كانت الهزيمة متوقعة والمستوى الفني المتواضع متوقعًا أيضـًا في مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الدنماركي ، وبالرغم أن المباراة لم تكن بذات أهمية كبرى ، إلا أنه من المؤسف أن تكون المباراة صورة طبق الأصل مما سنراه في كأس العالم ولكن ربما مع قليل من التغييرات ، واعتقد أن السبب يتلخص في الآتي:
1-اللياقة: اعتقد أن الجميع بلا استثناء يتفق معي في هذه النقطة ، فرغم أن اللاعبين يعدون من المحترفين ، إلا أنهم دائمًا يثبتون عكس ذلك... كيف لفريق يريد أن يجاري فرقًا عالمية تحمل ما تحمل من لاعبيها المحترفين دون أن يجاريهم في الركض فقط ، فما بالك بغير ذلك... في حسابات الكرة الحديثة ، يتعين على اللاعب الجري أكثر من الحكم خلال المباراة ، حيث وجد أن الحكم يقطع ما بين 11 إلى 13 كلم خلال المباراة ، بينما يقطع اللاعب صاحب اللياقة المتميزة (وخاصة لاعبي الوسط والأظهرة) ما بين 15 إلى 17 كلم... نعم يجب على اللاعب عدم الوقوف داخل الملعب لمجرد أن الكرة ليست بحوزته... ماذا يفعل لاعبونا طوال المباراة (وارجع أخي القارئ إلى مباراة الأمس مثلاً للاستدلال)...يتقوقع اللاعبون في الخلف لأنهم لا يستطيعون الرجوع إلى مواقعهم إذا ما اندفعوا للأمام. إذا فقد اللاعب الكرة (وخاصة المهاجم) يقف في مكانه ويلوح بيده. إذا كانت الكرة مع مدافعي الخصم لا يندفع أحد لمحاولة استخلاصها أو الضغط على حاملها ، وإذا فعل فبمحاولات خجولة...
2-التمريرات: يصر اللاعب السعودي على اللعب الفردي ولا يفكر بالتمرير إلا إذا أحيط به (توهق) ، وما هو أسلوب التمرير المتبع لديه؟ يقذف بالكرة لزميله على بعد أمتار ليلحق بها. هذه الطريقة ممكن أن تقبل وتنجح مع لاعبين من أمثالنا لياقيًا وانتشارًا في الملعب ، أما مع لاعبين يلعبون رجلاً لرجل ولياقتهم أبعد بمراحل من لياقة لاعبينا فلا يمكن أن يجدي هذا الأسلوب في التمرير. يجب أن يكون التمرير متقنًا وسريعًا لكي يساعد في بناء الهجمة...
3-العزيمة: حين تضع لنفسك هدفًا فإنك إذا لم تحققه بالضبط تكون قريبًا منه ، لذا فإذا قللت من طموحك ، كانت النتائج أسوأ... بالتأكيد يجب على الفرد أن يكون معقولاً حينما يطمح لكي لا يصطدم بالنتائج ، ولكن عليه أيضًا أن لا يضع حدًا صغيرًا لطموحه لكي لا يحجم طاقاته ويخرج أيضًا بنتائج غير مرضية...هنا أيضًا على اللاعبين والمسئولين الارتقاء بطوحهم لتحقيق نتائج إيجابية ، ولا أعني تحقيق كأس العالم ، إنما على الأقل التأهل إلى دور الثمانية أو الـ16 ، لكن أن تقول نتمنى التأهل إلى الدور الثاني وأهم شيئ التمثيل المشرف ، ثم إذا التقيت بفريق أوروبي ، تدخل وفي بالك الهزيمة ولكن المهم تقليلها ، وتقول أيضًا لا يمكننا الفوز على ألمانيا ولا الكمرون ، فهذا طموح جيد للتمثيل المشرف حقيقة...
