#1  
قديم 23/09/2007, 09:24 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 11/03/2007
المكان: أمريكا
مشاركات: 73
أروع ما قرأت "حكم ومواعظ وقصص فى التقوى والزهد

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاه والسلام على المبعوث رحمة للعالمين


فى هذا الموضوع باذن الله فوائد ومواعظ وقصص فى الزهد والتقوى والورع عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم


وتلك القصص منقولة من كتاب "ايقاظ أولي الهمم العالية الى اغتنام الايام الخالية"


تأليف العلامة الشيخ: عبد العزيز بن محمد السلمان



تقديم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منَّ علينا بالإيمان والإسلام، وتفضل ببيان الشرائع والأحكام، ووعد من أطاعه واتبع رضاه الثواب في دار السلام.
وأوعد من عصاه بالعقاب في دار الهوان والانتقام.
نحمده على ما أفاض علينا من الأنعام، ونشكره شُكرُ المنعم واجبٌ على الأنام.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام.
ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله وعلى آله وأصحابه السادة الأعلام.
وبعد؛ فإني قد جمعت بعون الله وتوفيقه في كتابي هذا فوائد ومواعظ ونصائح وحِكًمًا وأحكامًا ووصايا وآدابًا وأخلاقًا فاضلة من كلام الله جل جلاله وتقدَّسَتْ أسماؤه، ومن كلام رسول الله ، ومن كلام أئمة السلف، وصالح الخلف الذي امتثلوا في أفعالهم وأقوالهم ما قاله الله جل جلاله، وما قاله رسوله .
وجمعت مما قاله الحكماء والعلماء والعباد والزهاد أنواعًا جمة في فنون مختلفة وضروب متفرقة ومعاني مؤتلفة، بذلت في ذلك جُهدي حسب معْرفتي وقُدْرتي.
لكنَّ قُدْرَهَ مِثْلِي غَيْرُ خَافَيَةٍ


والنَّمْلُ يُعْذَرُ في القَدْرِ الذي حَمَلَا



اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.
يا الله يا حي ويا قيوم يا من لا تأخذه سنةٌ ولا نوم.
يا بديع السموات والأرض.
فالق الحب والنوى ذا الجلال والإكرام.
الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الأول الآخر الظاهر الباطن الذي أحاط بكل شيء علمًا.
القوي العزيز الرحمن الرحيم الغفور الودود ذا العرش المجيد المبدؤ المعيد الفعال لما يُريد.
نسألك أن تجعل عملنا خالصًا لوجهك الكريم وأن تفتح لدُعَائِنَا باب القبُول والإجَابة.
وأن تنفع بهذا الكتاب من قرأه ومن سمعه وأن تأجر من طبعهُ أو أعان على طبعه.
أو تسبَّبَ لطبعه وقفًا لوجهك الكريم يُوزع على من ينتفع به من المسلمين.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
عبدالعزيز آل محمد السلمان




فصل في الحكمة



قال الله تبارك وتعالى:
"يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ"، وعن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله : «ما أَهْدَى المرءُ المسلمُ لأخيه هديةً أفضلَ مِنْ حكمَةٍ يزيْدُهُ بهَا هُدَى ويَرُدُهُ بها عن رَدَى» أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان»، وأبو نعيم في «الحلية».
وقال –عليه الصلاة والسلام-: «أوتيتُ جوامع الكلم واخْتُصَرتْ لي الحكمةُ اخْتصارًا».
في «الصحيحين»: عن أبي هريره ، عن النبي قال: «بُعثتُ بجوامع الكلم».
وعن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله يقول: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حِكْمةً فهو يقضي بها ويعلمها» رواه البخاري ومسلم.
وقيل: إن في التوراة أن الله قال لموسى –عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام-: «عَظّم الحكمة فإني لا أجعل الحكمة في قلب عبد إلا وأوردت أن أغفر له فتعلمها، ثُم اعمل بها، ثُم ابذلها كي تنال بذلك كرامتي في الدنيا والآخرة».



الحكمة نور الأبصار، وروضة الأفكار، ومطية الحلم، وكفيل النجاح، وضمين الخير والرشد، والداعية إلى الصواب، والسفير بين العقل والقلوب.
لا تندرس آثارها ولا تعفو ربوعها كل ذلك لمن وفقه الله تعالى.
وروي عن الشعبي أنه قال: لو أن رجلاً سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسمع كلمة واحدة ينتفع بها فيما يُستقبل من عمره ما رأيت أن سفرهُ قد ضاع.
وقال بعض العلماء: من تفرد بالعلم لم تُوحشه الخلوة، ومن تسلى بالكتب لم تفته سلوة، وإن هذه القلوب تملُ كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة.
والحكمة موقظة للقلوب من سنة الغفلة، ومنقذة للبصائر من سنة الحيرة ومحيية لها بإذن الله من موت الجهالة ومستخرجة لها من ضيق الضلالة لمن وفقه الله تعالى، والله أعلم، وصلى الله على محمد.




