المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 24/11/2007, 12:30 AM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 07/03/2007
مشاركات: 1,461
النار:أسماؤها صفاتها عذاب أهلها...إلخ

النار هي دار العذاب الأبدي التي خلقها الله تعالى ليجازي بها الكافرين إلى الأبد ومن شاء من العصاة إلى ما شاء. ولعظم هولها تعددت أسماؤها فهي: جهنم والهاوية والسعير وسقر.
قد تناهى في الشدة حرها، ووسع المعذبين وفضل بعد ذلك حجمها، قعرها بعيد، وسوادها شديد، وأبوابها مؤصدة، وهي بحرّها عليهم مطبقة.
يقاسي أهلها صنوفاً شتى من العذاب: فتارة في النار يصهرون، وتارة على وجوههم يسحبون، وأخرى بالحميم يلفحون، قد اسودت وجوههم، وغُلّت بالسلاسل والأنكال أيديهم، قُطّعت لهم ثياب من نار، وسرابيل من قطران، طعامهم الزقوم، وشرابهم الحميم الآن، وهم في دركات النار يتقلبون معذبين بما لا تحيط به العقول.
ومن رحمة الله تعالى بعباده ولطفه بهم أن جعل لعباده سبلاً كثيرة متنوعة للنجاة من النار، ولا يهلك بعدها إلا هالك.

* * *
التعريف بالنار وبعض أسمائها:
- النـار لغـة:قال ابن فارس:"النون والواو والراء أصل صحيح يدلّ على إضاءة واضطراب وقلة ثبات".مقاييس اللغة (5/368).
وقال ابن الأعرابي:"النار: السِّمة، وجمعها: نيار... وجمع النار المحرقة: نيران".انظر: تهذيب اللغة للأزهري (15/231).

- النار شرعـاً:
هي الدار الأبدية الخالدة التي أعدّها الله للكافرين به، المتمرّدين على شرعه، المكذبين لرسله، العصاة لأمره، وهي عذابه الذي يعذّب فيه أعداءه، وسجنه الذي يسجن فيه المجرمين.انظر:اليوم الآخر، الجنة والنار، للدكتور عمر الأشقر (ص 11).
وللنار أسماء كثيرة منها:
- جهنم:قال الله تعالى:((جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ))[ص:56].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا دخل رمضان فتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين)).أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب:صفة إبليس (3277)، ومسلم في الصيام، باب: فضل شهر رمضان (1079).

- لظـى:قال الله تعالى:((كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ (15) نَزَّاعَةً لّلشَّوَىٰ))[المعارج:15، 16].
قال الطبري:"لظى: اسم من أسماء جهنم، ولذلك لم يُجرّ".جامع البيان (23/607).
- الحُطَمَة:قال الله تعالى: ((وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ (5) نارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ))[الهمزة:5، 6].
قال القرطبي: "الحُطَمة: وهي نار الله، سميت بذلك لأنّها تكسر كلّ ما يلقى فيها، وتحطمه وتهشّمه".الجامع لأحكام القرآن (20/184). وانظر: فتح الباري (8/729). وهدي الساري (ص106).

- سـقر:قال الله تعالى:((سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ))[المدثر:26-29].
قال الطبري:"يعني تعالى ذكره بقوله: سَأُصْلِيهِ سَقَرَ سأ باباً من أبواب جهنم اسمه سقر، ولم يجرّ سقر، لأنه اسمٌ من أسماء جهنم".جامع البيان (24/26)

- الجحيـم:قال الله تعالى:(( وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعّرَتْ))[التكوير:12].

وقال:((خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاء ٱلْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ))[الدخان:47، 48].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أتاكم رمضان شهرٌ مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم)).رواه النسائي في الصيام، باب: ذكر الاختلاف على معمر فيه (2106)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (1992).

قال ابن حجر:"قوله: ٱلْجَحِيمِ هو من أسماء النار، وأصله ما اشتدّ لهبُه".هدي الساري (ص 96).
..................................................

بعض صفات النار:
أ- النار تتكلم وتبصر:
قال الله تعالى:((إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً))[الفرقان:12].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتكت النار إلى ربها فقالت: ربّ أكل بعضي بعضاً، فأذِن لها بنفَسين: نفَسٍ في الشتاء، ونفَس في الصيف، فأشدّ ما تجدون من الحرّ، وأشد ما تجدون من الزمهرير)).رواه البخاري في بدء الخلق، باب:صفة النار (3260)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الإبراد بالظهر (617).

ب- سعة النار وبُعد قعرها:
ويدلّنا على هذا أمور:
الأول: الذين يدخلون النار أعداد لا تحصى، ومع كثرة عددهم فإن الخلق الواحد فيهم يضخم حتى يكون ضرسه في النار مثل جبل أحد.
قال الله تعالى:((يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلاَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ))[ق:30].
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يزال يُلقى فيها وتَقولُ هلْ من مزِيدٍ حتى يضع فيها ربّ العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قدٍ قدٍ)).رواه البخاري في التوحيد، باب:قول الله تعالى: وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (7384)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب:النار يدخلها الجبارون (2848) بلفظ: ((قطٍ قطٍ)).

الثاني: أنه لو ألقي الحجر من أعلاها احتاج إلى آمادٍ طويلة حتى يبلغ قعرها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع وجْبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((تدرون ما هذا؟)) قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:((هذا حجر رُمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها)).رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب:في شدة حرّ نار جهنم (2844).

الثالث: كثرة العدد الذي يأتي بالنار من الملائكة يوم القيامة.
قال الله تعالى(وَجِيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ))[الفجر:23].
ويصف صلى الله عليه وسلم هذا المجيء بقوله:((يُؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمامٍ سبعون ألف ملك يجرّونها)). رواه مسلم في الجنة ونعيمها، باب: في شدة حرّ نار جهنم (2842).

ج- دركات النار وظلمتها وسوادها:
قال الله تعالى:((إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِى ٱلدَّرْكِ ٱلأسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً))[النساء:145].
قال ابن منظور:"الدرْك والدرَك: أقصى قعر الشيء، والدرك الأسفل في جهنم ـ نعوذ بالله منها ـ أقصى قعرها، ودركات النار: منازل أهلها، والنار دركات، والجنة درجات، والقعر الآخر درْك ودرَك، والدرك إلى أسفل".لسان العرب (4/336) باختصار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:(أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة).رواه الترمذي في صفة جهنم (2591) مرفوعا ًوموقوفاً,ورجح وقفه,وأخرج ابن ماجه المرفوع في الزهد (4320).

قال المباركفوري:" قوله (أوقد) بصيغة المجهول، (على النار) أي: نار جهنم، قال الطيببي: هذا قريب من قوله تعالى: ((يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ)) [التوبة:35]، أي: يوقد الوقود فوق النار، أي: أن النار ذات طبقات توقد طبقة فوق أخرى ومستعلية عليها. (حتى احمرّت) بتشديد الراء المبالغة في الاحمرار، فهي (سوداء مظلمة)، وفي رواية ابن ماجه: (فهي سوداء كالليل المظلم). والقصد الإعلام بفظاعتها، والتحذير من فعل ما يؤدي إلى الوقوع فيها".تحفة الأحوذي (7/26) باختصار.
د- أبواب النـار:
أخبر الحق سبحانه أن للنار سبعة أبواب كما قال تعالى:((وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْء مَّقْسُومٌ))[الحجر:43، 44].
قال ابن كثير:"أي: كتب لكلّ بابٍ منها جزء من أتباع إبليس، يدخلونه لا محيد لهم عنه، أجارنا الله منها، وكلٌ يدخل من باب بحسب عمله، ويستقرّ في درك بحسب عمله".تفسير القرآن العظيم (2/252).
قال علي بن أبي طالب لأصحابه: (تدرون كيف أبواب النار؟) قالوا: نعم كنحو هذه الأبواب، فقال: (لا، ولكنها هكذا، فوصف أبو هارون أطباقاً بعضها فوق بعض).أخرجه الطبري في جامع البيان (17/106).

وهذه الأبواب تكون مغلقة، قال الله تعالى:((وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـئَايَـٰتِنَا هُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ))[البلد:19، 20].
هـ- شدة حر النار وعظم دخانها:
قال الله تعالى:((وَأَصْحَـٰبُ ٱلشّمَالِ مَا أَصْحَـٰبُ ٱلشّمَالِ (41) فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلّ مّن يَحْمُومٍ))[الواقعة:41-43].
وقال:((وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ))[القارعة:8-11].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ناركم جزء من سبعين جزءً من نار جهنم))، قيل: يا رسول الله، إن كان لكفاية، قال: ((فضّلت عليهنّ بتسعةٍ وستين جزءاً كلهن مثل حرّها)).رواه البخاري في بدء الخلق، باب: صفة النار (3265)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: في شدة حرّ نار جهنم (2843).

....................................

عذاب أهل النار:

أ- شدة عذاب أهل النار:
قال الله تعالى(إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مّلْء ٱلأرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مّن نَّـٰصِرِينَ))[آل عمران:91].
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيراً قطّ؟ هل مرّ بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا والله يا رب)).رواه مسلم في صفة القيامة والجنة والنار، باب: صبغ أنعم أهل الدنيا (2807).

ب- تفاوت عذاب أهل النار:
قال الله تعالى(إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِى ٱلدَّرْكِ ٱلأسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ))[النساء:145].
وقال:((ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَـٰهُمْ عَذَابًا فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ))[النحل:88].
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته)).(حجزته: أي حزامه)انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (12/66).رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: شدة حرّ نار جهنم (5080).

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن أهون أهل النار عذاباً مَن له نعلان وشِراكان من نار، يغلي منهما دماغه كما يغلي المِرْجَل، ما يرى أن أحداً أشدّ منه عذاباً، وإنه لأهونهم عذاباً)).رواه مسلم في الإيمان، باب: أهون أهل النار عذاباً (213).

يقول القرطبي:"هذا الباب يدلك على أن كُفْر من كَفَر فقط ليس ككفر من طغى وكَفَر وتمرّد وعصى، ولا شكّ أن الكفار في عذاب جهنم متفاوتون كما قد عُلم من الكتاب والسنة، ولأنا نعلم على القطع والثبات أنه ليس عذاب من قتل الأنبياء والمسلمين وفتك فيهم، وأفسد في الأرض وكفر، مساوياً لعذاب من كفر فقط وأحسن للأنبياء والمسلمين، ألا ترى أبا طالب كيف أخرجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضحضاح لنصرته إياه، وذبّه عنه وإحسانه إليه؟! وحديث مسلم عن سمرة يصح أن يكون في الكفار بدليل حديث أبي طالب، ويصح أن يكون فيمن يعذّب من الموحّدين".التذكرة (2/69).
ج- بعض صور التعذيب في النار:
- إنضاج الجلود:قال تعالى:((إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـئَايَـٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ))[النساء:56].
- الصهـر:قال الله تعالى:((فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ))[الحج:19-21].
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الحميم ليصبّ على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جَوْفه، فيسلُت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه، وهو الصهر، ثم يُعاد كما كان)).رواه الترمذي في صفة جهنم، باب: ما جاء في صفة شراب أهل النار (2582) وقال:"هذا حديث حسن صحيح غريب"، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (3679).

قال المباركفوري:"((فيسلت)) بضم اللام وكسرها، من سَلَت القصعة إذا مسحها من الطعام فيذهب، وأصل السَّلْت: القطع، فالمعنى: فيمسح ويقطع الحميم ((ما في جوفه)) أي: من الأمعاء، ((يمرق)) بضم الراء أي: يخرج، من مرق السهم إذا نفذ في الغرض وخرج منه، ((وهو الصهر)) بفتح الصاد بمعنى الإذابة".تحفة الأحوذي (7/256).
- اللفْـح:قال الله تعالى عن أهل النار:((تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَـٰلِحُونَ))[المؤمنون:104].
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وَهُمْ فِيهَا كَـٰلِحُونَ قال
(تشوبه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته حتى تضرب سرته)).رواه الترمذي في صفة جهنم، باب: ما جاء في صفة طعام أهل النار (2587)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب"، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (483، 621).

قال النووي:"تلفح وجوههم النار أي يضربها لهبها قالوا والنفح دون اللفح قال الله(( ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك)) أى أدنى شيء منه قاله الهروي وغيره قوله ص ورأيت فيها".شرح النووي على صحيح مسلم (6/209).

