20/01/2008, 12:30 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 30/12/2007
مشاركات: 840
| |
:::وكانت ليلة لاتقدر بثمن آآآآآآ :::: بسم الله الرحمن الرحيم """""""""""""" أشياءٌ لا تُقدَّرُ بِثَمَن
""""""""""""""""""""" هذه رسالة من أختكم:السلفية منهجى بعنوان ::::::: وكانت ليلة ..لاتقدر بثمن
مزخرفة بنجوم المعاني، ملونة بلون الذهب، قد سرقتني إليها فكنتُ فيها مليكة من دون مملكة، بعرشٍ وحراس وتاج و قلم !
أما علمتَ أنني قد استبدلتُ عصا الملكة بالقلم ..
وكانت لي أوراقٌ هناك ..
أوراقٌ توجتها الحروف لما تراصّت فوق سطورها في ألفة عجيبة أشعرتني بحميميّة الكتابة على الورق، تلك التي فقدتها منذ زمن ..
ولجتُ مكاناً ضخماً في هيئته التي تشكلت في خيالي قصوراً بقباب وقلاع وجُسور .. ولم أفتش حقيبتي لأستخرج بطاقة ما أعرّف بها عن نفسي .. فقد كانت البوابة الرئيسة مفتوحة للعبور ..
نظرتُ إلى عداد الحضور فوجدتهم يناهزون الألف، في تلك الثانية فقط، في تلك اللحظة ..
ألفُ لاجئ إلى ذات المكان، ألف روح خلعت نفسها خارجاً واستبقت الصفاء ..
وألف قلم وورقة ..!
لم أكن بحاجة لشاشة عرضٍ ضخمةٍ كي تنقل لي الصوت والصّورة، فقد كان الصوت فقط يكفيني، يتسلل إليَّ بانسياب عجيب، يرغمني أن أنصت بجوارحي، ولا أكتفي بحاسّة السمع ..
ولم أبحث عن المقاعد الجلديّة الفخمة وطاولاتها الأنيقة الملتصقة بها كي أشعر بأنني من الفئة المميّزة ..ولا تاقت نفسي إلى كوب من عصير البرتقال الطبيعي لأروي به عطشي فقد وجدتُ نهراً عذباً بين يدي يرويني ..
ولا حدّقت حولي لأبدي إعجابي بأناقة المكان وروعته، فقد كان جميلاً جداً، ساحراً جداً، رائعاً فوق الحدود ولكن .. في داخلي ..
ساقني الخيالُ لأن أخلع حذاء الدنيا خارجاً، وأن أقفل عليه بمفتاحٍ من الإرادة ، وأتابع الولوج حيثُ أردت ..
وأن أستند على عمود يجيد فن الإصغاء فأتوحد معه في ذاك المكان ..
انطلق الصوتُ ندياً من مكانٍ لم أتبينه .. وبدأتُ في تلك اللحظة أسافرُ في جمال الكلمة لتنسيني كلّ التفاصيل الصّغيرة التي كانت منذ لحظات فقط أشياء مهمة بالنسبة إلي ..
كان الحديثُ عن معنى التوكّل في القرآن والسّنّة ..
ومضى بنا المحاضر يتنقل بنا من روضة إلى بستان إلى جنّة ..
تارة يتلوعلينا آية من القرآن فتندى العيون وتخشع القلوب ..
وتارة يسوقُ في روعة الكلمات حديثاً نبوياً، فكأنك به يأخذك إلى ذلك العصر، وكأنك جالسٌ في المسجد قد أحنيت ركبتيك في مجلس العلم، وإذا بك تتلقى وتتأثر فتعزم أن تمضي على هذا الدرب القويم فلا تتعثر .
للكتابة في ذاك المكانٍ معانٍ أغلى من كل معان ..
أروع ما فيها هو خروجك عن قيود قلمك، وحدود فكرك، إلى أفقٍ واسع رحب، كلّ ما فيه نور على نور ..
البعض دخل إلى هناك ربما محض مصادفة، أو مُكرهاً أو محرجاً، أو مخلصاً متوجهاً لله أن يجعل في نقرات أصابعه على لوحة المفاتيح نفرة في سبيله، وأن يجعل من جلسته البسيطة أمام الحاسوب مجلس علمٍ، لا يهم أكانت في مسجد أو قاعةٍ أو قصر واسع فخم ..
والجميع استحالوا في تلك اللحظة إلى طلاب علم قد دخلوا وأثر السّفر والإنهاكِ من عبء الدنيا باد عليهم، وخرجوا وقد ارتدت قلوبهم ثياباً شديدة البياض .
لم يحتج أي واحد منَّا أن يستعيد ما خلعه خارجاً، فمن يمتلكُ فؤاد طير وجناحاه لن يفتش عن حذاء خلعه مهما غلا ثمنه أشكركم لقراءة الرسالة |