هذه الأوراق قد تكون سرية أو لا ..... في الحقيقة لا أعلم !

سوف نبدأ من حيث يروي لي م . ح مجند برتبة عريف و غ . ع . برتبة رقيب و ع . ظ . جندي في كتيبة المغاوير "كوماندوز" الكويتية ملاحظة كلهم سعوديين .

قبل سنة النكسة في عهد جمال عبد الناصر :
كنا في أحد المواقع في صحراء سيناء ، وأثناء تواجدنا بدأت الخيانة ، نعم إنها خيانة ابن عامر الذي باع الجيش المصري والعربي لإسرائيل ، وقصف الطيران الأمريكي بلباس إسرائيلي المطارات ولم تقلع أي طائرة وأعطى الخائن أوامره للجيش المصري بالانسحاب من صحراء سيناء ، فانسحب بدون حتى الأسلحة أو على الأقل شاحنات النقل .
كنا نمشي جنباً إلى جنب مع الجنود المصريين وكانت معنا أسلحتنا فقط حيث تركنا أمتعتنا والتي عليها أرقامنا الوظيفية وأسمائنا.

كانت تأتينا مركبات صغيرة إسرائيلية تريد أن تطردنا وإذا رمينا باتجاهها تهرب ! ، قاسينا الأمرين في تلك الرحلة التي لم نستطيع إيجاد وسيلة نقل بل كنا على أقدامنا نسير ولما تقدمنا أكثر باتجاه الأراضي المصرية بدأ الجيش الإسرائيلي بنصب نقاط تفتيش لكي يأسر الجنود ، فقمنا بنزع ملابسنا العسكرية ورمينا أسلحتنا ، قلنا لبعضنا كل واحد ينفذ بجلده وافترقنا .

أحدهم : وجدت أنا ومعي عدد قليل من الجنود عائلة مصرية يريدون الفرار إلى الأراضي المصرية ومعهم سيارة كابرس بوكس ، طلبنا منهم مساعدتنا وفعلاً ساعدونا وأركبونا معهم مع أنهم مزدحمين في تلك المركبة ، ركبت أنا وفي حضني فتاة _قاطعته ضاحكاً وقلت أحم أحم _ ، فرد علي قال لم يخطر لي من الذي في بالك أي شيء كان الموقف أصعب من أن يوصف يا ولدي .

أكملوا قائلين : بعد أن وصلنا إلى قناة السويس وتوجهنا إلى القاهرة حيث القنصلية الكويتية وجدنا أننا ميتين أو أسرى ، كان أول من وصل إلى القنصلية قد قال أنه هو الناجي الوحيد ، وأيضاً الجيش الإسرائيلي استخدم أسمائنا وأرقامنا الوظيفية التي على الأمتعة وأعلنها بين قتيل وأسير !! .

بدأت الأوضاع بالركود وتم تأسيس خط برليف أسطورة التفوق الإسرائيلي ، وبالتالي كان المصريون والجيوش العربية متمركزة على ضفة قناة السويس الغربية .



قلت لهم : حل حصل اشتباكات أثناء التمركز على ضفتي قناة السويس ؟ وهل من أحداث وقعت هناك ؟




جاوب أحدهم : القناة ليست عريضة بحيث أننا كنا نرى مواقعهم ولكنها بعيدة ، واذكر أن أحد القناصة الممتازين في حظيرة مجاورة لنا استطاع قتل جنديين إسرائيليين وأسقط العلم الإسرائيلي ، وكانوا يحذروننا من الضفادع البشرية بحيث أنها تختطف جنود لكي تأخذ معلومات عن المواقع ، ومن الطريف أنني كنت على الرشاش 50ملم ورأيت شيئين كأنهما رؤوس بشر ويتقدمان إلينا فأيقظت أحد أصحابي في الحظيرة وحاولنا أن نمعن النظر وفجأة فرد جناحه فعرفنا أنهما طيور ، فقال لي صاحبي سوف يطلق عليهم النار فلان في حظيرة مجاورة ، وفعلاً ما أن لبثنا حتى أطلق النار فطارت الطيور ، وتمت معاقبته وطبعاً تغيير الموقع لأنه أصبح مكشوف للعدو .

قاطعته : هل تم كشف موقع من مواقعكم ؟

ورد علي بنبرة حزينة : نعم وقد كان فلان "يسوى ألف رجال " معهم ، بدأ القصف حول حظيرتهم فبدأ رئيسهم بمخاطبة الإدارة وقال لهم أنه تم كشف الموقع والقصف مستمر ، ولكن الضابط الحقير قال لا تغادروا مكانكم ، فأعاد الاتصال به مرة بعد مرة وهو يرد عليه نفس الرد إلى أن سقطت قذيفة عليهم فمزقتهم ولا زلت أذكره حيث كان منقسماً قسمين من بطنه ، أتى الضابط فلان "ياعله الجنة " وقال إن شاء الله أنني شهيد معكم وأثناء توجهه للمقبرة تعرض لحادث ولحق بهم .

أردت أن لا يكون الحوار حزين فقلت : هل من أمور أضحكتم ؟
رد علي وقال : كثير ومنها أول رحلة لنا كنا مستاءين من ذهابنا للحرب وكان الكل "متلطمين" ولا نكلم بعضنا ، فأعلن كابتن الطائرة أننا على ارتفاع 34 ألف قدم الرجاء حل الأحزمة ، وما أن أنهى كلامه حتى قام ح.ق. عريف بالتوجه لكابينة الطيار وأدار وجهه إلينا وقال "ياخويانا والله ماتجون لله أقرب من هالساعة اللي وده يطلبه يطلبه " ضحك ناس وناس ما فهموا مقصده وتسمع في كل لحظة مجموعة يضحكون ، وبدأ الكل في الحديث مع بعضهم أحاديث فكاهية .

ومنها أيضاً كان أحد أصحابنا حاضر البديهة وسريع التصرف ، وكان الضباط يقومون بجولات على الجنود لكي لا ينامون وهم في ساعات الحراسة ، وكان صاحبنا نائماً وسمع دف قدما الضابط فتحول إلى من ظهره على بطنه وأشار إلى الضابط بأن يخفض نفسه فبرك الضابط وأتى زحفاً وسأله ما خطبك قال : رأيت شيئاً يتحرك !، قال له الضابط: يعطيك العافية هذه مخازن أسلحة زملائك معي كلهم نائمون.
وفي الغد كرمه الضابط وأعطاه رتبه فخرية بمناسبة نومه !! وعاقب الآخرين .


وسوف أعود مع باقي هذه الأوراق قريباً