#1  
قديم 14/02/2002, 11:11 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
ولا تبطــــلوا أعمــــالكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للّه وحده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، من لا نبي بعده، وآله ووفده وصحبه وجنده.

أما بعد: فإن السعادة الأبدية في جنة عرضها السماوات والأرض لن ينالها العبد إلا بالبعد عن الخصال التي قد تستحسنها النفس ولكنها تحبط أعمالها وتبطل ثوابها وهي لا تشعر... ولكي تكون يا عبد اللّه على بصيرة جمعتها لك في هذه الوريقات مصحوبة بدليلها من كتاب اللّه وصحيح سنة رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فدونك إياها:

1- الكفر والشرك؛

لقوله تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} [الأعراف: 174]، وقوله: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} [الزمر: 65].

2- الردة؛

لقوله تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة: 217].

3،4- النفاق والرياء؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء؛ يقول اللّه يوم القيامة إذا جزى اللّه الناس بأعمالهم: إذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا؛ فانظروا هل تجدون عندهم جزاءاً» أخرجه أحمد والبغوي من حديث محمود بن لبيد بإسناد صحيح على شرط مسلم.

5- المن والأذى؛

لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} [البقرة: 264]، وعن أبي أمامة رضي اللّه عنه قال -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة لا يقبل اللّه منهم صرفاً ولا عدلاً: عاقٌ ومنانٌ ومكذب بالقدر» أخرجه ابن أبي عاصم والطبراني وإسناده حسن.

6- التكذيب بالقدر؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لو أن اللّه عذب أهل سماوته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهباً في سبيل اللّه ماقبله اللّه منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار» أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد وهو صحيح.

7- ترك صلاة العصر؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله» من حديث ابن عمر وهو متفق عليه.
وتر: أي نقص وسلب؛ فبقي فرداً بلا مال ولا أهل.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله» أخرجه البخاري من حديث بريدة.

8- التألي على اللّه سبحانه؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ رجلاً قال: واللّه لا يغفر اللّه لفلان، وأن اللّه قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فقد غفرت لفلان، وأحبطت عملك» أو كما قال. أخرجه مسلم من حديث جندب بن عبداللّه رضي اللّه عنه.
التألى على الله: القول على اللّه بلا علم، وتضييق واسع رحمته، والقسم بأن اللّه لا يغفر لفلان.

9- مشاقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- قولاً أو عملاً؛

عملاً؛ لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} [الحجرات: 2]، وقوله: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} [محمد: 33].

10- الابتداع في الدين؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه من حديث عائشة رضي اللّه عنها، وفي رواية لمسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».

11- انتهاك حرمات اللّه في السر؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال تهامة بيضاً فيجعلها اللّه عز وجل هباءاً منثوراً» قال ثوبان: يا رسول اللّه صفهم لنا، جلّهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم اللّه انتهكوها» أخرجه ابن ماجه من حديث ثوبان رضي اللّه عنه وصححه المنذري والبوصيري.

12- الفرح والسرور بقتل المؤمن،

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل اللّه منه صرفاً ولا عدلاً» أخرجه أبو داود من حديث عبادة بن الصامت وهو صحيح.

13- الإقامة في ديار الكفار؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يقبل اللّه عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين» أخرجه النسائي وأحمد من حديث معاوية ابن حيدة رضي اللّه عنه بإسنادٍ حسن.

14- إتيان الكهان والعرافين؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء لن يقبل له صلاة أربعين يوماً» أخرجه مسلم. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» أخرجه الترمذي وأبو داود وأحمد من حديث أبي هريرة وهو صحيح.

15- عقوق الوالدين؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة لا يقبل اللّه منهم صرفاً ولا عدلاً: عاقٌ ومنانٌ ومكذب بالقدر» تقدم تخريجه (فقرة خمسة).

16- الإدمان على الخمر؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من شرب الخمر لن تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب اللّه عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب اللّه عليه، فإن عاد الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب لم يتب اللّه عليه وسقاه من نهر الخبال» قيل: يا أبا عبدالرحمن وما نهر الخبال؟ قال: نهر من صديد أهل النار، أخرجه الترمذي من حديث عبداللّه بن عمر وهو صحيح. ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مدمن الخمر إن مات لقي اللّه كعابد وثن» أخرجه أحمد وابن حبان من حديث ابن عباس، وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه ابن ماجه وهو بمجموعها حسن.
قال ابن حبان: يشبه أن يكون معنى هذا الخبر من لقي اللّه مدمن خمر مستحلاً لشربه كعابد وثن لستوائهما في حالة الكفر.

17- قول الزور والعمل به؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة أن يدع طعامه وشرابه» أخرجه البخاري.

18- اقتناء الكلاب إلا كلب ماشية أو زرع أو صيد؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أمسك كلباً ينقص من عمله كل يوم قيراط (وفي رواية قيراطان) إلا كلب حرث أو كلب ماشية» متفق عليه، والرواية الثانية لمسلم.

19- العبد الآبق

(أي الهارب من سيده من غير خوف ولا كد عمل) حتى يعود إلى مواليه.

20- المرأة الناشز حتى ترجع إلى طاعة زوجها؛

قال -صلى الله عليه وسلم-: «اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع» أخرجه الحاكم والطبراني في «الصغير» وهو صحيح.

21- من أم قوماً وهم له كارهون؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون» أخرجه الترمذي وحسنه وهو كما قال.
وقال الترمذي: وقد كره قوم من أهل العلم أن يؤم الرجلُ قوماً وهم له كارهون، فإذا كان الإمام غير ظالم فإنما الإثم على من كرهه. ونقل عن منصور: فسألنا عن أمر الإمام؟ فقيل لنا: إنما عني أئمة ظلمة، فأما من أقام السنة فإنما الإثم على من كره.

22- هجر المسلم لأخيه المسلم ودون عذر شرعي؛

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك باللّه شيئاً إلا رجلٌ كانت بينه وبين أخيه شحناء قال: انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا» أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.


أخا الإسلام هذه فعال من مبطلات الأعمال بين يديك، وضررها على دينك لم يعد خافياً عليك فاجتنبها، وحذر منها؛ ليرغب قلبك فيما ينفعه في معاشه ومعاده؛ لأن كل قلبٍ محتاج إلى أن يتربى لينمو ويزكو ويزيد حتى إذا بلغ أشده اكتمل وصلح.

اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

بقلم الشيخ سليم الهلالي حفظه الله ورعاه
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14/02/2002, 11:17 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
الله يجزاك خير ويجعلها في موازين حسناتك يوم تلقاه سبحانه وتعالى
كم نحن بحاجة لهذه النوعية من المشاركات المفيدة والهامة لكل مسلم
بارك الله فيك ونفع بك شباب المسلمين انه سميع مجيب
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:18 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube