23/11/2007, 06:40 PM
|
تم طرده لأنه مندس | | تاريخ التسجيل: 30/03/2005
مشاركات: 487
| |
رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
( من قال : "الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته ، والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته ، والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه ، والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته" ؛ فقالها يطلب بها ما عنده ؛ كتب الله له بها ألف حسنة ، ورفع له بها ألف درجة ، ووكل به سبعين ألف ملك ، يستغفرون له إلى يوم القيامة ) .
ثانياً : (درجة الحديث وكلام أهل العلم فيه) :
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/206/1) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/201-202) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي قال حدثنا أيوب بن نهيك قال سمعت مجاهداً يقول سمعت ابن عمر يقول .. الحديث ، إلا أن لفظ ابن عساكر :
(كتب الله له بها ألف ألف حسنة ورفع له بها ألف ألف درجة ووكل بها سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة)
وهذا حديثٌ ضعيفٌ منكرٌ ، وله علتان :
العلة الأولى : أيوب بن نهيك ، منكر الحديث متروك .
العلة الثانية : يحيى بن عبد الله البابلتي ، واهي الحديث لا يُعتد به .
ولذلك نصّ العلماء على ضعف هذا الحديث ونكارته منهم :
1. قال الإمام البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات" (1/265) :
(تفرّد به يحيى بن عبد الله وليس بالقوي)
2. وصدّره الحافظ المنذري بصيغة التضعيف فقال في كتابه "الترغيب والترهيب" (2/363) :
(رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما .. )
وقد نص في مقدمة كتابه :
(وإذا كان في الإسناد من قيل فيه : كذاب ، أو وضاع ، أو متهم ، أو مُجْمَعٌ على تركه ، أو ضعفه ، أو ذاهب الحديث ، أو هالك ، أو ساقط ، أو ليس بشيء ، أو ضعيف جداً أو ضعيف فقط ، أو لم أر فيه توثيقاً بحيث لا يتطرق إليه احتمال التحسين ؛ صدَّرتُه بلفظة (رُوي) ولا أذكر ذلك الراوي ، ولا ما قيل فيه ألبتة فيكون للإسناد الضعيف دلالتان : تصديره بلفظة رُوي وإهمال الكلام عليه في آخره) ا.هـ
3. وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/422) :
(أخرجه الطبراني من حديث ابن عمر بسند ضعيف)
4. وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/96) :
(رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف)
5. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "لسان الميزان " (2/257) في ترجمة أيوب بن نهيك :
(ومن مناكيره ..)ا.هـ فذكر هذا الحديث .
6. وقال العلامة المتقي الهندي في "كنز العمال" (2/347) :
(وفيه أيوب بن نهيك منكر الحديث)
7.وقال العلامة المرتضى الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (5/329) :
(فيه أيوب بن نهيك منكر الحديث ، وقال الذهبي في الديوان : روى عن مجاهد تركوه)
8. وقال محدث العصر العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (5087) :
(منكر)
***
والخلاصة أن الحديث الوارد في فضل هذا الذكر ضعيف مُنكر ، ولا يُعمل بالحديث المنكر في فضائل الأعمال باتفاق أهل العلم المحققين ، لكن لا بأس أن يأتي المسلم بهذا الذكر لما فيه من تمجيد الله وتعظيمه وتسبيحه والثناء عليه ، مع مراعاة الضوابط التالية :
1. ألا يعتقد أن لهذا الذكر فضلاً معيناً .
2. ألا يتخذه سنة راتبة يواظب عليه .
3. ألا يقيده بزمان أو مكان أو حال .
هذا والله أعلم . |