خلال المدة الحاضرة وقليل مما مضى ، كثر تداول ( صحيفة الجزيرة) في موضوعات وردود الأخوة الأعضاء ، تمديحا تارة ،وتجريحا تارات ،تلميحا مرة ،وتصريحا مرات.
لقد أدهشتني ـ ولعلكم تشاركونني الدهشة ـ عندما غلبت على الكتابة : العاطفة " الغاضبة" مع أو ضد
فإما أن تكون كغزليات قيس بليلى أو نقائض جرير والفرزدق .
وهذا ـ والله ـ راجع لغياب الخلفية الفكرية في مفهوم الإعلام .
ولا ألوم أحدًا فالأمثلة الإعلامية التي تراءت للكاتب منذ فتحت عيناه على التلفاز ومنذ بدأ يتهجّى الأحرف الأولى من أسماء الصحف ، لا تخرج عن : ( استقبل ، ودع ، أشاد ،
حضرة المسؤول يوصي المواطنين بتكبـيـر الوسادة ؛لأن كل شيء تمام وعلى سنقة عشرة ومية فل ،
وفطيس بن قعيس يهنئ الوليد على السلامة "ص . ب … الرمز البريدي . . ))

لذا لا نستغرب عند ذلك تضايق بعض الكتاب أعضاءً ومشرفين من تناول الملحق الرياضي بالجزيرة للقضايا الهلالية بقوة
هل يريدون أن تنشر الجريدة أخبارًا "لا تهش ولا تنش" مع تعبيرات المسؤولين (أحب ،يعجبني ،أشيد ، أنا سعيد )
وسواءًا قالوا ذلك أو ألمحوا إليه أو فهمناها عنهم ـ نرجو ألا نظلمهم

ولعلهم يرغبون في رؤية الصحيفة تكتب :

= بعث "فواز المسعد" برقية تهنئة إلى "كاجو داجو " رئيس نادي "بوبو دادا" الموزمبيقي بمناسبة فوز فريقه بكأس التزلج على الغابات وتمنى له ولناديه ولجمهوره ولأكلة لحوم البشر دوام التقدم والازدهار

= استقبل "فهد المصيبيح" جموعا من المدربين الذين سيتناوبون على تدريب الفريق الأول هذا الموسم

= إنجاز فريد !! اللاعب "حسين المسعري" يحصل على جائزة أفضل لاعب يركل الكرة بالركبة لتصل إلى مدرجات الدرجة الثانية،
واللاعبان "ريفالدو" و"بيكهام" يأخذان جرعات تدريبية مكثفة لإتقان هذه الحركة

= نشرت صحيفة ( طارخان ) الباكستانية تصريحا لـلحارس(رازي خان) يقول : ( إن "حسن العتيبي" قدوتي حيث أنني أقوم بالابتعاد عن بوابة العمارة ومن ثم أعود وأقبض على الحرامية!!)

= آخر الاكتشافات العلمية !! نشرت وكالة الأبحاث الفضائية "ناسا" تقريرًا مفاده أن اللاعب محمد النـزهان يبقى يدور في الملعب لمدة يومين حتى بعد المباراة

((أستغفر الله وأعوذ به من سلاطة اللسان))

خبر نسيناه وهو حقيقي
= الرياضيّون والجماهير في المملكة يمثنون للضفدع كامل وحرمه المصون الـرقـّا. . صفاء أبو السعود جهودهم في نهضة الإعلام الرياضي
$$ يقصدون التشفير$$
كتبه أبو مصيبيح يوم كان مع فرقة أبو سراج للتحليل الرياضي برئاسة علي داود وبمعية رحيمي وفؤاد طرطشلي وحسن كجمغلي ، ولكن لما رفسوه ..

أقول : الله ياخذ الاستطراد و"فاسد ناقص"،نرجع لموضوعنا

الإداري والمدرب واللاعب بل والمشجع لا بد أن يكون لهم وعي وجَـلـَد واستيعاب للملاحظات والحقائق المزعجة

إذا سمعت واحدًا من هؤلاء قولهم : (لا نريد نقدًا أو متابعة جادة من الإعلام ؛حتى نعمل بهدوء وثقة ونحافظ على وحدة الصف ) فاغسل يدك منه

إن العمل الصحفي والإعلامي الوثاب ينبش الخبايا ويكشف الأخطاء ويسد تسربات الفساد المالي والإداري إلى المؤسسات المسؤولة ويجعل الجمهور وجهًا لوجه مع المسؤول
على أن "لكل شيء إذا ما تم نقصانُ" وللنجاح ضريبته .. فالقصور والخلل وارد مع الطبع البشري (دون المقام النبوي )
وعندي أن الفالح المجد الساعي النشيط ولو أخطأ خير من الخامل الكسول المتواكل البليد وإن سلِم

ولا أنسى أن مثل هذا السعي والنشاط لا بد له من أسس يقوم عليها (فالدعوى ما هيب حلى) كلٍ يتمرد ويتلاعب ويعفّس ويدفّس ثم يقول : (الخطأ وارد)

في نظري أن الأسس التي يراعيها الإبداع الإعلامي ثلاثة:
1- الموضوعية
2- المصداقية
3- تحقيق المصلحة النسبية
أما الموضوعية :فهي أن تكون المادة الإعلامية صالحة للنشر تستحق أن تقرأ أو تشاهد أو تسمع
وخلاف ذلك ما يكون بالتعدي على حرمات الله أو نشر الأخبار التافهة
وأما المصداقية : فخلافها التلفيقات والفبركات
وأما المصلحة النسبية : لابد للمنشأة الإعلامية أن تكون ذات هدف تحققه وتسمو به عن الإضرار بمصالح الأمة وكذا بالنسبة لمصلحة المهنة .والمعنى أن تتهم بالمصالح المنسوبة إلى كل جهة وهكذا تجمع المجد من أطرافه.

الجــزيــرة ،يا أخوان بنت هذه الأسس وحققتها بنسبة مرضية (أتحدث عن الملحق الرياضي) وتركت غبارها للصحف الأخرى

أما "الرياض" فالمادة الرياضية فيها فقيرة ، الصفحات كلها دعايات

والرياضي والرياضية كأنهم في عشة أرانب

وباقي الصحف مالنا بها شغل ـ كهلاليين ـ

الجــزيــرة ، يا أحباب متوسط مدة القراءة سبع دقائق ( في الرياضة) وكل ما فيها يكسب اهتمام القارئ

وأتصور أن دقيقتين ـ في الحالات العادية ـ كفيلتان بقراءة دنيا الرياضة بـ"الـرياض"

وغيرهن تصحف عند البقالة ويخب عليهن

الجــزيــرة، يا أصدقاء فيها صالح السليمان وأحمد الرشيد

ولن أذكر كتاب الصحف الأخرى ؛ لأن الشاعر يقول :
ألم ترَ أن السيف ينقص قدره ,,,,, إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
-----
زملائي وأخوتي ، إن كان من خطأ فأرشدوني، وإن كان من صواب فساعدوني في الوصول إلى التصور المثالي للإعلام ونقده