30/09/2007, 07:28 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 11/09/2006 المكان: الرياض
مشاركات: 690
| |
طاش ماطاش حط الكبسه ...واللبراليين لفظوها مرةً أخرى يعود "طاش ما طاش" ليكونَ قضية الساحة الثقافية والشعبية ليسَ في السعودية التي ينتسبُ البرنامج لها فحسب ولكن في منطقة الخليج ككل والذي أصبحَ فيها المسلسل مادةً مثيرة للحياة الاجتماعية في منطقة الخليج وليسَ عملاً إعلامياً كوميدي موسمي وحسبْ .
هذه المرّة الحلقة صُنـِّفت في الخارج عن المألوف بالإجماع، حيثُ كانَ التركيز على مواقف أو لغة الخطاب الديني هيَ العادة في حلقات طاش ما طاش منها ماهو نقدٌ موضوعيْ لحالاتٍ خاطئة ومتطرفة في تعاملها مع المجتمع ومنها ماهو تحريضٌ مباشر وتضخيم لصورة الخطأ وأحياناً تعميمٌ شاملٌ بحكمٍ سلبيّ على ظواهر أو شخصيات التيار الديني وكانتْ هذه الرؤى النقدية للنسق الديني محلّ احتفاء وتضامنْ من التيار الليبرالي بل وأحياناً يحظى بعناية دولية لهذا التوجه .
هذه المرّة بثت حلقة طاش ما طاش أشرعتها نحو الليبرالية ولكنها فيما أعتقد نحو الليبرالية الأميركية، والمفاجئة أنَّ ردة الفعلْ كانتْ رافضةً لهذا التعاطيْ من قبلْ التيار الليبرالي أو على الأقلْ شريحة كبيرة منه بحسبِ ما صرّح عبدالخالق الغانم المخرج للمسلسل الكوميدي . رؤية نقدية واقعية قدّمت الحلقة المجموعة الليبرالية على أنها تغرقُ في أتون المصطلحاتْ والتنظيراتْ دونَ تحقيق أي منجزٍ على الساحة الوطنية والأشنع من ذلك الخلل التربوي في العلاقات الاجتماعية الأسرية للشخصيات الليبرالية ثمَّ التخلِّي عن صاحب المواقف الوطنية من هذا التيار وتركهِ لمواجهة مصيره الأمني ثمَّ خُتمَت بمشهدٍ قاسٍ لكنه يبدو مألوفاً في هذه الساحة حينث اجتماعاتها الدورية الترفيهية وقد دارتْ الكؤوس بالرؤوس حينَ حطَّ الرجلُ الكبسة .
وللموضوعية والإنصاف فإنَّ هذه الصفات لا تشملُ ما نصطلحُ عليه بالليبرالي الوطني المستقل عن البرنامج الأميركي وثقافة القشور الليبرالية ولذا فهذه الظاهرة في أصلها ليست تياراً ولكنها برنامجٌ يتجاوبُ معه العديد من الشخصيات أو الشباب الثائر على الواقع المحافظ في المجتمعْ سواءً كانت ثورتهُ بسبب انحرافٍ حقيقي في نمط الصورة الدينية أو حالة تعبئة ثقافية ضدَّ المجتمع الإسلامي المحافظ .
أمَّا المناضل الليبرالي الوطني فهو يُركز على وسائلْ تحقيق المنجز الوطني وما يهمُّ أولويات الشعب على ميدان الحريات والحقوق السياسية وتوزيع الثورة وهوَ موقفٌ متبادلٌ بينه وبينَ التوجه الإسلامي الإصلاحي الذي أصبح في صدارة الحراك الوطني مُؤخراً بتبنيه لقضايا الإصلاح الوطني الرئيسية دونَ الالتفات لجدول واشنطن في الاهتمامات المرتكزة على تسويق السلوكيات الغربية في الخليج وليسَ على قضايا الإصلاح الوطني الرئيسية وهوَ ما يتبنَّى الترويجُ له التيار الليبرالي الأميركي في الخليج ويحظى بمساحة إعلامية كبيرة لترويجِ خطابه الذي يقفُ دائماً عندَ خطوط واشنطن الحمراء من المشاركة الشعبية في القرار الوطنيْ الدستوري والسيادي .
والقولُ بأن التيار الليبرالي الأميركي ليسَ لهُ ميلشيات يحتاجُ إلى إعادة نظر من التعميم إذا استحضرنا تجربة المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه أحمد الجلبي والأهم من ذلك أن الارتباط بالنفوذ الأميركي العسكري والسياسي أكبرُ من هذه الميلشيات جميعاً .
وعلى الرغم من قساوة المشهد الختامي للحلقة إلا أنــَّه لم يبلغ معشار ما يُوجـَّه للخطاب الديني وخاصة تلك الحلقات التي تربطُ أعمال العنف والتفجير بالمراكز الصيفية وفي حفلاتها الختامية تُوزَّع أحزمة ناسفة، وقياساً على ذلك فإن التيار الديني مقابل ردة الفعل الليبرالي أكثرُ ديمقراطية في احتمال النقد من أصدقائهم الليبراليين ؟ مالم تقـلـهُ الحلقة المهمّ أنَّ الحلقة أثارتْ مشتركاتٍ ومتناقضاتٍ جديدة بين التيارات الفكرية في الخليج في صورة حوارٍ نقدي ولذا فالرسالةُ الأهم في تقديري أن تفتحَ هذه التيارات وخاصة الوطنية نوافذها لكي تسمعْ من بعضها ما تقولهُ هيَ لا ما يقولهُ الناسُ عنها . منقول من موقع الإسلام اليوم |