السعوديون لا يريدون تذكر الإخفاق المرير في تلك البطولة
جيل ياسر يعيد هيبة الأخضر المفقودة منذ 2004
-
الرياض ـ الفرنسية: -
19/07/1428هـ
اقتنع الشارع الرياضي السعودي والمسؤولون عن الرياضة السعودية أن ما تحقق للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم في نهائيات كأس أسيا الـ 14 هو إنجاز وخطوة مهمة للإعداد لنهائيات كأس العالم 2010 ونواة لجيل جديد بعد اعتزال نجوم كبار أمثال محمد الدعيع وسامي الجابر (دوليا) وأيضا استبعاد أكثر من لاعب كان يمثل ثقلا في القائمة الأساسية.
كما أن الجماهير السعودية كانت مقتنعة من الوصافة وأن الحكم الأسترالي مارك شيلد ظلم الأخضر السعودي بعدم احتساب ركلة جزاء والتساهل مع خشونة لاعبي المنتخب العراقي حسب وجهة نظرهم.
وأكد ذلك الأمير نواف بن فيصل رئيس البعثة السعودية في البطولة الذي أشار إلى أن الحكم لم يتخذ قرارات مناسبة لخشونة لاعبي المنتخب العراقي كما أنه أغفل احتساب ركلة جزاء واضحة للأخضر.
وبدأ الإعلام المحلي السعودي يشدد على أن المنتخب الحالي الذي شارك في البطولة يقارن بجيل العمالقة في 84 و88 و96 وهي الأعوام التي حقق فيها المنتخب السعودي لقب البطولة.
ودخل جيل ياسر القحطاني ورفاقه لوحة الشرف السعودية في نهائيات كأس أمم آسيا رغم أنهم لم يحققوا اللقب واكتفوا بالوصافة لينضموا إلى جيل العمالقة في عام 84 ونفس الجيل مع تغيير طفيف في عناصره عام 84 والجيل الجديد عام 96 وهي الأعوام والأجيال التي حقق فيها المنتخب السعودي لقب كأس أمم آسيا ثلاث مرات.
كما أن اللوحة الشرفية ضمت المدرب البرازيلي خيليو دوس أنجوس الذي حصل على رضا السعوديين بوصوله إلى المباراة النهائية وبناء جيل جديد للكرة السعودية.
وكاد أنجوس أن يحقق ما حققه مواطنه المدرب الشهير كالوس البرتو باريرا عام 88 عندما حقق مع المنتخب السعودي لقب كأس أمم آسيا في الدوحة.
ويعتبر جيل عام 84 هو الجيل الذهبي الذي فتح الباب على مصراعيه لتربع الكرة السعودية على القمة الآسيوية حيث ارتبط الجمهور السعودي بهذه المسابقة كثيرا لأن ولادتها جاءت قبل أن يحقق الأخضر دورة الخليج.
وكان جيل صالح النعيمة وماجد عبد الله وعبد الله الدعيع ومحمد عبد الجواد
وصالح خليفة ومحيسن الجمعان وباقي لاعبي المنتخب السعودي في عام 84 هم الأشهر مقارنة بالأجيال التي جاءت بعدهم وما زال هذا الجيل يحظى بجماهيرية خاصة ربما لأنه أول جيل يدخل الفرحة والإنجازات للكرة السعودية.
وعزز الجيل الذهبي نجوم يشار إليهم بالبنان في عام 88 فبالإضافة إلى نجومية ماجد عبد الله وفهد المصيبيح مدير المنتخب السعودي الحالي وصالح النعيمة الذي رفع كأس أسيا مرتين متتاليين برز فهد الهريفي ويوسف الثنيان وكل منهما سجل أربعة أهداف في نهائيات كأس آسيا ومحمد السويد وعبدالله صالح وخالد مسعد وغيرهم الذين أضافوا إنجازا جديدا للكرة السعودية مع البرازيلي كالوس ألبرتو باريرا وهو المدرب الثاني بعد المحلي خليل الزياني الذي حقق مع المنتخب السعودي هذا الإنجاز.
ومع مطلع التسعينات شهد الكرة السعودية قفزة كبيرة مع ظهور عدد كبير من النجوم أمثال سامي الجابر وفؤاد أنور وسعيد العويران ومحمد الدعيع إلي جانب الثنيان والهريفي ووصل هذا الجيل للمباراة النهائية لنهائيات كأس أسيا 92 وخسر أمام اليابان لكنه حقق مجدا كبيرا للكرة السعودية بالتأهل لنهائيات كأس العالم لأول مرة عام 94 وسجل سعيد العويران أجمل أهداف المونديال في مرمى بلجيكا وأنجز هذا الجيل المهمة وعاد وحقق كأس أسيا العام 96 في الإمارات عندما كان النهائي عربي مع منتخب الإمارات.
