30/06/2007, 07:16 AM
|
 | كاتب مثقف بالمجلس العام | | تاريخ التسجيل: 18/04/2007 المكان: مازلت على ذلك الجرف.
مشاركات: 7,822
| |
|
إشترى فلما إباحيا فهداه الله !!!!
تمر على الإنسان قصص كثيرة في الحياة، لكن هذه القصة من أعجب القصص التي سمعتها من صاحبها. كنت في زيارة لدولة خليجية وأثناء عودتي في المطار قابلت شاباً عرفته، وكانت علائم الحزن والقلق بادية عليه ، وكان من لطف الله ورحمته أن موعد الطائرة تأخر ، وهذا سمح لي وله بتبادل الحديث ، وتخفيف التوتر الذي أصابه ، وإخباري بقصته العجيبة ، يقول لي هذا الشاب : سافرت إلى دولة خليجية تسمح ببيع وتداول الأشرطة الهزيلة والساقطة سراً وعلناًً !! وكانت نفسيتي عند الذهاب في غاية السوء !! اعلم أن مشاهدة الأفلام الإباحية محرم ، ومضر بالصحة ، ومذهب للمروءة ، ولكني مع كل هذه المفاهيم الراسخة ذهنياً سافرت . وبعد أيام من تجولي في هذه الدولة حصلت على مرادي وبدأت أشاهد مقدمات أحد هذه الأفلام ، لكني في الحقيقة أصبت بالدوار والغثيان ، خاصة عندما كنت أتخيل صورة أمي الحنون التي تدعو لي كلما كلمتني ، بل كنت أشعر بدعائها كل لحظة في سفري . وربما كنت أشعر بتعب نفسي مضاعف كلما تذكرت إخوتي الصغار ، وكنت أدعو الله ألا يصابوا بالداء الذي أصبت به ! أثناء عودتي مررت على أحد المحلات وودت أن آخذ معي بعض أشرطة ال(دي في دي) الإباحية ، فرأيت عاملاً من جنسية آسيوية يبيع في إحدى محلات بيع أشرطة (سي دي و دي في دي ) العامة ، فأخبرته بالمطلوب ، فلم يفهم ، فاقتربت منه وحاولت تقبيله ، علَّه أن يفهم!! فأشار بأصبعه إلى السماء وقال في خوف : الله الله الله
فاقشعر بدني ، وخرجت من المحل كارهاً نفسي وتصرفي .. واتجهت للمطار !!
قلت له حينها : هل معك شيء من هذه الأشرطة الإباحية ، قال : نعم ، أشرطة قليلة ومجلتان ، فرجوت منه بعد فترة من الراحة أن يتخلص منها ، فقال : هل أكسر الأشرطة حتى لا يراها أحد في الزبالة ؟ قلت : يكفي رميها الآن . ثم قلت له : طالما بقي على موعد الطائرة وقت ، صل ركعتي التوبة لله ، وبعد الصلاة حدثته عن بعض القصص الواقعية التي تفتح باب الأمل للبشر . فقال : لكن معي أحد الأصدقاء لا يمكن أن أستغني عنه، فيه طيبه ، لكنه يفعل الحرام ، ويشاهد بعض هذه الأفلام . أكدت عليه أن العلاقة مع الله الخالق المنعم الودود تقتضي ترك الباطل والعمل بالحق وما يرضي الله ، وأن تكسب أجر صاحبك كما أكسبته الوزر ..
هنا حان موعد الطائرة ، وأخذنا أرقام بعضنا على أن نتواصل
وفي اليوم التالي اتصل بي فرحاً مسروراً وقال : حدثت صاحبي بما حصل لي في المحل وكنت صادقاً في كل كلمة بل في كل حرف بل وفي كل نفَس !! فقال صاحبي : الحمد لله بركة دعاء الوالدة ! قلت لصاحب القصة بعدما أحسست بفرحه وسروره : لماذا لا تذهب للعمرة غداً ، فاليوم خميس ولو صمتما لكفر الله بهذا الصوم ذنبكما ، ولباعد بينكما وبين النار أربعين خريفاً ، وأغلقت السماعة
في اليوم الذي يليه مباشرة اتصل بي باكياً خائفاً متشنجاً ، هدأت من الأمر وقلت له : بالأمس كنت ضاحكاً فرحاً مستبشراً ، واليوم باكياً شاكياً !! فما الذي جرى؟ قال : أخبرت صاحبي أن نذهب سوياً للعمرة ، ونحن صيام ، فوافق، ولكنه قال : سأذهب بسيارتي، أنت لوحدك وأنا مع زوجتي إن وافق أهلها-لأنه كان في فترة ملكة - فاستغرب أهلها واستغربت هي من هذا الطلب والإصرار فوافقت كما وافقوا !! وذهبنا صباح الخميس صياماً ، واتفقنا على أن نلتقي في الحرم ، وكان يقول لي : لماذا لا نفطر في الحرم ؟ فما أهنأها من ليلة ، فقلت له : أنت (مالك) في فترة العقد والفترة طويلة وأهلها ربما يقلقون ، لكن إن شاء الله نفطر على حوض النبي صلى الله عليه وسلم
ولأني لوحدي وجدت شعوراً داخلياً يدعوني للبقاء في الحرم منذ الصباح إلى المساء ، علماً أني لم آتي بثيابي العادية ، وأنا كنت شديد الحساسية في شأن الملابس والرفاهية
حاولت الاتصال بصاحبي عدة مرات لكن الجوال لم يرد ثم أغلق!! قلت : نام من التعب .. ! أفطرت بالحرم ودعوت له ، وكان جسمي يرجف وأنا أسمع صلاة جهرية خاشعة في الحرم ، كأني أسمعها لأول مرة
ومن لطف الله ، أن جوالي انتهت بطاريته بعد الظهر ، فقلت : سأبقى في لحظات خشوع وسكينة
وعدت مساءً تائباً إلى السكن وفتحت الجوال !! فوجدت ما أبكاني!!
إن صاحبي تعرض لحادث سيارة في الخط السريع وهو متجه إلى مكة ، وقد توفاه الله مباشرة ، وصلينا عليه المغرب في الحرم كاتب القصة : الدكتور علي بن حمزة العمري رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة في مجلة شباب فور التابعة لمجلة الأمة العدد الرابع جمادى الآخر 1428هـ منقول للفائدة |
الوضع العادي
