وإن دلني جسد في الغيابِ
إلى سدرة الوطن المشتهى
وحملني الموج من ذكريات الربيع.. وأنفاسهِ
ولد الطالب

..،

يبدأ عندما أقبل يديهما.. وأودعهما..
ثم أحمل شنطتين..
شنطة صغيرة فيها ثوب أو ثوبين..
وأخرى للاب توب..
أركب السيارة..
وأنا محتار ماذا أسمع؟
هل أسمع سورة مريم بصوت عبد الباسط؟
أم أسمع أغنية..؟
فأقرر أن لا أسمع شيئا وأن أترك الوساوس تملأ رأسي..
هذه النظرة الأخيرة للرياض..
لم تكفني يومان..
سأراها قريبا.. إن كتب الله لي الحياة.. بعد شهر!!

مسكين من أصابه مرض حب هذه المدينة العضال.. مسكين يا أنا!!

..،

- إعادة تعريف لمدينة عشقتها -


(1)

ربع قرن ٍ قد مضى
منذ أول مرة ٍ أبصرتكِ..
قد مضى..
ومضت خمس بدونك..
كل صفحات الكتاب هوامش ُ ..
لا متون سوى متونك..!

..،

إن همُ لمزوا الحنين بـ (لا بحر )..
وتناسوا ما حوى صدرك من نور وروح وفضائل..

ها أنا أكشف صدري ليروا
فيه أمواجا على كف الظهيرة
وليروا
في صحاريكِ سواحل

في دمي الأسماك يسكنها حنين للسواحل!



(2)

يا ابنة العشق العتيق من السما.. أبصرتكِ..
وببالي المرة الأولى.. لقد أعلنتها..
شاعرا وأنا مدادي محض دم..
(( جئتها ألما بلا ريثٍ
وأعلم أنني حتما سأشقى في محبتها
وقد أحببتها!))
فلقيتيني صباحا ضاحكة..
كنت بي مستبشرة..

..،

كم سقيت القهوة المرة سكر..
في جنابــِك..

وقرأت الخير يأتي في الجفاف
في كتابــِك..

إنما التفاح والرمان والنارنج والزيتون والنعناع بعض ُ ُ من حصاكِ وترابــِك..

يا ابنة العشق ِ العتيق ِ
شظف العيش هناء في رحابــِك..



(3)

ربع قرن أو أقل
ربما قد مر أكثر!

ما حسبت السنة الأولى ولا عشرا تلتها..
ما عرفت العد إلا في غيابــِك..!

فحسبت الخمس ألفا..
وألفت الدمع ضيفا..
وأنست الحلم في الأسحار قصفا!


في غيابــِك
كل نور ٍ كالعتيم
كل صبح ٍ صار مشجا من ظلام وجحيم

في غيابــِك
لم أجد صحبا سوى هذي الشقيقة والأرق
وتراتيلَ من النوح.. وقدح ٍ من قلق

في غيابــِك
لم أجد في الحب ريحانا وعصفا

..،

في غيابك
ولدت لي ذاكرة:
صوت خنساء تغني للوليد..
(( كان صخر ُ ُ خالك المهصار يشتاق ركوب الطائره
هجر الناس لأن الصوت يجتاح جروحا غائره
لم يحب الأغنيات الغادره
كان شهما
وشديد الركن حصنـًا لي من الظلم
ومن طعن الشفاه الجائره..

كان يرعاني ويملأ قلبَه المشكاة َ حب ُ ُ أخويّ ُ ُ..
كان حبّا أبويّا..

مات صخرُ ُ.. قتلته الطائره!

كن كصخر ٍ والبس (البشت) ولا ترض بغير العلم بشتا..
إن بشت العلم لا يبلى جديد..
عش على السحب فقد تغفو عيوني الساهره!

قد يقول الناس فيصل أشعل النار على ظهر الجليد! ))

وبكت عيناها تسكابا على صخر ٍ سنينَ
كم وددت اليوم أن أغتال هذي الذاكره !



(4)

ومضت خمس عجافُ ُ..

(كلما لقيت ظهري للرياض ِ
عادني الكابوس مشتاقا حفيّا

وأتاني الحزن في الليل ِ غطاء ً
ورواقـــا أزلــــيـــّـــا أبديـــّـــا

ها هما عيناي والنور سواد ُ ُ
وبسمعي يشبه الشدو العويــّا

كاهلي صار عزاء المرهقينَ
"يفخر الحزن بمن بات شقيّا "

ضيعتني خطواتُ ُ لم أسقها
لا جناح اليوم أن يبكى عليّا)










كان الله في عون كل من غربته الحياة عن المدينة التي أحب.. وعن الناس الذين سكنوا المدينة وفؤاده..