12/12/2001, 08:56 PM
|
كاتب ومفكر إسلامي | | تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
| |
حرمان الأجيال من هذه المادة جريمة ! بعد اعتراف بعض الدول العربية بدولة اليهود المعتدية ، وبعد السعي الجاد واتخاذ كافة الوسائل من بعض الدول العربية الأخرى للاتفاق الاستسلامي المذل ، من أجل اللحاق بالدول العربية المعترفة التي نالت الحظوة لدى اليهود والنصارى الذين ما فتئوا يناصرونهم ويدعمونهم بكل الوسائل ، ضد العرب والمسلمين .
أقول : بعد هذه وتلك ، شعر اليهود بالاطمئنان والارتياح من المواقف المشينة من الجهات الرسمية في الشعوب الإسلامية ، فخطوا خطوات لم يكونوا يحلمون بوقوعها في النوم ، فضلا عن اليقظة ، ومن أهم تلك الخطوات : ضغطهم على المستسلمين المهزومين بأن يحذفوا من مناهج مدارسهم وكتبهم كل ما يدعو إلى العداء لليهود والبراءة منهم ، سواء كان آيات قرآنية ، أو أحاديث نبوية ، أو وثائق تاريخية ، أو معلومات جغرافية مع الخرائط والحدود ….
وقد استجابت بعض الدول العربية للشروط اليهودية ، فحذفت كل ما طلب منها اليهود من تجريد مناهج الأمة الإسلامية وكتبها من معرفة حقيقة أعدى أعدائها في التاريخ القديم والحديث .
وبدأت دول عربية أخرى تُكَوِّن اللجان لمراجعة مناهجها وكتبها وموادها ، لتحقق الرغبة اليهودية ، حتى يصبح اليهود لدى أجيال المسلمين القادمة ممن تجب موالاتهم ، وتحظر معاداتهم والبراءة منهم ، مخالفة سافرة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطمسا للحقائق التاريخية التي دونها علماء الأديان والسيرة والتاريخ والتفسير والاجتماع في جميع العصور .
ومن أهم الحقائق التي أرادوا طمسها ونسيانها ما فعله اليهود في فلسطين في عصرنا هذا الذي نعيش فيه ، ونرى الاعتداء على أبنائنا وبناتنا وشيوخنا وعلمائنا ومقدساتنا ، من قبل أبناء القردة والخنازير ، على مرأى ومسمع من قادة الأمة الإسلامية من نواكشوط غربا ، إلى جاكرتا شرقا ، ومن عدن جنوبا إلى أنقرة ودول آسيا الوسطى شمالا .
كما أراد المهزومون من أولئك القادة ، أن يجعلوا القضية في فلسطين قضية بين طائفتين من بني البشر ، هما اليهود والفلسطينيون ، وبناء على ذلك سعوا سعيا حثيثا في أن يصلوا إلى صلح ظالم بين الطائفتين ، وإذا تم هذا الصلح على أي صفة كانت أيدوه وأصبحوا إخوة لليهود ، ونشئوا الأجيال المسلمة على ذلك .
وأوهموا الشعوب الإسلامية أن العدو الحقيقي هم اليهود الصهاينة ، وليس كل اليهود ، مع أن الصهاينة هم الذين خططوا وعملوا لاغتصاب فلسطين ، وهم الذين قادوا الدولة اليهودية ، وقد كافحوا كفاحا مريرا حتى ألغت هيئة الأمم المتحدة شعار أن الصهاينة عنصريون ، فأصبح الصهاينة أيضا أولياء ، وليسوا أعداء .
وأوهموا الشعوب الإسلامية أن الحرب بيننا وبين اليهود ليست دينية ، وإنما هي حرب على أرض وحدود !
واليهود يدربون أبناءهم وبناتهم _ في جميع الأعمار القابلة للتدريب - على السلاح بكل أنواعه ، ليقيموا الدولة اليهودية من الفرات إلى النيل ، ويدمروا العرب الذين قتلوا بني قريظة وطردوا بقية اليهود من الجزيرة العربية ، ويقولون في شعاراتهم : ( محمد قد مات وخلف بنات ! ) ويقولون لهم : إن ما يسمى بالمسجد الأقصى يجب أن يهدم ويحل محله الهيكل ….. ويعلمونهم ما في التلمود من التعصب والعنصرية ضد المسلمين ، ويعتدون يوميا على حرمات المسلمين ومقدساتهم ويهدمون مساجدهم وما بقي منها جعلوه مأوى للمزابل وزرائب للأبقار والأغنام ، وقد أحقوا المسجد الأقصى ، ويمنعون - في أي وقت شاءوا - المسلمين من الصلاة فيه !!!
ومع ذلك توهم وسائل الإعلام العربية الشعوب الإسلامية أن الحرب بيننا وبين اليهود ليست دينية ، وإنما هي حرب أرض وحدود !!!
