#1  
قديم 04/01/2002, 10:32 PM
مشرف سابق في منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 17/12/2000
مشاركات: 8,956
Thumbs up >>>>> قصة اسلام محمد علي كلاي <<<<<

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلاي يضـع ضوابط صارمة لنفسه استعدادا لتسلـق مجـد الشهــــرة

بطل العالم في الملاكمة:

(( بدأت اتعلم من جماعة الياجا محمد مبادئ الاسلام ))

لم تكن الرحلة الايمانية التي قادت محمد علي، اشهر رياضي في العالم واعظم ملاكم في القرن العشرين ـ تعالى الاسلام ـ سهلة، بل على العكس من ذلك كانت رحلة صعبة. وكانت هذه الرحلة بمثابة خطى كتبت عليه ليمشيها في درب الحياة، بحثا عن الخلاص الروحي وتخلصا من الخواء الروحي وتلمسا للسعادة الحقيقية ووصولا الى بر الامان والنجاة. وقد عبر محمد علي في اكثر من مناسبة ان اسعد لحظات حياته عندما اعلن اعتناقه للاسلام وذاق حلاوة الايمان.
وكان كاسيوس كلاي (محمد علي) قبل اعلانه الاسلام في الستينات مرشحا لان يكون مقبولا لدى البيض ويلتزم قيمهم، فهو ليس بأبيض ولكنه في نظر البيض احسن السود، حيث كانت التفرقة العنصرية وقتذاك تسود في معظم الولايات المتحدة. وكان كلاي شابا طويلا ووسيما ورياضيا محبوبا. وكانت طموحاته كبيرة في الحياة. كما كانت الثروة وبطولة العالم في الوزن الثقيل في انتظاره. وكان الاميركيون البيض يعتبرون كلاي بمثابة لعبة سوداء ينبذونها بعد ان تنتهي قيمتها الترفيهية. ولكن الامر لم يكن كذلك، بل اصبح اكثر تعقيدا. ففي اول مؤتمر صحافي عقده في ميامي عقب فوزه على سوني ليستون، كانت اجابته عن المباراة مقتضبة، ولكنه استفاض في الحديث عن القيم التي يؤمن بها والمبادئ التي اختطها لنفسه.

