اتقوا الله ! 
حافظ المدلج
مع إطلالة رمضان تتغير لغة هذه الزاوية، فأكتب ما يناسب طبيعة الشهر الفضيل، وكنت في العام الماضي كتبت مقالات تحذر من مغبة ظلم الناس وأكل المال الحرام، فربطت ذلك بالرياضة والاستثمار، وقد تحدثت حينها عن مشروع استثماري سرق أمام عيني بأسلوب "الحنشل"، ونبهت السارق بأن الله "يمهل ولا يهمل" وطمأنت المسروق ب "وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً". ودارت الأيام وتبدل حال المظلوم إلى الأفضل فكبرت شركته وتعاظمت مكاسبه بالحلال ولمع أسمه في سوق المال والأعمال، في الوقت الذي لم يرتفع للظالم إلا رصيده في البنك، بينما اسمه وسمعته ورصيده بين الناس في تناقص حتى توارى عن الظهور الإعلامي من باب "إذا بليتم فاستتروا".
"اتقوا الله" .. كلمة تهز قلوب المؤمنين، إذ يروى في الأثر أن صبياً قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: " اتق الله يا عمر"، وركض الصبي فلحقه عمر يبحث عن سبب هذه الكلمة التي هزت كيان الإمام العادل، ولذلك أضعها عنوان مقال اليوم في دعوة صادقة لأن نتقي الله في السر والعلن، فالله رقيب على عباده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فما بالك بأكل مال الناس وحقوقهم بالباطل؟
"اتقوا الله" .. أتذكر معها مقالً كتبته في مجلة اليمامة بعنوان: "الظلم ظلمات حتى في الرياضة" ربطت فيه بين الظلم والفساد المالي وضياع البطولات، وعليك عزيزي القارئ أن تسأل نفسك لماذا يغيب ناديك المؤهل عن البطولة بشكل غريب، ستجد أن أحد أهم الأسباب عقد مسروق أو لاعب مظلوم أو غيرها من صنوف الفساد المالي والإداري، وعليك هنا أن توجه لناديك رسالة صادقة فتقول: "اتقوا الله".
"اتقوا الله" أقولها بالنيابة عن الجماهير الرياضية للنادي الذي يمارس الإرهاب على لاعبيه فيسومهم سوء العذاب ويؤخر حقوقهم ويعاملهم بطريقة غير إنسانية.
"اتقوا الله" أقولها لإداري الذي يمارس الفساد المالي والإداري فيعيث في استثمارات النادي ويسمح للمقربين بالعبث بمشروعاته فيعطي القوس لغير باريها بناء على المصالح الشخصية والمنافع المتبادلة.
"اتقوا الله" أقولها للإعلامي الذي يسخر نفسه لقلب الحقائق ويسمح لغيره أن يستخدمه كمعول هدم يضرب به من يشاء، فيرمي الناس بالباطل ويروج للإشاعات ويطعن في الأمانات دون بينة، وقد قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
"اتقوا الله" أقولها لكل الوسط الرياضي، فقد رأيت وسمعت نتائج سرقة المشروع الذي بدأت به المقال، ولأنني شاهد عيان على الجريمة، فقد أبلغت بعض المسؤولين في النادي حينها ولكنهم لم ينتصروا للحق فضاعت على النادي بطولات كان أحق بها، ومع ذلك لم أذكر اسم السارق ولا المشروع ولا النادي لأن الهدف ليس التشهير، ولكنني أهدف للتنبيه والتذكير لأن الذكرى تنفع المؤمنين، فمن تذكر من الأندية واعتبر فسيجني المزيد من النجاح، ومن كابر وناصر الظلم والظالمين فنسأل الله له السلامة لأن الله شديد العقاب، ولمن سيهاجمون هذا المقال وكاتبه الفقير لربه أقول: "اتقوا الله" .. وعلى دروب التقوى نلتقي.
الخبر منقول من جريدة الرياض
اخواني على من يقرأه هل المقصود هو الزعيم ؟!!
الوضع العادي