حكم وفوائد ومواعظ



قيل لبعض العلماء: لم تركت مجالسة الناس؟ قال: ما بقي إلا كبير يتحفظ عليك أو صغير لا يوقرك.

من سوء الأدب في المجالسة: أن تقطع على جليسك حديثه أو تبدره إلى تمام ما ابتدأ به تُريه أنك احفظ له منه.
قال رسول الله : «المجالسُ بالأمانة، وإنما يتجالس الرجلان بأمانة الله –عز وجل- فإذا تفرقا فليسترُ كل منهما حديث صاحبه».
روي عن عيسى ـ عليه السلام ـ أنه قال: جالسوا من تُذكركم بالله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله.
قال مسعرُ بن كدام: رحمن الله من أهدى إلي عيوبي في سترٍ بيني وبينه، فهو الناصح، فإن النصيحة في الملأ تقريع.
إياك وكل جليس لا يفيدك علمًا ولا تكسب منه خيرًا، وإياك وطول المجالسة لمن لا يفيدك علمًا نافعًا، فإن الأسد إنما يجترؤ عليها من أدام النظر إليها.
وقيل: أزهد الناس بالعالم أهلهُ وجيرانه لكثرة الاتصال بينهم، كل شيء إذا تكرر يمل إلا كلام الله وكلام رسله.




من التواضع الرضا بالدُون من المجلس
ويروى عن ابن مسعود أنه قال: إنَّ من التواضع أن ترضى بالدُون من المجلس، وأن تبدأ السلام من لقيت.
قال إبراهيم النخعي: إن الرجل ليجلس مع القوم فيتكلَّمُ بالكلام يُريد الله به فتصيبهُ الرحمة فتعم من حوله.
وإن الرجل يجلس مع القوم فيتكلمُ بالكلام يسخطُ الله به فتصيبه السخطة فتعمُ من حولهُ.
وقال r: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحدِّثُ الناسَ فَيَكِْذبُ لِيُضْحِكَهُمْ وَيْلٌ لَهُ ثُم وَيْلٌ لَهُ».
قلت: وفي زمننا هذا قد كثروا جدًا فكُن على حذر منهم ومن يتصلُ بهم عافنا الله وإياك من شرهم، والله أعلم، وصلى الله على محمد.




فصل في حكم وفوائد ومواعظ ووصايا ينبغي الاعتناء بها



أجلُّ السرور رضى الرب جلَّ وعلا وتقدَّس.

أغنى الغنا صحةُ العقيدة والفقه في الدين.
القلوب الفارغة من طاعة الله مُوكلةٌ بالشهوات.
أفضل أمر الدين والدنيا وأشرفه العلم النافع والعمل الصالح والعلم النافع ما جاء عن النبي .


أفضل ما في الآخرة رضى الله ورؤيته وسماع كلامه.


ومما أوصى به بعضهم ما يل:
لا تمل مع الهوى وحلاوة الدنيا فإنهما يصُدَّانكَ عن الشغل بمعادكَ وتكون كالغريق المشتغل عن التدبير لخلاص نفسه بحملِ بضاعةٍ ثقيلة قد اغتر بحسنها وهي سبب عطبه.


وقال: أبعدوا عن مُخالطة الخونة والفسقة ومُبتغي الملاهي والضلال وأصحاب البدع كالأشاعرة والرافضة والمعتزلة والجهمية والصوفية المنحرفة.


واحذر أن تغترَّ بقول المُغفلين نُخالطُهْمَ لنجذبَهُم إلى الاستقامة وهذا غلط.
أهل البدع والفسقة وأصحاب الملاهي كأصحاب الكورة والتلفاز والفيديو مجالستهم تضر وهم مرضاء عقول.
والصحيح هو الذي يتضرر بمخالطة المريض، وأما المريض فلا يبرأ بمخالطة الصحيح، وقديمًا قيل:
وما ينفع الجرباء قُربُ صحيحةٍ


إليها ولكنَّ الصحيحة تُجْرَبُ



يبقى الصالح صالحًا حتى يُصاحب فاسدًا، فإذا صاحبهُ فسد مثل مياه الأنهار تكونُ حُلوةً عذبةً حتى تُخالِطَ ماء البحر، فإذا خالطته ملُحتْ وامترتْ وفسدتْ.
ولكن الدعاية إلى مخالطة أهل المنكر لجذبهم عنه خِدْعَة من إبليس وأتباعه لِسُخَفَاءِ العُقول.
فكم أوقعوا في هذه الشبكة من مُغفَّل زعم أنه يجذبهم فجذبوه وأغرقوه وبقي في الحسرة والندامة.
وقال: اعلموا واستيقنوا أن تقوى الله سبحانه وتعالى هي الحكمة الكبرى والنعمة العُظمى والسببُ الداعي إلى الخير والفاتح لأبواب الفهم والعقل والخير.


(م ن ق و ل)
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:12 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube