بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله

خطت الكرة السعودية خطواطها الأولى والجماهير السعودية هي الدعامة الأساسية للنجاح الذي تحقق لاحقاً في مسيرتنا الكروية. بداية من بطولتي أمم آسيا 84 و 88 ومروراً بكأس العالم للناشئين 89 وكأس أمم آسيا 96 والتأهل لكاس العالم ثلاث مرات متتالية. كانت الألوان تمتزج للأخضر والجماهير تمتزج في حب المنتخب. كان لا فرق بين ماجد وصالح ويوسف ومحيسن ومسعد وأنور وسامي عند إرتدائهم القميص الأخضر بشعار التوحيد. كان هذا(الولاء) حتى منتصف التسعينيات من القرن الماضي..

وبعد ما يقارب التسعينات الميلادية دخلت ظاهير غريبة دخيلة غريبة على ملاعبنا بل مدرجاتنا بل شارعنا الرياضي بأسره... الـــتــعــصــب؟؟

التعصب بحد ذاته ظاهرة صحية ولكن بحدود. بحدود الروح الرياضية والمنافسات الشريفة والمدرجات الكروية والدقائق التسعين.

عند دراسة التعصب الذي إقتحم ملاعبنا نجد أنه نتيجة إفرازات الفشل المتواصل والخيبات المتلاحقة وقلة الوعي بخلفيات كرة القدم كرياضة متقلبة الحال والأحوال. عند الفشل يجب النظر لمسببات الفشل الحقيقية ولكن عند وجود إدارات أندية سطحية فإنٌ التنصل من الفشل يبدأ منهم مروراً بالمدرب واللاعبين إلى أن يتسلل خارج أسوار النادي لنقضي إلى النادي المنافس بقدرة قادر..

في السابق كان الحكم هو الشماعة الدائمة للفشل ومع التطور التكنلوجي والفضائيات -شماتة- تطورت الإمكانات لتطال الأندية المنافسة بطرق ملتوية بمنتهى الغرابة.

حقائق تدعو للسخرية والضحك (اللهم لا شماتة) ألخصها بنقاط ماهي إلا أمثلة منتقاة من الشارع الرياضي السعودي لأوضح مدى الجهل والتخلف الذي وصلت إليه الجماهير السعودية::

عندما جلب لنا محمد نور العار وكاد أن يتسبب في حرماننا من التأهل لنهائيات كأس العالم بغلطته الشينعة ونتيجة لمستواه المتهالك أيضاً تم إستبعاده من تشكيلة الأخضر بقرار من المدرب القدير ناصر الجوهر. بعد ذلك إتحد الجمهور الإتحادي لكي يصنع من محمد نور نجماً لا يشق له غبار وذلك عن طريق إعلامهم وأقلامهم المتهالكة. رفعوا من قدره ومجدوه مع كل إخفاق له وأصبح نجم كل مباراة للإتحاد مع إسمترار فشله. وعندما كشر نور عن أنيابه وأساء الأدب وخدش كل معاني الروح الرياضية في مباراتهم الدورية ضد الزعيم خرجت الأقلام الرياضية واصفة نور بالشجاع والرجل القوي الذي لايخضع للذل محولة قل قيم الروح الرياضية إلى معاني شوارعية و(بلطجية)و(عربجية)...!!

كذلك أصبح الزعيم الأزرق محور الأحقاد وشماعة الفشل للفشلة وأذكر من زعم جماهير الإتحاد بأنٌ الهلال هو المسيطر على الإتحاد السعودي وأنٌ قائد الأخضر الذئب سامي الجابر هو من يتخذ قرارت لجنة المنتخبات!!!

الجماهير الأهلاوية تعترض على قناة أوربت بسبب عدم نقلها لمباريات الأهلي على الـESPN وعللوا ذلك بسيطرة الهلال على القناة رغم أنٌ التلفزيون السعودي قد تكفل بنقل مبارياتهم ولم تبقى حاجة لنقل المباراة (حصرياً) على قناة أوربت..!!

بعد أنٌ سجل اليامي هدفه الجميل في مباراة إيران ثم غيابه عن التسجيل في ما تبقى من دقائق المباراة علل جمهور الإتحاد ذلك بأنٌ الكابتن سامي دبُت الغيرة في نفسه من الحسن وبدٌل المراكز معه وحصره في منطقة لا تمكن اليامي من التسجيل...!!

بعد إبعاد عدد من لاعبي الإتحاد والأهلي من المنتخب قبل المباراة الأخيرة للأخضر في التصفيات عزف جماهير الفريقين عن تشجيع الأخضر والكثير منهم صرٌح بإمنياته بهزيمة المنتخب وسقوط المنتخب (الهلالي)..!!

بعد أنٌ إختار الإتحاد الدولي لكابتن الأخضر سامي الجابر ضمن أفضل 32 لاعباً على مستوى العالم خرج بعض الجمهور النصراوي معلقين بأنٌ نواف بن محمد والدبل قد (توسطوا) لسامي لدى الإتحاد الدولي لنيل هذا الشرف...!! -نقطة للضحك-

الكل يعلم بمحظورية السفر لتايلند للسعوديين نتيجة إفرازات سياسية وإجتماعية سابقة إلاٌ للفود الرسيمة والتي يندرج تحتها المنتخبات الوطنية لا الأندية الرياضية وذلك لأنها تحظى بإشراف رسمي مباشر من الإتحاد السعودي. ولكن الأهلاويين لديهم نظرية مختلفة وذلك عندما منعتهم السلطات السعودية من التوجه لبانكوك لخوض مباراة في بطولة الأندية الآسيوية لأبطال الكأس. نظريتهم لُخصت بمؤامرة خاط فصولها صاحب السمو الأمير نواف بن محمد لمنع الأهلي من تحقيق تلك البطولة و(رفع إسم الوطن) وباتالي منافسته للزعيم...!!

عندما مثلنا النصر في بطولة العالم للأندية إندمجت الجماهير الزرقاء مع الممثل الأزرق ضاربين بأروع أمثلة الوطنية والروح الرياضية. وعلى النضيد من ذلك أعلن النصراويين وغيرهم الأفراح وتبجحوا بالشماتة عندما ألغى الإتحاد الدولي هذه البطولة وبالتالي حرمان الهلال من تمثيل الوطن فيها...!!

وأخيراً وعندما خرج الإتحاد والشباب من البطولتين الآسيوتين الخروج المذل والمخٌيب وبدلاً من التركيز على النواحي الفنية التي أسقطت الفريقين ظهرت بعض الجماهير (العشوائية) لتصب بجام غضبها على مدربنا القدير ناصر الجوهر والمسؤولين عن الإتحاد السعودي وذلك بعد قرار السماح لـ30% فقط من لاعبي المنتخب بمشاركة أنديتهم في البطولات الخارجية معللين بذلك النفوذ والسيطرة الهلالية في أروقة الإتحادي السعودي ومتناسين في نفس الوقت أنٌ الإتحاد السعودي أحرص منهم على سمعة الكرة والأندية السعودية التي أسقط كرامتها الأهلي والشباب والإتحاد توالياً...!!


وعند دخول أي من المنتديات الرياضية لكل من أقطاب الكرة السعودية بإستثناء الهلال نجد أغلبية المواضيع المطروحة والمتداولة تدور إحداثياتها خارج أسوار أنديتهم لتطول الأندية المنافسة والنيل منها. على سبيل المثال نعت جماهير الأهلي بالإتحاديين بالخدم أو إتهام الإتحاديين للأهلاويين بالدكتاورية من قبل مسييري الفريق الأهلاوي وبأن الإتحاد هم الديموقراطية والإنفتاح. أيضاً تفرغ الإتحاديين كذلك للنيل من سامي الجابر كدعوة للتصويت ضد الذئب في أحد إستطلاعات الرأي في إحدى الصحف المحلية...!!

النقاط كثيرة والتعصب للأسف في إزدياد ويبقى الهلال شماعة مناسبة لخبيبات وسقطات الأندية السعودية.


أنا هنا أستثني جماهير الزعيم من تلك النزعات والتقليعات وذلك ليس لأنٌ بنو هلال منزهين عن الخطأ بل لأنٌ الفريق الهلالي قد عود جماهيره على الإنتصارات والبطولات وكذلك لأنٌ الجماهير الزرقاء قد إعتادت على الظلم من عدد من العوامل التي لا تغيب عن أذهانكم. والفرق الوحيد والجوهري أنٌ الهلال عندما يُظلم من صافرة حكم فإن الحكم هو المُلام وليس النادي المنافس ونظرية الرشوة. أما عندما يُظلم الهلال من الإتحاد الآسيوي فإن الشماعة تكون المسؤولين على الإتحاد الآسيوي وليس بمسؤول نصراوي أو إتحادي أو أهلاوي بغير وجه حق..


أخيراً أود لفت النظر بأنٌ المنتخب السعودي مقبل على مشاركة مهمة جداًتسبق كأس العالم ألا وهي كأس الخليج بعد أيام معدودات ولا تزال الجماهير التي (أعماها) بل (أعياها) التعصب تحارب الأخضر بكل بجاحة وكأنهم يحملون الجنسية النصراوية أو الأهلاوية أو الإتحادية مثلاً لا السعودية...

التعصب الرياضي مرض خطير أسبابه الفشل الشخصي ونجاح المنافس وأعراضه التخلف و علاجه لم يتم إكتشافه بعد...


أتمنى أن يكون موضوعي رغم فجواته التعبيرية والموضوعية قد إشتمل على رسالة ذات مضمون كما قصدت لأصحاب العقول المريضة أملاً بالعلاج...

المعذرة على الإطالة رغم أن ((الشق أكبر من الرقعة))...


تحياتي،،،،