لم يكن انتصار كلاي على ليستون مفاجئا للبطل الجديد كلاي، وانه هزم ليستون لانه كان الملاكم الاحسن في تلك المباراة. وبدأ صوت كلاي لاول مرة يخفت ويكون لطيفا في الرد على اسئلة الصحافيين، اذ بدأ يحدثهم عن نفسه وعن قيمه قائلا: انني ولد وحيد. لم ارتكب خطأ في حياتي ولم ادخل السجن ولم اقدم لمحكمة، ولم انضم الى جماعات متطرفة. ولا اعير النساء البيض اللاتي يحاولن اغوائي اي اهتمام. ولا افرض نفسي على الناس الذين لا يريدونني. واذا ذهبت الى منزل احد الاشخاص ولم يكن مرحبا بي اشعر بعدم الارتياح وانصرف. واحب الناس البيض واحب ناسي ايضا (اي الناس السود)، واعتقد انهم يمكن ان يعيشوا معا دون ان يتحرشوا ببعضهم بعضا. ولا يمكن ان تدين شخصا لانه يريد السلام، واذا فعلت ذلك، فانك تدين السلام نفسه. فالديك يصيح عندما يرى ضوء الفجر، فانا الان اصيح مناديا بالسلام.
وقال الصحافي الاميركي روبرت ليبسي: لقد امضيت معظم حياتي العملية في الرياضة وفي العمل الاعلامي، فكان ذلك المؤتمر الصحافي الذي عقده كلاي في عام 1964 واحداً من اعظم المؤتمرات الصحافية التي شهدتها. واعجبت بالطريقة التي تعامل بها كلاي مع الصحافة منذ البداية، حيث جعلنا جميعا شركاء في حملته الدعائية في ادراكه التام لما يعمل وانجز مهمته بأحسن ما يكون.
واضاف ليبستي انه بعد هزيمة كلاي لليستون، ما كان للصحافة الا ان تتابع القصة الى النهاية. ولم يكن من السهل للصحافة ان تتجاهل حديث كلاي في مؤتمره الصحافي عقب انتصاره على ليستون. ولم يكن للصحافة خيار في تعاملها مع كلاي، فالقصة فيها ملتزمات الاثارة الصحافية التي يركض وراءها الصحافيون. وان معظم النقاد الرياضيين، خاصة القدامى منهم، كانوا يشعرون بارتياح من مجموعة الغوغائيين الملتفين حول ليستون اكثر من مجموعة المسلمين الملتفين حول كلاي. وذهب بعضهم يصف هزيمة ليستون بانها اسوأ ما حدث في تاريخ الملاكمة. وبدأ نجم كلاي في الصعود بعد تلك المباراة، بل انه اصبح بطلا للشباب الاميركي وقتذاك. وكان الحديث قبل ظهور كلاي في حلبات الملاكمة ان بطل الملاكمة في الوزن الثقيل في الولايات المتحدة الاميركية دائما اسود وغالبا ما يكون فقيرا، وبذلك يكون النموذج المثالي للطبقات الدينية في المجتمع الاميركي. وكانت الملاكمة هي الطريقة التي يدعو البيض من خلالها السود الى استغلال هذه القناة في التنفيس عن طاقتهم بالملاكمة للترفيه عنهم وللحصول على بطولات ومجد وشهرة لانفسهم. وكان البيض يهدفون الى صرف السود عن الجريمة والاتجاه الى حلبات الملاكمة للتنفيس عن غلهم وغضبهم. وفي الوقت نفسه يعتبر البيض هذه وسيلة من وسائل الترفيه والتسلية بالنسبة لهم عندما يشاهدونهم يتلاكمون بأقسى ما تكون الملاكمة. في المقابل يحصل هؤلاء الملاكمون على ملايين الدولارات ويرفعون من اوضاعهم الاجتماعية بشراء السيارات الفاخرة واصطحاب النساء الجميلات وشرب الخمر، وفي النهاية يدمرون انفسهم بأنفسهم. ولكن فجأة كل هذا قد تغير عندما اعلن كلاي في مؤتمر صحافي "انني لا يجب ان اكون كما تريدونني ان اكون، فانا حر لأكون انا".

(( اختيار الإسلام ))

ويذهب ليبستي الى ان كاسيوس كلاي اختار ان ينضم الى منظمة تعرف باسم "امة الاسلام" والى رجل اسمه الياجا محمد. فالياجا محمد ولد في جورجيا في عام 1898، وكان والده قد سماه الياجا بول. ولكن في عام 1923 اتجه الى ديترويت واستقر فيها، وبعد ثماني سنوات من استقراره في ديترويت زاره تاجر من الشرق اسمه دبليو دي فراد (W.D.Frad)، وهو نصفه اسود ونصفه ابيض، اي انه هجين من اسرة مختلطة سوداء وبيضاء، واستطاع ان يكون مقبولا لدى السود في الولايات المتحدة ويصبح قائدا لهم. وعلم فراد الياجا محمد مبادئ الدين الاسلامي.
وهناك قصص واساطير تروى عن اصل فراد وعن اسلامه، وانه تلقى اسلامه من رجل اسود في مكة المكرمة اسمه يعقوب، ونحن في غنى عن ذكر تفاصيل هذه الاساطير العجيبة. ونخلص الى ان كلاي بدأ يتردد سرا الى الياجا محمد ويحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات.

(( الميدالية الذهبية ))

وقال محمد علي: انني سمعت لاول مرة بالياجا محمد خلال مسابقة رياضية عقدت في شيكاغو في عام 1959. وقبل ان اذهب الى الملعب الرياضي نظرت الى نسخة من صحيفة "امة الاسلام". ولكن لم اعرها اهتماما كبيرا، اذ كانت هناك اشياء كثيرة تدور في عقلي. وتذكرت انني عندما كنت صغيرا قُتل صبي ملون اسمه ايمت تيل سيسبي لانه اطلق صفيرا تجاه امرأء بيضاء. وكان ايمت تيل في نفس سني، وعلى الرغم من ان القتلة تم القبض عليهم، ولكن لم يحدث لهم شيء. اشياء مثل هذه تدور في عقلي طوال الوقت. وفي حياتي الشخصية هناك اماكن يمكنني ان اذهب اليها وهناك اماكن لا يمكنني ان اتناول الطعام فيها. وقد حصلت على ميدالية ذهبية في الالعاب الاولمبية ممثلا للولايات المتحدة الاميركية في هذه الالعاب الاولمبية. وعندما رجعت الى بلدتي وجدتهم ما زالوا يعاملونني كمعاملتهم للزنوج. فهناك مطاعم لا يمكن ان تقدم لي خدماتها. والبعض ما زال يناديني بالصبي. وفي ميامي عام 1961 كنت اتدرب استعدادا لمباراة في الملاكمة، فقابلت احد اتباع الياجا محمد اسمه كابتن سام، فدعاني الى اجتماع، وبعد ذلك تغيرت حياتي.
وما دام لقاء محمد علي بكابتن سام هو نقطة البداية في تغيير مسار حياته، فلنلق بعض الضوء على سيرة كابتن سام، فهو عبد الرحمن سام، وكان يعرف من قبل بسام ساكسون، يقول عن نفسه: ولدت في اتلانتا في عام 1931، واول مرة سمعت بتعاليم الياجا محمد في عام 1955. كان هناك اخ اسمه جيمس ارسله الياجا محمد الى اتلانتا لتعليم الناس الدين الاسلامي، فقد علمني مبادئ الاسلام. وكنت رجلا رياضيا، يمارس الرياضة ويحضر المناسبات الرياضية. هذه كانت الحياة التي كنت اعيشها في ذلك الوقت. ولكن اول ما سمعت كلمات الياجا محمد ادركت انها الحقيقة. واقتنع ان الله ارسل لنا الياجا محمد لينتشلنا من الضياع. وبعد ذلك سافرت من اتلانتا الى لوس انجليس، وحصلت زوجتي على عمل في التدريس مع الياجا محمد في شيكاغو. فمكثنا هناك لمدة ثلاث سنوات. وفي عام 1961، قال لي الياجا محمد ان هناك عددا كبيرا من الناس الجيدين في شيكاغو، ولكنه يريد مساعدتي في مكان آخر. ولما كنت احد الذين يعرفون تعاليمه، ارسلني الى ميامي. وكان الشخص المسؤول عن الجماعة في ميامي اسمه اسماعيل ساباخان فأخبره الياجا محمد ان يجعلني مساعدا له. وكان عملي ان ادرب الجماعة على بعض التدريبات الرياضية لكسب اللياقة البدنية وتعليمهم كيف يكونون اناسا جيدين لاسرهم وتعليمهم كيف يعيشون عيشة مستقيمة. وانه عندما تصبح مسلما، فعليك ان تدرس، فكنت مسؤولا عن مساعدة اي شخص يريد ان يدرس في المسجد. ولم يكن هناك عدد كبير يحضرون الدروس بانتظام. وفي الحقيقة كنا في ميامي اكثر من ثلاثين شخصا اعتنقوا الاسلام، ولكن لا يحضر الى الدروس في المسجد سوى ثلاثين شخصا فقط، هذا كان في عام 1961.
واضاف سام: التقيت بمحمد علي في ما اعتقد في مارس (آذار) عام 1961، عندما كنت ابيع صحيفة "محمد يتحدث" في الشارع. لقد شاهدني وقال لي مرحبا اخي، وبدأ يتكلم معي. وقال لي انت من اتباع الياجا محمد. فأجبته بنعم، وأضفت انني لا اذهب الى مقر الجماعة ولكني اعرف عماذا تتحدث. ثم قدم لي نفسه قائلا انا كاسيوس كلاي. وسأصبح بطل العالم في الوزن الثقيل عما قريب. فقلت له انني اعرفك ايها الرجل. لقد قابلتك في الاولمبياد. ثم سألني قائلا اتريد ان تأتي اليّ في الفندق لترى بعض كتبي القديمة؟ فذهبت الى حجرته في الفندق. فوجدته يشترك في الحجرة مع ملاكم آخر. فوجدت ان الكتب مليئة بمقالات عن نفسه والقيت نظرة عليها فوجدتها جيدة بالفعل. فقد كان مهتما بنفسه وكذلك وجدته مهتما بالاسلام، وتحدثنا عن الاثنين معا في نفس الوقت. ووجدته عارفا ببعض تعاليمنا، على الرغم من انه لم يدرسها او يتعلمها من قبل. ورأيت فيه استعدادا لتلقي المزيد من هذه التعاليم. وادركت انني لو وضحت له الحقيقة فسيتبعها ويصبح عظيما، فلذلك سارعت الى دعوته لاجتماعنا المقبل في المسجد.


