تسلق سلم المجد والشهرة على خطى العمالقة.. ونال شعبية فوق الوصف تجاوزت حدود أوروبا.. وحطم الرقم القياسي كأول لاعب يلعب 150 مباراة لمنتخب بلده ولم يفكر في مغادرة الملاعب الكرة حتى وهو في سن 39.
لكن ماثيوس الذي تحدى الاعتزال وطمع في شهرة فوق المعقول دفع الثمن غالياً ولم تشفع له شهرته وجاءت كبوته في أمريكا أكثر ألماً وجرحاً مما اضطره إلى صمت رهيب,قبل أن يأتي النجم المصري المخضرم حسام حسن ليضع الملح على جرحه عندما انتزع منه رقمه القياسي العالمي.
تألم النجم المخضرم لوثر ماثيوس من سقطته المذلة في بطولة أمم أوروبا 2000 وجرحت الصحافة والجماهير في ألمانيا كبرياءه عندما انتقدوه نقداً مبرحاً ضاربين بعرض الحائط تاريخ نجمهم اللامع وبطلهم المشهور وحز في قلبه أن يتناسى الجميع خدمته للمنتخب القومي الألماني في 150 مباراة ومشاركته في المونديال خمس مرات وإحرازه لكأس العالم والكرة الذهبية في الوقت نفسه سنة 1990 وأيضاً كأس أمم أوروبا سنة 1980.
ولكي يمني النفس, ويرد الصاع صاعين قرر ماثيوس أن يلتحق على وجه السرعة بناديه الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية مترو ستار النيويوركي ليبحث لنفسه عن ولادة جديدة,ويكتب فصلاُ آخر من فصول المجد واللمعان فهو لم ينس أنه دخل نيويورك مثل قائد مظفر عند استقبلته الجماهير استقبال الملوك وأحاط ناديه الجديد بالكثير من العناية والتقدير.
والحقيقة أن ماثيوس الذي تقاعد مع النادي الأمريكي مترو ستار قبل بداية ((يورو 2000)) فضل أن يسير على خطوات قدوته ومثله الأعلى القيصر فرانس بيكنباور الذي لعب لنادي كوسموس نيويورك قبل 25 سنة.. وكان حلمه أن يعانق الأضواء خارج ألمانيا في نهاية مشواره الكروي أملاً أن يزيد ذلك من بريق تاريخه ويمنحه المزيد من الامتيازات أمام قدوته ورئيس ناديه السابق بايرن ميونيخ القيصر بيكنباور فربما قد ينفعه ذلك مستقبلاً.
لكن ماثيوس أخفق في مهمته بأمريكا فلا هو انتقم لسقطته المؤلمة في بطولة أمم أوروبا ولا هو أضاء فصاه الكروي الأخير ولا هو ساعد في انعتاق نادي مترو ستار كما وعد ولا حتى ساهم في تطوير كرة القدم في الأمريكية حسبما كان يردد دائماً خلال وجوده في نيويورك فقد تعرض لكبوة جديدة لكنها أشد وجاءت سقطة هذه المرة لتدق آخر مسمار في نعش ماثيوس وينتهي نهاية صامتة.
زملاؤه في مترو ستار عابوا عليه في البداية عزلته إذ كان عديم الاحتكاك والتجمع بكل للاعبين وفقط كان يتعامل مع بعض المكسيكيين الذين كان يتحدث معهم بالإسبانية وليس بالإنجليزية وجعلت هذه الهفوة من عنصر الانسجام الحلقة المفقودة يبنه وبين زملاؤه خصوصاً المدافعين كما أحدثت شرخاً عميقاً في خط الدفاع الذي ظل ثغرة من دون حل.. لذلك اتهمه اللاعبين بالتهاون والتقصير وعدم بذل أي جهد فقالوا عنه: ((جاء إلى نيويورك وكل ما نجح في فعله هو التحول.. وأبداً لم يندمج مع الفريق.. وكنا نشعر بأن باله مشغول في شيء آخر.. وفي جهة ما)).
وتوترت علاقة ماثيوس مع اللاعبين مع كل أعضاء النادي عندما عبر رئيس مترو ستار نيك ساكيويز بأنه كان خيبة أمل لأنه ظهر ضعيفاً في كل المباريات ال16 التي لعبها من أصل 32 وكانت إصابته في ظهر يوم 27 يونيو بعد يورو 2000 في مباراة ضد فريق سان خوصي بمثابة النقطة التي أضافت كأس التوتر بينه وبين رئيس النادي إذ كان من المفروض أن يخضع للعلاج والترويض بحثاً عن الشفاء من أجل عودة سريعة.. لكن مجلة ألمانية نشرت صورة له هو وخطيبته مارين أبنة الدكتور مولير وولفارت طبيب نادي بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني وهما يستمتعان بحمام شمس على شاطئ سانت تروبيز الشيء الذي أغضب نيك ساكيويز فصرح قائلاً: ((لن يكون ماثيوس طرفاً في النادي الموسم المقبل, انتهى مستقبله مع فريقنا لقد يئسنا من سلوكه وتصرفاته ويمكنه أن يذهب إلى أوروبا أملا في أن ينهي مشواره مع ناد آخر أو يدخل عالم التدريب هناك)).
وحزم ماثيوس حقائبه وخرج من الباب الضيف في صمت وهو يندب حظه دون أن يكون متيقناً من إمكانية أن تتاح له فرصة أخرى لينهي مشواره على نحو لامع وضيع مبلغ مليون و200 ألف دولار قيمة تجديد العقد مع امتيازات أخرى وحتى حلم الاستقرار بنيويورك ذهب أدراج الرياح وغادر شقته التي استأجرها في مانهاتن بمبلغ عشرة آلاف دولار في الشهر.
وفي ألمانيا بالكاد يذكر الألمان نجمهم الذي توارت عنه شمس النجومية ووحده بيكنباور يحمل همه ويدعوه للعودة لبايرن ميونيخ كلاعب حتى وهو في سن الأربعين لكن ماثيوس الذي منح نفسه إجازة مفتوحة ربما قد يعود إلى الفريق البافاري كمدير فني إذ يكتفي حالياً بالاستمتاع بالأسفار والعمل في سوق الدعاية والترويج لشركات الكمبيوتر والموبيليا وأيضاً العمل في محطة تلفزيونية تجارية كمعلق رياضي.

سيرة ذاتية :
*من مواليد 21 مارس 1961 بمدينة أيرلانغن الألمانية.
*طوله 177 سم ووزنه 78 كلغ.
*وقع أول عقد احترافي سنة 1979 مع بروسيا مونشنغلادبلخ.
*التحق بنادي بايرن ميونيخ سنة 1984.
*في عام 1988 انتقل إلى إيطاليا ليلعب مع إنتر ميلان.
*في عام 1991 عاد إلى بايرن ميونيخ الألماني.
*سنة 2000 انتقل إلى أمريكا للعب مع مترو ستار النيويوركي.
*أحرز بطولة ألمانيا سنوات 85 و 86 و 87 و 94 و 97 و 99.
*فاز بكأس ألمانيا سنتي 86 و 98.
*أحرز بطولة إيطاليا سنة 89.
*فاز بكأس الإتحاد الأوروبي عامي 91 و 96.
*فاز بالكرة الذهبية وبجائزة أفضل في العالم سنة 1990.
*أحرز لقب أحسن لاعب في ألمانيا 1999 وعمره (39).
*لعب 150 مباراة دولية مع المنتخب الألماني (المباراة الأولى ضد هولندا يوم 14/6/1980 والمباراة 50 ضد اسبانيا يوم 15/10/1986 والمباراة رقم 100 ضد أمريكا يوم 13/6/1993 والمباراة 150 ضد هولندا يوم 20/7/2000.
*لعب في بطولة أمم أوروبا سنوات 1980 و 1984 و 1988 و 2000.
*وفي بطولة كأس العالم شارك خمس مرات 1982 و 1986 و 1990 و 1994 و 1998.
*فاز بكأس أوروبا سنة 1980.
*أحرز كأس العالم سنة 1990

شكرا لك أخوي ابو سعود الهلالي ...

نهاية مؤسفة لنجم مشهور ولاعب عملاق ... أعماه حب العمادة ... والبقاء لأطول فترة بالملاعب لتحطيم الرقم القياسي بعدد المباريات الدولية !
وكان لهُ ما أراد على حساب مستواه الفني وأسمه كلاعب مميز للأسف .