ميلان ينهي حلم كييفو الجميل واليوفنتوس يستعيد هيبته :

يكتبه نبيل معلول (المحلل بقناة أبوظبي الرياضية)

شهد الاسبوع الثالث عشر للكالشيو انقلابا في الصدارة بعد أن أنهى ميلان حلم كييفو الجميل وهزمه ثلاثة أهداف لاثنين وقدم بذلك أحلى هدية لجاره وغريمه التقليدي الانتر في أعياد الميلاد الذي عاد إلى صدارة الدوري المفقودة منذ الاسبوع الثامن بعد خسارته في ديربي مدينة ميلان 2/.4 وعاد بذلك الوضع في الصدارة الى ما قبل الجولة الثامنة حيث كان يتصدر الانتر بينما كان كييفو في المركز الثاني. ويتساوى روما في النقاط (23) مع كييفو لكن مع أفضلية للفريق الصاعد الذي يمتلك أفضل خط هجوم باحرازه 24 هدفا.

تغييرات انشللوتي حسمت الموقف

شكلت هذه المباراة اختبارا حقيقيا للمتصدر كييفو حيث أصبح الكالشيو يعيش على وقع نتائج ومفاجآت الفريق الصاعد الذي استأسد على أعرق فرق الكالشيو وتقدم عليهم جميعا في عملية تحد كبيرة ومفاجأة لدوري غير متعود على المفاجآت والانقلابات.
بدأت المباراة بشكل جيد لصالح الميلان الذي هدد مرمى لوباتيللي وكان الأكثر وصولا إليه بينما حاول كييفو امتصاص حماس لاعبي الميلان ولعب ورقة الحذر الا ان مجهودات الميلان أثمرت هدفا في الدقيقة 14 بواسطة اللاعب انزاجي الذي تمكن من استغلال عرضية دقيقة من سيرجينهو وأسكنها رأسية في القائم الاول لمرمى الحارس لوباتيللي.
بعد هذا الهدف نظم كييفو صفوفه وأصبح يهاجم وكاد يحرز هدفا حيث إثر هجمة مركزة وتبادل سريع للكرة بين اللاعبين تلقى كورادي عرضية من كوريتي وبتسديدة على الطائر كاد يحرز هدفا جميلا في مرمى ميلان. وكانت هذه الهجمة بمثابة ناقوس الخطر لدفاع الميلان حيث لم تمض سوى 10 دقائق حتى تمكن كييفو من احراز هدف التعادل بواسطة اللاعب كورادي الذي استغل خروجا غير موفق للحارس ابياتي بحركة فنية من قدمه اليسرى تمكن لاعب كييفو من هز شباك الميلان بعد الاستغلال الجيد لعرضية منفريديني المليمترية. لم يتراجع كييفو الى مناطقه الخلفية بعد هذا الهدف وواصل تقدمه للهجوم وتهديد مرمى ابياتي.
وفي الدقيقة 29 من الشوط الاول قاد ايروبرتو هجوما على الجهة اليمنى وتجاوز مالديني الذي عانى الأمرين من هذا اللاعب في الشوط الاول لكن عرضيته اصطدمت باللاعب شاموت وآلت الى الركنية وإثر هذه الركنية تمكن مارادزينا من احراز الهدف الثاني هدف التفوق لفريق كييفو الذي تمكن من قلب الموازين والعودة في النتيجة بعد أن كان خاسرا وأثبت كييفو شجاعة كبيرة وانه يستحق بقاءه في صدارة الدوري لمدة 4 أسابيع. وكان حكم المباراة حرم كييفو من ضربة جزاء واضحة لا جدال فيها بعد ان تعمد اللاعب لارسن ابعاد الكرة بيده من أمام المهاجم ايريبرتو.
وكان كييفو خلال هذا الشوط بحق ندا للميلان حيث كان اللعب متوازنا مع أفضلية أحيانا لكييفو خاصة للاعبي الأطراف منفريديني وايريبرتو الذين قدما خلال هذا الشوط أداء تكتيكيا متميزا حيث شكلا خطرا متواصلا على دفاع الميلان اضافة الى دورهما الدفاعي في غلق المساحات أمام كل من سيرجينهو وهالفاج بانضمامهما الى عمق منطقة وسط الميدان. كما كان هذان اللاعبان حاسمين من خلال سرعة قلب الهجمات وبنائها حيث كان فريق كييفو سريعا في قلب الهجمات والانتقال بسرعة من الوضع الدفاعي الى الوضع الهجومي الذي أربك كثيرا دفاع الميلان وسقط في أخطاء قاتلة خاصة المدافع لارسن الذي لم يكن في يومه وكان سببا في الهدف الثاني لكييفو اثر سوء تمركز في الدفاع.
