
04/03/2002, 12:47 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 29/12/2001 المكان: جدة
مشاركات: 2,219
| |
ايضا نشر في جريدة عكاظ اليوم
اسألوا الله الشفاء للشيخ
والمؤمن مبتلى بالحوادث والامراض وهذه فائدة المرض فامور المسلم كلها خير
فوائد المرض
الحمد لله الذي لا إله إلا هو ، وهو للحمد أهل ، وهو على كل شيء قدير ، وبعد :
فإن الذي دعاني إلى كتابة هذه الرسالة هو النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين ، وما رأيت من جهل الناس بفوائد المرض إلى درجة أني سمعت أناساً يقولون : ألا ترحمه يارب ، ومنهم من يقول : إما ارحمه أو ريحه ، مع أن الله يقول في بعض الآثار : (( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟ ))، وكذلك ما سمعت ورأيت من بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان أو غيره من الأمراض التي لا يوجد لها علاج ، فبلغ بهم اليأس مبلغاً عظيماً فتجد الواحد منهم قد ضعف صبره وكثر جزعه وعظم تسخطه وانفرد به الشيطان يوسوس له ويذكره بالمعاصي الماضية حتى يؤيسه من روح الله ويوقعه في القنوط ، يقول الله: (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا ))[المجادلة: 10] ، مع أن المريض لا خوف عليه مادام موحداً ومحافظاً على الصلاة ، حتى ولو لم يصل إلا لما مرض ، فإن من تاب توبة صادقة قبل الغرغرة تاب الله عليه ، ولو وقع في كبائر الذنوب ، فإنه يرجى لكل من مات من الموحدين ولم يمت على الكفر ، ففي الحديث (( من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة )) ، فقال أبو ذر : وإن زنى وإن سرق ، قال : (( وإن زنى وإن سرق )) ، ويقول صلى الله عليه وسلم : (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل )) [ رواه مسلم ] ، ويقول الله (( أنا عند ظن عبدي ، فليظن بي ما يشاء )) 0
فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً ، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، يقول أنس : إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت ، فقال : (( كيف تجدك ؟ )) قال : أرجو رحمة الله يا رسول الله ، وأخاف ذنوبي ، فقال : (( لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف )) ، فلا تسيء العمل وأنت صحيح بحجة هذا الحديث ، فلعل الموت يأتيك بغتة . وعلى كل فالمؤمن يصبر ويرضى بقضاء الله ، فإن عاش لم يحرم الأجر ، وإن مات فإلى رحمة الله ، يقول صلى الله عليه وسلم : (( تحفة المؤمن الموت ))[رواه الطبراني بسند جيد ] 0
فإذا تقرر هذا كله فأليكم فوائد المرض العظيمة وما يترتب عليه من مصالح ومنافع قلبية وبدنية ، وقبل الشروع لابد من مقدمة قبل الدخول في المقصود 0
ـ من فوائد المرض ، أنه تهذيب للنفس ، وتصفية لها من الشر الذي فيها (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير )) [ الشورى : 3
2ـ ومن فوائد المرض : أن ما يعقبه من اللذة والمسرة في الآخرة أضعاف ما يحصل له من المرض ، فإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والعكس بالعكس ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) وقال أيضاً : (( تحفة المؤمن الموت )) [ رواه ابن أبي الدنيا
3ـ ومن فوائد المرض : قرب الله من المريض ، وهذا قرب خاص ، يقول الله : (( ابن آدم ، عبدي فلان مرض فلم تعده ، أما لو عدته لوجدتني عنده)) [ رواه مسلم عن أبي هريرة ] ، واثر : (( أنا عند المنكسرة قلوبهم )) 0
4ـ ومن فوائد المرض : أنه يعرف به صبر العبد ، فكما قيل : لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر ، فإذا وجد الصبر وجد معه كل خير ،
5ـ ومن فوائد المرض وتمام نعمة الله على عبده ، أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد ، ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين ، فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء ، ومستخرج الشكر بالعطاء |