تحية طيبة معطرة بعدد قطرات المطر .. أخواني الاعزاء واخواتي العزيزات .. نعود إليكم مجدد بعد انقطاع دام اسبوعين ...

حملت نفسي و أمتعتي و قررت أن اهرب منك إلى القمر .. هل تعرف ماذا حدث هناك ؟؟

فتحت حقيبتي لأفاجأ بأني نسيت كل أشيائي على الأرض إلا صورتك ..!!

نسيت أن أخذ ماء وطعاما و لكن لم أنس أن أحمل رسائلك و أشياءك ..

على سطح القمر وجدت ذكرياتي تتبعني .. تطاردني ..
تهمس لي بكل لحظة جمعتنا و بكل لحظة تقاسمنا فيها الماء و الهواء ..

و اليوم .. عندما اهرب منك .. أجدك تطل عليّ من شراييني .. من بين أصابعي ..و أضلعي ..

على سطح القمر سكبتُ لحظة شجن .. لحظة سكون .. لحظة حلم ..

قررت أن ألقي بكل شيء في الفضاء و لا ابقي إلا صورتك .. و ضحكتك .. و بسمتك ..

على سطح القمر .. قررت أن أكتب حكايتي .. و انظم قصيدتي .. و احفر بحر أشجاني ..

على سطح القمر … أطفأت سراجي و نصبت خيمتي و سهرت مع نورك المضيء من كوكب الأرض ..

على سطح القمر .. زرعت وردة باسمك .. سقيتها من حبي و شوقي المختبئ في شراييني ..

هل علمت أن القمر اصبح مقبرة للمحبين ؟؟

هل علمت أن سطحه غدا لوحة كبيرة لكل من سقط عاشقا و تضرج بعبير حبه و قلبه ..

على سطح القمر فتحت كراستي و حملت أوراقي أريد أن اكتب حكايتي معك .. وجدت النجوم و الكواكب تزدحم حولي .. تتطفل على دفتري ..

تبحث عن اسمك و رسمك بين سطوري ..

وجدت مراكب الفضاء تحط بجواري و الرواد يتقافزون في الهواء يريدون الوصول إلى أسراري .. و تلك الأقمار الاصطناعية تدس انفها تريد أن تنتهك حرمة ذكرياتي و أشجاني ..

عندما كنت تقفز بين قنواتك الفضائية ألم تصادفك أوراقي و سطوري ؟؟
ألم تشاهد غيمه تائهة ؟
ألم تشاهد وردة تحترق ؟
ألم تشاهد طيرا يترنح في الهواء ؟
ألم تشاهد دمعة حارة على خد القمر ؟
لقد كنت.. اشهق شوقا و ازفر حنينا ..

على سطح القمر يا عمري لم اكن وحيدا .. بل وجدت ألف ألف مجنون مثلي يعبرون صخوره و سهوله .. ينقشون حكايات و ينشدون أغنيات و يترنمون بقصائد غزل ..

ضاق بي القمر .. احزم أمتعتي .. احزم ذكرياتي و آهاتي ..أطير بشوق إلى الفضاء .. إلى حيث اللا شيء و كل شيء كنت على كوكب الأرض ازرع النجوم تحت وسادتي كل مساء .. و في الصباح أجد تحت الوسادة ألف وردة ألف كلمة حب ..أنها أحلام..

عندما عرفتك .. عرفت الهموم معك .. كنت أحاول أن ازرع ابتسامات باهتة و أحلام مزيفة تحت وسادتي .. و في الصباح أجد أنهارا من العذاب تغرقني .. وبحورا من الآهات تخنقني .. وغابات من الحزن تنبت داخلي ..
انظر.. هذه خطاباتك أبعثرها في الفضاء .. و هذه هداياك تطير في الفراغ ..

و هذه سطوري اكتبها إليك وأنا أطير بين النيازك و الأجرام ..
اسبح في مجرات و بين مجرات .. واعبر ملايين السنين الضوئية ..
ولا أدري أين سيستقر بي هذا إلى نهاية المشوار ..
و لكن ما يسعدني انه لن يقف على بابك مرة أخرى..