#1  
قديم 12/12/2001, 07:39 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 16/11/2000
مشاركات: 567
أمريكا طليعة الانحطاط

بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــم

أحمد عبدالله
09/12/2001



اسم الكتاب: أمريكا طليعة الانحطاط
المؤلف: روجيه جارودي
الناشر: ضيندي لارجيه
عرض: أحمد عبدالله

هذا الكتاب يمثل فصلاً جديداً من فصول الحرب الممتدة التي يخوضها جارودي ضد الصهيونية وحلفائها من النخبة الأمريكية. لم تكن معركته مع الصهيونية تنتهي إثر كتابه: "الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيلية" حتى أصدر كتابه الجديد الذي عصف فيه بالأسانيد الفكرية والرمزية لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في العالم.
فقد نتفق أو نختلف مع أطروحات الرجل وأفكاره لكننا لا نملك إلا التسليم بشجاعته ونبل أهدافه.
يقع الكتاب في مئتي وأربعة عشر صفحة من القطع المتوسط، تناول فيه جارودي بالنقد والتحليل القضايا الشائكة التي يعيشها العالم كالبطالة والفقر والجوع والفساد والأوبئة والمخدرات والجريمة وغيرها، ثم راح يرصد تعامل أمريكا مع تلك القضايا فيفاجئ القرار بأمريكا أخرى غير التي تروجها شاشات (السينما) وقنوات التلفاز. وكان منطقياً بعد هذا الرصد والتحليل أن يشن (جارودي) أعنف هجوم على السياسة الأمريكية منذ نصف قرن مما يذكرنا بموقف الفيلسوف الأمريكي (برتراند رسيل).
ويبدو أن الخلفية الفلسفية (لجارودي) و(رسل) هي التي حكمت موقفهما المغالي من السياسة الأمريكية التي تقع على خط نقيض من التصور المثالي للفيلسوفين لعالم يسوده الأمن والسلامة والرخاء.
لا تعوز الحجة (جارودي) وهو يحاول أن يثبت أن أمريكا دولة بلا ضمير أو مبدأ بل إن السياسة الأمريكية نفسها تمده بروافد لا تنضب في هذا الصدد فالسياسة الأمريكية التي تضغط على الصين وغيرها من الدول بحجة حقوق الإنسان هي السياسة نفسها التي تمد إسرائيل بأشد الأسلحة فتكاً لقتل المدنيين حتى إنها غضت الطرف عن قتل عشرون ألف مدني لبناني على يد شارون خلال غزو إسرائيل للبنان عام 1982م.
وأمريكا التي ترفع راية الديمقراطية هي التي تدعم احتفاظ الجيش بالسلطة في الجزائر. وهي التي لا تكف عن انتقاد التجارب النووية في الصين والهند وباكستان وإيران وغيرها فيما تغض الطرف عن الأسلحة النووية لإسرائيل.
لم يكتفِ (جارودي) بإدانة السياسة الخارجية لأمريكا بل راح يحلل المجتمع الأمريكي من الداخل ليدين السياسة الداخلية للنخبة الحاكمة في أمريكا.
الأرقام والإحصاءات خير معين لجارودي لإثبات رؤيته فهناك ثلاثة وثلاثون مليون أمريكي يعيشون تحت خط الفقر، وحجم تجارة المخدرات في أمريكا يزيد عن حجم مبيعات السيارات، ناهيك عن التشتت الاجتماعي وانتشار الفساد والدعارة والمخدرات (ثلاثة ملايين مدمن وعشرون مليون متعاط) والجريمة في نيويورك وحدها هناك حادث اغتيال كل أربع ساعات وحادث اغتصاب كل ثلاث ساعات ، وحادث اعتداء كل ثلاثين ثانية ويسيطر 12.5% من السكان على 87.5% من ثروة البلاد، ويحصل مليونان ونصف مليون مواطن على دخل يساوي مائة مليون آخرين في المجتمع الأمريكي.
وبعد أن سيطر قانون السوق على النظام التعليمي أصبحت تكاليف التلميذ تتراوح بين عشرين إلى تسعة وعشرين ألف دولار سنوياً ، ولذلك فإن 40% من الأمريكيين الذين يدخلون الثانوية لا يستطيعون القراءة بطريقة سليمة ، ولا يعرف (ثلاثة وعشرون مليون بائع) القراءة والكتابة.
هذه الوقائع جعلت (جارودي) يؤكد تلاشي الحلم الأمريكي ودخول أمريكا عصر المأساة الداخلية.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:40 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube