السلام عليكم ،،

في مرات عديدة كان فيها التحكيم حاضرا عكس ما تشتهي الفرق ، إلا أن شيئا من التعقل والنظر بالعين الباصرة يجعل من مسألة الانسحاب شيئا مستحيلا ، وفكرة مخجلة يستحيي الكثير من البوح بها ،،
لا نحتاج لذاكرة حديدية لنستذكر العديد من المناسبات التي تعرض فيها عدد من الفرق في منافسات سواء إقليمية أو قارية أو عالمية لظلم تحكيمي واضح وضوح شمس رابعة النهار ،ورغم ذلك لم تتسرع تلك الفرق والمنتخبات للانسحاب ،،
إلا أن الفرق العربية عموما والخليجية على وجه التخصيص لا تزال تترنح في غياهب القناعات الترابية العالقة في أذهانهم حول أصول وضوابط المنافسة الشريفة ،،

نتذكر كثيرا مواقف المصريين ، أو مواقف البحرينيين أو مواقف الكثير من الفرق العربية حينما تعترض على حكم أو تتعرض لظلم تحكيمي يجعلها تتخذ القرار الوحيد في سلم الأوليات ، ألا وهو الانسحاب ،،

تطاول المدافع الأرجنتيني في آخر تصفيات نهائية لكاس العالم ووضع الكرة في المرمى مكررا ذلك السيناريو الذي استخدمه مارادونا حينما قذف الكرة بيده في المرمى ، ورغم ذلك سارت المباراة كما يجب ، واشتعلت المنافسة من جديد ،،
عندما هزمت نيجيريا على نهائي أفريقي بسبب ضربة ترجيحية لم تدخل المرمى ، لم نر الأفارقة يتباكون على اللبن المسكوب ، بل سارعوا للمباركة للفائز وعزو ذلك الخطأ إلى طبيعة البشر ، وأنه من اجتهاد حكام حاولوا إعطاء كل ذي حق حقه ،،
عندما نتابع أكثر الدول تطورا ، فإننا نرى فيها أخطاء تحكيمية كبيرة ، ومنها على سبيل المثال الدوري الإنجليزي الذي لا يخلو دائما من إثارة تحكيمية ، رغم كل هذا ينظر الجميع للتحكيم باحترام ، وأن ما حدث لا يعدو كونه خطأ بشري (وطبيعي) ،،

لماذا يرى العالم عكس ما نرى في دولنا العربية ؟؟.
لأننا دائما ما نتوهم عقد المؤامرة ، ولا نرى إلا ما وقعنا تحته من ظلم ، وتأخذنا العاطفة ونسير خلف الهوى أكثر من العقل ،،

إن الرأي المعلن من قبل الكثير من الخليجيين لهذه الدورة أنها دورة أخوية ، فيها روابط ولها أهداف تقاربية بين شعوب المنطقة ، سرعان ما يتغير وتبدأ الممارسات الصبيانية من الفرق لتنحو أخطر الطرق ألا وهو الانسحاب وإفساد البطولة ،،
السؤال المطروح الآن ، ما دامت تلك هي النظرة للدورة ، فلما تنقلب القيم والمبادئ تجاهها ، لتلتهب النفوس تجاه بعضها ، ولتبدأ الحركة العربية المعهودة والمحفوظة عن ظهر قلب ،،

رغم المستوى البحريني الرائع ، إلا أن اللاعبين البحرينيين أنفسهم تباكوا على مستواهم وتأهيلهم النفسي كثيرا ، مما يضع اللوم وبكل تأكيد عليهم ، قبل أن نتهم حكم بسوء أو تقصير ،،

إن على الخليجيين أن يكونوا أكثر إيجابية في تعاملهم مع الدورة وأن لها أهداف كبيرة ، من أجلها نضحي بالكثير ،،
إن على الخليجيين أن يتأقلموا مع الأخطاء التحكيمية ، وأنها بشرية لا يقبل اللمز فيها ولا الهمز ، ومن محاسن الأمور أن أكبر تلك الأخطاء كانت من حكام أجانب ، وإلا لكان الاتهام المباشر حاضرا بين الأخوة ،،

إننا بحالة للمراجعة فيما يخص المنافسة الرياضية الشريفة قبل البحث عن نتائج وقتية ترضي البعض ويغضب منها الآخرون ،،

وفي حالة حدوث ذلك الانسحاب ، فإننا عندها سنعلم يقينا أن ذلك التطور البحريني البسيط كرويا سيخبو سريعا ، بسبب تلك العقليات الترابية التي اتخذت ذاك القرار وهي تفتقد لأبسط القيم والمبادئ الرياضية ، ولأنها ترى الرياضة عكس ما يراها العالم أجمع ، فبالتأكيد من يعوم عكس التيار سيغرق ،،

تحياتي ،،،