السلام عليكم مشاكل برشلونة ; ضعْف اللّياقة البدنيّة وتأثيرها على أداء ونتائج الفريق في 2006 _ 2007
بما أن الوضع ( نائم إلى نائم جزئِيّاً ) , وهذا الوضع بالمناسبة ملائِم جداً لي حيث تتفتّق الأفكار وتصبح الكتابة من أمتع الأمور , خصوصاً ونحن نعيش أجواء صيفيّة رائعة يحسدنا عليها الشّرق والغرب , فهنيئاً لنا بهذه الأجواء
وما يزيد من متعة هذه الأفكار هو أنها تتحدّث عن برشلونة , وعن مشاكله بالتّحديد !!
في الموسم الماضي , أعطى برشلونة درساً مجّانياً لكل فرق أوروبا بل والعالم أجمع بعد فشله في التعامل مع حالته المُهيبة كبطل لإسبانيا ولأوروبا وأكبر مرشّح لحمل هذين اللقبين وغيرهما من الإستحقاقات الكثيرة التي واجهت الفريق خلال هذا الموسم
في الحقيقة كانت المشاكل كثيرة ومتعددّة , لعلّ أبرزها من غير مشكلتنا التي سأناقشها اليوم كانت الإصابات العديدة التي واجهت الفريق خلال مشواره ولأهم لاعبين في الفريق بعد نجمه الأول رونالدينيو , ألا وهم إيتو وميسّي
في السابق تحدّثت عن مشاكل الفريق الدفاعيّة ومساهمتها في ضعف الفريق ككل , لكنّي سأحاول التركيز على مشكلة ضعف المستوى البدني والليّاقي الذي ظهر جليّا على كامل فريق برشلونة في ذلك الموسم البداية
بدأ برشلونة موسمه المنقضي بجولة مزدوجة الأهداف , حيث كان يراد لها أن تحقّق الإعداد الجيّد للفريق الذي ينتظره ست إستحقاقات في موسمه الجديد , ويراد لها أيضاً الترويج للنّادي في القارّة الأمريكيّة وكسب الأموال لدعم خزينة النّادي
في البداية , لم يصرّح الكثيرون من محبّي النادي ضد هذه الجولة , ولا حتى الجهاز التدريبي الذّي بدا أنه كان ينفّذ كل ما يملى عليه من إدارة النادي من دون أي إعتراض , وباستثناء الجميع , خرج الأسد الكاميروني مصرّحاً وقال بأن نتائج هذه الجولة ستكون وخيمة على الفريق الكتالوني ولاعبيه , حيث لا مجال للرّاحة وتأدية التمارين والإعدادت البدنيّة بشكل يلائِم ما ينتظر الفريق في موسمه الشّاق العودة
عاد الفريق الكتالوني إلى إسبانيا , ليبدأ أولى بطولاته بداية متأرجحة في كأسي السوبر الإسباني والأوروبي , ثم أعقب ذلك إنطلاقة رهيبة في الدوري الإسباني لم يوقفها إلا تعادل الفريق على أرض النوكامب مع الزائر الثقيل فالنسيا , تلك المباراة كانت بداية الظهور الفعلي لمشاكل الفريق اللياقيّة حيث ظهر ذلك بشكل واضح خلال مشوار الفريق أوروبيّاً وإسبانياً
الفريق كان في أغلب مبارياته يبدأ بداية قوية هجومية كعادته , ويسيطر لاعبيه على الكرة في منتصف الملعب حيث يظهر ذلك دائماً في نهاية كل شوط أول حيث إمتلاك الكرة للفريق الكتالوني لا يقارن بإمتلاك الخصم لها , مهماً كان إسمه وقوّته , ما يفاجئنا دائماً هو السقوط المخيف في مستوى ولياقة الفريق في الشوط الثاني , تقل نسبة إمتلاك الكرة , تكثر التمريرات الخاطئة , يقل تركيز المدافعين ومن ثمّ تظهر الأخطاء وتتسبّب في ولوج الأهداف , تظهر الفرق التي كانت خائفة ومفزوعة من برشلونة في شوط المباراة الأول وتصبح وحوشاً كاسرة في الشوط الثاني , ويتكرّر هذا السيناريو الكتالوني المُمل والمخجل حتى نهاية الدوري الإسباني , حيث كلفته هذي المشكلة ضياع الدوري والكأس خصوصاً في مبارياتيه على الكامب نو أمام بيتيس وإسبانيول , حيث كان يفقد الفوز في نهاية المباراة ردود الفعل
الإدارة الكتالونية لم تظهر للإعلام وتصرّح بوقوعها في مطب الترويج والإعداد الفاشل للفريق خلال الصيف , ولكن كان هناك بعض التصريحات التي أعلنت عن ذلك ولو بشكل غير مباشر , أهمّها كان تصريح الرئيس خوان لابورتا , حيث أشار إلى أن المشاكل التي يعاني منها الفريق كان هو السبب الرئيسي في وقوعها , وهو من سيتحمّل عبئها في النهاية
