بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد ,,
أعتذر عن الفترة الماضية حيث كٌنت مٌقل جداً في المشاركة , ببساطة لم أجد ما أضيفه على المجلس ! , وليعذرني الاخوة الاعزاء حين أقول أن المجلس فقد بريقه , وبات شاحب مُغبر ,
كثر فيه اللا فائدة , وقلت فيه المنفعة , فانا صادق فيما أقول , والله المستعان .
----------------
اليوم وانا أتصفح احد المواقع , أعجبني مقال , وقررت أن أكتبه بتصرف , وآخذ رأيكم فيه , ولعله يضيف شيء جديداً على القسم ..
.........................................
.:. نهر الجنون في البسيطة جارِ .:.
" هل تشرب من هذا الكأس ؟ "
يحكي ان طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة , فصار الناس كلما شرب منهم احد من النهر يصاب بالجنون . وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون , حتى اتى صباح يوم استيقظ الملك فيه واذا الملكة قد جٌنت , وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!
نادى الملك بالوزير : يا وزير لقد جٌنت الملكة ! أين كان الحرس ؟
الوزير : لقد جن الحرس يا مولاي !
الملك : اذن اطلب الطبيب فوراً ..
الوزير : لقد جن الطبيب يا مولاي الملك : يا الهي .. ما هذا المصاب ، من بقي في هذه المدينة ياوزير لم يجن ؟ رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوانا الملك : يا الله أأحكم مدينة من المجانين !! الوزير : عذرا يا مولاي ، فان المجانين يدّعون أنهم هم العقلاء , وأنه لا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون ! فكيف يتهموننا بالجنون !! الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر , لكي يتجنبوا الجنون ، لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب , ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن .. هم الأغلبية , هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة , هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون ..
هنا قال الملك : يا وزير أغدق عليّ بكأس من نهر الجنون .. إن الجنون أن تظل عاقلاً في دنيا المجانين .. ============
بالتأكيد إنه خيارٌ صعب أن تعلم أنك مُصيب في رأيك , ولكن تستسلم لأراء الناس , لكي لا تتهم بمثل تلك التهم ..
============
عندما لايوجد سقف أعلى لطموحك , وتجد أن غالبية الناس لايوجد لديهم طموح , وتقف عاجزاً عن السباحة عكس التيار , هنا يجب أن تختار , والاختيار صعب ! إما أن تنفرد برأيك فتصبح مجنوناً بنظرهم ! أو تجن مع المجانين ! في كلتا الحالتين الجنون مصيرك , أما بإقوال الناس , أو بموافقتك على أرائهم .
هل عرض عليك مسبقاً الشرب من نهر الجنون !! يالتأكيد أجابتكم ستكون لا ..
هل قال لكم شخصاً في الماضي : " معقولة كل الناس خطأ , وأنت الصح ؟ " << هذه إحدى الصيغ لـ الدعوة لـ إحتساء كأساً من نهر الجنون ! عندما تسمع ما قاله هذا الشخص , هل ستوافقه , وتشرب من الكأس الذي يقدمه لك , أم تنفرد وتنعزل , وتحارب , وتظل مجنوناً في نظر الكل ؟
قد لايكون الموافقة او الرفض في كلا الحالتين جنون , بل قد يكون الرفض جنوناً , والقبول جنوناً ايضاً ..
في وقت مضى ألحت إحدى الفتيات , على القبول بزوج , وكانت عائلتها ترفض زواجها بهذا الشخص , ولكن ابنتهم الحت عليهم وقالت بإنها ستجد معه مالا تجد مع غيره , وانه سيسعدها , وانها تحس بتوافق بينها وبينه , وأنها .. إلخ ..
وينقلب الحال رأساً على عقب بعد الزواج ! أكتشفت أنه أسوأ رجال الدنيا ! وأنه كانت مجنونة حين رفضت رأي اهلها وهم جماعة وأنفردت برأيها الشخصي ! ..
============
فعلاً هو أمر محير أن تختار , ولكن لابد من ذلك , سأترك لكم مساحة لتثروها بالجدال والنقاش , لأنني على يقين أننا هنا في هذه الحياة , لايوجد أتفاق بيننا في كل الامور , بل بعض الامور تزيد حلاوتها عند الاختلاف ..
ولنتذكر :
.. أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ..
.:. دمتم سالمين .:.