(( كلاي يبدأ رحلة الإيمان بحضور دروس جماعة أليجا محمد ))

بطل العالم في الملاكمة:

إنني أحببت ما سمعت عن الإسلام ورغبت في تعلم المزيد

كان كاسيوس كلاي على موعد مع جماعة اليجا محمد بالمسجد في ميامي حتى يقف عن قرب على تعاليم هذه الجماعة الدينية. ويمثل لقاء كلاي بهذه الجماعة نقطة تحول كبيرة في حياته، بل يعتبر من اهم محطات رحلته الايمانية التي قادته الى الاسلام الذي بدأ يتعرف على تعاليمه من خلال لقاءاته بهذه الجماعة.
ويعترف كلاي انه بدأ يشعر بشعور روحاني لاول مرة في حياته، عندما دخل المسجد في ميامي. ووجد رجلا اسمه الاخ جون يخطب في الحاضرين واعظا. وكانت اولى الكلمات التي سمعها منه هي "لماذا ينادوننا بالزنوج او السود؟" ويجيب على هذا السؤال قائلا: هذه طريقة الرجل الابيض ليأخذ منا هويتنا. فاذا شاهدت رجلا صينيا قادما اليك، فتعرف انه قادم من الصين، واذا رأيت شخصا كوبيا، فتعرف انه كوبيا. وكذلك الحال اذا رأيت كنديا، فتعرف انه من كندا. فما هو البلد الذي يدعى الزنج؟
وهكذا شكلت هذه الاسئلة التي سمعها كلاي في مسجد ميامي هزة نفسية ووعيا جديدا ونقلة كبرى في مسار حياته. كما واصل سماع بقية هذا الدرس الوعظي بشيء من الاهتمام، الذي سنكتشف في ما بعد كيف تشكلت قناعاته بالانضمام الى جماعة اليجا محمد لتعلم مبادئ الاسلام فيها.

يروي كاسيوس كلاي تأثره البالغ بخطة جون الوعظية في مسجد ميامي الذي ذهب اليه حسب موعد سابق مع سام الذي التقاه في ميامي وتعرف عليه وعرف منه انه من جماعة اليجا محمد، وان هذا الاخير ارسله شخصيا من شيكاغو الى ميامي في سبيل مساعدة الجماعة على نشر تعاليمها في هذه المدينة. وكان سام فخورا بهذه المهمة الجديدة التي اسندت اليه فوجد كلاي جون يتحدث للجماعة في المسجد عن قضية الهوية بالنسبة للاميركيين السود. وبعد ان استرسل جون في التعريف بان من يأتي من الصين يعرف بأنه صيني ومن يأتي من كوبا يعرف بانه كوبي ومن يأتي من كندا يعرف بأنه كندي، يقول جون مستنكرا انه ليست لنا اسماء نُعرف بها فننادى بالزنوج او السود.

(( الهوية الضائعة ))

وقال كلاي: قلت في نفسي عماذا يتحدث هذا الشخص؟ فأنا عندي اسمي، ولكن واصلت سماع حديثه باصغاء كامل وهو يشرح مسألة الهوية، قائلا انه اذا جاء شخص اسمه جانج فاننا نعرف انه رجل من الصين، واذا جاء شخص اسمه جولدبيرج فاننا نعرف انه يهودي، واذا جاء شخص اسمه اوريلي فاننا نعرف انه ايرلندي. وكذلك رولينج ثندر وسيلفر مون من الهنود. ولكن اذا قال شخص يا مستر جونز او مستر واشنطن فانك لا تعرف من اين جاء؟ فاننا سُمينا من قِبل اسيادنا البيض. فاذا كان مستر جونز عنده خمسون رقيقا، فهم الزنوج جونز، فكلهم يطلق عليهم اسم سيدهم جونز، اذ سُموا باسمه. واذا اشترى مستر واشنطن هؤلاء العبيد سيصبح اسمهم زنوج واشنطن فكلهم سيتغير اسمهم الى اسمه.
وقال كلاي: كان هذا واضحا لي، فيمكنني ان اشعر وألمس ما يقوله الاخ جون. ولم يكن حديثه مثل احاديث ومواعظ الكنيسة التي هي بمثابة تعاليم تتلقاها ولا بد ان تكون مؤمنا حتى تعتبر هذه التعاليم صحيحة. وبدأت اقول في نفسي بعد حديث الاخ جون مرددا اسمي في سر، قائلا كاسيوس مارسيلوس كلاي، انه اسم رجل ابيض في كينيكي كان يملك جدي الاكبر وقد سمى جدي الاكبر باسمه، ثم اصبح لجدي اسم ومن ثم لوالدي والآن انا.
واضاف كلاي: انني احببت ما سمعت ورغبت في تعلم المزيد. وبدأت اقرأ صحيفة "محمد يتحدث" اسبوعيا. كما بدأت اتردد على مثل هذه الاجتماعات واستمع الى احاديث مسجلة، منها حديث مسجل باسم "جنة الرجل الابيض هي جحيم الرجل الاسود". وكنت احترم مارتن لوثر كينج وجميع دعاة الحقوق المدنية. ولكني اتخذت طريقا مختلفا.

(( المعلم مالكوم إكس ))