كما تمكن كييفو من ازعاج هجوم الميلان وارباكه من خلال اعتماده على مصيدة التسلل من مسافة 16 مترا عن مرمى لوباتيللي حيث وقف هجوم الميلان حائرا أمام هذه الطريقة الدفاعية ولم يتمكن من ايجاد الحلول الملائمة للتهديف.
وفي الشوط الثاني أشرك المدرب انشللوتي الذي كان متوترا خلال هذا الشوط منذ انطلاقة الشوط الثاني كلا من كالادزي مكان البرازيلي سيرجينهو على الجهة اليسرى وكوستاكورتا مكان لارسن في محور الدفاع. اضافة الى ان مدرب الميلان أشرك في الدقيقة 14 اللاعب كونترا مكان دوناتي خاصة وان هذا اللاعب له نزعة هجومية. بدا واضحا منذ بداية هذا الشوط ومن خلال استبدالات انشللوتي ان الميلان كان يبحث عن نقاط الفوز قبل ان يلعب مباراة كأس الاتحاد الاوروبي وان يواجه اليوفي الاسبوع المقبل في الكالشيو. وضغط منذ البداية وتراجع كييفو الى مناطقه الخلفية خاصة وان اختراقات منفرديني وايريبرتو اصبحت قليلة منذ ان عرف الميلان كيف يغلق عليهما المساحات التي كانت موجودة خلال الشوط الاول. وكان لدخول الجورجي كالادزي عاملا حاسما في ذلك حيث اصبح يساند بشكل متواصل مالديني على الجهة اليسرى على عكس سيرجينهو الذي كان يلعب على خط التماس أكثر مما يساند لاعبي منطقة وسط الملعب. كما كان دخول اللاعب كونترا مؤثرا على طريقة لعب الميلان باعتباره لاعبا له نزعة هجومية وأعطى دخوله مزيدا من العمق الهجومي الذي كان مفقودا خلال الشوط الاول. وأمام هذا الضغط أحس ديل نيري بالخطر وأشرك فرانشسكيني مكان منفريديني باعتبار ان فرانشسكيني يلعب في مركز ارتكاز دفاعي وكان دوره يتمثل في الحد من العمق الهجومي للاعب كونترا بعكس منفرديني الذي كانت له نزعة هجومية. وقلبت استبدالات انشللوتي المباراة رأسا على عقب واعطت وجها آخر للفريق خلال الشوط الثاني حيث تمكن الفريق اثر سلسلة من المحاولات والهجمات على الاطراف من تعديل النتيجة اثر ضربة جزاء قاسية منحها الحكم الى اللاعب شيفشينكو اثر دفع غير واضح من طرف اللاعب ايريبرتو انبرى لها نفس اللاعب ونفذها بنجاح على يمين الحارس. وواصل بعد هذا الهدف تقدم الميلان الى الهجوم وحاول بشتى الطرق الحصول على هدف السبق الذي لم يتأخرا كثيرا حيث إثر تمريرة دقيقة في العمق من روي كوستا صعد شيفشينكو أعلى من المدافع والحارس وأحرز هدف الفوز لميلان.
كان اصرار الميلان كبيرا بالفوز بنقاط المباراة الثلاثة حيث تمكن الفريق من الفوز رغم خروج اللاعب فيليبو انزاجي بسبب الاصابة منذ الدقيقة 21 وبقي الميلان يلعب بعشرة لاعبين لمدة 29 دقيقة لكن لم يؤثر ذلك مطلقا على ارادة لاعبي الفريق والفوز في هذا اللقاء الصعب.
بهذه الخسارة يكون كييفو سقط بنفس السيناريو وبنفس النتيجة حيث خسر أمام اليوفي في الجولة الثالثة 2/3 بعدما كان متقدما 2/صفر ثم سقط في الاسبوع الحادي عشر أمام جاره فيورنا 2/3 بعدما كان متقدما 2/صفر ايضا وهاهو يسقط على ملعب سان سيرو أمام الميلان 2/3 بعدما أنهى الشوط الاول متقدما 2/.1
تجدر الاشارة الى ان كييفو سقط مرة أخرى ضحية اعتماده مصيدة التسلل حيث دخل مرماه هدف شيفشينكو الثالث بعدما كان يعتقد الدفاع انه في وضع المتسلل. اضافة الى ان المدرب ديل نيري مدرب كييفو اجتهد حين أراد أن يواجه التغيير التكتيكي لانشللوتي باستبدال ميفدريدين الورقة الهجومية الرابحة للفريق باللاعب فرانشيسكيني حيث كان ديل نيري يسعى لايجاد عمق دفاعي في منطقة وسط الملعب بعد دخول اللاعب كونترا. كما استحق الميلان فوزه عن جدارة قياسا بالمستوى والاداء الممتاز الذي قدمه خلال الشوط الثاني. بالرغم من ان الاعتقاد يبقى راسخا بان ضربة الجزاء التي سجلها شيفشينكو كانت نقطة تحول كبيرة وحاسمة للمباراة.

تأكيد صحوة اليوفي

كانت هذه المباراة رهانا حقيقيا على عدة مستويات لليوفنتوس بدنيا وفنيا وتكتيكيا خاصة وان الفريق لعب مباراة قوية يوم الخميس أمام بايرليفركوزن ضمن دوري أبطال أوروبا اضافة الى انه تنتظره مباراة مهمة اليوم أمام الارسنال الا ان اليوفنتوس نجح بامتياز في هذا الامتحان وخرج فائزا أمام بيروجيا بعد ان قدم عروضا مقنعة واستعاد توازنه وأثبت بذلك ان الفريق عائد بقوة الى المنافسة بعد ان اصبح يحتل المركز الخامس ولا تفصله سوى ثلاث نقاط عن المتصدر الجديد الانتر. كما لعب اليوفنتوس هذه المباراة بتشكيلته المثالية خاصة في الهجوم بعد أن تراجع الاتحاد الايطالي عن ايقاف تريزيجيه حيث استند محامي الفريق في ذلك على أن حكم المباراة ومساعده لم يشهدا ذلك الاعتداء على كوتو فتمت مشاهدة اللقطة عبر الفيديو الذي أثبت انه لا توجد خطورة وقرر الاتحاد ما كان قرره في حالة مماثلة وقعت الموسم الماضي حيث انقذت معاينة شريط الفيديو لاعب لاتسيو فافالي.
نعود الى المباراة لنقول ان بيروجيا حل على مدينة تورينو لمواجهة اليوفي على خلفية سلسلة من الهزائم ولاح بينا ان المدرب كوزمي يبحث عن نقطة التعادل من خلال اعتماده على طريقة التكتل الدفاعي ورأينا طوال هذه المباراة فريقا يهاجم وآخر يدافع وتجدر الاشارة الى ان ليبي عاد الى طريقته التكتيكية القديمة التي مكنته من حصد 3 انتصارات، على فينيسيا 4/صفر واتلانتا 2/صفر وكييفو 3/2 وهي طريقة تعتمد على العمق الهجومي للاعبين ديل بييرو وتريزيجيه من خلال الرسم التكتيكي 2/4/4 مع الاعتماد على اللاعب ندفيد في مركز لاعب وسط ميدان على الجهة اليسرى وهو المركز الذي تألق فيه هذا اللاعب مع فريقه السابق لاتسيو. كما أشرك تيدور كلاعب ارتكاز مكان ديفيدز ولم يحدث ليبي إلا تغييرا وحيدا على التشكيلة التي واجهت ليفركوزن في دوري الابطال باشراك مونتيرو مكان يوليانو الى جانب تورام في محور الدفاع.
بدأ اليوفي المباراة بقوة وحاول حسم الموقف من أول المباراة وفي أقرب وقت ممكن حيث يعرف بخبرته انه كلما تقدم الوقت كلما كان ذلك في صالح بيروجيا. وكانت التوقعات في محلها، حيث وجد اليوفي صعوبات كبيرة في فرض سيطرته على المباراة خاصة وان المدرب كوزمي كان مركزا على أمرين مهمين محاصرة الاطراف والرقابة اللصيقة رجل لرجل للاعبي منطقة وسط الميدان وتمكن بذلك كوزمي من شل حركة اليوفي الى حين. وكان طرد اللاعب بلادزي من بيروجيا إثر تدخل عنيف على ديل بيرو نقطة تحول في المباراة بالرغم من ان بيروجيا نجح في انهاء الشوط الاول على نتيجة التعادل السلبي. ولم نشاهد خلال هذا الشوط فرصا كثيرة لليوفي قياسا بالسيطرة الميدانية التي فرضها على منافسه خلال هذا الشوط حيث اعتمد بالاساس على الكرات الثابتة والتسديدات من خارج منطقة الجزاء في غياب المساحات.
في الشوط الثاني سهل الهدف المبكر الذي أحرزه نيدفيد من كرة ثابتة نفذها ديل بيرو (ق54) مهمة اليوفي الذي اصبح يلعب بدون ضغط نفسي وبالمناسبة هذا هو أول هدف يحرزه التشيكي مع اليوفي هذا الموسم اضافة الى انه أول أهدافه بالرأس في الكالشيو منذ تعاقده مع لاتسيو في موسم 96/97 كما قدم نيدفيد يوم السبت افضل مباراة له مع فريقه الجديد. ورغم هذا الهدف لم يخرج بيروجيا من مناطقه الخلفية ولم يتخل عن تكتله الدفاعي وبقي يلعب بمهاجمه فيريزاس وحيدا في الهجوم. وبين الشوطين ونظرا لطرد لاعب بيروجيا بلادزي حيث اصبح يلعب بمهاجم وحيد قام ليبي مدرب اليوفي باشراك ديفدز مكان بسوتو الذي أخذ مكان برنديللي كظهير أيمن.
وأصبح رينوني يشكل عمقا وسط الميدان مع تيدور بينما رجع نيدفيد على الجهة اليسرى وأصبح اليوفي يركز على الاطراف. وإثر عرضية مليمترية من زينوني تمكن تريزيجيه من احراز الهدف الثاني لليوفي من تسديدة رأسية. ويعتبر فوز اليوفي مقنعا وجاء بعد 48 ساعة فقط من مباراة ليفركوزن واثبت بذلك قوة ذهنية وجاهزية كبيرة للاعبيه بدنيا اضافة الى ان هذا الفوز جاء قبل 72 ساعة من المباراة المهمة التي تنتظر الفريق مع الارسنال في دوري ابطال أوروبا.