هذه الأمور كلها وغيرها مما لايحصى ، يريد زعماء العرب أن يخفوه عن الأجيال المسلمة القادمة ، استجابة لليهود ومن شايعهم من النصارى وبعض أوليائهم من العرب أيضا ، فيحذفون من مناهجهم وكتبهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، والوقائع الثابتة في السيرة النبوية والتاريخ العام والإسلامي .
ويأبى الله إلا ما يريد !
ولكن الله تعالى متم نوره ولو كره الكافرون ومن شايعهم ، فقد ظهر اليهود على حقيقته التي وصفها القرآن الكريم ، وسجلها التاريخ ، فهم أصل كل فساد في الأرض ، وهم الذين ينقضون العهود والمواثيق ، وهم الشعب المختار الذي يجب أن يَرْكَب ، وكل الشعوب هي الحمير التي يجب أن تُرْكَب ، وكل جرم لهم الحق أن يقترفوه في من سواهم ( ليس علينا في الأميين سبيل )
وقد كانوا قبل الفضائيات والإنترنت يعيثون فسادا في الأرض المباركة ، ولا يعلم المسلمون من فسادهم إلا ما تسرب عن بعض وسائل الإعلام المُوَجَّهَة والبخيلة بمثل تلك المعلومات ، بل كانت وسائل الإعلام الغربية تبث لنا ما يدل على نزاهة الدولة اليهودية وديمقراطيتها ، وحبها للسلم ، وبعدها عن العدوان ، وأن الفلسطينيين هم الإرهابيون السفاكون للدماء ، وأن الإسلاميين – مثل حماس والجهاد … - هم المتشددون الذين يقتلون النساء والأطفال والمدنيين ، ويجمع أعداء الإسلام من اليهود والنصارى زعماء العرب لإدانة هؤلاء الإرهابيين ، ويسلطون عليهم المخابرات الأمريكية واليهودية والشرطة الفلسطينية ، فيغتالونهم ويسجنونهم ويعذبونهم ، ولا يجدون من يقول كلمة حق ولو باللسان ضد ذلك العدوان على المجاهدين الأبرار .
وسائل إعلامهم فضحتهم !
أما اليوم فقد أراد الله أن يكون صنع أيدي أعداء الله من اليهود والنصارى ، هو الذي يفضحهم ، ويجعل العالم كله في مشارق الأرض ومغاربها يرى المصورة ( الكاميرا ) الفرنسية تلتقط عدة صور لمحمد الدرة ، وهو يحتمي بوالده فترديه الرصاصات اليهودية المتعمدة قتيلا ، وتصور والده وهو يستغيث ويحمي ولده بجسمه ، فلا ينجو من رصاص العدو اليهودي ، وتسجل أصوات الناس وهم ينكرون العدوان اليهودي على محمد الدرة ويقولون : مات مات مات !!!
ويرى الناس ما تنقله الفضائيات من رمي أعين الشباب ورءوسهم وصدورهم عمدا ، وهم لا يحملون سوى قليل من الحصى يرمون به العدو على .
ويرى الناس بأم أعينهم ما يقوم به الحاخامات وطلابهم المتدينين من العدوان على الأسر من النساء والأطفال والشيوخ النائمين في غرفهم .
وقد قتل اليهود ما يقارب مائتي شاب ، وجرحوا آلاف الناس ، وهدموا المنازل والمساجد وجوعوا السكان وحرموهم من العلاج والدواء والإسعاف ، وأغلقوا القرى والمدن الفلسطينية ، وأغلقوا الحدود .
وقد مر على الحركة الجهادية الأخيرة حركة الأقصى ما يقارب أربعين يوما ، ودبابات العدو وطائراته ومدافعه ورشاشاته لا تزال تقصف المسلمين ليلا ونهارا ، دون أن يجد المسلمون المعتدى عليهم من يقول لهم من قادة الشعوب الإسلامية : أنا المعتصم !
وكم نساء تنادت أين معتصم
========== يذود عنا أعادينا ويحمينا
فلم يجدن سوى التصفيق يطلقه
=========== مخنثون وآهات المغنينا
وكم شيوخ عظام سادة علما
========== كانوا أعزاء قد أضحوا مهانينا
هذه الصور التي نقلتها للعالم الفضائيات العربية وغيرها ، وسطرته الصحف والمجلات ، وانتشر في الشبكة العالمية ( الإنترنت ) يجب أن تتضمنها مناهج التعليم والكتب المدرسية في مداس المسلمين في كل أنحاء الأرض ، ويجب أ تنقل صور محمد الدرة المتنوعة على كل غلاف من الكتب المدرسية ، ويجب أن تثبت صور الأطفال الذين تعمد اليهود رمي عيونهم ورءوسهم وصدورهم في كتب التاريخ ، ويجب أن تكون صور شارون وقد أحاط به ثلاثة آلاف من الجيش اليهودي ليدنسوا المسجد الأقصى في صفحة من كتب التاريخ المدرسية يذكر فيها تاريخ التدنيس والتحدي ، وهو يوم الخميس 1/7/1421هـ – 29/9/2000م ويجب أن تنقل في صفحات التاريخ المدرسية ، صور الأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلهم اليهود في منازلهم في جوف الليل وهم نائمون !
ويجب أن تكون مادة التاريخ حافلة بمفاسد اليهود في القديم وفي الحديث لينشأ كل جيل من أجيال المسلمين على العداء لليهود المعتدين على أرضنا وعرضنا وأمتنا ، ونقول لهم معترفين : نحن قد أصابنا الوهن والجبن ، فلم نقم برفع راية الجهاد في سبيل الله ، مع كثرتنا وقلة عدونا ، وقد ضيعنا الأرض المباركة التي سلمها لنا أجدادنا طاهرة نقية ، وسلمناها لليهود فدنسوها ، وهانحن نسلمها لكم مدنسة ، وأهلها معتدى عليهم ، فحاولوا أن تمحوا عارنا من التاريخ واستغفروا لنا ! هذا أقل ما يجب أن نفعله ،هذا أقل ما يجب أن نفعله .
أما إذا خالفنا كتاب الله الذي أمرنا ببيان الحق والباطل ، وألا نلبس الحق بالباطل ، ولعن الله في كتابه من كتم الحق فلم يبينه للناس ، كما قال تعالى : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ) [ البقرة 160 ]
وأي كتمان أعظم من حذف عدوان اليهود من الكتب المدرسية ، ليجهلها أبناء المسلمين جيلا بعد جيل ؟!!
و بين لنا تعالى أن الواجب أن نعادي أعداء الله وأعداء الإسلام والمؤمنين من أهل الكتاب ، كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) المائدة [ 51-52 ]
وقال تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) الممتحنة [ 8-9 ]
فاليهود اليوم يقاتلوننا في الدين ويخرجوننا من ديارنا ، وأمريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول النصرانية يظاهرونهم علينا ، فهل يجوز حذف هذه الآيات من كتبنا المدرسية ومناهجنا ؟
والأرض المباركة هي مسرى رسول الله ، والأقصى ، هو قبلتنا الأولى ، ويسن للمسلمين شد الرحال غليه للصلاة فيه ، واليهود معتدون ، والله عز وجل وعدنا بقتالهم ونصرنا عليهم ، فهل يجوز حذف الآيات الآتية من مناهجنا وكتبنا المدرسية لنخفي ذلك عن أبنائنا ونكتمه عنهم ، حتى لا يعرفوا أن ذلك الأمر آت لا محالة ؟!
هل نحذف قول الله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) الإسراء [ 1 ]
وقوله تعالى : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وقت الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ) الإسراء [ 4-8 ]
وقوله تعالى : ( وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ) الإسراء [ 104 ]
هل يجوز لمن ولاهم الله أمر المسلمين أن يكتموا هذه الآيات ، وكذا الأحاديث الواردة في أمرنا وأمر اليهود ؟!
إن الواجب على زعماء الأمة الإسلامية أن يبصروا الأجيال الإسلامية في مناهج تعليمهم وكتبهم المدرسية ووسائل إعلامهم بمفاسد اليهود ، وما يجب علينا نحوهم من جهادهم وطردهم من بلادنا التي احتلوها ظلما وعدوانا ، وأن ندافع عن مقدساتنا وأهلنا .
والواجب على واضعي المناهج الدراسية أن يهتموا بذلك ، ويظهروه إظهارا كافيا .
ويجب على المؤلفين للكتب المدرسية ألا يكتموا شيئا من ذلك .
ويجب على المدرسين أن يضعوا ذلك نصب أعينهم ، فيشرحوا ذلك لطلابهم شرحا واضحا .
ويجب على الشعوب الإسلامية أن تطالب زعماءها بذلك ، حتى لا يجهل أبناؤهم هذا الخطر وهذا السرطان الذي حل بديارهم .
ويجب على علماء المسلمين أن يبينوا لولاة الأمر ما يجب عليهم من بيان مفاسد اليهود ، ولا يجوز لهم السكوت على حذف ذلك م مناهج التعليم وكتبه المدرسية .
ويجب على خطباء المساجد وأئمتها أن يجعلوا ذلك شغلهم الشاغل ، إذا أصر زعماء الشعوب الإسلامية على حجب ذلك عن الأجيال الإسلامية ، بحذفه من مناهجهم وكتبهم المدرسية .
وهكذا كتاب المسلمين وأدباؤهم وشعراؤهم ودعاتهم ….
وأي طائفة من هذه الطوائف لم تقم بواجبها فقد دخلت في كتمان ما أنزل الله في كتابه ، واستحقت بلعنة الله وملائكته والناس أجمعين ، وتحملت إثم كل المفاسد التي تلحق الأجيال المسلمة بسبب تجهيلهم بهذا الأمر الخطير !
( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ) البقرة [ 174-175 ]
وبهذا يظهر أن حرمان الأجيال الإسلامية من هذه المادة جريمة نكراء ! |