وبعد ان انتظم كلاي في حضور اجتماعات جماعة اليجا محمد بفترة قصيرة، قُدم كلاي لمعلمه الثاني وهو رجل اسمه جيرميه شاباز.
ويقول شاباز عن نفسه انه ولد في فيلادلفيا ونشأ في حضن كنيسة. وسمع لاول مرة بتعاليم الاسلام من حلاق كان سجينا مع بعض المسلمين في فيرجينيا، حيث تعلم منه بعض التعاليم الاسلامية وبدأ يشرحها لشاباز. وقال شاباز: لم اكن سمعت بالاسلام من قبل. ولكني سمعت عن جماعة المحمدية، ولكن الطريقة التي حدثني بها هذا الاخ الحلاق، على الرغم من انها كانت غريبة بالنسبة لي، فانني شعرت بانها الحقيقة. وبنهاية عام 1961اصبحت معلما في جماعة "امة الاسلام" في مدن جنوب الولايات المتحدة الاميركية وهي مدن جورجيا وساوث كارولاينا والاباما ومسيسيبي ولويزيانا وفلوريدا. فأصبحت هذه المناطق تقع تحت دائرة مسؤولياتي التي كلفني بها قائدي اليجا محمد. كما كان لي قصر مركزي للدعوة في اتلانتا. وبدأت اتجول في حلقة دائرية من مدينة الى اخرى.
واضاف شاباز: انني لم اكن هناك في مسجد مسيسيي حين قدم كاسيوس كلاي لأول مرة.
فمن هنا يتضح لنا جليا عكس ما يقدم في الافلام وفي بعض الكتب، ان مالكوم اكس لم يكن معلمه الاول. وان اول شخص علم كلاي تعاليم جماعة اليجا محمد كان مسؤول الجماعة في ميامي وقتذاك اسماعيل سباخان. وكان رد فعل كلاي لما تعلمه جيدا. وفي النهاية دعي شاباز لمقابة كلاي في اتلانتا. وذهب شاباز الى هناك لمقابلته بعد اسبوع من ذلك الاتصال، حيث اجتمع به واخبره كلاي بانه يحب ما سمع عن تعاليم اليجا محمد، وانه لم يسمع من قبل شيئا مثله. وقال انه شيء جديد وشيء غريب، لكنه الحقيقة. وقال كلاي لشاباز في ذلك اللقاء انه يفكر جديا في ان يصبح مسلما.

(( بين الكراهية والاحترام ))

وقال شاباز: بعد سماعنا رغبة كلاي في انه يفكر جديا ليصبح مسلما بدأنا نتحدث اليه باستمرار، ونشجعه على الحضور لاجتماعاتنا واستجاب هو لذلك. لم يكن يحضر كل الاجتماعات، ولكنه يحضر اجتماعا واحدا في الاسبوع. ونحن تعاليمنا تختلف عن تعاليم مارن لوثركينج. نحن نتعامل مع واقع الحال كما هو وليس بالطريقة التي يريدها كل واحد ان تكون عليه. وبدأنا نعلمه تعاليمنا عن الله والاسلام.
واضاف شاباز: بدأنا نعلم كاسيوس ولم تكن عنده اي مشكلة مع تعاليمنا بان الرجل الابيض شرير، استعبدنا واستعبد اجدادنا فمآله جهنم وبئس المصير. وبدأ كلاي يسأل اثناء الدرس عن مصير الاطفال البيض، حيث سأل قائلا: ما مصير الاطفال؟ وهل الطفل الذي ولد ابيض شيطان مثل الرجل الابيض؟ وبدأت اوضح له الامور بالاجابة على اسئلته، حيث قلت له اذا انجب الاسد فلا يكون انجابه سوى اسد، فلا يمكن للبؤة (انثى الاسد) ان تلد حملا. هذا كان في عام 1961، حيث كثرت المظالم وغابت العدالة. ويمكنك ان تقرأ اي صحيفة كل يوم آنذاك فتجد رجال الشرطة البيض يضربون جماجم السود ويطلقون عليهم الكلاب لتنهش لحومهم. وان الشيء الذي اثر كثيرا على كاسيوس هو عندما شرحنا له ان الشخص الذي يفعل ذلك إنسان آخر، فانه ليس كما يعتقد بانه انسان. ولا يمكن لمثل هؤلاء الاشخاص ان يدعوا انهم أناس الله، وفي الوقت نفسه يسيئون الى الآخرين كما يفعل البيض بالسود في اميركا. وكان كلاي آنذاك شابا لكنه كان عاقلا، وكان يستطيع ان يميز ويرى في التعاليم التي ندرسها للناس الحقيقة. وكانت تواجهه مشكلة في العبادة، اذ انه وجد صعوبة بادئ الامر في التخلي عن الذهاب الى الكنيسة، اذ انه نشأ وتربى في حضنها. فوجد هذا الامر يشكل له مشكلة، لكن سرعان ما ساعدناه على تخطي هذه المشكلة. وبدأنا نعمق فيه صور الظلم التي قاسى منها السود في الولايات المتحدة الاميركية ونزرع فيه كراهية البيض بوصفهم ظلمة وطغاة وجبابرة. وشاهد كاسيوس كيف ان الرجل الابيض يعامل السود معاملة سيئة للغاية، وهكذا وجد في تعاليمنا الحقيقة.
كما ان كاسيوس تخلص من اكبر عقدة كانت مسيطرة على الاميركيين السود في الخمسينات والستينات وهي الخوف. فلم يكن خائفا من ان يُقتل من قبل البيض رميا بالرصاص او شنقا، ولكنه يكن احتراما كبيرا لقوة الرجل الابيض من الرئيس فنازلا. وبدأ كاسيوس يسأل كيف يمكن مواجهة قوة الرجل الابيض؟ وكيف يمكن ان يهزم هذا الرجل؟ وبدأنا نجيبه على هذه الاسئلة بان الرجل الابيض يمكن ان يهزم ليس بالتحذيرات الزائفة ولا بالعنف، ولكن بقوة الله. وبدأنا نقرأ له آيات من القرآن الكريم توضح انه رغم ان اتباع الله في بعض الاوقات يكونون قلة وبمنطق القوة المادية يفترض ان يهزموا امام اعدائهم، لكن الله يغير مجريات المعركة فيحققون النصر بفضله تعالى، "ألا ان حزب الله هم الغالبون". ومثل هذه الاحاديث هي التي قوت ايمانه بالله وجعلته يصبح مسلما مؤمنا بنصر الله. هذه كانت هي الرسالة التي حرص عليها اليجا محمد في دعوته للسود لاعتناق الاسلام. لان الاسلام يمثل لهم قوة يستطيعون ان يقهروا بها القوة المادية للبيض. وكان السود نتيجة لغسيل الدماغ الذي مارسه عليهم البيض لا يعتقدون ان هناك قوة اكبر من قوة البيض، حتى بدأت تعاليم اليجا محمد ودعوته لهم للاسلام تزيح عنهم هذه الغشاوة وتجعلهم مؤمنين بأن قوة الله تعالى فوق قوة البيض. وبالتالي عليهم بالاسلام لتحدي قوة الرجل الابيض ونزع الخوف من قلوبهم واستبداله بالخوف من الله تعالى. وان الله اذا صدقوا معه واخلصوا في ايمانهم به لن يتخلى عنهم وينصرهم على اعدائهم.. وان الله سيكون معهم، ولذلك اقبلوا على الاسلام زمرا وفرادى.

تحياتي للجميع محبكم سهل 888 ;) ;) ;)
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05/01/2002, 12:03 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 13/12/2000
المكان: الرياض
مشاركات: 604
عزيزي سهل

حياك الله وماشاء الله عليك
نورتنا يا فاكهة المجلس العام

تحياتي لك

مجنون لاتسيو أبوبدر
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05/01/2002, 02:11 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 16/08/2000
مشاركات: 4,044
هلا والله بابداع المنتدى الغايب ويقولون من طول الغيبات ... الحمد لله على السلامة

وبالنسبة للموضوع يعطيك العافية على هذا الجهد الرائع ، ولكن اسمحلي بسؤال بسيط وانى الا يفهمه احد بشكل خاطئ وهو هل اسلام محمد كلاي اسلاما حقيقا رغم ما نشاهد له من اعمال الآن وما توم به ابنته ليلى صاحبة الاسم الاسلامي ، وهل اسلامه يشبه في شيء اسلام المغني الشهير كاتستيفنز ؟ فقط

عموما انا لا احتج والحمدلله على انه مسلم ، ولكن بأي معنى ؟
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05/01/2002, 12:25 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 08/04/2001
المكان: بلاد العرب أوطاني
مشاركات: 1,478
بس على ما أعرف انه شيعي وليس سني
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06/01/2002, 12:52 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 16/09/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 502
مشكور اخوي سهل والله يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع.....
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:02 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube