المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11/12/2001, 01:33 AM
كاتب ومفكر إسلامي
تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
أثر التربية الإسلامية -المقدمة(1)

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ون سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مصل له ، ومن يضلله فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) (1)
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) (3)
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أموالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) (4)
[===============
(1) آل عمران 107
(2) النساء 1
(3) الأحزاب 70، 71]
أما بعد:
فإن الإسلام هو دين الهدى والنور، الذي لا سعادة للبشرية ولا أمن لها ولا سعادة، في الدنيا والآخرة، إلا عندما تهتدي بهداه، وتستضيء بنوره، مخلصة في عبوديتها لله الخالق، تأتمر بأمره، وتتبع منهحه، نابذة كل منهج من المناهج الأرضية المخالفة له.
فإن أي أمة من الأمم في أي بقعة من الأرض، وفي أي زمان من الأزمان، إذا دانت بهذا الدين، واعتصمت بحبل الله المتين، واتبعت رسوله الأمين، بصدق وعلم ويقين، بما أنزله الله في كتابه المبين، وسنة رسوله الرؤوف بأمته الرحيم، إن أي أمة من الأمم تتمسك بذلك، لا بد أن تكون أسعد الأمم، وأكثرها أمنا واستقرارا، تعيش في رغد من العيش، وتحيا في حياة عز وسؤدد، تقود ولا تقاد، وتأمر ولا تؤمر، وتَنهَى ولا تُنهى، تحب الخير للناس كلهم، وتهديهم إليه بجد ونشاط، وتكره لهم ما تكره لنفسها من الشر، بعزم وبقوة، ولو اقتضى ذلك منها أن تقدم من أجل تحقيقه، المال والولد والنفس، لأنها بذلك ترضي ربها الذي لا غاية لها في الحياة سوى رضاه.
وإن أي أمة من الأمم في أي بقعة من الأرض، وفي أي زمن من الأزمان، رفضت هذا الدين، وبعدت عن هديه، وحاربته وحاربت الدعاة غليه، متبعة هواها، عاصية ربها، هاجرة كتابه، خارجة على هدي رسوله صلى الله عليه وسلم، إن أي أمة فعلت ذلك، لجديرة بأن تكون أكثر الأمم شقاء وخوفا واضطرابا وضنكا، في كل شأن من شؤون حياتها، حتى لو بدت في ظاهر أمرها غنية بالأموال، كثيرة بالرجال، قوية بالمرافق والصناعات الثقال، فإن السعادة لا يجلبها منصب ولا مال، والأمن لا يحصل بسلاح ولا رجال، والطمأنينة لا يأتي بها أي سبب من الأسباب المادية، إذا خلت من الإيمان واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد دل على ذلك –أي سعادة المهتدين بهدى الله، وشقاوة الرافضين لمنهج الله- الكتاب والسنة وواقع الأمم الذي سجله التاريخ في كل الأحقاب.
قال تعالى عن نبيه نوح عليه السلام: )فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم أنهارا. [سورة نوح:10-12]
فقد رتب على استغفارهم ربهم الذي أمرهم به، إمداد الله لهم بالأموال والبنين، ومنحهم الجنات والبساتين والأنهار، وهذا من ثمرات طاعة الله في الدنيا، ويشبه ذلك قول الله تعالى: )ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير. وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ...( [سورة هود: 3]
ىيات نوح كانت في قوم أول رسول بعثه الله إلى الأرض، وآيات هود كانت في قوم آخر رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، وكلها دالة على أن المتاع الحسن، والعيش الرغيد، والرزق العميم، يعطيها الله من اتبع منهج الله واستجاب لهداه.
وقد يمتع الله عدوه الكافر بالرزق والجنات والأنهار والقوة المادية، ولكنه متاع غير هنيء، بل متاع مقترن بالقلق والشقاء والظلم، ثم إن الذي يستقيم على منهج الله يتمتع برزق الله وهو له أهل، بخلاف أعداء الله، فإنه تعالى يمتعهم برزقه ابتلاء لهم، وزيادة في شقائهم في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: )قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق.، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون( [سورة الأعراف: 32]
فتخصيص الله تعالى المؤمنين بأن هذه الطيبات لهم في الحياة الدنيا، مع أن غيرهم من المشركين والكفار يشتركون معهم في التمتع بها، يدل على أن غير المؤمنين –الذين أهمل ذكرهم- ليسوا أهلا لتلك الطيبات في الحياة الدنيا، وأن المؤمنين هم أهلها.
