر.

وبعد قرابة الخمس دقائق من دخول اللاعبين للغرف الخاصة بين شوطين المباراة حضر الذئب أرض معركته
ووقتُ بداية النزال لم يحن , الجماهير قامت لترى ماذا يريد ابن الجابر من دخوله أرضية الملعب
كان ينظر لجنبات الملعب , وكان يملؤها تفاعلٌ وتفاءل , كان متيقن أن الشارة التي تحيط بيده
لم تكن مجرد خرقة أو أنها بدعة , بل كان يمني نفسه بعدم خروج هذه الجماهير مُطرِقة الرؤوس , تجر أذيال الهزيمة , حضر ومعه اللاعبون وبدء بتوجيههم , وحثهم على الفوز ولا شيء سواه , شد من أزرهم وكثف طموحهم وقوى آمالهم , وانتشل حالهم , انتهى سامي من محاضرته التي كانت هي بمثابة الخلطة السرية (الجابرية) التي حققت المراد بعد توفيق الله .

بدأ الشوط الثاني ولعبوا وكانوا في مخيلتهم تلك الخلطة التي قدمها قائدهم بين شوطين
المباراة أمام الجماهير المكتظة , وقاموا بقلب الهزيمة إلى فوز ثلاثي , (نهاية المشهد) نصرٌ جديد للأخضر تحقق على يدين ذاك الجابر .


.






الوقت قارب على تتويج الشباب والهلال متأخر بهدف والوقت الأصلي شارف على الوداع
أفواج الجماهير التي حضرت إلى الدرة لم تتعود على الخروج وهي منكسة الرأس ولم يسعدها
هلالها العلاقة التي لن يفهمها سوى من يغوص في هيام ذاك الأزرق ..
يرى ذاك الجابر جمهوره في حالة انكسار،لم يتعود الجابر أن يخرج من يحبه مكسور وهو
جابر ..





(بداية المشهد) في منتصف ملعب الشباب تأتي الكره للجابر , يستلمها كصياد متشوق لإطلاق
رصاصته على فريسةٍ بالجوار بعد أن طال به الركض وراءها , يخرج رصاصته الذي ينفرد بها ليغرسها ويصيبها في مقتل , رصاصة العشق من ذاك الجابر , راقبها عشاقه وقلوبهم يملؤها التفاؤل .
تنطلق رصاصة الرحمة , لترجع من كان في الملعب وهو مدبر لتقل له لا تستبق الأحداث بوجود
.. [ الملهم ] ..!
(نهاية المشهد ) كسرٌ جديد للهلال , يجبره جابر عثراتهم .


.






التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 , المنتخب في حاجة لقائد محنك , و لاعب فذ كسامي بالضبط ولا أحد غير سامي , كان استدعائه من أكبر سلطة رياضية داخل الوطن , المدرب كان لا يعلم من هذا اللاعب الذي أُجبر على حضوره , كان غير مطمئناً لذلك لعدم توقعه أن هذا اللاعب بإمكانه وبكل يسر أن يحدث الفارق داخل الميدان وخارجه .

في أول مباراة أمام أوزبكستان كان المدرب الأرجنتيني ( كالديرون ) مستاء من هذا اللاعب وفي غرفة تبديل الملابس قبل بداية المباراة , قام المدرب بشرح الخطط التكتيكية وفي آخر حديثة كان يُلمح أن سامي لن يحمل شارة القيادة ويقول أن حمل شارة القيادة لن تكن على الاقدميه , بل على حسب اختيار المدرب , انتهى كالديرون من كلامه وهم بالانصراف .
قام سامي وتحدث للمترجم إن كان المدرب قد انتهى من كلامه لأنه كان يود الاجتماع باللاعبين , رد كالديرون بوجوب تواجد المترجم بين اللاعبين ولكنه رفض الجابر لأن الحديث ودي بين اللاعبين , وحينما أراد سامي التحدث عن المباراة وأن ينصب التركيز على إسعاد الوطن وان شعار الكابتنية لا يهمه , رفض كل اللاعبين ذلك وأصروا على حصول سامي على شارة القيادة , وأولهم من كانوا سيحصلون عليها وهم عبد الغني وتكر .

وبدأت المباراة وكان سامي بجوار( كالديرون ) , انتهى الشوط الأول ولا يزال التعادل سيد الموقف , بدأ
الشوط الثاني , ولا يزال المدرب حيراناً في وضع فريقه , وما زال (يكابر) بعدم إشراك سامي , حاول كثيراً عدم الاعتماد على سامي لكنه لم ينجح , فكر ما عسى هذا اللاعب أن يفعل هل باستطاعة أن يحسم مجريات المباراة !؟ ليعطي المدرب طوق النجاة وتذكرة القبول لدى الجماهير في أول مباراة في التصفيات , لم يكن أمامه سوى هذا الخيار المتمثل بسامي رضخ للخيار الذي أمامه عله أن يجدي نفعاً وعله يلاقي له مردوداً , قام بإشراكه ودرجة الحرارة تقارب الخامسة تحت صفر , منذ دخوله الملعب أشعل حماس اللاعبين وبدل الجو المحيط بهم من برد قارص إلى نار تبحث عن شي لتحولهُ إلى هشيم .

تأتي الكرة طائعة وصاغرة لسامي ليرسلها بكل حرفنة و بحركةٍ بهلوانية و زد على ذلك لم يكن أمامة المرمى ولم يكن خالياً بل مع وجود الحارس , سامي لم يأبه لذلك لأن المرمى راسخ في قلبه وذهنه , فهو ( سيد منطقة الجزاء ) , ليعلن سامي معها بداية إبحار (قارب العبور) للمونديال العالمي .


.






كرة قادمة من المنتصف للجناح الأيسر الهلالي , والشوط الأول الإضافي يقترب من النهاية
تأتي الكرة لمروضها ينطلق بأقصى ما أوتي من قوة يمر ببراعة من اللاعب الياباني الأول
بحس فني راقي وممتع , يواجهه اللاعب الثاني ويكسوه الطموح لإيقاف الزحف الهلالي
المتمثل بالذئب الهائج , يحاول إيقافه باعتراض طريقة للأسف لم يخلد بذهن هذا الياباني أن
اللاعب الذي أمامه لن توقفه مهما ابتكرت الطرق والحيل إزاء ذلك .

يفعل سامي فعلته ويقوم بقفز اللاعب كالذئب المتشوق لفريسته , يتغلغل داخل منطقة الثمانية عشر يواجهه لاعب آخر ويسانده ثالث ويكون داخل المنطقة قرابة الست لاعبين من الفريق الياباني , كالعادة وكما
عرف المدافع السابق أنه لن يوقف زحفه , فإن أقفل بوجهه الطريق أخترع المنافذ المؤدية إلى
هدفه , وكان ينتظر هذا المدافع ما سوف يفعله هذا الذئب , فلم يخيب ظنه سامي ,
وقام بإرسالها من بين ستة مدافعين داخل المنطقة , ليتسلمها ( سيرجيو ) الذي لم يتوانى في
إيداعها هدفا هلاليا حاسما وكأس أزرق جديد , ويقلبوا الكفة في وجه المتغطرس الياباني .. لتهتز حتى
كاميرات التصوير لهول ما فعل هذا الجابر , ويخرج كل هلالي رافعاً رأسه لتزعمه القارة
الآسيوية , ويصبح نادي الهلال المتوج على نصف الكرة الأرضية , وليفخر كل هلالي بفعله .. [ الملهم ] ..!


.






اللوحة الإلكترونية تشير إلى الرقم تسعة وبجواره الرقم عشرين , دخل اللاعب إلى أرضية
الملعب وتم تسليمه شارة الكابتنيه , خلف كل هذا مستصفحين يحاولون النيل بأقلامهم
المرتزقة من بعض سامي , ولكنه يصيبهم وأقلامهم بـحسرة لتصبح أقلامهم نكالاً و وبالاً عليهم ,
يسلوا سيوفهم ويشحذوا طوابير النقصان والتنقيص للنيل منه , يحاولون التنكر لما يفعله
ووصفوا ذهابهُ للمحفل العالمي بأنه تشريف له ومحاولةٌ تكريمه ليس إلا , فينقلب عليهم سامي ويشل
حركة عقولهم البطيئة بما سوف يفعل , لتأتي الكرة من (محمد أمين) يرسلها (لمالك معاذ) , وعلى
الطرف الأيسر من الملعب يقف .. [ الملهم ] ..! .. ليصرخ بمالك لتمرير الكرة إليه , يستجيب مالك لأمر
قائده ويرسلها له, تنتقل الكرة ببطيء لتنقل معها دقات قلوب ملايين المشاهدين في
أرض الوطن , كلها أحس بها سامي .





يستلم الكرة ينتظر خروج ( أبو منيجل ) وهو الحارس الخبير من مرماه , يغريه الجابر بالخروج , يتقدم الحارس قليلاً , لا يلام فهو أمام السامي فكل السنين التي قضاها هذا الحارس والخبرة التي اكتسبها ستتبخر حينما يرى بريق عيني سامي تلمح المرمى وتشتاق لوضع الكرة التي بين قدميه تتوسط الخشبات الثلاث , يتقدم الحارس هكذا أراد سامي منه أن يفعل , يرسلها من يساره لتقوم بمعانقة الشباك .

ليوبخ سامي كتاب الطابور الخامس , وليعري كل من (يدعي) أنه متزنٌ في أطروحاته , ليوضح هشاشة فكره وسوء تقديره , ليعيد التقدم للمنتخب السعودي من جديد وليزيد من حب الجماهير له ولرصيده الرياضي الحافل
بكل ما يصبوا إليه لاعب كرة قدم , ومن جديد يذل ناقديه ومستنقصيه , لينتقص منهم بطريقته
ويوضح لهم أنهم كلماً حاولوا الاقتراب منه سيزيد توهجاً وعلواً , ليوضح لهم للمرات عديدة
أنه فوق كتاباتهم بل كتابتهم هي من تغريه لفعل المستحيل وفعل المسمى عجب , لأنه باختصار
في قاموس سامي لا يوجد تفسير لكلمة مستحيل , فهو بلا شك يروض المستحيل , ليجعله شي
من الواقع بين قدميه .


.
.
.


دخل البوابة وضع قدميه على عتبه النادي الذي أخرجه وله الفضل بعد الله في ظهوره , ذهب
إلى مكان تبديل الملابس كان هو نفس المكان الذي ألفه وعرفه قرابة العقدين من الزمان , خلع
ملابسه وهم بلبس لباس المران , كان ينظر إلى تلك الملابس كانت تتمنى أن تلتصق في
سامي ولا تحاول الخروج من جسده لأنها كانت تعلم أنها لن يرتديها أخلص منه , كانت
تحاول التلذذ في كل ثانية تقضيها في جسد سامي .

انتهى من ذلك كان يسري في الممر يرى جنباته وكأنه يراها لأول مرة والغريب أنه كان يمر من نفس الممر طيلة الأعوام الماضية , كان في داخله شعور أن الممر يبكي ويودع الأسطورة كيف لا والممر يعلم أنه آخر ظهور للأسطورة وآخر تبديل سيجريه في النادي , خرج من الممر وكأنه جلس في الممر فترة طويلة , لأنه كانت تسرح في داخله ذكريات وطموحات مرة عليه تباعاً , أعتلى أول عتبة
للدرج المؤدي إلى ملعب التمرين , ظهر له المدرج الهلالي الكبير الذي لطالما صفق له وحياة
وأحبه وأحبهم .

ألقى التحية على أداريين ولاعبين الهلال , كل من كان حوله كان يساوره
الحزن تأملوا سامي في آخر مران له في ناديه , النشء من الجيل الهلالي الجديد كانوا ينظرون
له بكل أمعان وتدقيق , كانوا يحاولون جهداً عدم صرف نظرهم عن الأسطورة , و يحاولون
حفظ ما يقوم به لعله أن يتبوأ ببعض ما حصل عليه هذه الأسطورة .





كان ينظر إليه المدرب بنظرات تتمنى أنه لحق على هذه الأسطورة وقام بتدريبه لكي يلحقه شرف تدريبه , كان يمني النفس بعدم رحيله لكن حالت الأقدار دون ذلك , كان يتعجب المدرب من حب اللاعبين
وحب الجماهير الجنوني له , واصل سامي سيرة ودخل أرض الملعب قام بعمليات الإحماء
كانت أرضية الملعب يشوبها الحزن ليقينها أنه آخر تمرين للأسطورة عليها , كانت تتمنى أن
يطول العناق بينها وبين محبوبها .





قسم المدرب اللاعبين كل منهم كان يتمنى أن يحالفه الحظ ويظفر بالكنز سامي , لعبوا وانتهى المران وكالعادة قدم سامي دروساً بالمجان وأمتع الجماهير الحاضرة بالمدرج .

كانت أسوار النادي تحاكيه وتحاول التوسل بأن لا يهجرها بعد العلاقة التي امتدت للسنوات من ركل
المتعة , خرج من الملعب وكان الملعب ينوح بأعلى صوته مخاطباً الأسطورة بأن لا يهجره , كان يعلم
أنه لن يمر على أرضيته كسامي , كان سامي يخاطبه أن هذه (سنه الحياة) ولكل زمن دولة ورجال , لكن الملعب لم يرضخ لكلامه ليقينه بقدرته على نثر الإبداع في جنبات أرضيته , ودع الملعب ونظر نظرة إلى مكان الجماهير , وبرقت عينيه وتذكر تلك الأيام التي كان يسعدها وتبادله الحب بكل إخلاص ووفاء , أكمل المسيرة وخرج من الملعب وذهب إلى نفس المكان الذي غير ملابسه فيه .
وقام بتبديل الملابس وكانت الأدراج أشد حزناً على فقدانه من المرة السابقة وكانت تتمنى أن يطول ويطول اللقاء بينهم , انتهى سامي وخرج من الغرفة بعد أن ودعهم ووعدهم أنهم سيروه قريباً , كانوا يعلمون أن سامي يخفف عليهم هول المصيبة فقط لا أقل ولا أكثر , ذهب سامي وواصل سيرة .