وعام 2000 شهد ولادة النجم الشهير نواف التمياط الذي حقق في ذلك العام لقب أفضل لاعب عربي وآسيوي ومعه أيضا طلال المشعل ومحمد الشلهوب بالإضافة إلى سامي الجابر ومحمد الدعيع وحمزة إدريس وغيرهم من النجوم الكبار ووصل هذا الجيل للمباراة النهائية وخسر أمام اليابان بهدف دون مقابل بقيادة المحلي ناصر الجوهر بعد أن تولى المهمة إثر إقالة التشيكي ماتشالا بعد الهزيمة الأولى الثقيلة للأخضر أيضا أمام اليابان 0/4.
ولا يريد السعوديون أن يتذكروا عام 2004 حيث فشل الأخضر في هذه البطولة فشلا ذريعا وخرج لأول مرة في تاريخه من الدور التمهيدي وكان الهولندي جيرارد فاندرليم الذي قاد الأخضر في هذه البطولة تسلم مهامه بعد إخفاق الأخضر في كأس العالم 2002 وشكل منتخبا جديدا يقوده محمد نور وحقق بطولة العرب الثامنة في الكويت وهي البطولة التي ضم فيها فاندرليم لأول مرة النجم الحالي ياسر القحطاني وقاد الأخضر أيضا للقب خليجي (16) لكنه فشل في نهائيات كأس آسيا 2004 وألغي عقده في البطولة.
وشكل أنجوس المدرب الجديد للأخضر طفرة في التشكيل الحالي لعام 2007 حيث اعتمد على وجوه شابة لأول مرة تشارك في نهائيات كأس آسيا بل لأول مرة تشارك مع المنتخب السعودي ومنهم ياسر المسيليم الحارس الذي تألق وكامل الموسى وشقيقه أحمد الموسى صاحب الهدفين الذي لفت الأنظار ومتوسط الدفاع وليد عبد ربه وأسامة هوساوي وتيسير الجاسم الذي شارك سابقا مع المنتخب لكنه أعطي الفرصة في هذه البطولة بشكل كبير.
إن جيل ياسر القحطاني حقق الوصافة وأعاد للكرة السعودية هيبتها في نهائيات كأس آسيا بعد الإخفاق الكبير عام 2004 كما أن ياسر القحطاني أعاد للمهاجمين السعوديين هيبتهم بحصوله على لقب الهداف مناصفة مع الياباني تاكاهارا والعراقي يونس محمود.
وإذا كان جيل الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي قد توقع منه الكثير
الإنجازات نظرا للأسماء البارزة آنذاك فأن الجيل الحالي فاجأ الجميع بل إن معظم الخامات العناصرية في المنتخب السعودي الحالي لم تكتشف إلا عبر مباريات هذه البطولة (كأس آسيا 2007) فلم يتوقع المتابعون والنقاد وحتى المختصين في الجوانب الفنية أن يكون أحمد الموسى أو تيسير الجاسم أو ياسر المسيليم أو كامل الموسى ووليد عبد ربه وأسامة هوساوي وغيرهم بهذه الإمكانات الفنية الكبيرة بدليل أن لاعبا مثل أحمد الموسى الذي سجل هدفين في المرمى البحرين و أوزبكستان لاعب احتياطي في فريقه الوحدة.
وتشير الاستفتاءات أن الشارع الرياضي السعودي اعتبر وصول الأخضر إلى المباراة النهائية إنجازا كبيرا عطفا على العناصر الموجودة حاليا مع المنتخب حيث يمثل العنصر الجديد في قائمتها ما يقارب 85 في المائة ومن هنا كانت حالة الرضا الكبيرة ولأول مرة من قبل الشارع الرياضي السعودي منذ ما يقارب العشر سنوات حيث طال المنتخب انتقادات واسعة حتى وهو يتأهل لنهائيات كأس العالم عامي 2002 و 2006 إلا أن الوضع مع الجيل الجديد مختلف تماما عن السابق.
وراهن قائد المنتخب السعودي صالح النعيمة الذي رفع الكأس الآسيوية مرتين ونجح في رهانه حيث أبدى تفاؤله بالفوز على اليابان قبل المباراة ودافع بقوة عن خط الدفاع السعودي الذي اعتبره البعض أضعف الخطوط وكسب النعيمة التحدي باقتدار.
ورأى صالح خليفة قائد المنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة لأولمبياد لوس انجلوس 84 أن الجيل الحالي للمنتخب السعودي يملك قدرات لم تتكشف بعد وأنجوس اكتشف البعض منها ولم يكتشفها كلها بعد كل المميزات للاعبي الجيل الحالي لقصر الفترة التي قضاها حتى الآن مع الأخضر.