وقد روى ابن جرير رحمه الله بسنده عن سعيد بن جبير، أنه قال: "ينتفعون بها في الدنيا –أي المؤمنون- ولا يتبعهم إثمها" [جامع البيان عن تأويل آي القرآن: 8/165]
وقال القرطبي رحمه الله )قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا( : "يعني بحقها في توحيد الله تعالى والتصديق له، فإن الله ينعم ويرزق، فإن وَحَّدهُ المُنعَم عليه وصدقه، فقد قام بحق النعمة، وإن كفر، فقد أمكن الشيطان من نفسه، وفي صحيح الحديث (لا أحد أصبر على أذى من الله، يعافيهم ويرزقهم، يدعون له الصاحبة والولد)" [الجامع لأحكام القرآن: 7/199]
وذكر أبو حيان التبريزي ما يأتي: "معنى الآية أنها للمؤمنين خالصة في الآخرة، لا يشركهم الكفار فيها، وهو كذلك، لأن الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر، إلا أنه أضاف إلى المؤمنين ولم يذكر الشركة بينهم وبين الذين أشركوا في الدنيا، تنبيها على أنه إنما خلقها للذين آمنوا بطريق الأصالة، والكفار تبع لهم في الدنيا، ولذلك خاطب الله المؤمنين بقوله تعالى: )هو الذي خلق لكم في الأرض جميعا( [البحر المحيط 4/291]
ومما يدل على أن رزق الله تعالى منحه خلقه فتنة منه لهم واختبارا أيشكرونه أم يكفرونه، قوله تعالى: )واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم( [سورة الأنفال: 28]
ودلت آية أخرى على أن رزق الكفار يكون حسرة عليهم، لأنهم ينفقون رزق الله في معصية الله ،كما قال تعالى: )إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون( [سورة الأنفال: 36]
ومن الآيات الدالة على أن الأمة المهتدية بهدى الله، يكرمها الله تعالى بالسعادة والخير والبركات في الدنيا، فتحيا حياة الأمن والعيش الرغيد، قوله تعالىولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماوات والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون( [سورة الأعراف: 96]
وإذا رأيت أمة من أمم الأرض محادة لله ورسوله، وقد أغدق الله عليها من رزقه من السماء والأرض، وظهرت بصفة المسيطر المتعالي ، فاعلم أن ذلك ليس بركات عليهم ولا تكريم من الله لها، وإنما هو محنة واستدراج لها، لتنال عقابها الأليم في نهاية المطاف، كما قال تعالى في الأمم التي كفرت بأنعم الله قبل بعث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: )ولقد أرسلنا رسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، ولكن قست قلوبهم وزين لهمم الشيطان ما كانوا يعملون. فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة، فإذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين( [سورة الأنعام: 43-45]
ومن أصرح الآيات وأجمعها لسعادة المهتدين بهدى الله وطيب حياتهم في الدنيا والآخرة، قوله تعالىمن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون( [سورة النحل: 97]
والحياة الطيبة ليست هي الحياة التي تتوافر فيها أنواع المتع المادية من مأكل ومشرب ومركب وملبس ومنكح، وصناعة وزراعة واختراعات فحسب، وإنما هي الحياة الآمنة التي تطمئن فيها القلوب، ويأمن فيها الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ينتشر فيها العدل، ويختفي فيها الظلم أو يقل، ويقود الناسَ فيها الأكفياء الصالحون إلى ما يرضي الله تعالى. ومتاع الدنيا المادي المباح جزء من الحياة الطيبة.
ومن الآيات التي جمعت بين إثبات السعادة لمن اتبع هدى الله في الدنيا والآخرة، وإثبات الشقاء والضنك والضلال لمن بَعُدَ عن هدى الله وحاربه، قول الله عز وجلقال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو، فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري قإن له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى( [سورة طه: 123-126]
تأمل كيف نفى الله الضلال والشقاء عمن اتبع هداه، وأثبت المعيشة النكدة الضيقة والضلال المبين -الذي عبر عنه بالعمى-لمن أعرض عن ذلك الهدى، وهو ذكر الله، ثم أكد تعالى شقاء من لم يهتد بهدى الله في الدنيا بالحياة الضنك، وفي الآخرة بالعذاب الأليم، فقالوكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى( [سورة طه: 127 وراجع كتاب شيخنا العلامة محمد الأمين الشنقيطي: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 3/9 ]
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:47 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube