كان قصيراً حتى تكاد يداه تلامس الارض.

اذا مشى قلت لاول وهله: كيف يمشي الجالسون؟

وقد منحه الله خصالاً تميز بها عن غيره فقد كان دميم الخلقة اذا رأيته قلت: كان خطأ امه الاستراتيجي انها لم تسحب السيفون ذات لحظة

وجهه كأنه طفاية كابرس موديل 79 من النوع اللي يصلح موتر وعوامه في آن واحد.

له خشم كأنه اللمبة اللي تولع في افلام الكرتون لاجاء الواحد فكرة ... بس الاضاءة على احمر، فتظنه حيناً بوزو، وتظنه حيناً آخرى قد امر احمر شفاه على خشمه الانيق، وهنا تسأل اين يباع احمر الخشوم هذا؟!

تلقى قزيمان القبح كابراً عن كابر، ففي اخواله واعمامه سلالة نقية من الشيون، بس الميزة انهم صابرين على ارواحهم، وقاعدتهم التي يستلهمون منها الصبر هي: مافيه خيارات ثانية !

علميا وعملياً، قزيمان يسمع بحاتم الطائي، فثقافته ضحلة الى درجة انه ما يفرق بين بشار وزينة، او احمد جميل وخالد مسعد، او حتى عايشة المرطا وعتاب، رغم انك تحس انه وثيق الصلة بهم، لكنها الاشكال جنود مجندة ...


لا اظن قزيمان اوقد ناراً في حياته، وتستغرب اذا علمت انه مدخن واذا اراد اشعال سيجارته عمد الى جمع فبقق عينيه حتى يخطط احدهم لاشعال سيجارة فيدس قزيمان وجهه طالباً سيجارة، واذا كان مؤدباً حينها اكتفى بطلب توليع سيجارته التي تسلفها مقدماً...

آخر عهد قزيمان بالعلم هوشة جارهم ابو صالح مع سليمان اللوح في الحارة عندما برطم مغضباً بقوله: علم ياصلك ويتعداك...
واعتقد قزيمان انه ممن شملهم قول ابو صالح يتعداك، اشارة الى العلم.

لقزيمان في كل عرس قرص، وهو من كبار معارضي العروس التي تشترط احضار كرت الدعوة، ويعلل رفضه هذا بان هذه عادة محدثة لا قبل لاسلافنا بها.

رغم تلبس قزيمان بالدشارة الا انه من اشد الناس ايماناً بالمقولة المأثورة عند البخلاء: (ما يباشر الا الداشر)!

قرأ بعض اصحابه عليه مؤلف الجاحظ (البخلاء) فاستدرك على المصنف بعامية ركيكة في نحو مائتي موضع، وقال: لولا تفرغي للشحاذة من الخلق كان وريتك بذا الحاجض اللي ما يفهم، وقبل ان يصحح له احد زملائه بان الرجل جاحظ وليس حاجض، اومأ اليه احد النبهاء ان احمد ربك اللي جابها لو كذا .

قزيمان يعتبر نفسه اشتراكي لانه يفهم الاشتراكية على انها تخليه يسطبل وينام والقروش توزع عليه على اعتبار انه واحد من عيال الثورة (كما يقول )!

كثيراً ما يقول قزيمان بلهجته العامية المتقعرة:
مالهديرة عز الا بنا انحن يا الثيران. والاكيد انه يقصد الثوار، لكنه الله يجري الحق على لسان الدبش كثيرا دون ان يدرون.

اذا رأى قزيمان حسناء تنهد بحسرة وقال: واحلالاة المشاركية (يعني الاشتراكية) تسان لي ذا الحين لي في ذا المزيونة مثل رجلها ذا الحمار اللي مايفهم. ولك ان تتعجب فمقتضى كلامه انه هو يفهم وانه ليس حماراً... لكن مشي حالك !