مدرّب الفريق رايكارد قال بان الإعداد لم يتم بالشّكل السليم , وسيكون له رأيه في صيف هذا العام فيما يتعلّق بإعداد الفريق وجولاته الترويجية الصيفيّة
التّصريح الأخطر والذي لفت إنتباهي بشكل كبير , هو ذلك الإتّهام الذي وجّهه سكرتير الفريق التّقني بريجيستان لمدرّب اللياقة في برشلونة , حيث إتهمه بضعف برامجه اللياقيّة وتسبّبها في ضعف المردود الليّاقي لدى لاعبي برشلونة , والأخير حسب ما أذكر فنّد تلك الإتهامات وقال بان السبب الرئيسي هو ضعف الأدوات اللياقية في ملعب تدريب النّادي , وقال بان النادي سيجدّد ملعب اللياقة في الموسم القادم ليضاهي في ذلك ما يمتلكه الفريق الميلاني في مقر تدريبه الشهير ميلانيللّو نظرة شخصيّة
مثل كل عشّاق البرسا , أؤمن بأن المستوى اللياقي لبرشلونة كان دون المأمول , وتألّمت كثيراً لدى رؤيتي برشلونة يخسر مباريات ويتعادل في بعضها في آخر أوقات الشوط الثاني
ما جعلني أتأكد بنسبة كبيرة من أن المستوى البدني واللياقي للفريق كان سبباً من الأسباب الرئيسيّة لوقوع الفريق في شراك التعادل والهزيمة هو ما أظهره المنافس المدريدي من مخزون لياقي هائل في مبارياته ساعده وبشكل كبير في تصدّر الترتيب والفوز بالدوري في النهاية
ريال مدريد كان في بداية أي مباراة يظهر ضعيفاً تائهاً ودائماً ما يتأخر في مبارياته في بداية الأمر , وهذا حقيقة هو المستوى الحقيقي لنادي ريال مدريد , فهو فريق عادي لم يساعده إلا المخزون الخرافي من اللياقة لدى لاعبيه ما يمكّنهم من التعديل ومن ثمّ الفوز في نهاية كل مباراة يلعبها بعد أن ينفذ مخزون الفريق المقابل من اللّياقة ويلعب لاعبوه عندها أمام فريق كأنه لتوه دخل للمباراة , السّبب في ذلك هو الصّرامة والتعامل السليم من المدرّب كابيللو , وحزمه مع لاعبيه خصوصاً فيما يتعلّق بالتدريبات والإنضباط , هذا ما تسبّب في خروج رونالدو وبقاء كاسانو حبيس الدّكة لعدم إنضباطهما
أيضاً لا أريد أن أذهب بعيداً , كلّنا نتذكّر برشلونة 2005 _ 2006 كيف كان يحسم الكثير من مباراياته وخصوصاً القويّة منها في اوقاتٍ متأخرة من المباريات , وهذا يعود للتركيز الذي يكون عليه نجوم البلوجرانا حيث كان يساعدهم أكثر إمتلاكهم القوي للكرة ما يستهلك من لياقة الفريق الخصم , ولم أذكر الريال لمقارنته مع برشلونة 2005 _ 2006 , فالفرق واضح ولا مجال للمقارنة إطلاقاً , ولكن حديثنا عن اللّياقة هو ما دعاني لذكر الفريق المدريدي 2007 العلاج
الإدارة هي من تملك الحل لمشكلة اللياقة , ومن ثمّ يأتي الجهاز الفنّي بمن فيه مدرّب الفريق ومدرّب اللّياقة
الإدارة إتّخذت قرارات حاسمة بعد نهاية الموسم المنصرم , كان أكثرها يدعو اللاعبين والجهاز الفنّي للإنضباط التام في التدريبات و سلوك اللاعبين خارج الملعب , من تغذية إلى نومٍ جيّد ... إلخ , والمدرّب أيضاً وعد بإعداد لائق وتعامل مغاير لما كان في الموسم المنقضي
أود أن أشير إلى أن الفريق تنتظره جولة ترويجية لا تبعد كثيراً عن جولته في الموسم المنقضي , الإختلاف في هذه الجولة أنها ستكون في جنوب آسيا وستكون المباريات الوديّ أقل من تلك التي لعبها الفريق في القارة الأمريكية في الموسم الماضي
عموماً ما نتمنّاه كجماهير وعشّاق للكيان الكتالوني هو إعادة الفريق لوضعه الطبيعي وعمل كل ما من شأنه أن يعيد ذكرى 2005 _ 2006 ومتعتها وجمالها , سواء من إعداد بدني أو نفسي أو تكتيكي , وسننتظر على أحر من جوّنا الجميل هذا لنرى برشلونة 2007 _ 2008 بحلّة جميلة تضمن لنا المتعة والرضا عن فريقنا
ختاماً أشكر الجميع على تهيئة الجو الملائم لمخيّلتي وفكري كي تجود بما جادت به , على أمل أن تتوفّر مثل هذه الظروف الجيّدة , ولكن ليس دائماً , لأن الرابطة لا طعم لها ولا لون وهي تكافح كي تطوي صفحتين أو ثلاث فقط في اليوم
بالتوفيق للجميع |