4-المعسكر: من خلال التجارب السابقة في المشاركات العالمية ، لم ينجح إلا معسكر كأس العالم 94م ، وللذي لا يعرف كم كانت مدته أو يتناسى ذلك ، أقول له كانت 6 أشهر ، ولم يشارك اللاعبون فرقهم في الدوري ولا في نهايته ، وحتى في المشاركات الخارجية إلا في كأس الخليج التي حققها الشباب في الكويت وليس لغيرها حيث اضطر الشباب للانسحاب من الآسيوية والعربية لعدم استطاعته استخلاص لاعبيه من المعسكر الذي يستعد لكأس العالم... ولكن حينما اصبحت الأغلبية من لاعبي المنتخب لفرق أخرى ، أصبح الكلام الكثير عن المعسكرات الطويلة وما شابه ، فكانت المشاركة في أتلانتا 96م بمعسكر 3 أسابيع فقط ، اثمرت نتائجه عن 3 هزائم ، ثم المشاركة في كأس العالم 98م بمعسكر شهر ونصف فقط مع مشاركة اللاعبين في فرقهم دوريًا وفي المنافسات الخارجية ، ففقد المنتخب عنصرين مهمين للإصابة (ماطر والمهلل) وكانت النتائج هزيمتين وتعادل ، ثم القارات في المكسيك 99م وكانت أيضًا شهر ونصف فكانت هزيمتين ثقيلتين وفوز كبير وتعادل... الآن يحاول المسئولون تغيير أسلوب المعسكر بجعله طويلاً ولكن بشكل متقطع ، ليقطع كلمة الملل وغيرها ، ولكنه يصطدم حاليًا بكلام آخر من الأنانيين والذين لا يرون إلا مصلحة فريقم فقط ، حسب ما قرأت في السابق كانت جماهير هذا الفريق تطالب بإلغاء البطولات العربية والخليجية ، ولكن الآن يجب أن يهمش معسكر المنتخب ويلتحق اللاعبون بناديهم في الوقت الذي يعسكر فيه المنتخب في إيطاليا ، قليلاً من المنطق والتعاون ، وإذا رأيتم أنكم لا تستطيعوا المشاركة فانسحبوا كما فعل غيركم وكما فعلتم من قبل وفي النهاية هي بطولات لا تهمكم كما قرأت وقرأ الجميع...
5-البنية الجسدية: للأسف بنية اللاعبين لا تقارن بغيرهم من الدول الأخرى مما يضعف التحامهم لاستخلاص الكرة ، ولا اعتقد أن لهذا حل إلا بالتغذية السليمة والمحافظة على الصحة وبناء الجسم بشكل صحيح من النادي ، وهذا شيئ من سابع المستحيلات...
6-المدرب: اعتقد أن البعض يطالب بمدرب آخر غير الجوهر ويتحجج أن هذا المدرب طقها والحقها ، ويالله يا شباب وغير ذلك ، والحقيقة إنه بالرجوع لمدربي المنتخب السابقين من الأجانب في الـ 15 سنة الأخيرة ، لم ينجح أحد إلا 2 أو 3 ... بكل بساطة ارجع لمستوى المنتخب مع كل مدرب ، واقرأ ما سطرت الصحف بعد كل مباراة ، من مستوى سيئ إلى لعب بدون خطة واضحة ، إلى وضع لاعبين في غير مكانهم في مباريات حاسمة والخروج بخسائر مذلة... الآن بعد أن أتى الجوهر لم يتغير وضع المنتخب التكتيكي كثيرًا ، فبعد كل مباراة نسمع المحلل يقول لم يلعب المنتخب السعودي بمستواه المعهود (سواء مع الجوهر أو غيره) لكن ما هو مستواه المعهود ، وأي مباراة تقصد التي كان فيها مستواه المعهود لا أدري... ربما في كأس العالم 94م قبل 8 سنوات ، أو في كأس آسيا 96م حينما دك تايلند 6-0... لذا أقول أن المشكلة ليست في المدرب بقدر ما هي في اللاعبين ، انت اضبط أخطاء اللاعبين (ارجع للنقاط السابقة) ثم تكلم على المدرب... مدرب مثل سلوبدان أو فوجتس يطلب من اللاعب فوق طاقته بافتراض أنه يستطيع لأنه كان يتعامل مع محترفين ، ليس كما يواجه هنا أشباه محترفين ، وبالتالي يتعين وجود من يفهم (أو يتفهم) ذلك ويضع الخطة بالشكل المعقول والمناسب ، لذا أقول أن الجوهر هو الأنسب ، وقد أثبت ذلك في كأس آسيا 2000 وتصفيات كأس العالم 2002 وبطولة الخليج الخامسة عشر ، وعلى قوله مرحبًا بالحظ إذا فعل كل هذا...
آسف للإطالة...
مع تحيات :almotwa