قال ابو عبدالله الصمرقع غفر الله له:
حمل لنا الادب العربي نماذج اعتنت بالخرفان واولتها العناية والاهتمام.
قال الاعور الزنجي: طيب يوم حمل الادب ما ولد؟! وكان يحب سستخف دمه.
فخبطه ابو عبدالله بزبيرية كانت حولة منقعة بماء وملح ثلاثة اشهر وعشرا، ثم اكرمه بما جرت عليه العادة من بصقة زادت بركت عينه العوراء.
وقال له الصمرقع: اللي باطن كبدي (بابرة
) انك بالعادة لا جاء الضحية تروح توقف في انكاس ومعك ساكين وسواطير سارقها بزعمك انك قصاب وانت نصاب يا ابو الشباب، وش مقعدك عندنا هالحزة، ما ادري!
ثم عاد ابو عبدالله لما عهد عليه من السكينة والوقار (ترى الوقار ذي مهيب نوع من انواع السواطير يوم شفتوها جت مع السكينة
)، وقال غفر الله لامن جابته (كنها سبة بس مشوها
):
ففي جواهر الادب ومنتهى المراد والارب، ان واحد من افسق خلفاء العباسيين كان اذا اقترب عيد الاضحى يسهر على جلسات ربابة كلماتها للشاعر الجاهلي مناحي بن قضيبان الشاصف، ومن الحان ممدوح عيسى وقيل محمد شفيق يا راجل
، وهي معلقة كن خروفاً، ومنها:
خاروفي، خاروفي، لابس بدلة صوفي...
له قرنين... واربعة رجلين...
ياكل برسيم... هم هم هم...
قال القلقشندي في كتابه: ( كش الذبان في مزايا الخرفان وتفضيلها على الدجاج والسمك والالبان):
اعلم ان هذه المعلقة لم تسم معلقة لطول ابياتها بل لانها كتبت في ما يعلق من البهائم اذا ذبح، والا فعندك السمك والدجاج وش حليلهن ولا ذبحتهن لا تعلقهن ولا اصلخ ولا املخ. انتهي كلامه قطع الله دابره
.
وقال ابو مصير الضرير في سفره العظيم: (كيف تكون خاروفاً من الالف الى الياء في سبعة ايام)، وقد كثر شراح معلقة كن خاروفاً، وقيل ان اسمها كن خروفا ترى الوجود جميلاً، والراجح من اقوال الشراح ان قول الشاعر:
خاروفي، خاروفي، لابس بدلة صوفي...
هي نبوءة بالعولمة قبل حلول وقتها، وعلى المقيمين خارجها مراعاة فارق الثقافات والعادات.
فان قيل وما وجه النبوءة؟ فالجواب: انه لبّس الخاروف بدلةً للدلالة على ان زي الغرب في النظام العالمي الجديد هو الذي يسود واللي ما يمشي معهم يعدونه من القرود، وهي مؤامرة علينا
. انتهي كلامه.
وذهب بعض الشارحين الى ان الشاعر كان كاتبن القصيدة وعيد الاضحى عندهم هاك الحزة برد بدلالة ان الخاروف لابس بدلة صوف، ولو وافق صيفاً لطق التي شيرت الله لا يعوق بشر وربما لطقم بشورتٍ ايضاً. واعترض البعض على هذا الفهم لان دلالته غير صحيحة بالضرورة فلا اشارة من الشاعر هنا على ان القصيدة لها علاقة بالاضحى، وان ربط البعض بين الاضحى والخرفان فذلك فهمهم ولا يحاسب الآخرين على سقيم افهام الاولين، واللي بيعترض يطلع لي في الطلعة
قال الامام ابو لحمة في مصنفه البديع (مسعود
) (سيف الحجاج في تفضيل الخرفان على الدجاج)، واعلم كثر الله عزايم الذبايح التي ندعى اليها، ان قول الناظم في القصيدة المشهورة خاروفي خاروفي:
له قرنين واربعة رجلين.
وقد وقع بين المهتمين في شؤون البهايم فيه خلاف كبير لاوله حد وليس لاخره صد ولا رد، ففهم بعضهم من ظاهر النص ان الخرفان ذات اربع ارجل، وقال غيرهم فاين الايدين ايها الدلوخة؟ انما قال اربعة رجلين على سبيل التغليب ونزولاً عند ضرورة القافية ايها الدبش فتنبهوا. وقال قوم ثالثون: شف عاد له رجلين له ايدين مهوب شغلنا الاهم اننا بناكله الله لا يعوق بشر
والسلامة غنيمة وطريقها ان نقول ان للخاروف اربعة قوائم، ونخرج من تحديد الرجلين والايدين فيها.
وعاد من يرى ان له اربعة ارجل للرد على فريق اليدين بقولهم: اي يدين يمكن ان تكون للخاروف يا مهابيل؟ هل رأيتم خاروفاً رافع ايده علشان يوقف له خاروف ثاني على الدايري ولا الI-5!!
ام هل رأيتم خاروفاً لا دخل للحضيرة رفع وحدة من ايديه وحيا الجماهير المتحشدة وقال حالف ما والله يقوم احد منكم؟! اها بس اها!
قال الامام العنزاني، نسبة الى العنز وهي مؤنث التيس وقيل بل مؤنث الخاروف: والخلاف في هذا الامر اوسع من ان نتلاقط علشانه والناس قالطين على الاكل!
ونٌقل عن سمير دي كير في مصنفه الشهير: ( تفريج الكرب والهم في شرح قولهم هم... هم ... هم):
واختلف قوم من الدلوخ في المراد من قوله : ياكل برسيم... هم هم هم!
فقال قوم ان هم هنا اي جمع هو، وهو قول ساقط ولا له دور ثاني، والصحيح ان هم هي لغة عالمية تقال للرضيع حتى يهج فمه، وفي الامثال: هج اثمك يرزقك الله، وفي بعض الرواية: قل هم يرزقك الله!
وكان ابو عبدالله الصمرقع غفر الله له: جالساً فوقف، وقال: الشرهة مهيب عليك يا مكحول الاحول وانت يا الاعور الزنجي، الشرهة على امكم اللي مخليتكم من الفضوة تقرون هالخرابيط، ثم ذهب الى الاوبشن كوده يلقى له ضحية
!
قفلة لغوية:
خاروف تجمع في اللغة على خراف مهوب خرفان يا جحلط (علم روحك
)
عيدية الصمرقع
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
هههههههه
حبيبي الصمرقع
الوضع العادي
