
17/01/2002, 03:33 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 29/12/2001 المكان: جدة
مشاركات: 2,219
| |
هل تريدون ان ترو زوجة ناصر القصبي اذا تفضلوا الآن مقال للكاتبة في جريدة الرياض بدريه البشر زوجة الممثل ناصر القصبي تستهزاء من الغيورين على محارمهم المطالبين بوضع البصمة بدل الصورة في بطاقة المرأة .
نص المقال :
أرسل أطفالي إلى مدرسة يفترض أنها من مدارس الدرجة الأولى، ليعودوا إليّ بأفكار من الدرجة الخامسة عشرة وخاصة تلك الأفكار المتعلقة بالنساء، ولأن من يشذ عن الجاعة يدفع الثمن غالياً فإن أطفالي يتسلون مع رفاقهم في لعبة "وش اسم أمك؟ وش اسم أختك؟ وأجدهم يرتاحون للزميل الذي لا يخجل من إخبارهم بأسماء النساء في بيته ويحرز أبنائي ذكاء وهم مطمئنون بأن زملاءهم لا يقرأون الصحف فيعرفون اسم والدتهم. ولعلي لا أزال أذكر قصة السيدة التي ذهبت لتصرف نقودها من ماكينة الصرف فدخل رجل عليها ونهرها قائلاً: يالله اخلصي ما عاد باقي إلا الحريم.
كنت ومازلت أظن أن حديثاً من هذا النوع هو مضيعة للوقت وأمر يفترض أن يتجاوزه الزمن لكنني في كل مرة أجد من يشدني من الخلف لأراقب كيف صارت المرأة لدينا مثل كرة كلما طارت نحو الهدف احتسبت رميتها "فاول" أو رمية "خارج الهدف". فعندما استقلت اقتصادياً غزل لها شباك زواج "المسيار" وهو نمط "زوج مدفوع ثمنه بلا مبيت ولا نفقة". وبينما كان الرجل يستعرض قبل سنوات مضت رجولته على الفتاة التي يتقدم لها زوج بأن يضع أول شروطه أن تلزم البيت وتترك الدراسة أو الوظيفة صار كل شاب اليوم يفتش عن المرأة الموظفة وذات الدخل المرتفع لتسدد أقساط سيارته وصندوق البنك العقاري ومع هذا تظل هذه المرأة تعاني من كوابيس أن تجد نفسها خارج بيتها مع أطفالها دون إثبات قانوني بحقها فيما صرفته واشترته من مالها. وشؤون النساء الحزينة لدينا أمر متاح للجميع يشارك فيه ويغربله ويعترض عليه ويسمح به والمجاملة فيه وكسب الود وإرضاء جميع الأطراف وحله بأقل خسائر ممكنة، فالمرأة لا بد لها أن تصحب توقيع ولي أمرها لتدرس الدكتوراه أو لتجري عملية ملحة ولا بد لها أن تصحب موافقة ولي أمرها لتفتح محلاً وموافقة ولي أمرها لتفتح حساباً في البنك وموافقة ولي أمرها لتستخرج بطاقة أمنية تحتسبها ضمن التعداد السكاني وتعترف بوجودها الشخصي، ولكي أحنن قلوبكم لا بد لي أن أعرج بكم على حال النساء الأرامل والمطلقات والصابرات على زوج مدمن أو معاق أو في حال لا يسر الحال كشفه.
وشؤون النساء الحزينة لدينا يخوض فيها العارف والمتعارف المتعلم والأمي الصغير والكبير، وكل من مر بشأن لها يختصم فيه الناس فإنه يستطيع أن يدلي بدلوه فيها كما فعل أحد الفطنين النابهين، فاقترح أن يحل محل وجه المرأة في البطاقة الشخصية التي خيل إليهم أنها ستعصف بالأمن والأخلاق بأن توضع بدلاً منها بصمتها ولا أدري كيف فاته أن يقترح هذا الاقتراح في أيام استصدار جواز السفر للمرأة الذي خضع له الجميع ولم تسقط أعمدة الأخلاق، لكننا عند شؤون النساء يحلو لنا أن نزيد ونعيد ونستحضر الأدلة والشواهد وأن نقترح التجارب والحلول، وزادني عجباً أن المسؤولين في استصدار بطاقة المرأة ردوا على هذا الاقتراح وتكلفوا بالقول بأنهم لن يقبلوا وضع البصمة محل صورة الوجه للمرأة.
إذاً كان أبناؤنا في المدارس يتسترون فيها على أسماء أمهاتهم وفي صحفنا يقترحون أن يلغوا ملامح وجهها عنوان هويتها في البطاقة المدنية فقد يأتي يوم يطالبون فيها أن تختزل المرأة في بطاقة ديجتيل يسهل حملها. وبعبارة أسهل لجيل الديجتيل، المرأة عندنا دائماً رمية هدف تحتسب تسلل.
عنوان بريد الكاتبه : [email protected] |