
عندما تأتي بحور الليل الصــــامتة, تخلد الأجساد للراحه ...طلبا للطمأنينة المفقودة....
ماذا أسمع ؟؟؟.... صوت انفجـــار, نعم هذه هي الحان النوم لدينا, فنحن لا ننام إلا على موسيقى المـــــآسي التي اعتدنا سمـــــاعها...
تشرق الشمـــس وتشرق معها أوراق الحزن اليابسة التي تحملها طيـــــور تغرد على الحطام .... نعم .... الحطام ولا شيء غيره....
أين أنت يا أبي ؟ أين أنتِ يا أمي ؟ أين أنتم يا أخوتي؟ .... لا أرى أحدا ....لا تذكرت أين أراهم ... أنني أراهم عند نومي .... فقد اصبحوا حلم السعادة المسلوب... قتلوا في مشهد من مشاهد الظلام الدامية ...قتلوا وتركوني وحيـــــدة...أرى شعبي في دخان الحروب مجرد سراب لكلمة شعب ....
أمشـــــي حافية القدمين على الحجارة عــــلى بقايا رصاص الصهاينة على طريق الوحدة على طريق سلام الشعوب الموحش !!..لكي اعيش وحدي ولا أعلم ماذا قد يحدث لي ....
أنا خائفة ..... أنا متعبة ........أنا جـــــائعة ...... لا أحمـــــل معي سوى قطعة بسكـــــــويت....
ماذا تــــــــريد؟.........لا ..........هذا طعامي , ويأتي هذا الوحش ليأخذ بسكويتتي ....أخذ طعامي ....أين أذهب ؟ أين أنام؟ ....لست أعلم.
أحس بأن قلبي قد فقد قوائمه التي كانت تسنده , وأن روحي الصغيرة قد بكت جرم الحروب القاسية......متى سيقتلونني ......لماذا ينظرون إلى هكذا.......هــــــــــــل أنا مجرمة؟
نعم ......أنتي مجـــــرمة ..
وما هو جرمي ....؟
جرمك هو أنك طفلة عربية مسلمة.....
هل هذا إجرام بنظركم ؟
نعم
والذي تفعلونه بنا أليس بإجرام ؟!!!!!
لا ...... إنه نوع من أنواع التجميل الجغرافي والسكاني لهذه المنطقة ..... فنحن نزرع الجماجم ونسقيها بدمائكم ونهدم المباني ونيتم الأطفال كما فعلنـــــا بك يا طفلة الحجارة ........أرأيتي أننا لم نجرم.....
..... أقولها ودموعي تسبق كلماتي .....فعلا أنتم لم تجرمون فقط بل اجتزتوا معنى كلمة إجرام ....بلا أنتم مجرمون وقاتلون وسارقون وميتمون حتى بسكويتتي كنتم لها سارقون ....