- السّحْـب:قال الله تعالى:((إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَـٰلٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ))[القمر:47، 48].
وقال:((فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ ٱلأَغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ وٱلسَّلَـٰسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِى ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِى ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ))[غافر:70-72].
قال ابن كثير:"إِذِ ٱلأَغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ وٱلسَّلَـٰسِلُ أي: متصلة بالأغلال بأيدي الزبانية يسحبونهم على وجوههم تارة إلى الحميم، وتارة إلى الجحيم".تفسير القرآن العظيم (4/80).
- تسويد الوجوه:قال الله تعالى:((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ))[آل عمران:106].
وقال:((وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيّئَاتِ جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ ٱلَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ))[يونس:27].
يقول عبد الرحمن السعدي:"وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ وهي وجوه أهل الشقاوة والشرّ، أهل الفرقة والاختلاف، هؤلاء اسودّت وجوههم بما في قلوبهم من الخزي والهوان والذلّة والفضيحة".تيسير الكريم الرحمن (ص 142).
د- قيود أهل النار وأغلالهم وسلاسلهم:قال الله تعالى:((إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَـٰفِرِينَ سَلَـٰسِلَ وَأَغْلَـٰلاً وَسَعِيرًا)) [الإنسان:4].
وقال سبحانه(إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيمًا))[المزمل:12].
الأغلال: هي السلاسل، تجمع أيديهم مع أعناقهم.انظر:تفسير القرآن العظيم (3/460).

والأنكال: جمع نِكْل بكسر النون، وهي القيود الثقيلة.انظر:تفسير الجلالين (ص 710) بهامش المصحف الشريف.

والمقامع: جمع مقمعة ومقمع، وهي قطعة من حديد(انظر:فتح القدير للشوكاني (3/444). )
، وهي المطارق.
هـ- لباس أهل النار:
قال تعالى:((سَرَابِيلُهُم مّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ))[إبراهيم:50].
السربال: القميص.انظر:الجامع لأحكام القرآن (9/385).

وكان ابن عباس يقول:(القطران: هو النحاس المذاب)، وربما قرأها: (سَرَابِيلُهُم مّن قَطِرَانٍ أي: من نحاس حار قد انتهى حرّه).انظر:تفسير القرآن العظيم (2/471).

وهذه الثياب مفصّلة، قال الله تعالى:((فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ))[الحج:19].
قال ابن كثير:"أي: فصّلت لهم مقطعات من النار، قال سعيد بن جبير: من نحاس، وهو أشدّ الأشياء حرارة إذا حمي". تفسير القرآن العظيم (3/184).
و- طعام أهل النار وشرابهم:
قال الله تعالى:((لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ (6) لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِى مِن جُوعٍ))[الغاشية:6، 7].
وقال:((إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ (43) طَعَامُ ٱلأَثِيمِ (44) كَٱلْمُهْلِ يَغْلِى فِى ٱلْبُطُونِ (45) كَغَلْىِ ٱلْحَمِيمِ))[الدخان:43-46].
أمّا شرابهم فقد قال تعالى:((وَسُقُواْ مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ))[محمد:15].
وقال:((وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاء كَٱلْمُهْلِ يَشْوِى ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا))[الكهف:29].
وقال:((وَيُسْقَىٰ مِن مَّاء صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيّتٍ))[إبراهيم:16، 17].
.............................

سبل النجاة من النار:

أ- محبـة الله:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان صبيّ على ظهر الطريق فمر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناس، فلما رأت أمُّ الصبي القوم خشيت أن يوطأ ابنها فسعت فحملته فقالت: ابني ابني، قال القوم: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((والله لا يلقي الله حبيبه في النار)).رواه الإمام أحمد (3/104), وأبو يعلى (6/397), وابن أبي الدنيا في الأولياء (22), والحاكم في المستدرك (4/195) وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي, ورواه الضياء في المختارة (6/34), وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (6972).

ب- الصيـام لله:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((قال الله تعالى: الصيام جُنّة، يستجن بها من النار)).رواه أحمد (3/396)، وحسّنه الهيثمي في مجمع الزوائد (3/180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4184).

قال المناوي:"وأصل الجُنة بالضم: الترس، شبّه الصوم به لأنه يحمي الصائم عن الآفات النفسانية في الدنيا وعن العقاب في الأخرى".فيض القدير (4/242).
ج- مخافة الله تعالى والبكاء من خشيته:
قال الله تعالى:((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ))[الرحمن:46].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا يلج النار من بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبدٍ غبارٌ في سبيل الله ودخان جهنم)).رواه الترمذي في فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله (1633)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1333).

وعن أبي عبس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ما اغبرّت قدما عبدٍ في سبيل الله، فتمسّه النار)).رواه البخاري في الجهاد والسير، باب: من اغبرت قدماه في سبيل الله (2811).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً)). رواه مسلم في الإمارة (1891).
د- الحراسة في سبيل الله:عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((عينان لا تمسّهما النار: عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله)).رواه الترمذي في فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله (1639)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1388).

قال المباركفوري:"قوله: ((عينان لا تمسهما النار)) أي: لا تمس صاحبهما، فعبّر بالجزء عن الجملة، وعبّر بالمسّ إشارة إلى امتناع ما فوقه بالأولى، ((عين بكت من خشية الله)) هي مرتبة المجاهدين مع النفس التائبين عن المعصية، ((وعين باتت تحرس)) وهي مرتبة المجاهدين في العبادة، وهي شاملة لأن تكون في الحج أو طلب العلم أو الجهاد أو العبادة، والأظهر أن المراد به الحارس للمجاهدين لحفظهم عن الكفار".تحفة الأحوذي (5/221) باختصار.


هـ- إخلاص التوحيد لله عز وجل:عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله قد حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)). رواه البخاري في الصلاة، باب: المساجد في البيوت (425)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: الرخصة في التخلف عن الجماعة (33).
و- حُسْـن الخلـق:عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار، على كل قريبٍ هينٍ سهل)).رواه الترمذي في صفة القيامة (2488). وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2022).

قال المناوي:"((قريب)) أي: إلى الناس، سهل يقضي حوائجهم وينقاد للشارع في أمره ونهيه، ((هين)) مخففًا من الهون بفتح الهاء، وهو السكينة والوقار، قال الماوردي:"بيّن بهذا الحديث أن حسن الخلق يدخل صاحبه الجنة ويحرّمه على النار، فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة، لين الجانب، طلق الوجه، قليل النفور، طيب الكلمة".فيض القدير (3/105) بتصرف واختصار.

ز_ وجِماع ذلك كله تقوى الله عز وجل واجتناب معاصيه:
قال الله تعالى:((وَيُنَجّى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوء وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))[الزمر:61].
قال الطبري:"وينجي الله من جهنم وعذابها الذين اتقوه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه في الدنيا، بِمَفَازَتِهِمْ: يعني بفوزهم. وقوله: لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوء وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ: لا يمس المتقين من أذى جهنم شيء، وهو السوء الذي أخبر جل ثناؤه أنه لن يمسهم، وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، يقول: ولا هم يحزنون على ما فاتهم من آراب الدنيا، إذ صاروا إلى كرامة الله ونعيم الجنان".جامع البيان (21/319-320) باختصار.

--------------------------------------------------------------------------------

وفي الختام أدعوكم لسماع إنها النار للشيخ خالد الراشد
إنها النار
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم اجعلنا من اهل الجنه يا ارحم الراحمين
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24/11/2007, 02:07 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 18/03/2005
المكان: Kuwait
مشاركات: 2,956
جزاك الله خير
اللهم اجرنا من النار
اللهم اجرنا من النار
اللهم اجرنا من النار
اللهم حرم رقابنا ورقاب والدينا من النار
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24/11/2007, 03:57 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 07/03/2007
مشاركات: 1,461
أمين

ومشكور على المرور
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26/11/2007, 01:57 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي متيم20
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/04/2007
المكان: وادي الـدواسـر
مشاركات: 1,969
بارك الله فيك
ذا قريت كالي
يعطيك العافية


الله يجيرنا وياك والمسلمين منها .
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26/11/2007, 03:09 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 15/07/2007
مشاركات: 271
ماشاء الله موضوع مميز مع ذكر المراجع وارقام الاحاديث.
جزاك الله خيرا لما ذكرت.
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26/11/2007, 04:23 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/07/2007
المكان: الشرقية
مشاركات: 5,431
اخي جزاك الله خيــر
على هيك موضووع مميز ..
كفيت ووفيت
موضوع مرتب ورائع ومرعب في الوقت ذاته
اللهم اجرنا من
الناااااااااااار $$
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26/11/2007, 05:59 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 11/07/2007
المكان: شبكة الزعيم
مشاركات: 2,478
جزاك الله خير و اهنيك ع الموضووع المميز
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26/11/2007, 07:58 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 07/03/2007
مشاركات: 1,461
مشكورين على المرور والردود الحلوه
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26/11/2007, 08:02 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 16/10/2007
مشاركات: 195
الله يعطيك العافيه وجزاك الله خير
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27/11/2007, 05:52 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 07/03/2007
مشاركات: 1,461
وياك

ومشكور على المرور
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28/11/2007, 03:41 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الـذهـبـي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 22/03/2005
المكان: طـــيــــبــة الطيبة
مشاركات: 3,673
الله يعطيك العافيه وجزاك الله خير
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:46 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube