كان المفروض ان ينشر هذا التعليق منذ أكثر من شهرين.. ولكن تتابع الأحداث الساخنة رياضيا والتي تتطلب معالجتها والكتابة عنها ويتعذر تأجيلها.. جعلني اضطر إلى تأجيل نشر هذا الموضوع كثيرا بحكم انه لايحده زمن معين لانه صالح للنشر ولو بعد حين!..
القرارات التأديبية والقرارات الرادعة.. تصدر عادة لمعالجة أي اخلال للنظام أو خروج على المألوف والسلوك القويم.. فهذه القرارات هي قرارات طبيعية واعتيادية بل مطلوبة للمحافظة على هيبة النظام العام وعلى رونق المنافسة الشريفة.. وهي في محصلتها تصنف كقرارات تربوية اصلاحية.. وهذه القرارات ليس بالضرورة ان تقبل على علاتها.. فالطرف المقصود بتلك القرارات أحيانا يكون له رأي أو تحفظ أو عدم قبول لها.. وهذه جِبِلَّة بشرية في ا لمكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ والتشكي من الظلم.. ومثل هذه الاعتراضات لا يؤبه بها.. لأن جدوى هذه القرارات ينطبق عليها قول الشاعر:
فقسا ليزدجروا ومن يك حازماً
فليقسُ أحياناً على من يرحمُ
في الموسم الماضي نتذكر جميعا مباراة الهلال مع بيروزي الإيراني في طهران.. ما أعقب هذه المباراة من ملابسات وتداعيات مازال الفريق الأزرق يعاني منها حتى الآن..
في تلك المباراة ضرب اللاعب الكاتو لاعبا إيرانيا فعاقبه الحكم بالقرار العادل وهو (الكرت الأحمر) اللاعب عبدالله الجمعان أراد المدرب استبداله فرفض الخروج مطالبا الاستمرار باللعب وتلكأ محاولاً البقاء ثم اضطر للمغادرة.
بعد عودة الفريق إلى الرياض.. استقبله التصريح الشهير للدكتور صالح بن ناصر.. الذي انتقد ما حدث ووصفه أنه مظهر غير حضاري وشوه سمعة الكرة السعودية!.. ولن يتم السكوت بشأن ما حدث.. وان هناك قرارات رادعة تنتظر هؤلاء اللاعبين.. وفعلاً صدر القرار بإيقاف اللاعبين الكاتو والجمعان لشهر كامل.. وهو في حقيقته إيقاف ل (10) مباريات حاسمة وهامة في نهاية الموسم.. خلال ثلاث بطولات: كأس ولي العهد والنخبة وكأس الدوري..
كان قراراً حاسماً وقاسياً.. ولكن لابد من الرضوخ والإذعان والتسليم له.. شخصيا كانت تشغلني بعض التساؤلات.. ترى هل لو كان مكان الهلال ناد آخر وخصوصا من الأندية الكبيرة!.. هل كان القرار سيصدر بتلك القسوة؟!
في الموسم الماضي قارنت تلك الحادثة مع حادثة محلية!!.. حادثة مشهودة وهي محاولة بعض لاعبي النصر الاعتداء على أحد حكام المباريات.. لولا ان رجال الأمن أنقذوا الحكم من الجمع الهائج وكانت العقوبة هي الإيقاف لمباراة واحدة لكل لاعب..!!
الجمعان رفض الانصياع لأوامر مدربه الأجنبي.. في تصرف يصنف على أنه شأن داخلي للنادي.. يوقف (10 مباريات) حاسمة.. ومن يحاولون الاعتداء على حكم سعودي وضربه يوقفون (مباراة دورية) واحدة..!!
ما سبق كانت حادثة محلية.. ولكن كنت انتظر حادثة في منافسة خارجية للمقارنة.. لم يطل التساؤل كثيرا.. حيث أتى المحك والاختبار الحقيقي.. ومن نفس الملعب وأمام فريق إيراني؟؟ ولكن من فريق سعودي آخر وهو الاتحاد..
كلنا شاهدنا عقب نهاية المباراة التحرش بالحكم ومحاولة الاعتداء عليه والاشتباك الذي حصل بين لاعبي الاتحاد والاستقلال عقب خسارة الاتحاد.. وتم نقله على الهواء مباشرة!!..
عاد الاتحاد.. ولم يستقبله لاتصريح ساخن ولا غاضب.. ولم تصدر ضده لا قرارات رادعة ولا ناعمة! ولست هنا أطالب بمعاقبة لاعبي الاتحاد الذين اتضحت مشاركتهم ب (المضاربة).. لان مثل هذا بحاجة لدراسة وتمحيص حتى لايظلم أحد.. فأن تبرئ متهما خير من ان تتهم بريئاً..
ولكن السؤال لماذا اختلفت ردود الأفعال على ملابسات مباراة الهلال عن أحداث مباراة الاتحاد؟! لماذا هناك (قرارات قاسية).. وهنا (لاشيء)؟.. ترى لو تبادل الفريقان الأدوار في المباراتين أي لو كان الهلال محل الاتحاد والعكس.. هل ستتبدل القرارات؟.. أي هل ستلاحق ا لقرارات القاسية الهلال لو فعل لاعبوه مافعله لاعبو الاتحاد؟!.. من استقراء الأحداث والمواقف فإن هذا هو ما سيحصل تماما!..
الحكاية لم تنته بعد.. فما حدث من بعض لاعبي الاتحاد.. تم استكماله محليا وأمام النجمة وعقب أقل من أسبوع من مباراة الاستقلال.. أنا (لم أشاهد مباراة النجمة).. ولكن (تواطأت) تقارير المراسلين عما حدث من شغب قام به اللاعب باسم اليامي.. وحتى الصحفيين الاتحاديين أكدوا ذلك وبشكل (غير مباشر) عندما شنوا هجمة إعلامية ضد الحكم كحملة وقائية لحماية اللاعب من أي عقاب رادع.. وهي حملة آتت ثمارها إلى حد ما..
فاللاعب اليامي.. رفض الخروج من الملعب عندما طرده الحكم.. رغم المحاولات الحثيثة لاخراجه.. وتقول التقارير انه رفض الخروج لما يقارب الثماني دقائق.. أوقفت خلالها المباراة لاقناعه بالخروج.. ويقال انه لما خرج وجه إشارات (؟؟؟؟) تجاه الجمهور.. على ذمة بعض المراسلين.. وللمعلومية باسم هو أكثر لاعبي الاتحاد مشاركة في (مضاربة) مباراة الاستقلال.. ولكن عدم معاقبته جعله يتمادى ويكرر مشاغباته غير المعهودة منه..
الاتحاد السعودي بدوره أكد أحداث النجمة.. عندما أصدر قرارا بإيقاف اللاعب ثلاث مباريات.. (وهو أصلا موقوف مباراة بالكرت الأحمر) يعني القرار أضاف مباراتين فقط..
قارنوا هنا.. الهلالي الجمعان تمرد على مدرب ناديه لمدة لم تتجاوز الدقيقتين.. يتم إيقافه (10مباريات) حاسمة.. الاتحادي اليامي يتمرد على الحكم السعودي ويكسر هيبة التحكيم.. ويرفض الخروج لمدة تجاوزت الثماني دقائق.. يتم إيقافه (مباراتين) فقط..
لا داعي للغضب والاستنكار فأنا لست أوجه الاتهامات جزافا وبشكل عشوائي.. ولكنني استعرض هذه المفارقات من خلال نقد موضوعي منطقي عقلاني مدعم بالحقائق والوقائع..
لو أردت استعراض حوادث كهذه فأنا أستطيع ان أقدم لكم الكثير جدا.. وخلال ربع قرن مضى.. ولكن لا أريد الإطالة والاستطالة فنحن أبناء اليوم وعفا الله عما سلف!..
والآن لماذا القرارات الرادعة جدا والبالغة القسوة تكون خاصة بفريق واحد فقط؟! إذا كانت اللوائح وقانون العقوبات (تنص) على ذلك التمييز.. فلا اعتراض لنا على تلك اللوائح والألواح..
ضربات حرة
* يقول الكابتن صالح النعيمة: هناك (أياد خفية) تريد إسقاط الهلال!.. بل هي (أياد مكشوفة) ولو سمحت الجريدة لعددتهم واحدا واحدا!
* خرج مذيع الربط يقول (.... لننقل لكم المباراة التي ستقام بعد قليل) كان وقتها مضى على المباراة ثلث ساعة وللهلال هدف!
* أمين اتحاد الكرة ينفي والأمين العام للاتحاد العربي يؤكد ان اتحاد الكرة هو من رشح الاتحاد!
* التلفزيون قام بالتعتيم علي ضربة الجزاء الاتحادية التي أثارت البلبلة وبهذا أكد عدم صحة هذه الضربة..
* عندما احتسب الحكم المرداس ضربة جزاء في الوقت الضائع لدفع الاتحاد للصدارة نسي انه ظلم الانصار المكافح الذي أصبح على مشارف الهبوط..
* كيف تجاوزت الكبتنية العالمي الدعيع والمخلص الشريدة؟.. وكم في الهلال من مضحكات!
* المحور والظهيران.. لعبهم (يخزي العين)!!