صــدقوني هــذا " القـــــرار" أهـــم من بطـــولات الموسم والوصول للعالمية....
السلام عليكم,,,
إن مايميز العمل المؤسسي ليست نتائجه المشاهدة بل هو ديمومته وتغلغل جذوره الى أعماق ضاربة في المتانة, مما يعطي المنشأة الإطمئنان أن ثقافتها ستتشربها أجيال قادمة تحمل صولجانها الى حيث القمة ولا شيء غيرها...
الهلال منشأة هائلة يكفيها تيهاً إحتوائها نصف الشعب, والنصف الأخر كانت له خياراته التي ربما أنهم يندبون حظهم أنهم لم يستظلوا مع النصف الأول...
الهلال بداياته حكايه وعنفوانه تاريخ وحاضره إسطورة...
الهلال لم يكن يوماً يستجدي صعوداً بقرار, أو بطولة تلعب وحضورها فقط شمس وهواء إن زأر فهو محتجاً على بطولة عرجاء...عرجاء.. عرجاء ياولدي...
ولد عصامياً, وشب فتياً, فكان قطافه كادي وقرنفل وعنبر...
كانت له الريادة في كل شيء, فكان لزاماً ان تستمر هذه الثقافة ولا نسمح أبداً أن تستباح أو يخبو وميضها...
حينما كانت البدايات الترابية يكفيها اللاعب الماهر حتى لو تجاوز العشرين ربيعا كان له القدح المعلى في ذلك,,,
وحينما كانت الحاجة لمدارس النشء, لم يحز قصب السبق فقط بل كان في المضمار لوحده, فكان لا يسابق إلا نفسه, فكان هناك زوران وبروشتش وكوبالا والطوخي,,,
ولكن ماذ عن الان..؟
الان تغير الزمان, فالفضاء لم يعد متاحاً لزرع هياكل حديدية تسمى أقماراً, بل الانسان قرر أن يذهب هناك للسياحة,,,
والان في اليابان لم تعد الامية هي أمية الحرف, بل هي أمية الكمبيوتر,,,
الأن, أصبح إبن السبع سنيين يمكنه وهو على سريره أن يبحث عن مايدور- في نفس اللحظة –في حي هارلم بنيويورك,,,
أصبحت العلمية هي الفاصل بين أن تعيش وسط هذا العالم وبين أن تقف متفرجاً مجتراً ماضياً كنت فيه عزيزا,,,
لم تعد الكرة مهارة فحسب بل هي علم يلزم لمن ينشد الريادة أن يعلمها منذ مراحل مبكرة,,,
هي ليست كرة تركل, بل هي نمطية تعامل مع بيئة إحترافية بكل جوانبها,,,
هي مباديء وأسس يجب أن يتعلمها الناشيء قبل الثامنة, حتى إذا وصل العاشرة فإذ به يحسن إتقانها, وفي الثانية عشرة تصبح عنصراً اساسياً من شخصيته داخل الملعب وخارجه,,,
في هذا الوقت لم تعد تقليدية تجميع اللاعبين عن طريق الكشافين أو دوري الحواري كافية أو مقنعة لمن ينشد المحافظة على ثقافة (( الزعامة دوماً)),,
تأملوا كم من لاعب تنافسنا من أجل ضمه, ودفع فيه مبالغ باهظة وبصخب أعلامي, وبعد سنتين فقط تجده يتصدر قائمة المنسقين بدون حتى التفكير في مقايضته بلاعبين بأندية أخرى لإنه بإختصار ذو بضاعة مزجاة,,,
أغلب اللاعبين الذين تسجلهم الأندية في مراحلها السنية قد تجاوزوا الست عشرة سنة, فهؤلاء إن لم يتم تنسيقهم فمن الصعوبة أن تعلمهم أن الكرة علم مع الموهبة, فلذلك ستجد أن الفريق اسيراً لموهبته فقط,,
يقول الكابتن محمود الخطيب نائب رئيس النادي الأهلي المصري على هامش إفتتاح ثلاث-أعيد ثلاث- أكاديميات خارج القاهرة:
((...أن الأكاديمية لها أهداف بخلاف الرياضة إنطلاقاً من دور الأهلى الأساسى فى خدمة الوطن مؤكداً أن الأكاديمية نبعت من فكرة تواجد الأهلى فى كل مكان واستغلالاً لشعبيته الكبرى التى تتنامى يوماً بعد الآخر .. وأوضح الخطيب أن الأكاديمية لها بعد إنسانى وهو دور الأهلى فى تكوين شخصية النشء, فالأهلى ليس دورة فى تنمية الفرد رياضياً فقط وإنما دورة فى أكبر من ذلك بكثير مشدداً على أن هناك ثلاثة أهداف رئيسية للأكاديمية وهى السلوك والهواية والموهبة..))
دور في خدمة الوطن- تواجد في كل مكان-إستغلال شعبيته- دور في تهيئة النشء, وأخيراً هي السلوك والهواية والموهبة... أليست هذه المعطيات حري بمنشأتنا العظيمة أن تكون من منظومة عملها؟
ألم يستفزكم- نحو الفعل الإيجابي- أكاديمية النادي الأهلي السعودي, وكيف كان الاكتساح لها بتضمين منتخب البراعم ثلاثة عشر برعماً من إنتاجها؟
بل سنشاهد النتائج الرائعة لهذه الأكاديمية بعد سبع سنيين فقط من الأن,,,
كيف لنا ونحن الزعماء, سبقنا غيرنا-بخلاف النادي الأهلي- نحو تأسيس أكاديميته,,,
نحن نملك كل المعطيات نحو قرار إنشاء (( أكاديمية الزعيم)) , فحاضرنا مزهر, وكوادرنا جاهزة, وثقافتنا تنبع من ديمومة التفوق, والاستفادة من التوهج الحالي نحو فعل مستقبلي مبهج,,,
فلماذا التأخر؟
سؤال حرت في إيجاد جوابه؟
قلنا لكم اننا نتعامل مع منشأة عظيمة, والعمل المؤسسي نحو إستشراف المستقبل اشبه بما يكون تفعيل مصطلح (( التنمية المستدامة)) , بل هو التفعيل بعينه, وهذا المصطلح يعني:
((التنمية التي تهدف إلى الوفاء باحتياجات الأجيال الحالية دون أن تشكل تهديداً لقدرة الأجيال المستقبلية على الوفاء بإحتياجاتها..))
فإستناداً الى هذا التعريف, فإحتياجاتنا الحالية بطولات ومتعة, وأجيال المستقبل نريدها أن تنعم بما نحن فيه من متعة, فالوهج الحالي يغري لاتخاذ قرار كهذا لإنه لايمكن أن تتخذ قراراً نحو المستقبل وأنت تقاتل في حاضرك,,,
نريده قراراً يخلد صاحبه ليس فقط في متحف الزعيم, بل سيكون حاضراً في كل هدية يقدمها لنا إنتاج الاكاديمية مستقبلاً,,,
مايميز العمل المؤسسي هو حاجته الى قرار شجاع مع نكران الذات لإن نتائجه لاتبرز مباشرة بل هي تحتاج الى سنوات لقطف ثماره, وهو مانلمسه حقيقة في رئيسنا الرائع حيث نرى إستمراره شجاعة ونكران للذات في نفس الوقت,,,,
مارأيكم بإسم (( أكاديمية فيصل بن سعود بنادي الهلال)) , حيث أن رجلاً قدم مايقرب من مائة مليون في عامين ونصف حري أن يخلد إسمه وهو الذي لن يتوانى في دعم بدايا تها,,
تكلفة إستمرارية الأكاديمية لن تكون عائقاً إذا علمت أن تكلفة لاعب مثل الفان هي ستمائة الف دولار( مليونين ومائتين وخمسون الف ريال) ولو اضفنا مثله تماما وهو مبلغ جيوفاني العام الماضي لكان الإجمالي( أربعة ملايين وخمسمائة الف ريال),,,
وفي المقابل فإن تكلفة مصاريف الأكاديمية السنوية هي مليونين ريال( بالقياس على النادي الأهلي السعودي حيث ذكرت ذلك بعض المصادر الإخبارية),,,
أي أن تكلفة لاعبين أجنبيين فقط تضمن لنا الصرف على الأكاديمية لمدة سنتين ونصف, ياله من ثمن بخس لو فطنا له..!!
هذا بخلاف تكلفة رودريغو, واللاعب البرازيلي الذي مازال يتمرن وغيرها من المصاريف الكثيرة غير المقننة,,,
افلا يجدر-مثلاً- أن نعلن الإستغناء عن إثنين من اللاعبين الأجانب طوال المواسم القادمة والإقتصار على واحد وتوجيه مبالغهم للصرف على الأكاديمية..
إن إستقطاع 15-20% من دخل الإستثمارات السنوية في النادي كاف جداً أن تكون أكاديميتنا عالمية المنهجية والإنتاجية على حد سواء,,,
إن فوائد الأكاديمية تحتاج الى مقالة مستقلة, ولكن يكفي أنك ستؤسس لاعبين منذ نعومة (( أقدامهم)) على ركل الكرة بالفكر وبالعلم قبل الموهبة, هذا بالإضافة الى الإطمئنان الذي سيجعلك تعيش فيه وأنت تعرف أن تهديدات المنافسين بسحب نجومك لن تهز فيك شعرة لإنك إذا رفعت رأسك ستجد أن مصنعك مازال ينتج مما يعني أن ثروة منافسك بالكامل لن توقف توهجك, فضلاً عن أنك لن تكون تحت رحمة النجم فلن يكون لوحده أو معه فقط أفراد بل ستكون كل الكتيبة سوبر ستار...
وفي المقابل, فإن إنتاج الأكاديمية سيكون إما سوبر ستار أو ستار, وسيعطيك الفرصة أن تحتفظ بالسوبر, وأما الستار فيمكن أن تبيع عقده الى أندية أخرى داخلية أو خليجية مما سيجعل هذه الأكاديمية بعد عقد من الزمان تصرف على نفسها وقد تحقق أرباحاً...
منذ فترة وأنا أتطلع الى الصحف, وأمني نفسي بأن زعيمنا كان يحضر لنا مفاجأة وسأفتح عيني عليها مع قهوة الصباح, ولكن خيبتي ترتد علىّ...!!
فما زلت أتطلع الى ذلك المانشيت الذي سيجعلني أنتشي معه وله أكثر من فرحي لبطولات الموسم كلها أو حتى الوصول للعالمية,,,
ايها الرئيس الظاهرة هلا أسعدت مملكة بنو هلال بقرار هكذا, سيخلده لك نصف الشعب بمداد من تبر...
الوضع العادي
