بدأت الإنطلاقة المذهلة للدولي الإسباني راؤول جونزاليس من قاع العدم ومن شوارع ترابية وانتهت إلى أضواء دوري أبطال أوربا أقوى وأهم بطولات الأندية الأوربية مروراً بكأس ملك إسبانيا بشهرته وأضوائه...طفولته وشبابه أُحيطت بالفقر والمعاناة بعد أن ولد وترعرع في حي سان كريستوبال أتعس أحياء الطبقة الفقيرة بمدينة مدريد حيث أبصر النور في عام 1977/6/27
ومنذ وقتها دخل في صراع شاق غير متكافئ وهو ينحت في الصخر بأظفاره ليحجز له مكاناً في المجتمع ودوراً في ساحات الكرة..
ولعل مشواره الفريد من نوعه جاء من لفته كريمة من جيسوس جيل الرئيس المثير للجدل لنادي اتليتكومدريد الذي انبهر بمواهبه وقرر ضمه لفريق الناشئين بالنادي وكان عمره وقتذاك لا يتجاوز ال 17 أعوام...وفي عمر الخامسة عشر ومع تواصل بريقة وتفجر مواهبه على نار هادئة خطفه ريال مدريد الخصم التقليدي اللدود ليلعب للفريق الثاني غير أن المراهق الخجول سرعان فرض نفسه بعد عامين حينما جذب المشجعين وحجز لنفسه مكاناً ثابتاً ضمن الفريق الأول في 29 أكتوبر من عام 1994 سجل نفسه كأصغر لاعب في الدوري الإسباني حينما شارك لأول مرة وكان لايتجاوز السابعة عشرة من العمر في مباراة فريقه أما فريق سرقسطة في دوري الثيران الهائجة ...وبعدها بأسبوع فرض نفسه على مانشيتات الصحافة الرياضية في أسبانيا حينما سجل هدفين وجهز اثنين في تلك المباراة التي اكتسح فيها ريال مدريد خصمة اتليتكومدريد ومنذ ذلك اليوم أصبح لاعبا أساسياً في فريق ريال مدريد كما يؤكد المدرب انطونيو كاماشو فقد فاز فريقه مرتين بلقب بطولة أندية العالم ومرتين بكأس أسبانيا ..وعلى مستوى المشاركات الخارجية للمنتخب فقد تم تجاهلة في بطولة أمم أوربا عام 1996 فأنتظر عاما كاملاً ليدشن أول مشاركة له أمام منتخب جموهرية تشيكيا في 1996/10/9
الان يعتبر راؤول جونزاليس رقما قياسياً لايستطيع أي مدرب تجاهله أو تناسيه رغم النتيجة المحبطه لمنتخب أسبانيا في مونديال 1998
غير ان راؤول عاد وتألق في التصفيات المؤهلة لأمم أوربا عام 2000
حيث كان هداف التصفيات برصيد 10 أهداف من 8 مباريات منها أربعة في شباك منتخب استونيا وهاتريك في مرمى سان مارينو......
مهاراته العالية وأداؤه المميز جعله يحتل مكانة مرموقة ضمن الشخصيات الهامة في أسبانيا حيث صمم له مجسم كبير من الشمع بجانب المشاهير كما وجه الملك خوان كارلوس مصلحة البريد بوضع صورته على طوابع البريد عرفانا وتقديرا له وهو حقيقة تكريم لا يحظى به سوى الأسرة المالكة ...ولا غرو إذ يعتبر راؤول جونزاليس ملكا متوجا للكرة في أسبانيا بعد أن شارك حتى الان في 110 مباراة دولية أحرز فيها 49 هدفا.
عقده مع نادي ريال مدريد يستمر حتى عام 2003 ومن المؤكد أن الإدارة لن تفرط فيه حيث أكدت عزمها على تجديد عقده لفترة جديدة لقطع الطريق أمام الأندية التي تتربص به محاولة إغراءه بالملايين.
في أسبانيا يحمل لقب الولد الذهبي للكرة الإسبانية كما يطلق عليه لقب أفضل لاعب في تاريخ الكرة الإسبانية بعد الأسطورة اميليو بوتراجونيو.
بعد زواج راؤول من عارضة الأزياء المشهورة مامن سانز أصبح الثنائي مرادفاً ورداً بليغاً للانجليزيين ديفيد بيكهام وزوجته فتاة التوابل فيكتوريا وابنهما بروكلين وبالذات بعد ان أنجبت له زوجته الحسناء طفلاً ملأ حياتهما أطلقا عليه اسم جورج فالدانو الذي اكتشفه...ولكن رغم شهرته الطاغية وبرغم أن عقده يؤمن له 3.5 مليون دولار كل عام وبرغم شركات الإعلان التي ترعى نشاطه وتؤمن له ضعف هذا المبلغ سنويا فإن راؤول إنسان بسيط لاتستهويه الأضواء ولايميل لحياة البذخ والترف والسكن في الأحياء الصاخبة للمجتمع المخملي في العاصمة مدريد...فهو يقول بأنه هو وزوجته لايحبان الأضواء والشهرة ويضيف اللاعب المشهور الذي يمزج التسديدات الصاروخية بالتصويبات المتقنة والفنيات العالية والقدرة الفائقة على تدويخ أعتى ترسانات الخصم الدفاعية بالمراوغة من كل الاتجاهات بكل تواضع "هناك بالطبع لاعبون أفضل مني عطاء ولكن سبب نجاحي هو الجهد المبذول والعرق المسكوب داخل المستطيل الأخضر"
وبعد هذا كله ألا يستحق هذا المبدع لقب الولد الذهبي للكرة الإسبانية؟
أتمنى يعجبكم الموضوع
شكرا لكم
بطاقة راؤول الشخصية موقع ناديه ريال مدريد 
وهذا موقع آخر لريال مدريد 
الوضع العادي
