17/10/2007, 06:13 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 16/10/2005
مشاركات: 80
| |
مقال جريدة الرياض اليوم عن فهد المفرج لا تظلموا المفرج
خالد المشيطي
تصنع الشعوب الضعيفة لنفسها بطلاً أسطورياً (منقذاً) تتوهم أنه سيظهر في يوم ما ليخلصها من آلامها، وفي كرة القدم يصنع الجمهور شخصاً ما يضع عليه العيوب - عادة ما يكون لاعبا - فيحمله أوزار الخسائر، قد يكون غير مقبول من حيث الهيئة، أو التصرفات، وأحيانا المستوى، فيرى أنه الحلقة الأضعف الذي يمكن تفريغ الانفعالات في جسده.
@@ في الفترة الحالية وجد بعض جمهور الهلال المدافع فهد المفرج الشخص الأنسب ليُحمّله كل خسارة يتلقاها الفريق، مع الوحدة الإماراتي - المباراة التي ودع بعدها الهلال بطولة آسيا - تلقى المفرج سيلا من الاتهامات هطلت عليه من كل ناحية من وسائلها اللافتات المكتوبة (الوسيلة الأخيرة من وسائل الاعتراض) فضلا عن الكتابات المضادة والهتافات، وكلها تقريبا تقول له: (ارحل) وليست تقول: (طور مستواك)!!.. والمفرج من وجهة نظري هو لاعب - في أضعف الأحوال - يؤدي دوره على مستوى مرضٍ، ودليلي على هذا ثباته مع كل المدربين الذين مروا على الفريق، ولو لم يجد أولئك أنه شخصا (يسد الفراغ) لأبعدوه فورا استجابة لإدارة الفريق التي تستجيب لإرادة الجمهور!
@@ تركيز الجمهور (أو إدارة النادي) على شخص ما ترمي عليه الإخفاقات يحجبها عن أخطاء أخرى يمكن علاجها، في لقاء الهلال مع الوحدة برزت أخطاء تسببت بشكل رئيس في خروج الهلال: تغييب الشلهوب والتائب حتى وقت متأخر من اللقاء، وعدم استثمار الغامدي والصويلح بعض الفرص السهلة، وإضاعة ياسر القحطاني ضربة جزاء، وأثناء ذلك (الحظ) الذي لم يحضر.. غابت كل تلك الأخطاء وحضرت برودة المفرج مع الإماراتي اسماعيل مطر حين اتجاهه إلى مرمى الهلال ليسجل مع أن الدعيع يتحمل جزءا من الهدف، وبناء على ما سبق فإن المفرج من وجهة نظري يتحمل ما نسبته (15%) من خروج الهلال، لكن الترصّد المسبق له جعل النسبة ترتفع لتكون (90%)!!
@@ بعده فورا استجاب المسؤول الهلالي (الإداري والفني) للضغط فأبعد المفرج، ثم حدثت خسارة (كارثة) مع نجران الصاعد، وهي خسارة بلا (مفرج)، أي بلا ضجيج!!
@@ ما الذي أوصل فهد المفرج إلى هذه الحالة؟!.. إنه التأليب الذي ظل يثار عليه منذ سنوات، وبالذات من قبل بعض الكتّاب، فأحصيت عليه أخطاؤه ثم عرضت في سوق النقد، وبالتالي تنبه إليها المشاهد بشكل مركز لترسخ في ذهنه وحينما يخطئ يلفت النظر دون غيره من زملائه، ومع مرور الوقت صار (كومة) من الأخطاء التي لا تغتفر!!
@@ من يقول للمفرج: ابتعد..!! هو كمن يقول لموظف حكومي مرتبه ثلاثون ألف ريال وتقديره الوظيفي (ممتاز): استقل ثم اجلس عاطلا في بيتك، هو طلب غريب بالطبع، فالمفرج وغيره ممن توجه لهم مثل هذه الطلبات خاضع لقانون الحاجة، فكما أنه لا يستطيع أن يدخل الملعب رغم أنف المدرب أو الإداري لا يستطيع الامتناع عن دخوله طالما أن المدرب وضعه على رأس القائمة الأساسية!!
@@ وجود شخص كفهد المفرج في الفريق هو من حظ إدارة الهلال أولا، فهو الفوطة التي تمسح بها الأخطاء عن وجهها، ولو رحل لسعت لأن توجد له بديل، الأنظمة تضع أشخاصا جاهزين للتضحية بهم وقت الحاجة، وفي الرياضة عادة ما يكون الضحية المدرب (الذي ليس له في القوم ابن عم!) كما فعل الهلال قبل عام مع بيسيرو، وفي ظل وجود المفرج فلتبشر الإدارة بطول سلامتها وسلامة من حولها!! |