أحلى أيام الإنتر

دخل الانتر هذه المباراة بهدف تعويض خروجه من منافسات كأس ايطاليا على يد أودينيزي كما دخل المدرب هكتور كوبر من أجل كسب هذه المواجهة امام اتالانتا ولم يكن هذا الرهان سهلاً باعتبار أن أتالانتا عائد بقوة للدوري بعد أن خرج من المنطقة الخطرة حيث لم يشهد انطلاقة جيدة مثل الموسم الماضي خاصة بعد أن فرط بالبيع في أفضل لاعبيه زينوني ودوناتي للميلان. لكن تمكن فافاسوري بحنكته من تدارك الموقف وعرف بخبرته الطويلة كيف يتعامل مع هذا الوضع. على صعيد الانتر يعرف هذا الفريق أحلى ايامه مع الارجنتيني كوبر وهو بذلك يعرف بداية موسم بعد أن تخلص من كابوس الموسمين الماضيين. وقدم الفريقان بالمناسبة أفضل مباراة خلال الاسبوع الثالث عشر.
بدأت المباراة سريعة وعرفت ايقاعاً عالياً رغم الأخطاء التحكيمية العديدة خاصة وأن الحكم حرم اتالانتا من هدف أكيد بعد أن تدخل حارس الانتر تولدو وأخرج الكرة بعد أن تجاوزت الخط النهائي للمرمى وكان الانتر هو الذي افتتح النتيجة اثر تسديدة رائعة بالقدم اليسرى للاعب ديبيادجو (ق 8) لكن تمكن اللاعب دوني من احراز هدف التعادل (ق 12). وشهدت المباراة ايضا اندفاعاً بدنياً كبيراً اضافة الى انها عرفت معركة حقيقية مدارها السيطرة على منطقة وسط الملعب ابطالها الاربعة كانوا زينوني ودوني من أتالانتا وديبياجو وكريستان زانيتي من الانتر. وتمكن اللاعب دوني من احراز هدف السبق لفريقه اتالانتا من ضربة جزاء ق (22) وخرج بذلك فريق مقاطعة بارجامو متقدماً 2/.1
في الشوط الثاني عاد الانتر بقوة وكان الأكثر وصولاً للمرمى والأكثر اصراراً على التهديف وتمكن بواسطة اللاعب فييري من احراز التعادل اثر ضربة جزاء ق (60).
وعلى اثر كرة ثابتة تلقى نفس اللاعب فييري تمريرة دقيقة بالمليمتر من أقدام ريكوبا احرز منها هدف السبق للانتر (ق 75). واثر هذا الهدف رمى اتالانتا بكل ثقله في الهجوم لكن دون جدوى خاصة وأن الانتر كمان ممسكاً جيداً بالخيوط التكتيكية ومفاتيح اللعب ويتحكم في الايقاع العام للمباراة وعلى اثر توغل على الجهة اليسرى من ريكوبا ومرر الى محمد كالون الذي تقدم بعض أمتار ثم سدد لتصطدم بمدافع وتلج شباك الحارس ماسيمو تايبي.
بهذا الفوز أكد فريق كوبر أنه يمر بفترة انتعاشة قصوى وأثبت انه في أحسن حالاته وانه افضل فريق في الكالشيو حالياً والأكثر استقراراً في النتائج.
كما تمكن الانتر من استعادة الصدارة المفقودة اثر الجولة الثامنة بعد خسارة الدربي أمام ميلان 2/4 عن جدارة واستحقاق.