الأطفال أحباب الله وأطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض وهم أحلى الورود وأجمل الأزهار في حدائق قلوبنا .
ويقول أحد الشعراء إن الإنسان الذي يتكلم عن الألحان العظيمة والأغاني الجميلة لم يسمع ما يصدر من فم الطفل الرضيع من ألحان فردوسية ، والأطفال الأحبة لهم لهجة ضمن لهجتنا نخاطبهم بها ونتفاهم معهم بواسطتها .
فمثلاً .. يسمون الأكل : نم نم ونميه وهم .
ويسمون الماء امبوه وامبواه ، ويقولون للطفل تبا امبوه أو امبواه أي هل تريد أن تشرب أو هل تريد ماء ، واختلفوا في أصل اللفظة فبعضهم قال أنها جاءت من اللغة القبطية ، وقال آخرون أنها جاءت من اللغة الفارسية ، وقد اشتهرت تلك الكلمة في أغنية المطرب الشعبي المصري أحمد عدوية السح الدح امبوه التي كال لها أكثر النقاد في مصر أشد أنواع الانتقاد واعتبروها علامة من علامات عصر هبط فيه الذوق الفني والموسيقي والأدبي فيما دافعت عنها القلة وعدتها من الأغاني الفلكلورية الخفيفة التي تسلي الناس .
ويقولون للطفل : كخ إذا أرادوا زجره عن تناول شيء ما ، ويذكر الأستاذ أحمد أبو سعد إن الكلمة ذكرت في القاموس المحيط ، وعن الغزالي في إيحاء علوم الدين إن سيدنا الحسين - رضي الله عنه - عندما كان طفلاً أخذ تمرة من تمر الصدقة فقال له جده النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - : كخ ، فرمى بها ، وقيل إن الكلمة بنفس المعنى في القبطية والفارسية .
وتقول كلمات مؤثرة :
* ربيتك يا ولدي أيام عسى إنك تسرني ومثل ما جدت فيك تجود .
* ربيتك صغير عسى إنك تنفعنيه وبما جدت فيك تجود .
وهنالك أغنية تنويم أطفال كلماتها تقول :
حبيتك يا ولدي حب المال والأهل والغنى
………………………… وحب الضنا ما حال دونه دون
وحبيتك يا ولدي حب لا لها ولا عليها
………………………… يرث عليه عكب العقال ينون
وحبيتك يا ولدي حب داخل مستداخل
………………………… مغزر له ما تراه عيون
وحبيت يا ولدي حب يدعي الملح شكر
………………………… ويدعي عويدات الثمام كرون
ويقال أن أحد الرجال كان يزور صديقاً له قبل أكثر من خمسة عقود من الزمن ، وكان راجعاً في الليل إلى المكان الذي يبيت فيه ، فمر بفريج وكانت أكثر البيوت في تلك الأيام الماضية مبنية من سعف النخيل ، فسمع أماً تغني بتلك الأغنية لتنويم طفلها ، فتسمر في مكانه يصغي لذلك الصوت العذب والحنون الذي ينساب برقة في هدوء الليل ، فيجعل القلوب الصلبة تخشع وتذوب ، ولا يدري كم مر عليه من الوقت ، ولكنه لم يواصل مشيته إلا بعد أن نام الطفل وتوقفت الأم عن الغناء .
ويغنون لأطفالهم متمنين لهم صباحاً مشرقاً فيقولون :