19/04/2007, 01:59 AM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 08/04/2007
مشاركات: 43
| |
سهرة في كف الأرق آوى إلى فراشه مبكرا ، و وقف على سريره المبعثر ، حاول ما استطاع ترتيب وسائده و لحافه .. ابتعد عن سريره باتجاه جهاز التكييف ، رفع يده لتشغيله ، و هو يحمد الله على هذه النعمة ، فالمكان تضيق النفس من حرارته .. خطوات و إذا هو مستلقٍ على فراشه ، و قام بضبط منبه الساعة على أذان الفجر ... أطفأ الإضاءة الجانبية ، و أسلم عينيه لنوم عنيد يأبى استلام عينيه ... أصر على وضع رأسه المثقل بالهموم على وسادته ، و أمسى يطارد النومَ و لا يجده له أثر .. فجأة وجد نفسه أمام مسؤول التظيف في تلك الشركة الكبيرة جدا ، فهي بالنسبة له حلم حياته الوظيفية ، و منتهى آماله العملية .. يقوم المسؤول بتوجيه السؤال له قائلا : " كيف هي لغتك الإنجليزية ؟ " نظر هو في نفسه و لا يدري ما يقول ، فلم يكن له حظ أو نصيب من الدراسة بتلك اللغة ، و لا يستطيع تعلمها في موطنها ، ولكن لابد من جواب مقنع ، ففكر في جواب ينجيه من سوء تقديرهم له و يبعده عن مهاوي الكذب .. فقال " لست أدري كيف هي لغتي . و لم أجرب نفسي ، و لكن أفهم الكثير مما يقال ، وليس المهم أن أعلم تلك اللغة ، و لكن المهم أن لدي القدرة على تعلمها " قام مسؤول التوظيف بمط شفتيه مبديا عدم تقبله لهذا الرد العائم . فجأة وجد نفسه في مرقده و هو يتصبب عرقا ، بالرغم من برودة الجو و ظلام المكان سوى من إضاءة خفيفة يسببها مفاتيح جهاز التكييف ... انقلب على جهته الأخرى لعل الاستلقاء على هذه الجهة يستدعي غائب النوم ، ثم أغمض عينيه ... مرت لحظات من خفوت النشاط العقلي لديه و بدأ استسلامه للنوم ، و فجأة فتح عينيه و أضاء المصباح بجانبه ، ونهض من سريره متجها لخارج الغرفة . حاول التذكر و هو في غرفة الجلوس اتصال مسؤول التوظيف و طلباته من الأوراق الرسمية لتقديمها عند المقابلة ، وقام بتجميع تلك الأوراق و ترتيبها و وضعها في مكان بارز خشية نسيانها .. و بعد إن اطمئن من تكامل الأوراق ، عاد إلى غرفته ، و انطرح على فراشه ، و هو مصرٌ على النوم هذه المرة .. بدأ يقرأ ما يحفظه من القرآن في جو هادئ و بارد يدعو إلى النوم ، و استمر في القراءة لعل النوم يطرق أجفانه ، و لكن النوم هذه الليلة عنيد و يأبى الحضور لاستلام عينيه .. توقف عن القراءة قليلا ، فإذا بالمسؤول عن التوظيف يسأله " ماذا تعرف عن شركتنا ؟" فبادره قائلا " أعرف أنها من أكبر الشركات في بلدي ، و هي تعتبر طموح كل موظف " ثم اتجه إلى نفسه يقول لها ( و هل يضرهم توظيفي إذا كنت لا أتقن اللغة ، و هل اللغة إلا قليلا من الممارسة ) انتبه لصوت التكييف يتغير ليزيد من برودته .... ((التمكلة في الرد القادم - إن شاء الله - ))) |