كنت ضائعاَ ..
لم يكن لي أصدقاء فعليين ..
لم أكن مرتاح في البيت ..
لم أكن مرتاحاً في المدرسة ..غير مستقر نفسياً ، هذا هو الوصف المناسب لي في ذلك الوقت..
أهلي كانوا يعرفوا بوجود مشكلة في ..
وحاولوا كثيراً معرفة المشكلة !
لكن المصيبة ، أنا ما كان عندي فكرة عن مشكلتي !
لم يكن يمر يوم إلا و قد واجهت مشكلة أو مشكلتين ..
و أذا لم أواجه المشاكل ..
كنت أفتعلها بلا سبب ..
أوقات الفراغ بالنسبة لي كانت ..
عذاب !
ماذا أفعل ؟!
لماذا الوقت يمر كالشهر ؟!
داخل الفصل ..
أصدقائي و زملائي كانوا يتجنبوا الحديث إلي ..
لإنهم يعلموا ...
بأن الحديث إلي لن يريحهم أو يمتعهم أو راح يتحول لصراع و جدال !
حتى حدث التحول في حياتي ..
الحدث الحاسم برأيي..
قبل سنة و نصف بالضبط ...
تعرفت على إنسان له التأثر الأكبر في حياتي إلى الآن ...
له فضل علي لا يمكنني أن أرده له مهما فعلت ...
كان زميل لي في الفصل ..و قد كان يكرهني أشد الكره ، مثله مثل البقية !!
بالنسبة له كنت عدو الأعداء ..
لكن سبحان مغير الأحوال ..!!
الحصة الرابعة يوم الأحد من ذلك الأسبوع الذي لن أنساه ..
حصة مدرس الإسلامية الأستاذ أحمد ..
في تلك اللحظة التاريخية في حياتي ..
إنتهى من الشرح ، و كالعادة أنا مغموم و مهموم ، الكل يتكلم و يضحك مع بعضه البعض ..
الكل يتحدث ..
أسمع ضحكات جميع الزملاء و هم يتحدثون مع بعضهم البعض ..
و أنا وحيد كالعادة ..
جالس في المقدمة و لا أحد معي ..
لا أحد يتحدث إلي ..
لا يلقوا بالاً لوجودي أو لغيابي ..
في تلك اللحظة ..
في تلك اللحظة الحاسمة لحياتي الأجتماعية ..
أتى عدوي الكبير ، و تحدث إلي لمدة دقيقتين أو أقل ...!
الحوار الذي دار بيننا في تلك اللحظة كان عادي ..
بل عادي جداً ..!
(كيف الحال ، وش الأخبار ، وش أخبار الدراسة ....؟)
حوار من تلك النوعية السطحية ..
لكن بعد هذا الحوار القصير ..
بعد هذه اللحظة التي لن أنساها ..
أقول لكم حالتي الآن ..أعز و أفضل و أقرب صديق و إنسان لي في العالم هو ذلك العدو السابق !!
الآن ..
كل الزملاء في الفصل ...
يتمنوا وجودي -بكل تواضع- في كل جلسة لنا !
الكل يرتاح راحة تامة بالحديث معي !
أصبحوا يتمنوا وجودي في كل طلعة لنا !(بولينج ، سباحة ....)
أصبحت الأقرب لقلوب الشلة!!
وأحد المقربين و المفضلين لبقية الفصل !
من الأوئل على الصف و المدرسة ..
كل هذا التغير !
كل هذا التحول !
حدث بعد تعرفي بالحبيب !
في ذلك اليوم ..
في تلك اللحظة ..
ما الذي فعله لي ذلك الشخص ؟؟
لا أدري !
أتمنى أن أعرف كيف أستطاع هذا الشخص تغيير حياتي بهذه الطريقة !
والله لن أنسى كيف أستطاع أن يقتحم قلبي !
و حل جميع مشاكلي !
المدرسة تحولت من كابوس أنتظره في الليل ، إلى إشتياق و فقدان للمدرسة في نهاية الأسبوع !
و أستطاع أن يغير شخصيتي ، عاداتي ، تصرفاتي ، أقوالي ، ردات فعلي !!!
هذا الإنسان له تأثير في حياتي ..
لا يمكنني أن أصفه ..!
و هو شخصياً ، لا يرتاح بدون وجودي ..
في الفصل في المدرسة ، في الطلعات في أي مكان ..!