موضوع اليوم .. يتناول قضيّة خطيرة ..
فصولها وما بين ثناياها .. كلها تدور حول مكيدة مريرة ..
تبدأ بقصة "التهبيط" المفتعلة ..
ولا أعتقد أنها ستنتهي عند مباراة نابولي واحداثها المختلّة ..
لنكون أمام كرة ايطالية .. مسيّرة .. لا مخيّرة ..

عموما .. سأتناول ما دار في البال من كلام ..
وسأرمي ما في جعبتي ممّا أملته علي قريحتي وأنا أغوص بين الأوراق والأقلام ..
فصدقوني .. الأمر ليس مجرّد هفوات عابرة ..
ولا أخطاء مغادرة ..
بل هي تصفية حسابات سافرة ..
بدأت واستمرت .. وستستمر ..
لأنها باختصار بسيط ..
مؤامرة !!

تلاعب ورشاوي ..
أخطاء وفضائح ..
تهبيط .. وخصم نقاط ..
واغلاق الملف .. ووضعه بين الأدراج !!!

بهذه البساطة .. وبهذه "الثمالة " .. كان صيف العام 2006 ..
فقضية الكالشيو بولي .. ربما هي أغرب قضية سيتخيلها .. من يقرأ فصولها وما بين طيّاتها ..
فهي بدأت عند مباريات حساسة لفريق السيدة العجوز ..
كان الهدف منها محاولة اسقاط النادي وخطف اللقب منه ..
ولكن لما نجح الفريق وحقق اللقب ..
كان لا بد من ايقاف .. هذا "الحصان الجامح" .. والذي كما قالوا عنه ..
"فريق يفوز كثيرا.. وأكثر من اللزوم" .. !!

الكالشيو بولي .. وحجمها .. وتفاصيلها ..
كلها أمور تحتاج لسنوات من التحليل في أروقة المحاكم ..
فالقضية كبيرة .. وفيها ادعاءات وأسماء كثيرة ...
والمنطق يقول .. أن هذا النوع من القضايا الحساسة ..
يحتاج للتحليل والتمحيص والتدقيق ..

ولكن .. عندما تخاط شباك الصيد ..
فان الهدف منها يكون "ايقاع" الشخص المطلوب .. والحكم عليه مسبقا ..
فكانت الكالشيو بولي قضية فيها قرارات غاية في الغرابة .. بل والوقاحة ..

تهبيط لازيو الى الدرجة الثانية وخصم 7 نقاط منه ..
في المقابل .. ابقاء ميلان في الدرجة الأولى .. مخصوما منه 15 نقطة ..
أي أن جرم الميلان .. ومصيبته أخف من لازيو ..
أي أن لازيو ارتكب من الامور ما هو اكثر من ميلان .. !!

ابقاء لازيو في الدرجة الأولى .. مخصوما منه 3 نقاط فقط !!
بينما الميلان .. تم ابقاءه في الدرجة الأولى .. مخصوما منه .. 8 نقاط !!!

أي أن الميلان بعد الاستئناف .. أصبح متهما أكثر من لازيو !!

وهنا نكون أمام خيارين اثنين ..
اما أن القاضي الأول .. كان نائما ..
او أن القاضي الثاني كان يحكم في قضيّة اخرى !!

فمن غير المعقول أن يكون قرار الاستئناف فيه متحول ..
من درجة الوقوف على حبل المشنقة .. الى درجة الخروج من السجن !!!

أما في مجال الاتصالات والمكالمات ..
فان النظر الى الكلام الموجود .. والأشرطة الموضوعة ..
فان الانسان يكون أمام أمور غريبة ... لا يدري كيف يفسرها !

فاليوفنتوس أدين لأنه يفوز أكثر من غيره .. !

وموجي أدين .. لأنه كان بمكان يستطيع من خلاله التأثير على الأخرين !!!
هل أثّر ؟؟
هل هنالك دليل صارخ بأنه أثّر على أي قرار !!؟
ابحثوا بين الصفحات .. وستكون الاجابة .. لا !!
فالادانة كانت مبنية عن "الظن" لا اليقين والدلائل .. !!

الجواب لا يحتاج الى البحث والتمحيص ..
فالـ "جوعى" معروفون ..
وان حاولوا الادعاء بأنهم بعيدون ..

نادي مدينة ميلانو العاق .. الانتر .. ومالكه الأرعن ..
كان لهم الأيدي الكبرى فيما حصل ..
فما جرى مع "روسي" والتعاون بينه وشركة الاتصالات من جهة ..
مع موراتي والانتر وشركة بيريللي من جهة أخرى ..
وما تبعها من قصص الاستقالة بعد اتمام المهمة ..
وما تلا ذلك من قضية كارلو بيورا .. والذي كان يعمل في الانتر وشركة الاتصالات ..
كلها أمور تشير بوضوح .. الى أن الأمر تدور حوله شكوك كثيرة ..

ولا أرى كلاما أكثر دقة ووضوحا من كلام باولوا بيرجامو "الشخص الذي يختار الحكام للقاءات" ..
والذي أضعكم امام ما قال حول الكالشيو بولي .. في التحقيق وفي العلن :

Paolo Bergamo (referee appointing official) claimed, during questioning, that all major teams have the same level of relations with him and, during public interviews, wondered why not all the relevant calls that he received from team managers went out during the investigation claiming that other teams, including Inter, should’ve been punished too.

فالرجل يقرّ بأنه تلقى اتصالات من كل الأندية .. وبنفس الدرجات ..
ويتسائل الرجل .. لماذا لم يتظهر كافة الاتصالات التي كان تجرى معه من قبل الأندية ..
ولماذا لم تنشر .. ؟
مع التأكيد بأن العقوبة يجب أن تطال الجميع .. بما فيهم الانتر .. !!

هبط اليوفنتوس ورضينا بذلك ..
وثقتنا بسيدتنا العجوز .. كانت كما كانت دائما ..
لا تتزحزح ولا تترنّح !
فكانت العودة السريعة .. وكان لله الحمد أولا وآخرا ..

هنا ثارت ثائرة الآخرين ..
ممن نعرفهم تمام المعرفة ..
فكان لا بد من ايجاد حلّ لمصيبة عودة اليوفي السريعة !!

ظهر الكلام الاعلامي المبطّن بأن الفريق لن يستطيع الوقوف على قدميه في موسمه الأول ..
وبأن القبول بالبقاء في الدرجة الأولى هو الحلم والامل ..

ولكن اليوفنتوس هو اليوفنتوس ..
فكان الفريق يقفز من حاجز الى الآخر .. رغم الصعوبات والاعاقات التي تعرّض لها الفريق ...
فكان لا بد من وضع أمور .. بعضها خفي والآخر واضح جلي .. في سبيل ايقاف هذه المسيرة .. بأي طريقة كانت !!

بدأ الموسم ونحن نستبشر خيرا ..
والكل يظن أن الفريق اذا قدّم ما عليه في الميدان .. فان القبول والرضا سيكون ..
وهذا بالفعل ما كان ..
الا أن أمورا خارجية وداخلية كانت تحدث .. جعلتنا نستشعر أن في الأمر شيئا .. !!

فركلات الجزاء احتسبت ضدنا بالمجان ..
ووصل الحد أننا بدأنا نخاف أي احتكاك داخل مناطق الجزاء ..
بل أصبحنا نرضى بأقل القرارات عقوبة ..

لندرك في قرارة النفس أن الحكم امّا تعرّض لضغط خارجي لهدم اليوفي ..
أو أنه تلقى اشارات تدعوه للتشديد وعدم المهاودة في أي أمر ..
بل وترجيح الباطل على الحق في ما يرى !!

لو توقف الأمر هنا .. لربما صمتنا ..
ولكن الأساليب الأخرى .. فيها من النذالة ما يدعو للوقوف طويلا ..
فالبطاقات الصفراء تشهر بالمجان كثيرا ..
قد لا يشعر بها المتابع العادي .. ولكنها في عين المختص .. سلاح خطير ..
في حدّه شفرات دقيقة .. تقطّع بخفة ..
دون استشعار أثر هذا السلاح وأثره بعد التقطيع والتمرير !!

البداية كانت أمام كالياري ..
والاستمرار كان فيما تلاها من لقاءات ..
اليوفنتوس في مباريات يفوز بارادة شامخة ..
ولكننا من فرحة النصر نتجاهل بعض أخطاء التحكيم الصارخة ..

لقاء نابولي .. كان فيه من الكلام الكثير ..
فاليونتوس تعرّض لأنواع من التعذيب النفسي ..
والفريق أحيط به .. ودارت عليه الدوائر .. لاسقاطه بأي طريقة كانت .. !!

ركلتي الجزاء .. فيهما من الافتراء والزور .. ما لا يخفى على أحد ..
وحكم المباراة .. نفّذ مهمته بنجاح ..
والضحية كالعادة .. اليوفنتوس .. وجمهوره .. وأعصاب لاعبيه .. !!

الأمر أيها السادة أصبح واضحا جليا ..
هذا العصر .. هو عصر "مافيا" جديدة ... تدير كرة القدم الايطالية ..
والرد عليها "بالمنطق الايطالي" .. لا يكون الا بايجاد مافيا أخرى تواجه المافيا الأولى !!

لو كان أحد الاخوين أنيللي "جياني وامبرتو" على قيد الحياة ..
لما رأينا ما رأينا .. ولما سمعنا بتراهات ما سمعنا ..
ولكنها مشيئة الله لا اعتراض عليها ..

اليوفنتوس اليوم يتعرّض لتصفية حسابات ..
ولحملة بذيئة .. تقودها فئة خارجة عن النص .. لا بارك الله فيها ..

بدأت نزواتها قديما .. "تحضرني في هذه اللحظة مباراة بيروجيا 1999"
ولكن المواجهة وخطوط الدفاع ومراكز القوة كانت لدينا عديدة ..

والوقوف أمام هذه "الفتنة" اليوم يحتاج لتفكير وحسن تدبير ..
فأين سنقف .. وماذا سنكون .. !؟

باختصار ..
ومهما طال الانتظار ..
فان الحال لن يدوم ..
والقوي سيبقى قويا .. أبى من أبى وشاء من شاء ..

فاليوفنتوس حتى بعدما عاد .. وهو "كما يظنّ البعض" أضعف مما كان ..
الا أنه أثبت أنه قادر على مجاراة الآخرين ..
باختصار .. لأنه سيد اللعبة .. وكبير الكبار ..
المطلوب منّا اليوم .. هو عدم السكوت على أي تجاوز سيحصل ..
فالادارة ممثلة بكافة أطرافها مطلوب منها التصدّي لكل محاولة ..
تحاول النيل من صرح اليوفنتوس الكبير ..

وهذا الأمر لا يكون الا بتقوية الروابط الداخلية ..
والاعتماد على الأسس القديمة التي قامت عليها قوة اليوفنتوس ..
منذ العام 1923 بقيادة المحنّك ادواردو أنيللي ..
والذي وضع الأسس .. لامبراطورية كبيرة ..
يجب الاستفادة من مميزاتها الحالية ..

فأسماء مثل لوكا دي مونتيزيمولو وأسلوبه الفذ ..
لا بد من استغلالها .. ولو من خلف ستار ..

فمجنون من يقول أن كرة القدم تدار فقط فوق الميدان ..
بل هي لعبة فيها خارج الميدان ما هو كثير ..

ولا أعني هنا التحريض على الالتواء والابتعاد عن الطريق الصحيح ..
بل هي نظرة وتفكير .. وفرض اسم وهيبة النادي من جديد ..
خصوصا أن من "شنّوا" حملة التهبيط ..
ما كانوا ليتنفسوا .. لو كانت أنفاس أحد كبار الـ "أنيللي" مازالت في الصدور تدور ..

الادارة لم تلجأ للمحاكم المدنية احتراما للكرة الايطالية وحرصا على عدم انهيارها ..
والاتحاد الايطالي مطالب بالرد بالمثل ..
تماما كما أن المسؤولون الكبار مطالبون بالوقوف عن قرب لمراقبة ما يجري ويدور ..

فكلمات موجي عند الرحيل لها معان واشارات .. بأنه كان يحمي النادي من الآخرين ..
وهذه اشارة صريحة بأن هناك حرب تدار في الخفاء ..
وأن البقاء فيها للأقوى ..
وهذا ما تعودنا ونريد له أن يستمر في قلعة اليوفنتوس ..

اليوفنتوس وتاريخه المحلي والخارجي .. مليء بالأرقام والبطولات والانجازات ..
والتشكيك هنا يكون مرده وكيده في نحر مطلقه ..
فصعب أن تصف نور الشمس بالضوء الخافت ..
ولا النجوم بالمنظر الباهت ..

فاليوفنتوس يكون ردّه فوق الميدان ..
واسألوا من سبقكم .. كم من المرات .. أنوفهم اكتوت بنار اليوفنتوس ..
وقوة اليوفنتوس !!

أمام الواقع الحالي ..
وأمام الوضع الراهن ..
فان التعلّق بالفريق سيكون أكبر ..
والمراقبة والتمسّك به ستزداد أكثر ..
فمن أدرك عشق اليوفنتوس .. ليدرك في قرارة نفسه كيف نشأ هذا النادي وعلى ماذا قام ..
فالحمدلله .. نحن نعشق الفريق لحبنا له .. لا كرها بالغير ..
وهذا ما يفتقده الغير .. والذين قد يتركون مشاهدة فرقهم لأجل مشاهدة اليوفنتوس وانتظار نتيجته !!

انه الكابوس القادم لا محالة لمن نامت أعينهم بالأمس ..
وانه الزلزال الذي ما ثبتت الأقدام من بعده قط ..
فهذا النادي .. مهما اجتهدوا برميه .. ومحاولة قذفه وهدمه ..
مازال كالشمس الحارقة .. تسطع في قلب السماء ..
لا تأبه بحجارة الفلتاء من الأطفال ..
وصدقوني .. كثر هم من يضحكون ويشمتون في الوجوه ..
ومن خلف الستائر تبكي العيون ..

عموما ..
لمسلسل "ايطاليا وكرتها" بقية ..
وايمانا منّا بأن هدفنا هذا الموسم أحد المراكز الـ 4 في سّلم الترتيب ..
فاننا لنوجّه رسالة لكل من فرح للحظة عابرة في عنق التاريخ ..
بأن هذا السيف استلّ من مكانه قبل 110 سنوات من الآن ..
وأن عودته الى غمده لا تكون الا عندما يرث الله الأرض ومن عليها ..
فاليوفنتوس .. من الأرستقراطية والبرجوازية ..
ما يسمح له بأن يبقى .. رمزا للكرة الايطالية .. وزعيما لها ..
فسيدة تورينو العجوز .. وجدت .. لتكون بين الكبار ..
بل وسيدة الكبار ..

# اتأسف بخصوص وقت الموضوع لكن الحقيقة لا تحجب بغربال

ْْ### تحيه للعقلاء###