وصل عند بوابة النادي خرج سامي والتفت سريعا ليرى اللوحة المعلقة في النادي , التي كان يراها طيلة العشرين سنة الماضية التي حفظها عن ظهر قلب , أدار ظهره وعلامات الحزن بدت واضحة
على وجهه فما أصعب فراق المحبوب .


.


سألني أتحضر حفل الإعتزال ؟
وكان في سؤاله شي من البلاهة ؟
كأنه لا يدري ..
كرر سؤاله .. وكان ينتظر الإجابة ..
تركته يهذي .. ويهذي ..
في داخلي طعنة ..
هل أخوض في سؤاله الوحيد ..
أم أحاول عن سؤاله أحيد ؟
تذكرت ذاك الجابر ..
وقلت :
عند الصباح يحمد القوم السرى ..
وليتك ترى كما أرى ..
يا صويحبي .. تعال لترى .. ما فعل ذاك الذئب في الورى ..
ألم تعلم أن خصمه يفور ..
وفي نزالاته يخور ..
ومن فرط ما يستشيط يصبح كالتنور ..
كان يعربدهم دائما بـ أقـدامـه ..
وإن تحدث أصابهم بـ لـسـانـه ..
كان يلعب من صميم فـؤاده ..
كـان يفعل العجب .. بل أقصى من المدعو عجب ..
ياصويحبي .. صدقني ما أقوله ليس كذب ..
بل بعض من سامي ..
وليتك تعي ما أقول وتفهم ما يدور ..
لتكف عن التلويح بسؤالك ..
اسأل ملعب الدرة ..
فعنده الخبر اليقين ..
فهو كـاتب عدل .. وشاهد حق للحضارة ..
سل ملعب كوريـا .. وما فعله فيهـا ..
فكان يسابق الطير .. ويذل الغير .. ويزلزل أركان مجدهم ..
فضاقوا به ذرعـا .. ولم يدعى لهم أكل ولا مرعى ..
يا صويحبي .. لقد أغاظني سؤالك ..
وبما أنك فتحت باب لـ جهلك ..
فدعني أنهل عليك ببعض من شواهد عصرك ..
أقتح ملاعب أمريكـا ..
وسلهم عن ابن الصحراء ..
ذاك الشاب النحيل .. وما مارسه وهو في بداية العشرين ..
لتعي سخف سؤالك ..
أنتقل بسؤالك .. نحول بلاد هتلر ..
ودع ملعبها يتحدث بكل فخر ..
أن سامي في يوم من الأيام قد حضر ..
وطرز أسمه بين أعظم من لمس الكرة ..
وأصبح ذاك الجابر مفخرة ..
دع عنك كل ما سبق ..
واذهب إلى بلاد الإنجليز ..
وسلهم لماذا هدموا ملعبهم ويمبلي ..
بعد أن كان يستطيع أن يبلي ..
عجبوا ما فعل سامي بهم من براعة ..
وفعل فيهم كل أنواع الحذاقة ..
يا صويحبي .. أما زلت مستمر في طرح الحماقة ؟!
متأكد أنك فهمتني .. وموقن أني أصبتك بسهمي ..
أعلم أن سؤالك كتم .. وطبع عليه بختم ..
.. أن سـامي هو .. [ الملهم ] ..!


.
.
.


* خروج :
إن الرجل لا يبكي إلا مرة , ولكن دموعهُ عندئذٍ تكون من دم , فما أكثر هؤلاء مساء الغد , لذلك أقول لهم عزوا أنفسكم بما قاله نصر بن سيار :-
(( كل شيءٍ يبدو صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة , فإنها تبدو كبيره ثم تصغر )) .
و يا كبر مصيبتنا فيك يا سامي !
  #2  
قديم 21/01/2008, 03:30 AM
موقوف
تاريخ التسجيل: 15/05/2007
مشاركات: 335
مشكور اخوي على هالموضوع الرائع

تحياتي لك
  #3  
قديم 21/01/2008, 10:37 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 31/03/2003
مشاركات: 743
.

الشكر لك انت .. على تواجدكـ
  #4  
قديم 21/01/2008, 10:43 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ع ـبـووود !
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 12/09/2007
المكان: Ĉamp ИŐύ
مشاركات: 1,490
يعطيك العافيه بس ودخل الملهم خخخخخخخ في العنوان
  #5  
قديم 21/01/2008, 10:53 AM
موقوف
تاريخ التسجيل: 12/04/2007
المكان: المجلس العام
مشاركات: 11,440
الله لا يحرمنا من أبو عبدالله
  #6  
قديم 23/01/2008, 02:15 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 31/03/2003
مشاركات: 743
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ع ـبـووود !
يعطيك العافيه بس ودخل الملهم خخخخخخخ في العنوان

بأختصار .. لأنك لم تقرأ الموضوع ..
   

 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:24 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube