لا يتألق الا ناقصا.. وترشيحات الاعلام سبب آخر لإخفاقه
الحالة البحرينية .. درس له وللآخرين


من الواضح ان المنتخب البحريني لا يتألق في مبارياته الا اذا طرد منه احد لاعبيه وخاض اللقاء ناقصا..!
هذا ما تندر به احد الاعلاميين المتواجدين في بطولة كأس الخليج الـ15 المقامة حاليا في الرياض وهو يعلق على ما اصطلح على تسميته في هذه البطولة بـ«الظاهرة البحرينية».
والحقيقة ان هذا الاعلامي لم يذهب بعيدا في تصوره لأن المنتخب البحريني قدم افضل عروضه بالبطولة وهو يلعب بـ10 لاعبين امام 11 لاعبا في كل مرة.
ولم يكتف البحرينيون بالوقوف ندا لمنتخبات السعودية والكويت والامارات فقط ولكنهم -وبعد طرد احد لاعبيهم- كانوا يتفوقون على خصومهم ويسجلون نسبة استحواذ على الكرة اكثر منهم اضافة الى انهم بعد ذلك يظهرون وجها مغايرا لأدائهم في بداية المباراة وينتهجون اسلوبا هجوميا في الوقت الذي يتوقع به الكثيرون تراجعهم للدفاع عن مرماهم وتعرضهم لضغط متواصل من الخصم المكتمل والساعي لاستغلال حالة النقص التي عاني منها البحرينيون.
واذا كان البحرينيون قد خطفوا وبجدارة لقب الفريق ذو العروض الاجمل حتى الآن في البطولة بعد المستوى المبهر الذي قدموه في اللقاءات الاربعة التي خاضوها.. الا ان لقاء الامارات الاخير كان علامة فارقة في مسيرة الفريق الواعد الذي تعرض لموقف قد يكون اعتاد عليه عندما تلقى حارسه عبد الرحمن عبد الكريم البطاقة الحمراء بسبب عرقلته للاعب اماراتي انفرد به ومازاد الامر وطأة على الذين كانوا يتقدمون بهدف نظيف ان الخطأ الذي ارتكبه حارسهم وتسبب بطرده كان هو السبب ايضا في ادراك الاماراتيين لهدف التعادل ومن ذات الركلة الحرة ولكن الفريق الذي اثبت عزيمة كبيرة وقوة شكيمة ميزته عن بقية الفرق المشاركة انتفض مجددا وتمكن من احراز هدف الترجيح في اللحظات الاخيرة من عمر اللقاء.

والسؤال الذي يطرح هنا هو اذا كان المنتخب البحريني بهذه القوة والصلابة التي تجعله يناطح فرقا تفوقه خبرة بل ويتفوق عليها في غالب الاحيان -ان لم يكن بالنتيجة فبالعرض على الاقل- فلماذا لم ينافس على البطولة؟

في واقع الحال فان هناك عوامل حالت دون ظهور البحرين كمنافس تقليدي على الكأس في المرحلة الاولى التي شهدت تلقيه لهزيمتين متتاليتين.
اول هذه العوامل هوالقرارات التحكيمية الجائرة التي تعرض لها الفريق في المباريات الثلاث الاولى حتى ان المتابعين اكدوا بأن مباراته الرابعة مع الامارات هي الوحيدة التي لم يظلم بها البحرينيون في البطولة الحالية التي شهدت تلويحا بحرينيا بالانسحاب بعد ان طفح الكيل لديهم من الظلم الذي تعرضوا له بحسب تعبيرهم.
ثاني هذه العوامل والذي نعتقد بأنه لا يقل تأثيرا عن عامل التحكيم إن لم يكن يفوقه يتمثل في ان المنتخب البحريني -وعلى غير العادة- حضر الى الرياض وهو مرشح قوي للظفر بالكأس ربما لأول مرة وذلك عطفا على ما قدمه الفريق من مستوى متطور في تصفيات كأس العالم الاخيرة بداية من اطاحته بالمنتخب الكويتي القوي في الدور الاول ثم هزيمته للمنتخب الايراني في لقاء تاريخي اهدى بطاقة التأهل الى المونديال للمنتخب السعودي. فهذه الوضعية الجديدة والتي لم يعتادها اللاعبون البحرينيون تركت الفريق يرزح تحت ضغط كبير من اجهزة الاعلام سواء في البطولة نفسها او في الشارع البحريني الذي كان يمني النفس بكأس يروي عطش سنين طويلة من الانتظار ولأن الفريق يغلب عليه الطابع الشبابي وقلة الخبرة فان هؤلاء اللاعبين وجدوا صعوبة كبيرة في التعاطي مع «الحالة الجديدة» وما يترتب عليها من تعامل مدروس يحتاج لخبرة في هذا المجال تمتاز بها الفرق المرشحة دائما للبطولات مثل المنتخب الكويتي صاحب الرصيد الاعلى من الالقاب والمنتخب السعودي المرشح فوق العادة في كل بطولة.
واللافت في هذا الامر ان ادرايي المنتخب البحريني حاكوا حماسة الرأي العام والشارع الرياضي في بلادهم فحضروا الى الرياض وهم يطلقون تصريحات نارية وضعت اللاعبين تحت ضغط مضاعف اثر دون شك في الحالة المتوترة التي ظهروا عليها وافتقادهم للتركيز في المباريات الاولى رغم الاداء الجيد في هذه اللقاءات.
وبالعموم.. فقد قدم البحرينيون درسا مجانيا في الاداء القتالي وعدم الركون لاعذار النقص العددي بل واثبتوا مقولة ان «النقص يولد القوة» ولكنهم مقابل ما قدموه من دروس كانوا بحاجة لاستيعاب درس لا يقل اهمية ولا نظن ان اهل «دلمون» سيهملون «حصة» التهيئة النفسية والعصبية للاعبيهم قبل البطولات المقبلة فهي لا تقل بأى حال من الاحوال عن التجهيز الفني للمنافسات ..

فعلا البحرين لغز محير .

انا ارى ان منتخب البحرين هو البطل الغير متوج و يستحق فعلا لقب البطوله الخامسة عشر .

وفعلا الاعلام له دور اساسي في قلب النتائج .

فعلا لاعبي البحرين رجال و ظروفهم درس لكل الفرق بالعزيمة و الأصرار هنيئا للبحرين بهذا الفريق

الشكر موصول للجميع على هذا التفاعل والتواصل ،،،، وهنيئا للمنتخب البحريني بما قدم ..