07/02/2002, 06:26 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 11/10/2001 المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
| |
شرح أركان الإسلام (الدرس الأول) بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. أما بعد:
سأنقل لكم في هذه الحلقات شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب الثلاثة الأصول عند أركان الأسلام:
ومن المعروف بأن أركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله(1) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام. والدليل على ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوة رمضان، وحج بيت الله الحرام )).
ودليل الشهادة قوله تعالى: (( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) (2) [سورة آل عمران، الآية:18]. معناها: لا معبود بحث إلا الله، (( لا إله )) نافياً جميع ما يعبد من دون الله (( إلا الله )) مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه (3) وتفسيرها الذي يوضحها، قوله تعالى: (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (4) لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء (5) مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي (6) فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (7) * وَجَعَلَهَا (8) كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ (9) لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )). [سورة الزخرف، الآية: 25 و 26 و 27].
وقوله: (( قُلْ (10) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ (11)سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ (12) فَإِن تَوَلَّوْاْ (13) فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )) 14) [ سورة آل عمران، الآية: 64].
(1) شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ركن واحد وإنما كانتا ركنا واحداً مع أنهما من شقين لأن العبادات تنبني على تحقيقهما معاً، فلا تقبل العبادة إلا بالإخلاص لله عز وجل وهو ما تتضمنه شهادة أن لا إله إلا الله، وإتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وما تتضمنه شهادة أن محمداً رسول الله.
(2) في الآية الكريمة شهادة الله لنفسه بأنه لا إله إلا هو، وشهادة الملائكة وشهادة أهل العلم بذلك وأنه تعالى قائم بالقسط أي العدل ثم قرر ذلك بقوله: ((لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) وفي هذه الآية منقبة عظيمة لأهل العلم حيث أخبر أ،هم شهداء معه ومع الملائكة والمراد بهم أولو العلم بشريعته ويدخل فيهم دخولاً أولياء رسله الكرام.
وهذه الشهادة أعظم شهادة لعظم الشاهد والمشهود به، فالشاهد هو الله وملائكته، وأولو العلم، والمشهود به توحيد الله في ألوهيته وتقرير ذلك ((لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) .
(3) قوله ومعناها أي معنى لا إله إلا الله الا معبود بحث إلا الله فشهادة أن لا إله إلا الله أن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود حث إلا الله عز وجل لانه (( إله )) بمعنى مألوه، والتأله التعبد، وجملة (( لا إله إلا الله )) مشتملة على نفي وإثبات، أما النفي فهو (( لا إله )) وأما الإثبات فهو (( إلا الله )) و (( الله )) لفظ الجلالة بدل من خبر (( لا )) المحذوف والتقدير (( لا إله حق إلا الله )) وبتقديرنا الخبر بهذه الكلمة (( حق )) يتبين الجواب عن الإشكال التالي:
وهو كيف يقال (( لا إله إلا الله )) مع أن هناك آلهة تعبد من دون الله وقد سماها الله تعالى آلهة وسماها عابدوها آلهة، قال تبارك وتعالى: ((فما أغنت عنهمءالهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جآء أمر ربك )) وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله عز وجل والرسل يقولون لأقوامهم : ((اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ )) [سورة الأعراف، الآية: 59].
والجواب على هذا الإشكال يتبين بتقدير الخبر في (( لا إله إلا الله )) فنقول:
هذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة وليس لها من حق الألوهية شئ، ويدل لذلك قوله تعالى: ((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )) [سورة الحج، الآية: 62] ويدل لذلك أيضا قوله تعالى: ((أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى )) [سورة النجم، الآيات: 19 - 23] وقوله تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام: (( مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ )) [سورة يوسف، الآية:40] إذن فمعنى (( لا إله إلا الله )) لا معبود حق إلا الله عز وجل، فأما المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدوها ليست حقيقية أي ألوهية باطلة.
(4) إبراهيم هو خليل الله إمام الحنفاء، ,أفضل الرسل بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأبو آزر.
(5) (براء) صفة مشبهة من البراءة وهي أبلغ من بريء. وقوله: (( إنني برآءٌ مما تعبدون )) يوافي قول (( لا إله )).
(6) خلقني ابتداء على الفطرة وقوله: (( إلا الذي فطرني )) يوافي قوله (( إلا الله )) فهو سبحانه وتعالى لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في ملكه ودليل ذلك قوله تعالى: ((أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )) [سورة الأعراف، الآية:54] ففي هذه الآية حصر الخلق والأمر لله رب العالمين وحده فله الخلق وله الأمر الكوني والشرعي.
(7) (( سيهدين )) سيدلني على الحق ويوفقني له.
(8) (( وجعلها )) أي هذه الكلمة وهي البراءة من كل معبود سوى الله.
(9) (( في عقبه )) في ذريته.
(10) (( لعلهم يرجعون )) أي إليها من الشرك.
(11) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لمناظرة أهل الكتاب اليهود والنصارى.
(12) (( تعالوا إلى كلمةٍ سوآء بيننا وبينكم )) هذه الكلمة هي ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فلا نعبد إلا الله وهي معنى (( لا إله إلا الله ))، ومعنى (( سوآءٍ بيننا وبينكم )) أننا نحن وإياكم سواء فيها.
(13) أي لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله عز وجل بحيث يعظم كما يعظم الله عز وجل، ويعبد كما يعبد الله، ويجعل الحكم لغيره.
(14) (( فإن تولوا )) أعرضوا عما دعوتموهم إليه.
(15) أي فأعلنوا لهم وأشهدوهم أنكم مسلمون لله، بريئون مما هم عليه من العناد والتولي عن هذه الكلمة العظيمة (( لا إله إلا الله )). يتبع في الحلقه القادمه شرح شهادة ان محمدا رسول الله
سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك واتوب إليك.
اخر تعديل كان بواسطة » طالب العلم في يوم » 07/02/2002 عند الساعة » 11:31 AM |